تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : واجب الناس في دعم حكومة حماس



مقاوم
04-10-2006, 01:06 PM
واجب الناس في دعم حكومة حماس

الحمد لله الذي نزّه نفسه عما يصفه به المشركون بقوله"سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ"، فقرن بذلك بين البيت الحرام: الأمين الآمن، وبين بيت المقدس: بلد القدس والسلام، رابطا بينهما إلى قيام الساعة تحت راية رسوله إلى الثقلين وخاتم النبيين، محمد بن عبد الله، المرسل رحمة للعالمين، الصادق الذي أخبر أنه لا يزال من أمته "أمة قائمة بأمر الله، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم، حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك"، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثرهم إلى يوم الدين وبارك وسلم. أما بعد
فعند استشهاد الشيخ أحمد ياسين ود. عبد العزيز الرنتيسي وغيرهما من زعماء المسلمين في أرض التين والزيتون قبل أقل من عامين على يد قوات البغي والعدوان وبأسلحة ودعم وتأييد فراعنة العصر من الصهيوإنجيليين وأذيالهم الذين يأبون إلا أن يوردوا شعوبهم موارد الهلاك، ظن الكثير أن العصبة التي ندبت نفسها لرفع راية لا إله إلا الله في الأرض المباركة قد أوشكت أن تؤول إلى الزوال وأن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي ولدت من رحم هذه الأمة المباركة قد آذنت أيامها بالرحيل تاركة الأرض المباركة نهبة للمجرمين الذين دأبهم وديدنهم الفساد في الأرض من بعد إصلاحها. ولكنهم يَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ، وإذا بالعالم كله يصحو على خبر النجاح الكاسح الذي حققته حماس في الانتخابات التشريعية الأخيرة إيذاناً بحقبة جديدة وإسفاراً عن الوجه الحقيقي لأرض الإسراء والمعراج السماوي، ذلك الوجه الذي طالما لطخته مساحيق وألوان لا تمت بأي صلة إلى إرثها الحضاري والأخلاقي، وإذا بالنبتة الطيبة المباركة التي ظن الناس لوهلة قصيرة أنها على وشك أن تجتث من جذورها تعلو سامقة بأصل ثابت في الأرض ثبات الجبال الرواسي بثباتها على كلمة الله. ومنذ ذلك الوقت والأرض تهتز وتتزلزل بأعداء الله وأعداء الناس الذين شرقوا بهذا التدبير الرباني العجيب فتداعوا بالويل والثبور وثارت ثائرتهم أن فازت حماس وانقلب السحر على الساحر. وها هو العالم بأسره يرى إمبراطور الشر يزبد ويرعد آمرا ليس بلده فقط بل العالم كله بوقف كل أنواع الدعم للحكومة الفلسطينية مع كونها منتخبة تماما وفق الأسس الديمقراطية التي كان يزعم أنه يريد نشرها بين المسلمين عن طريق هدم العراق.
ومن هنا وجب على كل من كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ أن يكون عونا لهذه الحكومة الناشئة منذ تشكيلها بل وقبل إعلانها. إن مساعدة الحكومة التي تشكلها حماس، المعروفة بانضباطها الداخلي وتجذرها في فلسطين والتي ظلت دوما تعمل في إطار داخلي أكثر شفافية، أمر متعين على كل حر أبي لا يرضى أن يكون مسخرا ذليلا لحكومات الدول المارقة التي تدعم شرذمة من المستعمرين اليهود تجمعوا من آفاق العالم ليدنسوا بلد السلام ويهدموا مقدسات إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله وسلم عليهم وعلى بقية إخوانهم ليقيموا على أنقاضها مملكة شر غائب منتظر: المسيخ الدجال الذي ينتظرون خروجه ليستعبدوا كل البشر الأمميين.
إننا نهيب بقادة دولنا ورؤسائنا وملوكنا وزعمائنا أن يعرفوا حق الشعب الفلسطيني الأبي المدافع عن حقوق مليار مسلم. إنه لا ينبغي لأحد أن يزايد على خيار أهل الأرض المقدسة ويقول لهم، بعد أن أرغموا عدوهم بالحجارة والمقلاع أن عودوا إلى أغلال أوسلو ومدريد وحظائر خارطة الطريق لتبقوا نعاجا يذبحها شرار الخلق صباح مساء وليبقى العالم حميرا يمتطيها أحفاد قتلة الأنبياء كما هي تعليمات تلمودهم. إن أصحاب المصيبة والتضحية والفقد، أصحاب الأرض، من الآباء المكلومين والأمهات الثكالى والشباب الذي تربى في اليتم من أهل فلسطين التي لا يكاد بيت حجر أو وبر فيها يخلو من شهيد أو شهيدة والتي ليس فيها بيت نجا من البطش الوحشي، قد قالوا بمحض حريتهم ورضاهم ودون أي إكراه أنهم كما قدموا في الماضي أبناءهم وبناتهم وأزواجهم وآباءهم وأمهاتهم وإخوتهم عن طيب خاطر ليتقدموهم إلى جنات الخلد اختاروا اليوم لحاضرهم ومستقبلهم زعامة منطلق فكرها يستقى من الإسلام ويتغذى من مفاهيم المقاومة والجهاد، فلا أحد يحق له أن يملي عليهم شيئا.
إن ديننا يوجب علينا جميعا الوقوف مع المظلومين أيا كانوا فكيف إذا كانوا إخواننا في الدين واللغة والوطن؟ وكيف إذا كانوا ممن قال فيهم ملك الملوك "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ"؟. إن أي تخلف عن مساعدة حكومة حماس التي اختارها الشعب الفلسطيني جريمة نكراء سيدفع ثمنها غاليا من يرتكبها فقد "كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ".
إن الواجب أن يحذر كل مسلم وكل مسلمة من أن يكون عوناً لأعداء الله الظالمين على إخوانه المسلمين المظلومين الأبرياء، بأي شكل من أشكال المعاونة، فالمؤمنون وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "المسلم أخو المسلم: لا يظلمه ولا يخذله" و"لا يسلمه" و"المسلمون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر"، و"من خذل مسلما في مقام يستطيع فيه نصرته خذله الله" و"من أُذِّل عنده مؤمن فلم ينصره وهو قادر على أن ينصره أذله الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة".
وليعلم الجميع أن الوقوف مع هؤلاء المسلمين المستضعفين في الأرض ومساعدتهم بالمال ومختلف أنواع المعونات من أعظم ما يدفع الله به البلاء عن الأمة، وإن التخلي عنهم من أعظم أسباب غضب الله وحلول عقابه. فقد قال تعالى "هَاأَنتُمْ هَؤُلَاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ"
إننا نهيب بالمسلمين جميعا خاصة تجارهم وأغنياؤهم أن يبذلوا من أموالهم وثرواتهم ما يعوضون به النقص الذي سيحصل لإخواننا وأخواتنا من أهل الأرض المقدسة من جراء المقاطعة التي يسعى مجرم الحرب بوش وأتباعه لفرضها ونذكرهم ألا يكون حالهم كمن وصف الله في كتابه الكريم بقوله "أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاء فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ"، ونقول لكل من يخاف شيئا في ظل هذه الظروف الهائجة أن الله تبارك وتعالى قد أمر بالإنفاق في سبيل الله وبين أن الامتناع عن ذلك إلقاء بالنفس إلى الهلاك فقال تعالى "وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ"، كما أنه سبحانه وتعالى وعد الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً أن لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وأنه لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ.

مقاوم
04-10-2006, 01:08 PM
كما أننا نحذر كل مسؤول كبير أو صغير من الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ، ممن يعمل على منع جمع التبرعات أو نقلها أو إيصالها إلى أهل فلسطين المجاهدين من العاقبة الوخيمة التي تنتظرهم إذا اختاروا أن يكونوا تبعا لأهواء الأمم الظالمة وأذيالا لعصابة البيت الأبيض، بل الواجب على الجميع أن يرفضوا علانية وبكل عزة المطالب الأمريكية بتجميد الحسابات وحجز الأموال والرقابة على أعمال الخير وتحجيمها ولننتبه إلى تحذير الله إن نحن أطعنا أولئك المجرمين حيث قال تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ" ولنطمئن بالا ولتهدأ مخاوف بعضنا فقد وعدنا بقوله "وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً". وبهذه المناسبة نذكر جميع المصارف العربية والإسلامية وغيرها أنه يجب عليها وجوبا شرعيا وعقليا ومهنيا حماية عملائها والمحافظة على سرية حساباتهم ومعاملاتهم ويجب عليها أن ترفض أي مراقبة عليها وأن تمتنع عن الكشف عنها أو حجزها بغير حكم القضاء الشرعي.
إننا ندعو كل إنسان مسلم سواء كان تاجرا أو مصرفيا أو إعلاميا أو سياسيا أو مستهلكا لسلعة أو مربيا في مدرسة أو خطيبا في مسجد أو ذا مهنة أو فنانا أو حرفيا أو حاكما أو محكوما أن يعمل في موقعه ومن خلال إمكاناته لننفض جميعا غبار الذل عن أمتنا ولنوقف مسلسل الخضوع لكل من أراد أن يفرض علينا رؤيته أو يجبرنا أن نشاركه ظلم إخواننا وبني ديننا.
ونذكر بهذه المناسبة حكام المسلمين بأن الواجب عليهم أن يعدوا لأعداء الله وعدوهم ما استطاعوا مِن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ ولا يستثنوا من ذلك شيئا ولا الأسلحة التي يعمل أعداؤنا على منعنا من تملكها ويبيحون لأنفسهم ليس تملكها فقط بل استخدامها دون قيد أو شرط، وأن يكونوا كما قال ربنا "فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ"، لأنهم إذا صدقوا مع الله فلن يضرهم أحد أبدا بإذن الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس "احفظ الله يحفظك". ونحذر كل من تسول له نفسه القعود والاستسلام ركونا إلى ناديه واعتمادا على نصرة حلفائه ومؤازرتهم له أو خوفا من فقدان الدنيا ونعيمها وزخرفها وزوال وجاهته ومكانته وتأثيره وسطوته من أن جبار السماوات والأرض ومالك الدنيا والآخرة قد توعد من هذا وصفه فقال "قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ"
وندعو جيران فلسطين من دول الطوق أن يقوموا بالواجب عليهم في تسهيل وصول المعونات بجميع أنواعها إلى أهالي فلسطين دون تأخير وأن يسهلوا لهم تصدير منتجاتهم، ونحث لجنة المتابعة المنبثقة عن قمة الجزائر على التعجيل بمنح الفلسطينيين المساعدة الشهرية التي كانت القمة قد التزمت بها.
وندعو جميع الزعماء العرب المهتمين بقضية الأرض المقدسة إلى تطبيق المبادئ التي كرسوها بينهم على مدى السنين من المساواة التامة بين دولهم والتزامهم بعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام سيادة كل دولة فهذا ما ينبغي أن يعاملوا به حكومة فلسطين المنتخبة فلا يفرض عليها ما لا تراه هي في مصلحة بلادها ولا تجبر بأي شكل من الأشكال على أن تتعامل مع العدو بما ينتقص من سيادتها.
ونذكر حكامنا اليوم أنه قد سبقهم إلى العروش التي يتربعون عليها اليوم أسلاف لهم قد انتقلوا إلى دار الحساب والجزاء وكان منهم من سعى عبر السنين إلى نقل الصراع مع العدو من صراع عقدي سرمدي بين الحق والباطل إلى صراع بين قوميتين حتى انتهى إلى أن يصبح مشكلة منحصرة في جزء من سكان فلسطين ومتعلقا بحقوق غير متفق على شيء منها بل كلها خاضع للمفاوضات طويلة الأمد. لقد مضى أولئك الذين اعترفوا بشرعية العدو الغاصب وقدموا له التنازلات المتتالية ونبذوا الكفاح المسلح وراء ظهورهم ورضوا أن يبقوا مخلصين للسلام الأمريكي مهما أريقت الدماء البريئة ومهما دنست الحرمات وعملوا ألا يعلو أي صوت فوق صوت الاستسلام ولم يجدوا نقيرا من الدعم والعون الذي كانوا يحلمون به ولم يشاهدوا أذرع بني صهيون المفتوحة ولا الوفاء ولا الاحترام ولا المنافع ولا الأمن ولا شيئا وصدق الله الذي قال "كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ "
إن تصريحات المملكة العربية السعودية بالتزامها بالاستمرار في مساعدة السلطة الفلسطينية ماليا حتى مع وجود حكومة ترأسها حماس يشجعنا أن نطلب من خادم الحرمين الشريفين بل حاميهما أن يكون كما العهد به جريئا فيقود مبادرة يسجلها له التاريخ لدعم حكومة حماس سياسيا وماليا تعينها على مفاوضة العدو من منطلقات جديدة بناء على الواقع الحالي بعيدا عن سلام الجبناء الذي ولّى عهده منذ أن نبذ الكيان الصهيوني جميع الاتفاقات التي كان وقعها في الماضي.

مقاوم
04-10-2006, 01:09 PM
وقبل أن نختم هذا البيان نتوجه إلى كل عاقل من بني آدم أن يتأملوا ما يجري على شعب فلسطين كلها من القتل والأسر والتشريد والتجويع والتدمير منذ ستين عاما على يد الصهاينة ومن يتحالف معهم، ثم يتفكروا في مآل الظلم وعاقبة المفسدين وكيف أن العقاب عند ما ينزل من السماء لا ينجو منه إلا من كان مصلحا. إننا نحث كل الناس من أي عقيدة أو دين أن ينقبوا في تاريخ البلد المبارك: بيت المقدس وما حوله، ليعلموا هل مر على تلك البقاع حكم أرحم وأعدل من حكم المسلمين منذ أن أظهر الله نبي الإسلام داوود عليه السلام على القوم الجبارين المفسدين فيها وإلى أن جاء الله بالفاروق رضي الله عنه صاحب نبي آخر الزمان صلى الله عليه وسلم ليطهر البقعة المباركة من رجس المشركين وإلى أن جاء صلاح الدين ليرفع عنها غل الصليبيين وهمجيتهم وسيأتي الله بعيسى بن مريم عليهما السلام في آخر الزمان ليطهرها من أهل الرجس ويقتل ملكهم الدجال. إن التخوف من وصول المسلمين إلى حكم بلادهم بأنفسهم وفق عقيدتهم هو خوف لا مبرر له وهذا التاريخ شاهد على ذلك وليس ذلك إلا لأن تعامل المسلمين مع اليهود والنصارى في أي مكان وأي زمان محصور بنص محكم من دستورهم الأبدي الذي لا يملك أحد حق تغييره: "قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ". وعلى كل عاقل أن يتأمل ما حظيت به البشرية جمعاء تحت راية لا إله إلا الله في كل عصر ويقارن ذلك بما سطره التاريخ قديما وحديثا لأعداء البشرية من أئمة الكفر الذين مردوا على الولوغ في دماء البشرية والإفساد في الأرض كلها بغير وجه حق من مثل ما فعله حكام الإمبراطورية البريطانية في الهند ومصر وزيمبابوي (روديسيا سابقاً), وما اقترفه حكام فرنسا في الهند الصينية وبلاد الشام والجزائر والمغرب وما أفسد ملوك بلجيكا وهولندا في الكنغو وإندونيسيا وما يشاهده العالم اليوم من أباطرة أمريكا الذين ورثوا كل ذلك الإرث الأثيم وزادوا عليه ابتداء من اللحظة التي ألقوا فيها قنابلهم الذرية على اليابان وانتهاء بسجن أبو غريب مروراً بتاريخهم الأسود مع سكان أمريكا الأصليين ثم في فيتنام وأمريكا الجنوبية والفلبين وحاضرهم الدموي في أفغانستان والعراق والسودان وليبيا والصومال ولبنان وعلاقاتهم الداعمة للمستعمر الصهيوني الغاصب وأياديهم القذرة التي تلطخت بأنواع المؤامرات والاغتيالات وغير ذلك من الإفساد في الأرض والاستعلاء والاستكبار بغير وجه حق. إننا نهيب بالمنصفين ومحبي الحق والعدل وأنصار السلام في العالم أفرادا ومؤسسات أن يظهروا رفضهم لسياسات الاستكبار العالمي وأن ينكروا الجرائم البشعة التي تقترفها ليل نهار، كما أننا نهيب بالعقلاء داخل الولايات المتحدة الأمريكية، أن يقفوا ضد أجنحة العنف والإرهاب داخل حكومتهم التي أصبحت مضرب المثل في العدوان السافر وقيادة العالم إلى أتون الصراعات الدموية ونشر الدمار فيه بدعاوى كاذبة.
ونختم بأن نذكر إخواننا في حركة المقاومة الإسلامية أنهم اليوم في مرحلة تضاهي حال المسلمين في سنواتهم الأولى في المدينة النبوية وعليهم ألا ييأسوا أو يقنطوا أو يجزعوا إن لاقوا الأحزاب فإن الله سيمن عليهم ببدر وخيبر إن شاء الله تعالى. ونذكر جميع إخواننا في فلسطين أن يوطنوا أنفسهم أن يكونوا من الذين قال الله فيهم "الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ"، وأن يزيدهم ما يمر بهم في هذه الأيام إيمانا بالله وخشية له وتوكلا عليه وتفويضا لأمرهم إليه فإنه من يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا
ثم إننا نطلب من كل مسلم ومسلمة أن يبتهلوا جميعا إلى الله العلي القدير مالك الملك ويتضرعوا إليه في كل وقت أن يلهم إخواننا في فلسطين رشدهم، وأن يجمع كلمتهم على الحق، وأن يسدد رأيهم كما سدد رميهم، وأن يجعل تدبير أعدائهم تدميرا لهم، وأن يثبتهم بالقول الثابت، وأن يجعل لهم من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا، وأن ينصرهم على عدوهم نصرا مؤزرا، إنه جواد كريم. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

مقاوم
04-10-2006, 01:11 PM
· الهدف من هذا البيان المطلوب توقيعه من عدد من أهل العلم والرأي والتأثير في العالم العربي (خاصة من الدول المجاورة لفلسطين ودول الخليج) أن يحقق الأهداف التالية:

1. الحث الواضح القوي على مساعدة حكومة حماس بالمال


2. تعزيز موقف حماس التفاوضي مع العدو بعيدا عن أي تأثيرات خارجية


3. إعادة ربط قضية فلسطين بالعمق الديني وإحياؤها في نفوس كل المسلمين


4. دعوة ضمنية لغير المسلمين إلى دراسة الإسلام وعقائده


5. تخذيل من يريد فرض رؤى معينة على حماس في إدارة الصراع مع العدو


6. توهين الحصار المفروض على جمع التبرعات وإيصالها للخارج


7. تجييش شعبي عام لمناهضة المشاريع الأمريكية في المنطقة


8. إرسال إشارات قوية للجميع أن الأمة لن تقبل تجاوزها فيما يمس دينها وكرامتها


9. تثبيت للفلسطينين فيما يستقبلون من مؤامرات وضغوط




بعد جمع التواقيع خلال هذا الأسبوع الأخير من صفر سيتم العمل على نشر الرسالة في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وفي الإنترنت باللغتين العربية والإنجليزية

كلسينا
04-10-2006, 01:32 PM
بارك الله بجهودكم أخي الكريم ، وجعلكم الله بعملكم هذا قدوة لجميع جمعيات المجتمع الأهلى والإنساني .
ولكن حضر إجابة أخي لمن يقول لك أن حماس عميلة وحليفة لإيران (الشيعية ) وهم أخطر من اليهود على الأمة الإسلامية . وأنهم عملاء لأمريكا وإسرائيل . وأظنك قرأتها قبل ذلك في المنتدى ؟

فـاروق
04-10-2006, 01:36 PM
كلسينا هناك من يقول ان ايران عميلة وخطرها كبير وهي شر عظيم مستطير....ومع ذلك يحب حماس ويرى ان سياستها تجاه ايران لا تعدو كونها وقفات سياسية لا بد منها...

فليس كل من يحب حماس عليه ان ينظر بعين الرافة والحب الى ايران ولا العكس مطلوب

===============

لا نريد ان نضيع الموضوع...بارك الله بك يا مقاوم...وان شاء الله نرى تحركات شعبية مفيدة...ووقفات عز لعلماء الامة..

كلسينا
04-10-2006, 02:17 PM
أنا لم أطلب هذا يا فالح . شو الظاهر أنك ما تغديت ؟:)
أنا طلبت منه تحضير الإجابة لعدد من الأخوة مروا معنا في المنتدي لا يؤيدون حماس لأنها تحالف إيران ويعتبرونهم فصائل خارجة عن السرب ولا تستحق كل الإهتمام الذي نعطيه .وأنهم يخطؤن وأن الأيام القادمة سترينا حقيقتهم .
مر معك هذا الكلام من قبل ولا شو . على كل حال إذا ما شفتوا أطلب من بلال أن يخرجه لك .

فـاروق
04-10-2006, 02:20 PM
مر معي اضرب منو :)

حقك عليي....بس روح على موضوع صلاة الجمعة لنكمل المشكلة هونيك....

حازم فرج الله
04-10-2006, 02:49 PM
بارك الله فيك اخى وفى كل اخواننا المسلمين واخواتنا المجاهدات فى العالم الاسلامى على وقفتهم المشرفة مع حماس وشعبها المجاهد فى فلسطين السليبة
واقول اخى ان اردنا ان نساعد ونقدم العون لحماس لا بد من التحرك فى تظاهرات حاشدة واعتصامات تجوب العالم حتى يعلم الصليبين والصهاينة والمتصهينين ان المسلمين لا يتركوا اخوانهم لابد من تحرك فعال حتى يحس زعماء التخاذل والوعود العربية بالخطر على كراسيهم

مقاوم
04-11-2006, 05:18 AM
بارك الله فيكم جميعا وثبتنا وإياكم على الحق

من هناك
04-11-2006, 05:41 PM
المهم
كيف سيكون الدعم الفعلي

فـاروق
04-11-2006, 05:44 PM
المشكلة ان حتى 80 مليون الدولار التي وعد بتقديمها لن تحل المشكلة ولا لشهر واحد!!!

مقاوم
04-12-2006, 07:16 AM
المسألة أكبر من هذا بكثير ومحاولة خنق حكومة حماس
ووأد هذه التجربة في مهدها لاعبوها كثر بعضهم معلن
وأكثرهم يعمل في الخفاء.

الأمم المتحدة أعلنت رسميا أمس أنها فرضت قيودا للتعامل مع حماس

لكن والله يا أحباب ما هذه إلا مبشرات وأذان بقرب الفرج بل تكاد تكون سنة من سنن
الله في خلقه:
"حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا"
"أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم، مستهم البأساء والضراء
وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله. ألا إن نصر الله قريب"

إن نصر الله قريب لأنه: "ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب"
المهم تقوى الله عزوجل واليقين بوعوده "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون"

من هناك
04-12-2006, 04:36 PM
"نعم للجوع ولا للركوع": مسيراتٌ حاشدة في رام الله والبيرة تنديداً بالموقف الغربيّ بقطع المساعدات عن الشعب الفلسطينيّ

نظّمت القوى الوطنية والإسلامية مسيرة حاشدة وسط رام الله، وذلك تنديداً بالموقف الأوروبي والأمريكي بقطع المساعدات عن الشعب الفلسطيني، ولكسر الحصار الظالم على الشعب الفلسطيني.

وطافت المسيرة شوارع مدينة رام الله، وتوقفت عند دوار المنارة حيث تم إلقاء عدة كلمات من قِبَل الفصائل الفلسطينية. وتحدث رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، الدكتور عزيز دويك، حول الضغوطات الغربية والصهيونية على الحكومة الفلسطينية، وأكّد أنها ظالمة ومرفوضة، ولا يجوز معاقبة الشعب الفلسطيني على خياره الديمقراطيّ.

وأكّدت كلمة القوى الوطنية والإسلامية رفضها لكلّ الضغوطات الغربية، ومشدّدةً على التمسّك بوحدة الشعب الفلسطيني وعدم رضوخه لكلّ ألوان الابتزاز والضغوطات.

وقد جدّد المشاركون في المسيرات الحاشدة التي عمّت رام الله والبيرة والمحافظة، ظهر اليوم، البيعة والولاء للحكومة الفلسطينية الجديدة، رافعين شعار" نعم للجوع ولا للركوع".

وتحدّياً للتهديدات الأمريكية الصهيونية، خرج المئات من مواطني مدينتي رام الله والبيرة، يتقدّمهم عدد كبير من نواب حركة المقاومة الإسلاميّة "حماس"، وغيرها في المجلس التشريعي الفلسطيني، وجابت مسيرة حاشدة شوارع مدينة رام الله قبل أنْ يبدأ مهرجاناً خطابياً وسط المدينة على دوار المنارة.

من جانبه أكد د. عزيز دويك، رئيس المجلس التشريعي، في كلمةٍ له أمام المحتشدين، أنّ الشعب الفلسطيني يجوع لكنه لن يركع، كما أنه لن يقايض ذرة من ترابه وطنه مقابل المال.

وأشار الدويك إلى أنّه تلقّى عدة زيارات من مواطنين لمكتبه في المجلس التشريعي الفلسطيني، وكان آخرها طفلة قدمت مبلغاً مادياً من مدخرات عائلتها لها، وقيمته 1359 ديناراً دعماً للحكومة. في حين وصل بالأمس رجل فقير، يعمل بائعاً للكعك على عربة متنقلة، وسلّم النواب قبل صلاة المغرب في مسجد البيرة الكبيرة، مبلغ 300 شيكل حصيلة عمله اليومي من أجل دعم الحكومة.

وأضاف رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أنّ من يظنّ أنّ الفلسطينيين يقايضون ثرى وطنهم مقابل الدعم الماديّ فهو واهم، وأنّ هذا الشعب هو من اختار بدرجة عالية من الديمقراطية والشفافية في انتخابات حرة ونزيهة شهد العالم بأجمعه على نزاهتها، قيادته وحكومته الحالية، وليس من حقّ أحدٍ أنْ يتنكّر لما أفرزته هذه الديمقراطية، ويفرض على الشعب الفلسطيني التجويع.

وأنهى دويك كلمته مؤكًداً أنّ "كل مال العالم لا يعدِل عندنا ذرة من تراب القدس، وهي عاصمتنا الأبدية، وهذا أمر الله".

من جانبه دعا واصل أبو يوسف، ممثل القوى الوطنية والإسلامية، إلى رصّ الصفوف وتمكين الوحدة الوطنية الفلسطينية، في مواجهة سياسة الحصار الهادف إلى تجويع الشعب الفلسطيني بسبب خياره الديمقراطي.

كما أكّد أبو يوسف أنّ المخاطر الكبيرة التي تواجه القضية الفلسطينية اليوم خاصةً تتطلب ضرورة مواصلة الحوار الوطني بين كافة القوى الفلسطينية، والسعي الجامح من قِبَل الجميع من أجل ترسيخ وتعزيز هذه الوحدة في مواجهة رفض الإملاءات الصهيونيّة، ومحاولة تنفيذ خطة أولمرت، وفرض حلول الأمر الواقع من جانبٍ واحد، وصدّ مخاطر الجدار الذي يصار نحو 58% من أراضي الضفة، إلى جانب عزل القدس المحتلة وتهويدها وإخراجها من أية مفاوضات مستقبلية.

كما طالب أبو يوسف بضرورة فتح حوارٍ جدّيّ على مستوى فلسطينيي الشتات، بشكلٍ موازٍ لأنشطة سريعة وعاجلة من قِبَل الأمناء العامين وممثلي القوى والفصائل المختلفة من أجل إعادة تفعيل دور منظمة التحرير، وبنائها على أسسٍ تسمح بمشاركة الجميع.

كما وجّه أبو يوسف نداءاً للمجتمع الدولي من أجل الخروج من صمته، والضغط على حكومة الاحتلال من أجل وقف عدوانه، ومن أجل أنْ يتّخِذ موقفاً مسؤولاً تجاه سياسة التجويع والتنكيل التي تمارس بحق الشعب الفلسطيني. وكذلك توجّه إلى الدول العربية والإسلامية بنداءٍ للوقوف مع الشعب الفلسطيني في خندق واحد. وطالب أبو يوسف أيضاً بإطلاق سراح كافة الأسرى في سجون الاحتلال، مؤكّداً أنّ قضيّة الأسرى ستبقى الأهمّ على أجندة العمل الرسمي والشعبي الفلسطيني.

وعبر الهاتف من القدس المحتلة، شارك الأب عطا الله حنا في كلمةٍ مقتضبة، أكّد فيها دعم مؤسسات القدس الدينية للحكومة الجديدة، في مواجهة التحديات الخارجية.

وقد منعت سلطات الاحتلال الصهيوني اليوم الأب عطا الله حنا من الوصول إلى مدينة رام الله، للمشاركة في فعالية دعم لحكومة، والعديد من الأنشطة الأخرى.

وعبّر الأب حنا عن رفضه للحصار والمؤامرات ضدّ الشعب الفلسطيني والتي من شأنها عرقلة مسيرة الشعب الفلسطيني الاجتماعية والاقتصادية، مشيراً إلى أنّ من يمارس هذا الحصار يريد إنهاء القضية الفلسطينية.

وأنهى الأب حنا كلمته بالقول إنّ الشعب الفلسطيني يواجه هذه التحديات بمزيدٍ من الحكمة والصبر، والالتزام بثوابته وفي مقدمتها عودة القدس لأصحابها وعودة اللاجئين، والتمسك بالأرض.

وألقت حنان البرغوثي، شقيقة الأسير نائل البرغوثي، الذي أمضى 28 عاماً في سجون الاحتلال، كلمة أهالي الأسرى، شدّدت فيها على أنّ أهالي الأسرى يساندون الحكومة مهما تعرّضوا لضغطٍ ماديّ وتأخّرت الرواتب، وحتى لو وصل بهم الأمر للجوع، مقابل عدم التنازل وعدم الرضوخ للتهديدات الأجنبية. وناشدت البرغوثي الدول العربية والإسلامية للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعمه. كما طالبت البرغوثي بعدم اللجوء إلى سياسة تجويع أطفال فلسطين، مؤكّدةً أنّهم أمانة في أعناق ما يسمى بالعالم الحر.

من ناحيته، أكّد الشيخ فرحات أسعد، أحد الناطقين باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الضفة الغربية، أنّ سياسة التجويع التي تلوّح بها أمريكا والاتحاد الأوروبي بالتواطؤ مع الاحتلال الصهيونيّ، ليست عقاباً للحكومة وإنما عقاباً للشعب الفلسطيني بأكمله، من أجل دفعه للتنازل عن حقوقه وثوابته.

وأشار أسعد إلى أنّ فعالية دعم الحكومة بالمسيرات والمهرجانات الخطابية في رام الله اليوم، ستكون مقدمةً لفعاليات قادمة تشمل كافة المحافظات الفلسطينية، مؤكّداً أنّ الشعب الفلسطيني وحكومته سينتصران في هذه المعركة، "كما انتصر الدم على السيف في انتفاضة الأقصى، وعلى مدى سنوات النضال الفلسطيني".

كما قال أسعد إنّ الغرب وأمريكا يريدون تفصيل ديمقراطياتٍ على مقاس أطماعهم ومصالحهم، ضاربين بعرض الحائط احتياجات الدول والمجتمعات. وأكّد أنّ أمريكا اليوم ومن خلال سياسة تجويع الشعب الفلسطيني تريد تكرار مأساة قتل أكثر من 600 ألف طفل عراقي بسبب الحصار.

وخلال المهرجان الخطابي الذي نُظّم وسط رام الله، وقف أحد الشيوخ كبار السن، وقال: "هناك فرق بين من يعبد الشيكل والدولار، وبين من يعبد الله، ونحن لا نعبد سوى الله، وهو خيارنا، ولن نركع لغيره".

ومن بين النواب الذين كانوا على رأس المسيرة التضامنية، الشيخ المقدسّي محمد أبو طير، والذي وصف التهديدات الأمريكية والأوروبية بتجويع الشعب الفلسطيني، بالعدوان المتجدد. وقال أبو طير إنّ الحسّ الجماهيري النابض التفافه حول حكومته هو أكبر ردٍّ على المواقف الأمريكية والأوروبية، وليس بجديدٍ على الرأي العام الغربي أنْ يكون ظالماً للقضية وللشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أنّ الفلسطينيين لن يتخلّوا مهما حدث عن ثوابتهم في كافة الأحوال.

وأكّد أبو طير أنّه: "لا للاعتراف بالكيان الصهيوني، ولا للمفاوضات مع الاحتلال، ولا للتفريط في الأرض الفلسطينية لا في الحال ولا في الاستقبال".

وشدّد على أنّ الشعب الفلسطيني لديه قدرة وجلد طويل على الصبر والصمود، وقد أثبت هذا على مدار سنوات طويلة مضت. ولن يتخلّى وزراء الحكومة عن مواقعهم وسيقف كلٌّ عند مسؤولياته مهما اشتد الحصار.

كما أشار النائب د. إبراهيم أبو سالم، الذي وقف حاملاً بعض النقود الذي تبرّع به أناس فقراء لخزينة وزارة المالية تعبيراً عن دعمهم للحكومة الجديدة، أنّ "حماس" لا تريد أنْ تفتح باب التبرّع للشعب الفلسطيني لأنها أتتْ كي تعطيه لا كيْ تأخذ منه، ولكنها لن تمنع الناس من إبداء عواطفهم تجاه حكومتهم في مواجهة الضغوط الأجنبية.

واعتبر أبو سالم أنّ هذه رسالةٌ من أفقر الشعب أبناء الشعب الفلسطيني مفادها بأنّ الجميع على استعداد للتضحية بلقمة عيشه على أنْ تتنازل الحكومة الفلسطينية عن ثوابت الشعب.

وأشارت النائبة سميرة حلايقة، التي شاركت في مسيرة اليوم، إلى أنّ نواب "حماس" سيشاركون في كافة هذه الفعاليات والمسيرات الداعمة للحكومة في كافة محافظات الضفة. وأضافت أنّه ومن خلال هذه المسيرات سيتمّ توجيه رسائل أهمّها للحكومة الأمريكية والأوروبية، مفادها أنّ الشعب الفلسطيني يجب أنْ يكون خارج اللعبة السياسية القذرة التي تلعبها أمريكا والدول الأوروبية، وهم مطالبون بتقديم الدعم للشعب الفلسطيني تبعاً لما نصّتْ عليه الاتفاقيات بموجب ذلك، خاصةً أنّ الشعب الفلسطيني لم يذنِبْ كي يتعرّض لعقاب التجويع والحصار.

وتعليقا على موضوع المسيرة أيضاً، قال النائب عبد الجابر الفقهاء إنّ هذه المسيرة تأتي للتضامن مع الحكومة الفلسطينية الجديدة، واحتجاجاً على الضغوطات القائمة على الشعب الفلسطينيّ، وعلى القرارات المجحِفة بحقّه التي اتخذتها الإدارة الأمريكية ومؤخّراً الاتحاد الأوروبي. وأشار الفقهاء إلى أنّ هناك لجنة تم تشكيلها من كافة القوى الفلسطينية لتنظيم هذه الفعاليات في كافة المناطق.

ودعا إلى تعميم هذه الفعاليات على كافة المناطق وبصورةٍ مستمرة، حتى يتمّ ترسيخ دعمٍ شعبيّ فاعل وقوي وحقيقي للحكومة الجديدة، يشاهده العالم والرأي العام العالمي.

من هناك
05-06-2006, 04:05 PM
حزب إسلامي إندونيسي يقرر دعم حكومة حماس ماليًا

أعلن حزب إسلامي يحظى بدعم شعبي واسع النطاق في إندونيسيا عن عزمه إطلاق حملة لجمع التبرعات خلال عطلة نهاية الأسبوع المقبل؛ من أجل دعم الحكومة الفلسطينية الجديدة التي تقودها حماس؛ بسبب الأوضاع المالية الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني حاليًا، على خلفية سعي العالم الغربي لحصار حماس المنتخبة ديمقراطيًا.
وقال محمد رزيقان المسئول في حزب العدالة المزدهرة، وهو حزب إسلامي محافظ، أنه سينظم اجتماعًا حاشدًا يوم الأحد المقبل في العاصمة الإندونيسية جاكارتا لبدء حملة التبرعات لمساندة الحكومة الفلسطينية.
وأوضح رزيقان أن الاجتماع المرتقب يُنتظر أن يشارك فيه نحو 100 ألف من مؤيدي الحزب.
وأخبر رزيقان وكالة فرانس برس: 'هذه الحملة ستكشف عن مدى تضامننا مع الفلسطينيين، الذين عوقبوا من أجل اختيارهم الحر الديمقراطي'.
وقال رئيس الحزب تيفاتول سيمبيرينج إن الحملة تهدف لتجميع مبلغ 10 مليون دولار في خلال شهر واحد وطلب من كل مواطن إندونيسي سيشارك في الاجتماع أن يقدّم دولارًا واحدًا.
ونقلت وكالة أنباء أنتارا الإندونيسية الحكومية عن سيمبيرينج: 'إلى كلّ مؤيدي حزبنا في إندونيسيا، أناشدكم المساهمة في تخفيف عبء الشعب الفلسطيني'.