تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إيطاليا يسارية: قرار سحب القوات من العراق يتخذ قريباً



من هناك
04-12-2006, 01:08 AM
قرار سحب القوات من العراق يتخذ قريباً
إيطاليا يسارية: حقبة برلوسكوني في نهايتها

اقتربت ايطاليا، أمس، من طي صفحة <<حقبة برلوسكوني>>، وافتتاح عهد جديد من السياسة الداخلية والخارجية، بعدما أظهرت النتائج الكاملة وليس النهائية، فوز تحالف اليسار بزعامة رومانو برودي في مجلسي النواب والشيوخ، على تحالف رئيس حكومة يمين الوسط سيلفيو برلوسكوني، حليف الولايات المتحدة، الذي رفض الإقرار بهزيمته، مقترحاً تشكيل ائتلاف عريض على غرار الائتلاف الحاكم في المانيا، وهو ما رفضه برودي فوراً.
ونشرت وزارة الداخلية النتائج الكاملة للانتخابات التشريعية مع فرز اصوات الايطاليين المقيمين في الخارج، وأكدت فوز تحالف اليسار ب158 مقعداً من اصل 315 في مجلس الشيوخ، وب342 مقعدا من اصل 630 في مجلس النواب. لكن هذه الارقام غير نهائية، لأنها تحتاج الى تصديق محكمة التمييز.
واعلنت الوزارة ان تحالف برلوسكوني نال 156 مقعدا في مجلس الشيوخ و281 في مجلس النواب. لكن 43028 بطاقة انتخابية لا تزال موضع شكوك في مجلس النواب، حيث فاز تحالف اليسار بالغالبية متقدماً ب25224 صوتا على اليمين.
وفور ورود النتائج المتقاربة التي تزامنت مع الاعلان عن اعتقال <<الزعيم الاعلى>> لعصابات المافيا برناردو بروفينزانو، والتي لم تحدث من قبل في تاريخ ايطاليا، خرجت وسائل الاعلام تتحدث عن <<بلاد منقسمة>>. وفيما قال برودي إنه ينتظر مكالمة هاتفية من خصمه يعترف فيها بالهزيمة، <<لأن هذا ما يحدث في الديموقراطيات الحديثة>>، رفض برلوسكوني الإقرار بهزيمته المدوّية، مندداً ب<<العديد من الانتهاكات>>.
وقال برلوسكوني خلال مؤتمر صحافي في مقر الحكومة في روما <<لا يستطيع أحد القول إنه فاز>>. واعتبر أن <<ثمة انتهاكات>> شابت تصويت الايطاليين في الخارج، الذين حسموا فوز برودي بعدما أمنوا له اربعة مقاعد في مجلس الشيوخ وفّرت له الغالبية، موضحاً انه <<يمكن القول حقا ان هذا التصويت ليس سليماً>>.
واكد برلوسكوني <<لن نتردد في الاعتراف بنتيجة العملية الانتخابية ما إن يصدر توضيح قضائي نهائي>>، مضيفاً <<أود ان اذكر بانه في العام 2001، بلغ الفرق بين الارقام التي اعلنتها اولاً وزارة الداخلية وتلك التي صدقتها محكمة التمييز 36 الف صوت، وهذا يبرر شرعية مطالبتنا>>، بالتأكد من البطاقات الانتخابية المشكوك فيها.
واعتبر برلوسكوني إنه يتعين على ايطاليا أن تفكر في اقامة ائتلاف عريض على غرار المانيا. وقال <<اعتقد انه ربما كان علينا أن نحذو حذو بعض البلدان الاوروبية الاخرى، ربما كدولة مهمة مثل المانيا، كي نرى ما اذا كان من الممكن ان نوحد القوى ونحكم في انسجام>>، مضيفاً <<لا اعتقد انه سيكون في مصلحة البلاد ان نمضي قدماً في نوع من الحرب الاهلية>>.
ورفض برودي على الفور عرض برلوسكوني، قائلاً إنه خاض الانتخابات على رأس <<ائتلاف معين>>، كما ان <<الناخبين منحونا الاصوات التي ستمكننا من الحكم لخمس سنوات>>. ورأى ان دعوة برلوسكوني <<تخطت الحدود>>، مضيفا <<بالطبع نحتاج الى التعاون، لكنني قلت إننا سنعمل لمصلحة كل الايطاليين لا بعضهم فقط>>.
وفور اعلان النتائج، اعلن برودي ان قرار سحب القوات الايطالية من العراق سيتخذ، ما ان <<تباشر>> الحكومة الجديدة <<عملها>>. وقال لاذاعة <<فرانس انفو>> إن هذا الانسحاب لن يتم <<طبعا في غضون يوم واحد، ولكن مع توخي الحذر الضروري>>.
وقالت وزيرة الشؤون الاوروبية الفرنسية كاترين كولونا في رسالة تهنئة لبرودي، إنه <<سيلعب دورا مهما في إعادة انطلاق اوروبا>>. كما اعتبر رئيس وزراء لوكسمبورغ جان كلود يونكر، إن برودي سيكون <<موالياً لاوروبا بوضوح شديد>>.
ومن المتوقع أن يؤدي فوز الائتلاف اليساري بزعامة برودي، الى استعادة ايطاليا لدورها كعضو ناشط في بناء اوروبا. كما انه سيحرم الرئيس الاميركي جورج بوش من احد اقرب حلفائه الاوروبيين، بعدما خسر رئيس الحكومة الاسبانية السابق خوسيه ماريا اثنار في انتخابات العام 2004.
وبرلوسكوني الذي يعتبر من أشد دعاة الليبرالية ومناصري الزعامة الاميركية على العالم، أيّد على الدوم طوال ولايته التي استمرت خمس سنوات مواقف <<صديقه>> بوش. اما برودي الذي يضم ائتلافه جميع الاحزاب اليسارية، وبينها الحزب الشيوعي، فسوف ينأى بموقفه اكثر عن الموقف الاميركي.