مجاهده
12-25-2002, 11:02 PM
روعه كتير هالخاطره........و كتير مؤثره....عجبتني فحبيت شاركم فيها ان شاء الله تعجبكم.........
سحب نفسه خلسة نحو زاوية من زوايا المدينة الكبيرة التي وصل عليها مع عائلته لاجئا معهم هربا من ذئاب متوحئة نهشت نصف بلدهم,كانت الشمس قد ودعت الأفق في ذلك اليوم التشريني البارد, ركن سيارته الخضراء في جهة المقبرة الواسعة و راح يبحث عن ذلك الإنسان الذي فقده منذ خمس عشر عاما, و فجأة....آه....هذا قبر أبي الذي رقد هنا منذ اشهر..قالها بهمس..عيناه تسترتا تجاه الإسم الذي ظل ملتصقا به و ما يزال...
أنت هنا يا ابي؟ سأل بصوت مسموع, و جلس قبالته كما كان يفعل...و سالت دمعتان من هنا و من هنا..مد يده بعد أن اجهش بالبكاء طويلا, في جيب سترته الجلدية البنيه و أخرج علبة السكاير و سحب واحدة وضعها في فمه و هم بإشعالها...لكنه توقف:لم أكن ادخن امامك...ولن أفعل الآن!....يا........يا......بابا..ور ماها بعيدا. عفوا...بابا لم أكن اقصد أن ازعجك, رغم أني أزعجتك طيلة خمسة عشر عاما مضت, يوم غادرت البيت و كان عمري خمس و عشرون سنة, يوم قررت أن أخونك, و أضيعك و أضيع نفسي, يوم عصيتك و أنت في أعلا درجات الحكمة, و تركتك و أنت في أشد حاجة لي و لم اعن شيخوختك فقد سلكت طريق عاطفتي و لم أسلك طريق عقلي الذي بنيته لي بأبدك الجم و روحك النقية التي تحوم حولي الآن...
و غفا مع حديثه..حتى الفجر, حيث كانت أشعة الشمس تدغدغ وجهه..فتح عيناه, بعد ليلة هانئه في حضن حنون, غاب عنه طويلا, نهض وكان القبر قد ابتل بالندى و الدموع......
___________________________________ ___
منقول من مجله عرب 2000
سحب نفسه خلسة نحو زاوية من زوايا المدينة الكبيرة التي وصل عليها مع عائلته لاجئا معهم هربا من ذئاب متوحئة نهشت نصف بلدهم,كانت الشمس قد ودعت الأفق في ذلك اليوم التشريني البارد, ركن سيارته الخضراء في جهة المقبرة الواسعة و راح يبحث عن ذلك الإنسان الذي فقده منذ خمس عشر عاما, و فجأة....آه....هذا قبر أبي الذي رقد هنا منذ اشهر..قالها بهمس..عيناه تسترتا تجاه الإسم الذي ظل ملتصقا به و ما يزال...
أنت هنا يا ابي؟ سأل بصوت مسموع, و جلس قبالته كما كان يفعل...و سالت دمعتان من هنا و من هنا..مد يده بعد أن اجهش بالبكاء طويلا, في جيب سترته الجلدية البنيه و أخرج علبة السكاير و سحب واحدة وضعها في فمه و هم بإشعالها...لكنه توقف:لم أكن ادخن امامك...ولن أفعل الآن!....يا........يا......بابا..ور ماها بعيدا. عفوا...بابا لم أكن اقصد أن ازعجك, رغم أني أزعجتك طيلة خمسة عشر عاما مضت, يوم غادرت البيت و كان عمري خمس و عشرون سنة, يوم قررت أن أخونك, و أضيعك و أضيع نفسي, يوم عصيتك و أنت في أعلا درجات الحكمة, و تركتك و أنت في أشد حاجة لي و لم اعن شيخوختك فقد سلكت طريق عاطفتي و لم أسلك طريق عقلي الذي بنيته لي بأبدك الجم و روحك النقية التي تحوم حولي الآن...
و غفا مع حديثه..حتى الفجر, حيث كانت أشعة الشمس تدغدغ وجهه..فتح عيناه, بعد ليلة هانئه في حضن حنون, غاب عنه طويلا, نهض وكان القبر قد ابتل بالندى و الدموع......
___________________________________ ___
منقول من مجله عرب 2000