تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نصائح في الفترة الراهنة



no saowt
04-17-2006, 09:13 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

أنقل هذه الأفكار الموجزة من مقال: القواعد الذهبية في أدب الخلاف

• أولاً: قواعد عامة في الخلاف
• ثانياً: الآداب التي يجب اتباعها للخروج من الخلاف:
• ثالثاً: ما بعد الخلاف.

القواعد الذهبية لماذا‏؟‏
قد يسأل سائل لماذا سميت هذه القواعد الذهبية‏؟‏
والجواب أن القاعدة الواحدة منها أفضل لطالب العلم ومبتغي الحق من اكتساب الألوف من دنانير الذهب‏.‏ ذكر الإمام ابن كثير رحمه الله في ترجمته لحبر هذه الأمة وأعلمها بكتاب الله، وهو عبد الله بن عباس رضي الله عنه هذا الخبر.. وقال بعضهم أوصى ابن عباس بكلمات خير من الخيل الدهم، وقال‏:‏ ‏(لا تكَلَّمن فيما لا يعنيك حتى تجد له موضعاً، ولا تُمار سفيهاً ولا حليماً فإن الحليم يغلبك، والسفيه يزدريك، ولا تَذْكُرَنَّ أخاك إذا توارى عنك إلا بمثل الذي تحب أن يتكلم فيك إذا تواريت عنه، واعمل عمل من بعلم أنه مجزي بالإحسان مأخوذ بالإجرام‏)‏‏.‏
فقال ابن عباس‏:‏ ‏(‏كلمة منه خير من عشرة آلاف)‏‏.‏ البداية والنهاية 308/8
وهذه الكلمات من ابن عباس رضي الله عنهما قواعد في الأخلاق، وآداب الجدال لا تقدر بمال‏.‏

أولاً‏:‏ قواعد عامة في الخلاف‏:‏
1)‏ ما لا يتطرق إليه الخلل ثلاثة‏:‏ كتاب الله، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وإجماع الصحابة، وما سوى ذلك ليس بمعصوم‏

ويترتب على القاعدة السابقة ما يلي‏:
أ‏)‏ لا يجوز لأحد أن يخرج عن المقطوع دلالته من كتاب الله، وسنة رسوله، وما علم يقيناً أن الأمة قد أجمعت عليه‏.‏
ب‏)‏ ظني الدلالة من الكتاب والسنة يرد إلى المقطوع، والمتشابه يرد إلِى المحكم لقوله تعالى‏:‏ ‏"‏هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب، وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يتذكر إلا أولو الألباب‏"‏ آل عمران‏: ‏7
ج‏)‏ ما تنازع فيه المسلمون يجب أن يردوا الخلاف فيه إلى كلام الله، وكلام رسوله، عملاً بقوله تعالى‏:‏ "‏يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً‏"‏ النساء‏:‏59

2‏)‏ رد المعلوم من الدين ضرورة كفر‏

3‏)‏ الخلاف جائز في الأمور الاجتهادية‏‏

4‏)‏ وقوع الاختلاف وكونه رحمة وسعة أحياناً‏‏ وهذا الخلاف الجائز، أو السائغ ، قد نص كثير من سلف الأمة أن فيه أنواعاً من الرحمة لهذه الأمة‏

أ‏)‏ الرحمة في عدم المؤاخذة‏: "‏ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا"‏ البقرة‏:‏286 .‏

ب‏)‏ الرحمة والسعة في جواز أخذ القول الاجتهادي كما نص على ذلك غير واحد من الأئمة المجتهدين‏

5‏)‏ يجب اتباع ما ترجح لدينا أنه الحق‏

6‏)‏ أسباب الخلاف التي يعذر فيها‏
أسباب الخلاف التي يعذر فيها المخالفون كثيرة‏:‏ كمعرفة بعضهم بالدليل، وجهل بعضهم له والاختلاف حول صحة الدليل، وضعفه، وكونه نصاً على المسألة أو ظاهراً أو مؤولاً، وتفاوت فهمهم للنص وتقديم بعضهم دلالة من دلالات النص على أخرى، كمن يقدم الفحوى على الظاهر،
وكمن يقدم الظاهر على الفحوى، كما اختلفوا في قوله صلى الله عليه وسلم‏: ‏(‏لا يصلين أحدٌ العصر إلا في بني قريظة، فأدرك بعضهم العصر في الطريق، فقال بعضهم لا نصلي حتى نأتيهم وقال بعضهم، بل نصلي، لم يرد منا ذلك فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يعنف واحداً منهم‏)‏ متفق عليه
ومثل هذه الأسباب يعذر أصحابها إذا اجتهد كل منهم لمعرفة الحق‏.‏

7‏)‏ أسباب الخلاف التي لا يعذر فيها المخالف‏
وأما الأسباب الأخرى التي لا يعذر فيها المخالف فهي الحسد والبغي، والمراءاة والانتصار للنفس ومن كانت هذه دوافعه للخلاف، حرم التوفيق والإنصاف، ولم يهتد إلا للشقاق والخلاف كما قال تعالى‏:‏ ‏"‏كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين، وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه، وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغياً بينهم، فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم‏"‏ البقرة‏:‏213
فالذين هداهم الله هم الذين لا يبغون‏.‏

8‏)‏ وجوب طاعة الإمام في الأمور العامة وإن أساء ما لم يخرج من الإسلام‏

9‏)‏ لا يجوز للإمام أن يحجر نشر علم يخالفه‏

10‏)‏ لكل مسلم الحق بل عليه الواجب في إنكار المنكر والأمر بالمعروف‏

ثانياً‏:‏ الآداب التي يجب اتباعها للخروج من الخلاف‏:‏

1‏)‏ التثبت من قول المخالف‏

2‏)‏ تحديد محل التنازع والخلاف‏

3‏)‏ لا تتهم النيات‏

4‏)‏ أخلص النية لله‏

5‏)‏ ادخل إلى المناظرة وفي نيتك أن تتبع الحق وإن كان مع خصمك ومناظرك‏

6‏)‏ اتهم رأيك‏
يجب على المسلم المناظر وإن كان متأكداً من رأيه أنه صواب أن يتهم رأيه، ويضع في الاحتمال أن الحق يمكن أن يكون مع مخالفه، وبهذا الشعور يسهل عليه تقبل الحق عندما يظهر، ويلوح له‏.‏

7‏)‏ قبول الحق من المخالف حق وفضيلة‏

8‏)‏ اسمع قبل أن تُجِب‏

9‏)‏ اجعل لمخالفك فرصة مكافئة لفرصتك‏

10‏)‏ لا تقاطع‏
انتظر فرصتك في النقاش، ولا تقاطع مخالفك وانتظر أن ينتهي من كلامه‏.‏

11‏)‏ اطلب الإمهال إذا ظهر ما يحتاج أن تراجع فيه نفسك‏

12‏)‏ لا تجادل ولا تمار‏
لا يكن دخولك في نقاش مع أخيك المسلم هدفه الجدال والمماراة، بل يجب أن يكون مقصدك معرفة الحق، أو توضيحه لمخالفك

13‏)‏ حدد مصطلحاتك واعرف جيداً مصطلحات مخالفك‏
كثيراً ما يتجادل اثنان ويختلف قوم ولا يكون سبب خلافهم إلا أنهم يستعملون كلمات ومصطلحات كل منهم يفهمها بمعنى يختلف عما يفهمها الآخر‏.من أجل ذلك يجب عليك أن تحدد معاني كلماتك التي قد يفهمها مخالفك على صورة أخرى، وكذلك المصطلحات التي تستعملها، وأسأل مخالفك عن معاني كلماته، ومصطلحاته حتى تعرف مراده من كلامه‏.‏

ومن المصطلحات التي يختلف في معناها الناس في الوقت الحاضر‏:
المنهج، طريق السلف، وسائل الدعوة، أساليب الدعوة، البدعة المكفرة، الهجر، التطرف، الإرهاب، الخروج ‏.‏‏.‏‏.‏ الخ، وكذلك يجب أن تعلم أن مخالفك يفهم هذه المصطلحات كما تفهمها أنت،
أو كما هو معناها الحقيقي في اصطلاح العقيدة، الأصول، البدعة‏.‏


14‏)‏ إذا تيقنت أن الحق مع مخالفك فاقبله وإذا قبل منك الحق فاشكره ولا تمن عليه‏

15‏)‏ لا تيأس من قبول مخالفك للحق‏

16‏)‏ أرجئ النقاش إلى وقت آخر إذا علمت أن الاستمرار فيه يؤدي إلى الشقاق والنفور‏

17‏)‏ الإبقاء على الأخوة مع الخلاف في الرأي في المسائل الخلافية أولى من دفع المخالف إلى الشقاق والعداوة‏

ثالثاً‏:‏ ما بعد الخلاف‏.‏

واجب المختلفين ما يأتي‏
1‏)‏ إعذار المخالف وترك أمره لله سبحانه وتعالى‏

2‏)‏ إبقاء الأخوة‏

3‏)‏ لا تشنيع ولا تفسيق ولا تبديع للمخالف في الأمور الاجتهادية‏

4‏)‏ لا يجوز التشنيع ولا التبديع ولا التفسيق لأحد من سلف الأمة ومجتهديها إذا خالف بعض الأمور القطعية اجتهاداً‏ ولا يجوز لنا التشنيع ولا التبديع ولا التفسيق لأحد من سلف الأمة المشهود لهم بالخير، إذا علم أنه خالف في بعض الأمور القطعية اجتهاداً منه‏.‏

5‏)‏ يجوز بيان الحق وترجيح الصواب وإن خالف اجتهاد الآخرين‏

6‏)‏ لا يجوز حمل الناس على الرأي الاجتهادي‏:
لا يجوز لعالم مجتهد، ولا لإمام عام أن يحمل الناس على رأيه واجتهاده ‏.‏