تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رثاء وحداء في الفتى عاصم للشيخ ابي يحي الليبي



شيركوه
03-31-2006, 06:40 PM
قصيدة
رثاء وحداء في الفتى عاصم
للشيخ أبي يحيى الليبي
قدم لها الشيخ الفاضل محمود حسن حفظه الله

ورحل الفتى عاصمٌ على عجل..!

بقلم الشيخ / محمود حسن
عظماء ، في بساطتهم ..
أتقياء أخفياء ..
ضعفة المسلمين ومساكينهم ، كل ضعيف متضعّف ..
الشعث الغبر الذين لو أقسموا على الله لأبرّهم ..
الزهّــاد العباد ..
أولياء الله ..!
الأبدال (على قول من يثبت هذا الاسم بمعنى صحيح من علمائنا).
من أي هذه الأقسام شئتَ فقل ، وفي أي خانة شئتَ أن تضعه فافعل ..!
نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا ..
إنه الفتى عاصم الأفغاني المهاجري الأنصاريّ ، الفتى الفارسيّ من أهل بغمان أهل الجهاد والبذل والكرم والجود ..
وما على مَنْ دخل من باب من تلك الأبواب من ضرورة ، وأما عاصم فأرجو أن يدخل من تلك الأبواب كلها ..
رؤيته تذكرك بالله ، كلماته رفعٌ للمعنويات ورجاء وأمل وفأل حسن ، قسمات وجهه ترسم معالم الطريق ..!
مجالسته تواضع وسكينة ووقار، معاملته محبة وصدق ووفاء وإيثار وبذل وعطاء .
طول الصمت فيه علامة ، والبشاشة وحسن السمت والحياء أمارات له معروفة .
من رآه أحبه ..
ومن خالطه أجلّه ..
كان شهيدا يمشي على الأرض ، ولسنا نقول على الله بلا علمٍ ولكن قد جعل الله لكل شيئا علامة ..
الذين عرفوه كانوا يكادون يجمعون على أنه شهيد ..
كانوا يقولون : هذا ما يطوّل ..!
فزع الشيخ أبو الليث وإخوانه بعدما عرفوه وسجّلوا له مقاطع فيديو لإحساسهم أنه "ما يطوّل" ..!
عاصم نموذج لمن أراد الشهادة وتعلّق بالله ورجا اليوم الآخر ..
صفات الشهيد حيّــا اجتمعت فيه أوضح اجتماع ..
وقد عرفنا الشهداء ورأينا نماذجهم الطيبة وأنواعهم وأقسامهم ..
وصفاتهم التي يشترك فيها أغلبهم :
سلامة الصدر
التواضع والخدمة لإخوانهم والذلة والمسكنة
تصميم وإصرار على الوصول إلى الغاية العليا
تجافٍ عن سفاسف دار الغرور .
إنهم الشهداء ، أمرهم عجب ، والكتابة عنهم شيء صعب ، وقد يظن البعيد أننا نبالغ ، والحق أنا لما نوفي حقهم ، ولئن سطرنا بالمداد كلمة في أثرهم ، فلقد سطروا أبلغ وأزكى منها بدمائهم :
وفي القتلى لأقوامٍ حياةٌ ** وفي الأسرى فدىً لهمُ وعتقُ
رحم الله عاصماً ، ومطيعَ اللهِ وإخوانهم جميعا ، ورفع الله منزلتهم ، وأعلى الله درجتهم في الفردوس الأعلى ..
اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم ..
اللهم بارك على أوصالهم ، وارزق أهلهم وإخوانهم وأحبابهم منهم العوض واخلفهم فيهم يا رب العالمين ..
اللهم إذ قد أدبرت أيامنا من عاصم بسلامٍ منك ، فأمتعنا من خلفه بإقبال برحمتك ولطفك ..
وإذ قد أخذتَ برحمتك مطيعا ، فاجعل من خلفه معتصماً بحبلك يا كريم .
آمين
حق لعاصمٍ وإخوانه أن يقال فيهم الشعر وأن تسطّر سيرهم الطيبة ، لتكون تذكاراً لمن عرفهم ومن يسمع عنهم ، وجزى الله أخانا الشيخ أبا يحيى حسن قايد خيرا على ما جادت به قريحته في ذكرهم والتنويه بهم ، وبارك الله فيه وحفظه ورعاه ..
والحمد لله رب العالمين .


رثاء وحداء
للشيخ أبي يحيى الليبي (حسن قايد)




قف*بالمنـازل*واقصـد*نحـو**ناديهـا *** *** *** واستمطـر*الدمـع*غيثـاً*مـن*مآقيهـا
وقلـب*الفكـر*فـي*ذكـرى*حوادثهـا *** *** *** واذهب*وأُب*بالمراثـي*فـي**نواحيهـا
وسل*دياراً*عفـت*مـن*بعـد*بهجتهـا *** *** *** مـا*بـال*أثـواب*أحـزان**تغطيـهـا
ربـوع*أُنــسٍ*عهدنـاهـا**مفتَّـحـة *** *** *** أبوابُهـا*للمعـالـي*يُرتـقـى**فيـهـ ا
واليوم*صارت-وقـد*أوهـى*قواعدَهـا *** *** *** فجائـعُ*الدهـر*–*قفـراً*بلقعـاً**تِ يهـا
أين*الوضـاءة*أم*أيـن*الصباحـة*بـل *** *** *** أيـن*المسـراتُ*تلقـى*مـن**يلاقيهـا
قـل*للقـوافـي*أمــا*آن*الآوان**لأن *** *** *** تصوغَ*شعـراً*رصينـاً*مـن*معانيهـا
ناديتهـا*صارخـاً*والـبـثُّ*يدفعـنـي *** *** *** فـكـم*سأبـقـى*بـآلامـي*أُناديـهـا
فاضرب*عن*الشعر*صفحاً*وافتتح*صحفاً *** *** *** فيهـا*المـكـارمُ*ألــوانٌ**توشيـهـا
واقرأ*سطـوراً*مـن*الأخـلاق*ساميـة *** *** *** حروفهـا*الجـود*والإحسـانُ*تاليـهـا
مدادها*الصبـر*يُجريـه*اليـراع**بهـا *** *** *** يـراعُ*صــدق*وإيـمـان*فيُبديـهـا
وقف*ملياً*علـى*معنـى*الـوداد*تـرى *** *** *** عجائبـاً*مـن*خبايـا*الحُـب**يخفيهـا
وإن*تـرُم*أحرفـاً*خُـطَّ*الحيـاء**ب هـا *** *** *** سبَتْـكَ*أنـوارُهـا*حسـنـاً*يُحليـه ـا
مكـارمٌ*ساميـاتٌ*كـيـف**يدركـهـا *** *** *** فـي*شأوهـا*غيـرُ*أهليهـا*ويحويهـا
قـد*عشـتُ*حينـاً*أحييهـا*فتسمعُنـي *** *** *** وهـا*أنـا*اليـوم*أبكيـهـا*وأَرثيـهـ ا
يا*(عاصم)*كنـت*فينـا*البـدرَ*نرقبُـ ه *** *** *** كلا*بـل*الشمـس*كـلا*بـل*تُساميهـا
سمـتٌ*وديـنٌ*وبـذلٌ*لا*تكِـلُّ**بــ ه *** *** *** وبسمة*مثـلُ*ضَـوء*الصبـح**تُهديهـا
نديُّ*قلـب*سخـيُّ*النفـس*قـد*جُبلـت *** *** *** فيـك*الفضـائـل*لا*زوراً*وتمويـهـا
أبيـتَ*إلا*حـيـاة*يُستـطـاب**بـهـا *** *** *** عيـشٌ*عـزيـز*بــلا*ذل*يغشِّيـهـا
فلم*تزل*فـي*بـروج*المجـد**مرتقيـاً *** *** *** بالعـزم*تسمـو*وبالإصـرار*تُدنيـهـا
فـي*همـةٍ*كلمـا*حـلـت**بمنـزلـة *** *** *** قالت*:*سواها*وطـارت*فـي**معاليهـا
كـم*جرعتـك*الليالـي*كـأس*محنتهـا *** *** *** فلـم*تَهبْهـا*ولا*أضـنـاك**داعيـهـا
ريـح*المنايـا*إذا*هـبـت*بساحتـهـا *** *** *** قلتَ*المنايـا*بنفسـي*سـوف**أشريهـا
لمـا*رأيـتَ*المَنـى*يسـري*بأمتـنـا *** *** *** آليـتَ*إلا*ببـذل*الــروح**تُحييـهـا
فغبـتَ*عنـا*وأعقبـت*الفـؤاد**لظـىً *** *** *** إذا*خبـتْ*جـاءت*الذكـرى**فتذكيهـا
آهٍ*أخي*من*صروف*الدهر*مـا**فتئـت *** *** *** تفـت*فينـا*ومــا*زلـنـا*نعانيـهـا
لكنمـا*الصبـر*زاد*كلـمـا*هجـمـت *** *** *** جنـد*البـلايـا*وهدَّتـنـا**دواهيـهـ ا
فمـن*فـؤادي*إلـى*قبـر*ثويـت*بـه *** *** *** أهـدي*تحايـا*صفـاءُ*الـود**يسقيهـا

قال شيخ الإسلام في كتاب العبودية ( قد جعل الله لأهل محبته علامتين : اتباع السنة ؛ والجهاد في سبيل الله...)