طرابلسي
03-24-2006, 06:34 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
الإخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل ذي بدء أدعو الله وإياكم بهذا الدعاء عسى أن يلهمنا سبل الرشاد بعد صلاح النيات
اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم .
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه .
إن الحمد لله ، نحمد ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات اعمالنا ، من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا ،
وأشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمدا عبده ورسوله ، وصفيه من خلقه وخليله ، بلّغ الرسالة ، وأدّى الأمانة ونصح الأمة , وكشف الغمة ، وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزغ عنها إلا هالك .
أما بعد : فإن أصدق الكلام، كتاب الله واحسن الهدي هدي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
فقد قال نبيكم عليه الصلاة والسلام ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )
فصلوات ربي على معلم الهدى محمد معلم لا إله إلا الله حتى الخراء ولم يكتم عنا حديثا ولم يستأثر بعلمه لنفسه بل أبان كل ما يهمنا في ديننا ودنيانا ونهانا عن السؤال عمن لا يعنينا بقوله تعالى
( يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم )
وبقوله صلى الله عليه وسلم
(من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)
أو التقول على الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير .
وبعد :
اخوتي في الله
إن هذا الموضوع الذي أنا بصدده يتكلم حول عدة مسائل مرتبكة في أذهان الناس عامة والمرضى خاصة إذ يلبث المريض بمرضه أعواما متهما السحر والسحرة والجن والعفاريت في كل ما يحدث له من غم أو نصب وألم وضيق صدر وما إلى هنالك من أمور قد تحدث مع البعض دون البعض الآخر..
إن الخوض بالرقية يجب أن يكون مؤصلا من كتاب وسنة وفهم سلف الأمة حتى لا يستزلنا الشيطان ويلبّس علينا الأمور في جعل مرجعيتنا تجاربنا الشخصية وكأنها كتابا منزلا من عند الله فمن جعل القرآن والسنة جُنة له فلن يضل أبدا .
إن مسألة الخوض بالرقية أخذت أبعادا كثيرة مما حدى بالبعض أن تمسك بخبراته وعلومه حول مدة مكوث المريض بمرضه بعد الرقية فمنهم من قال سنينا ومنهم من قال أشهرا ومنهم من قال أياما وما إلى هنالك كل حسب خبرته بالرقية واتسقراءه لأحداثها ،
ولو استقرأنا الآثار والأحاديث لعلمنا يقينا كم يلبث المريض بمرضه بعد الرقية إن انتفت الموانع واستحصلت دواعي الاستجابة بإذن الله .ولعل البعض لم ينتبه بأن طول المدة التي يلبث فيها المريض بمرضه قد تحدث له معتقدا بان الرقية ليس فيها شفاء وإلا لحصل عليه وهو يعرف نفسه بأنه قد امتثل واتبع التعليمات الجالبة للشفاء بإذن الله مما يجعله يذهب إلى الدجالين والمشعوذين .
ولم يتنبه الرقاة بقولهم أن الرقية الشرعية ربما تنفع مع فلان ولا تنفع مع الآخر هو من التألي على الله والقول بغير علم أو أثر صحيح يستمدوا قولهم من تجاربهم تلك .
لو استقرأنا الآثار والأحاديث لتبين لنا بشكل واضح وصريح بأن المريض لا يلبث بمرضه كثيرا طالما اتبع التعليمات الصحيحة وكيف لا والله قد أخبر بنجاعتها بإذنه
فمن أصدق من الله قيلا ،،ومن أصدق من الله حديثا ،،،قل صدق الله .
أقول من الممتنع شرعا وعقلا ونقلا أن من التجأ إلى الله جل في علاه أن يضيعه إن انتفعت الموانع وتحققت شروط الاستجابة إلا باستثناءات نادرة جدا لحكمة يعلمها الله العليم الحكيم وبما أننا لا نتكلم عن الاستثناء بل عن جوهر الموضوع ألا وهو هل يخلف الله وعده بعد أن بين لنا
( ادعوني أستجب لكم ) .
وأما من السنة ما ثبت بالصحاح وغيرها أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات كان له حرز من الشيطان … الحديث
ولا داع لذكر الكثير من الأدلة لعدم التكرار ففي الدليل الواحد كفاية إن شاء الله .
فلعلنا نجد أيها الاخوة أن أكثر من يقول أنهم أصيبوا بالمس والعين والسحر هم مواظبون على أذكارهم ومنهم من هو على تقى وورع وعفاف وعلم فهل نقول أن الأذكار لغو لسان لا تفيد التحصن وبناء على ذلك ننسف عشر السنة التي حضت وحثت على الأذكار بأوقاتها ومنافعها الجمة ؟!
هذا إذا قلنا أن سبب المس أو العين الغفلة نكون قد اتفقنا عند النقطة الأولى ألا إن الله ليس مع الغافلين ومن كان كذلك فلا يلومن إلا نفسه وأنه استثناء من أصل ومن قال غير ذلك فهو مطالب بالدليل من قول أو أثر من صحيح السنة ولن تجد ولو حرصت على الإتيان بدليل واحد فقط . .
إن الناس قد عقدوا العزم والنية على أن ما أصابهم من مرض أو هم أو غم فهو من مس أو سحر أو عين و يتناسون المرض العضوي الذي مكانه عند الأطباء وإن خفي على بعضهم ففوق كل ذي علم عليم
( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )
والبشر معرضون للخطأ والأمثلة تكاد لا تحصى حول أخطاء الأطباء مما يحدو بالناس الذهاب إلى الرقية فيجدون إلا من رحم الله قد انبرى وتصدر تلك المهنة إما عن جهل مركب أو علم مسبق بحوادث مشابه لحالتهم فيوصف لهم العلاج على أنه مسا أو سحرا مما يزيد من حالة المريض عضويا مرض نفسيا (إيحائيا )فيتصرف المريض وفق ما أملى عليه الراقي فمثل هذا الذي يلبث في مرضه لسنوات وإن شفي من الحالة المرضية يبقى في نفسه الخوف والذهول من الجن أو السحر كما أخبره الراقي من قبل والله المستعان .
وقد ذكر الله جل في علاه الضيق النفسي وعلاجه في القرآن إذ قال لنبيه :
(ولقد نعلم أنه ليضيق صدرك بما يقولون ، فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين) .
فبالتسبيح والسجود بقين على الله يذهب ما في الصدور من هم وغم وحزن…
لكن أين يقيننا بكلام الله وكلام رسوله ؟؟؟
وهنا مكمن الخلل !
كما أن المريض ينسى أو يتناسى أن ما أصابه فبإذن الله لقلة تحصنه ويقينه وإيمانه بالله جلت قدرته ( مع عدم نسيان الابتلاء الذي يمحص الله به المؤمنين وهذا استثناء عن أصل الأمراض التي تلم بالإنسان من جراء الغفلة )
فمثل هذا الصنف لا يلومن إلا نفسه لأن الله قد بين لهم ما يتقون .
فمن خلال ذلك يقوى الشيطان على المريض بالإيحاء والوسوسة لقلة بضاعة المريض بالتحصين واليقين لأنه وإن تم لبس الإنسان حين الغفلة فسيجد أن كلام الله جل وعلا طاردا مزلزلا له وقد كرمه الله على سائر المخلوقات فكيف ينحدر لمستواهم ويخشاهم والله أحق بالخشية والتصديق و حسن التوكل عليه .
وكيف لا وهو قد التجأ إلى صاحب الداء والدواء العليم الخبير فاطر السموات والأرض الذي يحيي ويميت وبيده مقاليد كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه وهو علام الغيوب وأمره كن فيكون . . :
أولا:إن أكثر الناس يشفون من حالات المس أو السحر ( ما لم يكن مشروبا أو مأكولا ) أو العين بسرعة إلا قليلا ولحكمة يعلمها الله ونحن لا نعلم
ثانيا : قسم من الناس قد التبس عليهم المرض العضوي من الروحي فالتجئوا إلى الروحي وتناسوا العضوي وقد قال صلى الله عليه وسلم
( عباد الله تداووا ما انزل الله من داء إلا وأنزل له دواء عرفه من عرفه وجهله من جهله )
ثالثا : المرض النفسي وهذا واقع به قسم كبير من الناس إلا من رحم الله وأسبابه الخوف من المجهول وقد كفانا الله ذاك المجهول بالاستعاذة فقط ، ولو كنا مصدقين بقرارة انفسنا بنجاعتها لكفتنا فما بالكم بتلكم الأدعية والتحصينات الكثيرة والتي لا مرد لها من الله إلا إياه
سئل الإمام ابن القيم رحمه الله ( يا إمام نحن نستعذ بالله من الشيطان الرجيم ولا نجد الاستعاذة بأنفسنا ؟؟
فكان رده رحمه الله (لأنكم تقولونها بألسنتكم ولم توقنها قلوبكم ) أو بهذا المعنى
فيا عباد الله تحصنوا بكلام الله وانتم موقنون بالإجابة
(فلن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا .)
.والفيصل بالأمر أن يعرض المريض على الراقي المتمرس التقي فإن ثبت وجود مسا أو سحرا يكمل معه وإلا فلا داعي أن نحمل المريض مرضا فوق مرضه بإيهامه أن الجن والسحر والعين هما السبب مما يجعله يترك التعاطي بالأسباب المادية ويبقى على ما هو عليه في مصابه الدائم ومن التجأ إلى الله بإخلاص ومحبة وتضرع وخفية فسيجد الله عند حسن ظنه به
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
الإخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل ذي بدء أدعو الله وإياكم بهذا الدعاء عسى أن يلهمنا سبل الرشاد بعد صلاح النيات
اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم .
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه .
إن الحمد لله ، نحمد ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات اعمالنا ، من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا ،
وأشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمدا عبده ورسوله ، وصفيه من خلقه وخليله ، بلّغ الرسالة ، وأدّى الأمانة ونصح الأمة , وكشف الغمة ، وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزغ عنها إلا هالك .
أما بعد : فإن أصدق الكلام، كتاب الله واحسن الهدي هدي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
فقد قال نبيكم عليه الصلاة والسلام ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )
فصلوات ربي على معلم الهدى محمد معلم لا إله إلا الله حتى الخراء ولم يكتم عنا حديثا ولم يستأثر بعلمه لنفسه بل أبان كل ما يهمنا في ديننا ودنيانا ونهانا عن السؤال عمن لا يعنينا بقوله تعالى
( يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم )
وبقوله صلى الله عليه وسلم
(من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)
أو التقول على الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير .
وبعد :
اخوتي في الله
إن هذا الموضوع الذي أنا بصدده يتكلم حول عدة مسائل مرتبكة في أذهان الناس عامة والمرضى خاصة إذ يلبث المريض بمرضه أعواما متهما السحر والسحرة والجن والعفاريت في كل ما يحدث له من غم أو نصب وألم وضيق صدر وما إلى هنالك من أمور قد تحدث مع البعض دون البعض الآخر..
إن الخوض بالرقية يجب أن يكون مؤصلا من كتاب وسنة وفهم سلف الأمة حتى لا يستزلنا الشيطان ويلبّس علينا الأمور في جعل مرجعيتنا تجاربنا الشخصية وكأنها كتابا منزلا من عند الله فمن جعل القرآن والسنة جُنة له فلن يضل أبدا .
إن مسألة الخوض بالرقية أخذت أبعادا كثيرة مما حدى بالبعض أن تمسك بخبراته وعلومه حول مدة مكوث المريض بمرضه بعد الرقية فمنهم من قال سنينا ومنهم من قال أشهرا ومنهم من قال أياما وما إلى هنالك كل حسب خبرته بالرقية واتسقراءه لأحداثها ،
ولو استقرأنا الآثار والأحاديث لعلمنا يقينا كم يلبث المريض بمرضه بعد الرقية إن انتفت الموانع واستحصلت دواعي الاستجابة بإذن الله .ولعل البعض لم ينتبه بأن طول المدة التي يلبث فيها المريض بمرضه قد تحدث له معتقدا بان الرقية ليس فيها شفاء وإلا لحصل عليه وهو يعرف نفسه بأنه قد امتثل واتبع التعليمات الجالبة للشفاء بإذن الله مما يجعله يذهب إلى الدجالين والمشعوذين .
ولم يتنبه الرقاة بقولهم أن الرقية الشرعية ربما تنفع مع فلان ولا تنفع مع الآخر هو من التألي على الله والقول بغير علم أو أثر صحيح يستمدوا قولهم من تجاربهم تلك .
لو استقرأنا الآثار والأحاديث لتبين لنا بشكل واضح وصريح بأن المريض لا يلبث بمرضه كثيرا طالما اتبع التعليمات الصحيحة وكيف لا والله قد أخبر بنجاعتها بإذنه
فمن أصدق من الله قيلا ،،ومن أصدق من الله حديثا ،،،قل صدق الله .
أقول من الممتنع شرعا وعقلا ونقلا أن من التجأ إلى الله جل في علاه أن يضيعه إن انتفعت الموانع وتحققت شروط الاستجابة إلا باستثناءات نادرة جدا لحكمة يعلمها الله العليم الحكيم وبما أننا لا نتكلم عن الاستثناء بل عن جوهر الموضوع ألا وهو هل يخلف الله وعده بعد أن بين لنا
( ادعوني أستجب لكم ) .
وأما من السنة ما ثبت بالصحاح وغيرها أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات كان له حرز من الشيطان … الحديث
ولا داع لذكر الكثير من الأدلة لعدم التكرار ففي الدليل الواحد كفاية إن شاء الله .
فلعلنا نجد أيها الاخوة أن أكثر من يقول أنهم أصيبوا بالمس والعين والسحر هم مواظبون على أذكارهم ومنهم من هو على تقى وورع وعفاف وعلم فهل نقول أن الأذكار لغو لسان لا تفيد التحصن وبناء على ذلك ننسف عشر السنة التي حضت وحثت على الأذكار بأوقاتها ومنافعها الجمة ؟!
هذا إذا قلنا أن سبب المس أو العين الغفلة نكون قد اتفقنا عند النقطة الأولى ألا إن الله ليس مع الغافلين ومن كان كذلك فلا يلومن إلا نفسه وأنه استثناء من أصل ومن قال غير ذلك فهو مطالب بالدليل من قول أو أثر من صحيح السنة ولن تجد ولو حرصت على الإتيان بدليل واحد فقط . .
إن الناس قد عقدوا العزم والنية على أن ما أصابهم من مرض أو هم أو غم فهو من مس أو سحر أو عين و يتناسون المرض العضوي الذي مكانه عند الأطباء وإن خفي على بعضهم ففوق كل ذي علم عليم
( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )
والبشر معرضون للخطأ والأمثلة تكاد لا تحصى حول أخطاء الأطباء مما يحدو بالناس الذهاب إلى الرقية فيجدون إلا من رحم الله قد انبرى وتصدر تلك المهنة إما عن جهل مركب أو علم مسبق بحوادث مشابه لحالتهم فيوصف لهم العلاج على أنه مسا أو سحرا مما يزيد من حالة المريض عضويا مرض نفسيا (إيحائيا )فيتصرف المريض وفق ما أملى عليه الراقي فمثل هذا الذي يلبث في مرضه لسنوات وإن شفي من الحالة المرضية يبقى في نفسه الخوف والذهول من الجن أو السحر كما أخبره الراقي من قبل والله المستعان .
وقد ذكر الله جل في علاه الضيق النفسي وعلاجه في القرآن إذ قال لنبيه :
(ولقد نعلم أنه ليضيق صدرك بما يقولون ، فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين) .
فبالتسبيح والسجود بقين على الله يذهب ما في الصدور من هم وغم وحزن…
لكن أين يقيننا بكلام الله وكلام رسوله ؟؟؟
وهنا مكمن الخلل !
كما أن المريض ينسى أو يتناسى أن ما أصابه فبإذن الله لقلة تحصنه ويقينه وإيمانه بالله جلت قدرته ( مع عدم نسيان الابتلاء الذي يمحص الله به المؤمنين وهذا استثناء عن أصل الأمراض التي تلم بالإنسان من جراء الغفلة )
فمثل هذا الصنف لا يلومن إلا نفسه لأن الله قد بين لهم ما يتقون .
فمن خلال ذلك يقوى الشيطان على المريض بالإيحاء والوسوسة لقلة بضاعة المريض بالتحصين واليقين لأنه وإن تم لبس الإنسان حين الغفلة فسيجد أن كلام الله جل وعلا طاردا مزلزلا له وقد كرمه الله على سائر المخلوقات فكيف ينحدر لمستواهم ويخشاهم والله أحق بالخشية والتصديق و حسن التوكل عليه .
وكيف لا وهو قد التجأ إلى صاحب الداء والدواء العليم الخبير فاطر السموات والأرض الذي يحيي ويميت وبيده مقاليد كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه وهو علام الغيوب وأمره كن فيكون . . :
أولا:إن أكثر الناس يشفون من حالات المس أو السحر ( ما لم يكن مشروبا أو مأكولا ) أو العين بسرعة إلا قليلا ولحكمة يعلمها الله ونحن لا نعلم
ثانيا : قسم من الناس قد التبس عليهم المرض العضوي من الروحي فالتجئوا إلى الروحي وتناسوا العضوي وقد قال صلى الله عليه وسلم
( عباد الله تداووا ما انزل الله من داء إلا وأنزل له دواء عرفه من عرفه وجهله من جهله )
ثالثا : المرض النفسي وهذا واقع به قسم كبير من الناس إلا من رحم الله وأسبابه الخوف من المجهول وقد كفانا الله ذاك المجهول بالاستعاذة فقط ، ولو كنا مصدقين بقرارة انفسنا بنجاعتها لكفتنا فما بالكم بتلكم الأدعية والتحصينات الكثيرة والتي لا مرد لها من الله إلا إياه
سئل الإمام ابن القيم رحمه الله ( يا إمام نحن نستعذ بالله من الشيطان الرجيم ولا نجد الاستعاذة بأنفسنا ؟؟
فكان رده رحمه الله (لأنكم تقولونها بألسنتكم ولم توقنها قلوبكم ) أو بهذا المعنى
فيا عباد الله تحصنوا بكلام الله وانتم موقنون بالإجابة
(فلن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا .)
.والفيصل بالأمر أن يعرض المريض على الراقي المتمرس التقي فإن ثبت وجود مسا أو سحرا يكمل معه وإلا فلا داعي أن نحمل المريض مرضا فوق مرضه بإيهامه أن الجن والسحر والعين هما السبب مما يجعله يترك التعاطي بالأسباب المادية ويبقى على ما هو عليه في مصابه الدائم ومن التجأ إلى الله بإخلاص ومحبة وتضرع وخفية فسيجد الله عند حسن ظنه به