تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صاحب الحية



Saowt
03-20-2006, 09:33 PM
كان في دارِ رجلٍ من الناس حيَّةُ ساكنةُ في جُحر، قد عرفوا مكانها، وكانت تلك الحية تبيض كل يوم بيضة من ذهب وزنها مثقال، فصاحب المنزل مغتبط مسرور بمكان تلك الحية، يأخذ كل يوم من جُحرها بيضة من ذهب، وقد تقدم إلى أهله أن يكتموا أمرها، فكانت كذلك لأشهر.

ثم إن الحية خرجت من جحرها، فأتت عنزاً لأهل الدار حلوباً ينتفعون بها، فنهشتها، فهلكت العنز!
فخرج لذلك الرجل وأهله، وقال: الذي نصيب من الحية أكثر من ثمن العنز، والله يخلف ذلك منها.

فلما أن كان عند رأس الحول، عدت على حمار له كان يركبه، فنهشته، فقتلته! فجزع لذلك الرجل وقال: أرى هذه الحية لا تزال تُدخل علينا آفة، وسنصبر لهذه الآفات ما لم تَعْدُ البهائم.

ثم مر بهم عامان لا تؤذيهم، فهم مسرورون بجوارها. مغتبطون بمكانها، إذ عَدَتْ على خادم كان للرجل، لم يكن له غيره. فنهشته وهو نائم، فمكث مهموماً، حزيناً، خائفاً أياماً. ثم قال : إنما كان سُم هذه الحية في مالي، وأنا أصيب منها أفضل مما رُزَئتُ به. ثم لم يلبث إلا أياماً حتى نهشت ابن الرجل فمات.

فقالا لا خير لنا في جوار هذه الحية، وإن الرأي لفي قتلها، والاعتزال عنها.

فلما سمعت الحية ذلك تغيبت عنهم أياماً، لا يرونها ولا يصيبون من بيضها شيئاً! فلما طال ذلك عليهما تاقت أنفسهما إلى ما كانا يصيبان منها، وأقبلا على جحُرها يقولان ارجعي إلى ما كنت عليه ولا تضرينا ولا نضرك.

فلما سمعت الحية ذلك من مقالتهما رجعت، فتجدد لهما سرورهما على غصتهما بولدهما. وكانت كذلك عامين، لا ينكرون منها شيئاً.

ثم دبت الحية إلى امرأة الرجل وهي نائمة معه فنهشتها، فصاحت المرأة فبقي الرجل فريداً، وحيداً، كئيباً، مستوحشاً!

وأظهر أمر الحية لإخوانه وأهل وده، فأشاروا عليه بقتلها، فولى الرجل وقد أزمع على قتلها، فبينما هو يرصدها إذ اطلع في جحرها فوجد درة صافية وزنها مثقال! فلزمه الطمع، وأتاه الشيطان فغره حتى عاد له سرور هو أشد من سرور الأول. فقال: لقد غير الدهر طبيعة هذه الحية، ولا أحسب سمها إلا قد تغير كما تغير بيضها.

فجعل الرجل يتعاهد جُحرها بالكنس ورش الماء والريحان، فبينما هو نائم، إذ دبت الحية فنهشته ومات.
أحببت أن أعرض هذه القصة والتي يرويها أنطونس السائح، لأضرب بها المثل بوالدين ابتعدا عن تربية أبنائهما بحجة الركض وراء الدنيا واللهث خلف الملذات والشهوات ويفرحون بالإنجازات البسيطة على حساب تربية أبنائهم وتعليمهم، حتى إذا ما كبر الآباء سمّهم الأبناء كما سمت الحية أهل الدار، فمن عقّ أبناءه عند الصغر، عقّه أبناؤه عند الكبر
----------------------
د. جاسم المطوع

mohammad
03-21-2006, 02:06 AM
الله المستعان

من هناك
03-21-2006, 12:39 PM
لقد اعجبني المثل ولكنه لا ينطبق حتى على الأولاد العاقين والله اعلم

Saowt
03-21-2006, 02:37 PM
ولم لا ينطبق عليهم؟؟
يعني ماذا بإمكانهم أن يفعلوا أكثر من ذلك؟؟

من هناك
03-21-2006, 04:47 PM
طيب لو طلبت إلى عاق ان يسمع هذا المثال؟
كيف يكون رده؟

هذا مثال جيد جداً لأصحاب السوء ولكن ليس للأطفال العاقين برأيي المتواضع

Saowt
03-21-2006, 04:57 PM
لا أدري...
كيف سيكون رده؟؟

شيركوه
03-21-2006, 05:41 PM
السلام عليكم
قصة جميلة
اخي بلال اصلا الاطفال العاقين هم نتاج التهاء الاهل عنهم او نتاج عدم معرفة في التربية وعدم وجود هدف من تبريتهم
اقصد غاية ربانية
يعني لا يكفي ان تربي ولدا لمجرد تربية الولد يجب ان يكون هناك غاية واهداف من ورا تربيته وهكذا ان شاء الله لا يكون عاقا
والا لنا في سيدنا نوح اسوة حسنة عليه السلام

السلام عليكم

قاهر الظلام
03-27-2006, 09:38 AM
لا أدري...
كيف سيكون رده؟؟
لاكن شكرا على تعبك