تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : دعوة للحب



chidichidi
04-19-2006, 09:29 PM
لست أحدثكم عن الحب الذي يسوق منذ أمد غير قصير

ويقدم كنموذج براق وفي هالة قشيبة مبهرة في المسلسلات والأشرطة

والأغاني والقصص والمسرحيات ، يقدم بشكل يخلب عقول الفتيات البريئات

ويدعونا عبر وسائل الأعلام المختلفة جهاراً ونهاراً للخروج

من جلودنا وديننا وماضينا وتاريخنا إلى حياة لا نعرفها

ودنيا لا نألفها وطبائع لا نفهمها !!



ليس حديثي عن العلاقات الشيطانية التي ألبسوها وغطوها

بمسمى الحب والحب الحقيقي بريء منها براءة الذئب من الدم أبن يعقوب

فتلك العلاقات إبلس أصحابها وهم يركضون خلف الحب والعشق المزعوم



فهذه المرأة وقد خانت زوجها وفرطت في شرفها وشرفه

وداست على قدسية دارها وحملت ذلك على شماعة زوجها

وأنها مسكينة مظلومة إذا أرتكبت جريمة الخيانة بدافع الحب ( كما يقولون )

لمن شاركها الجريمة ، وتتعاطف العواطف معها بفضل حنكة المخرج

وحبكة المؤلف وأداء الممثلون فيقلبون الذئب إلى حمل والثعلب إلى أرنب

والفاحشة إلى حب والنجس إلى طاهر والحرام إلى حلال

والخبيث إلى طيب ( لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ)



ليس الحب الذي تعلم فتياتنا وفتياننا وشبابنا تفاصيله

وأخذوا دروس خصوصية مجانية عبر الأغنية والفيلم والمسرحية والقصة

وعنوان الدرس .. كيف ينتصر الحب ؟

ومن يشاهد أعلام دولنا العربية يظن أننا قد تم حل جميع المشاكل

والقضايا المعاصرة في أوطاننا .. ولم يبقى إلا مشكلة واحدة وهي الحب والغرام

فحولها ندندن !! .



قطعاً وليس شكا و اعتقاداً جاوز ظنا

أنه غير حب الهوى الذي يهوى بأطرافه إلى غياهب الجب السحيق

ولكن دون أن يلتقطه السَّيَّارَةِ .



أنه ليس حب الوله والشوق إلى الحبيب ونظرة من الحبيب

تطفئ لهيبا متأججا كالجحيم



فجعلت تلك الأمور من المحب إذا كان طالباً يترك ميادين العلم

ليتسكع مع محبوبته فهو لن يخلف للغرام موعداً

وإذا كان موظفاً فلا بأس من التغيب على حساب الوظيفة

فمبرره المؤمن لا يخلف وعداً ولو حضر في الموعد الشيطان

( الا وثالثهما الشيطان) .



وبعد كل ذلك نستمع إلى نتائج كل ذلك



فتلك حاولت الانتحار لأنها هُجرت من قبل الحبيب

وذلك فُصل من الجامعة فكل الوقت إهداره للمعشوقة

وتلك الأسرة تدعدت أركانها .. وغيرها



وما نشاهده اليوم من مناظر مؤسفة وتصرفات سيئة في الجامعات

والمدارس الثانوية وحتى الإعدادية هو شاهد الإثبات الأول على الجريمة النكراء

التي سيقت بثياب الحب عبر وسائل وأدوات الأعلام العربي

والتي هي بالدرجة الأولى ملوثة بدماء الفضيلة والعفة والحياء

و كل ذلك تحت أسم الحب وأنهم ليقولون تحت مسمى الحب منكراً

من القول وزوراً وبهتاناً عظيماً.



ليس ذلك الحب أقصده فذلك فاحشة وساء سبيلا ... فلا تقربوه !!



إنمــــــا الحـــــــب الــــــذي أعنــــــــى



هو الذي يعزك بعد ذله و ينصر بعد غلب ويقوي بعد ضعف.

إنه الحب الحقيقي الذي يحمل في طياته مداني التغيير نحو الأفضل

ويحيل حياتك إلى عمل بناء وعطاء وسخاء

أنه الحب الذي يجعلك تنهض بنفسك لتنظر إلى عيوبك فتعمل

على التخلص منها بجهاد النفس وقوة إرادة



أنه الحب الذي يدفعك لان تكون منهم

من الذين قال فيهم العزيز الجليل (يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ)

فسبحانه ليس العجب من قوله : يحبونه ، ولكن العجيب من قوله (يحبهم)



فكيف إذا وصلت إلى أعلى مرتبة يكون فيها من خلقك ورزقك وأعطاك

وقواك المولى عز وجل يحبك إلى ذاك الحب نسعى

حب الله وحب رسوله وحب الدين



هذا الحب الذي لا يزيدك إلا رفعة وبهاء ونور وعزة

هذا الحب الذي يجب أن نضعه نصب أعيننا لان نتائجه في صالحك

وعوائده مضمونة ورابحة ثم حب الوطن فتبدع في بيتك الكبير

وتعمل على نهضته وتطوره .. وحب الناس أجمعين فتنهض با لهمم

والعمل الدؤوب الخلاق وطرح الأفكار الجملية والمنتجة

وإيثار الآخرين على النفس ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )

(وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً) .



إنه الحب الذي يتحول إلى عواطف جياشة بين أفراد الأسرة

فتنظر بين العطف والرفق والحنان إلى والديك وأخواتك وأخوتك وإلى جيرانك

وإلى أقاربك والناس أجمعين فتعامل صغيرهم كأخيك وكبيرهم كأبيك



نريد الحب الطاهر الذي شرعه ديننا الحنيف كعلاقة مودة ونبع ود

بين رجل وامرأة متحابين متكاملين محبين يظلهم سقف الزوجية

فيزداد الحب بينهم مع الأيام لانه لم يبنى (عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ)

بل ( أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ)

وسيثمر ذرية صالحة جزاءاً وفاقاً ففرق كبير أن يكون ثالثكم الشيطان

والعياذ بالله .. وأن يكون حبك محفوف بالملائكة ومحفوظ بالله

( فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ).



هذا هو الحب الذي نريده حب ؟؟

ويبنى ويحي النفوس ويزكي الأعمار ويجعل من حياتك طعم آخر

أما غير ذلك مما يسمى بحب فهو (كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء)

فيشقى نفسه حتى يصل إليه ويموت عطشاً إلا إذ تدارك نفسه وعاد إلى

النبع الصافي قال تعالى (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ

النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ) صدق الله العظيم



أخي الحبيب .. أختي الفاضلة

فلنسارع جميعاً إلى الحب الذي يحيينا ودعك ( من الحب ماقتل )