تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إلى قطز



Saowt
03-17-2006, 09:37 AM
في سنة أربع وخمسين وستمائة هجرية 1256م، مَلَكَ التتار سائر بلاد الروم بالسيف، فلما فرغوا من ذلك، نزل هولاكو بن جنكيز خان كالإعصار على بغداد في صفر من 665هجرية 1285م، ودخلوها دخول الضواري المفترسة، وقتلوا 2مليون من أهلها، ونهبوا خزائنها وذخائرها، وقضوا على الخلافة العباسية، ثم قتلوا الخليفة المستعصم بالله وأكابر دولته..

وتقدم التتار إلى بلاد الجزيرة، واستولوا على "حران" و"الرُّها" و"ديار بكر" في سنة سبع وخمسين وستمائة هجرية 1259م، ثم جاوزا الفرات، ونزلوا على "حلب" واستولوا عليها وجرت الدماء في الأزقة أنهارًا.

وصل التتار إلى "دمشق"، وسلطانها الناصر يوسف بن أيوب، فخرج هاربًا ومعه أهل اليسار، ودخل التتار دمشق، وتسلموها بالأمان، ثم غدروا بأهلها وفتكوا بهم، ونهبوا وسلبوا ودمروا. وتعدوا دمشق، فوصلوا إلى "نابلس"، ثم إلى "الكرك" وبيت المقدس، وتقدموا إلى "غزة" دون أن يلقوا مقاومة تذكر، وقد استثمر التتار حرب الإجرام، التي تعتمد على سرعة الحركة، كما استثمروا حرب الأعصاب إلى أقصى مدى، فنشروا الذعر والخوف في كل مكان، وحيثما اتجهت قواتهم كانت تسبقهم الأقاصيص عن طغيانهم وقسوتهم ومذابحهم.

"لقد كانت الحملة التترية على الإسلام والعرب حملة صليبية بالمعنى الكامل لها، حملة نصرانية نسطورية، وقد هلل لها الغرب وارتقب الخلاص على يد "هولاكو" وقائده النصراني "كتبغا" الذي تعلق أمل الغرب في جيشهما، ليحقق له القضاء على المسلمين، قبل مغادرة "هولاكو" سورية أرسل رسولاً من رجاله وبرفقته أربعون رجلاً من الأتباع إلى قطز يحملون إليه رسالة منه جاء فيها:

"من ملك الملوك شرقًا وغربًا القائد الأعظم
إلى الملك المظفر قطز
يعلم الملك المظفر قطز وسائر أمراء دولته وأهل مملكته بالديار المصرية
إنا نحن جند الله في أرضه، خلقنا من سخطه، وسلطنا على مَن حَلَّ به غضبه، فلكم بجميع البلاد معتبر، وعن عزمنا مزدجر، فاتعظوا بغيركم وأسلموا لنا أمركم، قبل أن ينكشف الغطاء، فتندموا ويعود عليكم الخطأ، فنحن ما نرحم من بكى، ولا نرقّ لمن شكى، وقد سمعتم أننا قد فتحنا البلاد، وطهرنا الأرض من الفساد، وقتلنا العباد، فعليكم بالهرب، وعلينا الطلب، فأي أرض تؤويكم، وأي طريق تنجيكم، وأي بلاد تحميكم؟! فما لكم من سيوفنا خلاص، ولا من مهابتنا وأيدينا مناص، فخيولنا سوابق، وسهامنا خوارق، وسيوفنا صواعق، وقلوبنا كالجبال، وعددنا كالرمال، فالحصون عندنا لا تمنع، والعساكر لقتالنا لا تنفع، ودعاؤكم علينا لا يُسمع، فمن طلب حربنا ندم، ومن قصد أماننا سلم، فإن أنتم لشرطنا وأمرنا أطعتم، فلكم ما لنا وعليكم ما علينا، وإن خالفتم هلكتم، فلا تهلكوا نفوسكم بأيديكم، فقد حذّر من أنذر. فكبيركم عندنا قليل، وعزيزكم عندنا ذليل، فلا تطيلوا الخطاب، وأسرعوا برد الجواب، قبل أن تضرم الحرب نارها، وترمي نحوكم شرارها، فلا تجدون منا جاهاً ولا عزًا، ولا كافيًا ولا حرزًا، وتدهون منا بأعظم داهية، وتصبح بلادكم منكم خالية، فقد أنصفناكم إذ راسلناكم، وأيقظناكم إذ حذرناكم، فما بقي لنا مقصد سواكم، والسلام على من خشي عواقب الردى، وأطاع الملك الأعلى".



فماذا فعل المظفر قطز بعد هذا التهديد الذي لا مثيل له؟ لقد قرر أن يدخل الحرب ضد هولاكو، وذلك بعد أن جمع الأمراء فاستشارهم فقال لهم الشيخ عز الدين بن عبد السلام، فيما قال: (إن تأخرتم عن قتالهم ملكوا الديار المصرية، وفعلوا بنا كما فعلوا في بغداد)، فأجمع أمرهم على أن يبرزوا إلى هولاكو بمعركة فاصلة، دامية وأن يجهزوا جيشا كبيرا يخرج لملاقاة (كتبغا) قائد التتار

ثم أمر بقتل الرسل الخمسة فذبحهم جميعا ووضع كل مجموعة منهم أمام باب من أبواب القاهرة، وعلق رؤسهم على باب زويلة بمصر ثم صارت أحوال تأهب شديدة وإضربات كبيرة وأزمات عنيفة ونودي في القاهرة والفُسطاط وسائر أقاليم مصر بالخروج إلى الجهاد، وتقدم قطز إلى جميع الولاة يحث الأجناد للخروج وانضم إليهم من عساكر الشام ومن العرب والتركمان وغيرهم من قلعة الجبل في القاهرة، يريد معسكر الصالحية، معسكر مصر الكبير في شرق الدلتا

ونزل المعز بن عبد السلام بنفسه لتحريض المسلمين فى صعيد مصر فاجتمع له الألف وروي انه خرج معه اكثر من مليون رجل من اهل صعيد مصر للدخول معه ضد حرب هولاكو

حازم فرج الله
03-17-2006, 10:43 AM
الله اكبر متى ياتى رجل صالح مثل هذا الرجل لينقذ هذه الامة من الغطرسة الصليبية وينتصر لدماء المسلمين ويحرر اوطانهم عسى ان يكون قريبا باذن الله

mhkfero
03-21-2006, 01:54 PM
Shou zakarek fih hal eyam . Tfti2 jrou7at wala mou7awalet estnhad

Saowt
03-21-2006, 02:43 PM
ذكرني؟؟
محاضرة سمعتها منذ أيام لكنني للأسف لم أسمعها من بدايتها...
وقد أعجبني تصرف العز بن عبدالسلام وأعتقد أنني سأكتب نبذة عنه قريبا...

من هناك
03-21-2006, 05:01 PM
هؤلاء هم الرجال حقاً

رحم الله الإمام العز بن عبد السلام. هناك كتاب للدكتور محمد عمارة اسمه مسلمون ثوار. انصحكم بقراءته فهو كتاب رائع جداً