تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لا أحد يربح المليون.. جواب نهائي



fakher
03-14-2006, 02:44 PM
أرقام <<عاطفية>> للمتظاهرين برغم وجود الخرائط:


ضحى شمس


هل تعلمون، لو صدق ما قاله وزير الداخلية بالوكالة احمد فتفت، بأن مليوناً و.. خمسين ألفاً تظاهروا يوم 14 شباط الماضي، ما قد يعنيه ذلك ميدانياً؟ خصوصاً في ظل ما أكدّه دولة الرئيس فؤاد السنيورة بأن هذا العدد يشكل.. 22 بالمئة من عدد اللبنانيين؟ هل تعلمون ما يعنيه ان يكون 22 من المواطنين اللبنانيين، الذين أستنتجنا بالتالي أن عددهم هو أربعة ملايين و 200 ألف، أن يكونوا موجودين في المكان نفسه في الوقت ذاته وما هي المساحة التي يحتاجون إليها لذلك؟
ومع انها عملية حسابية بسيطة إلا ان الجميع تواطأ على تجاهلها، في ظل أرقام عاطفية كانت تطلق من هنا ومن هناك ووجد اهل الإعلام انفسهم مجبرين على التعاطي معها.
فطريقة حساب التظاهرات في الغرب، معروفة لجميع وكالات الأنباء وهي هينة وسهلة خصوصا عندما تكون التظاهرة محتشدة في نقطة محددة معروفة المساحة وبالتالي.. السعة. لأن التظاهرات الأكثر احتشاداً (وهي في حالات النزوح او الحرائق) تحسب بمعدل اربعة أشخاص في المتر المربع الواحد. فإلى كم من الامتار يحتاج مليون وخمسون ألفا <<في ساحة الشهداء قبيل بدء الاحتفال، ولا يزال هناك عشرات الآلاف وربما اكثر بين ساحة الشهداء وكل المسارات الاساسية>>، كما اوردت كلام فتفت الوكالة الوطنية للإعلام؟
وبما أن لدينا رقماً <<دقيقاً>>، فلنستفد منه. إلى كم من الأمتار يحتاج مليون وخمسون ألف مواطن محتشدون؟ إن قسمنا مليوناً وخمسين ألف على اربعة اشخاص (السعة القصوى في المتر المربع) يتبدى لنا أن التظاهرة بحاجة الى 2500125 مترا مربعا (مئتين وخمسين ألفاً ومئة وخمسة وعشرين مترا مربعا) في مساحة تبلغ في حدها الأقصى 72 ألف متر مربع.
ولنأخذ الأمر عبر طريقة اخرى في الحساب معتمدين على رقم صحيح ودقيق قمنا، بالتعاون مع مختصين بالمساحة ورسامي خرائط محايدين، بقياسه استناداً الى خرائط للسوليدير غاية في الدقة. وهو الرقم 72 ألف متر مربع، كما أسلفنا المساحة التقريبية للبقعة التي نتحدث عنها (لكوننا لم نطرح من المجموع مساحة المطاعم والبنايات) وقسمنا عدد مليون وخمسين ألف متظاهر الذي ننطلق مرة اخرى منه فهو صادر عن مصدر رسمي ولو بالوكالة على 72 ألف متر مربع فعلى ماذا نحصل؟ انه في المتر المربع كان هناك ما لا يقل عن 13 شخصاً فاصلة 889583 ولنقل اربعة عشر شخصاً و.. كسور في المتر المربع الواحد. فهل هذا معقول؟ وهل كانت التظاهرة ثلاثة طوابق على الأقل ام طابقين و.. باركينغ؟
تواطؤ <<عاطفي>> أم ضغوط؟
من الثابت إذاً في ظل الحسابات التي قدمناها هنا، أن نستنتج انه كان هناك.. لنقل <<انعدام>> الرغبة الشديدة للقيام بحساب الرقم. وبما ان من غير الممكن ان تورد أربع وكالات انباء عالمية أرقاما يبلغ أكثرها تواضعاً، وهو رقم <<رويترز>>... نصف مليون (أي سبعة أشخاص ونصف الى ثمانية في المتر المربع)، فإن من الطبيعي لأي مراقب محايد لوسائل الإعلام أن يشتبه بارتباك ما شاب أداءها منذ اغتيال الحريري واجتياح الناس للساحات في سابقة لم تحصل إلا نادراً.
بعد الانطلاق من هذه الثابتة، يمكن التكهن بالأسباب. ولو أننا نعرف بشكل <<غير رسمي>> بعضها. ف<<التكاسل>> عن العملية الحسابية كان إما لأسباب.. <<عاطفية>> بالمعنى الطائفي، أو <<تعاطفية>> بالمعنى <<الأيديولوجي>>، او خضوعاً واستهابة <<لاتصالات>> من ذوي <<الدالة>> في المؤسسات الأمنية، او.. لمجرد التسابق مع بقية وكالات الأنباء. فعندما تختلف وكالات الأنباء وتورد إحداها رقماً كبيراً، تبدأ الاتصالات من مكاتب الوكالات المنافسة الرئيسية في الخارج الى مراسليها، حيث لم يكن المكتب الرئيس في برلين مثلاً يفهم، كيف ان العدد الذي تقدمه مراسلته في بيروت أدنى من.. المصدر الرسمي المفروض انه ضد المتظاهرين! كيف تفسر لرئيسك ان تيار السلطة هو من ينظم التظاهرة؟ لماذا تتظاهر السلطة؟ سيسألك. ولن يفهم. وتحت ضغط الأخبار في يوم مثل هذا، ربما، ستقدم له الرقم الذي يريد وتريّح رأسك؟
هذا إذا اختلفت الوكالات، أما حين تتفق وفق ما شرحناه على رقم <<زجلي>>؟ فهنا الطامة الكبرى: فالرقم ستتبناه كل وسائل الإعلام حتى المتضررة والتي تتبع لأيديولوجيا منافسه، وذلك خوفاً من اتهامها بالغرضية واللاموضوعية! وهي ان حاولت التخفيف من الرقم فإنها لا تجرؤ على <<حسومات>> كبيرة. ونبقى في حيز غير الحقيقي. وعندما تتفق وكالات الإعلام على رقم خيالي؟ تتبناه وسائل الإعلام كافة، فيصبح <<معلومة>> وتورده الجرائد، وهي كتب التاريخ المستقبلية، ويبنى عليه بالسياسة. وأي بناء!!
<<فتش عن الوكالة>> وأرقامها
ولأن أساس الأخبار ياتي من وكالات الأنباء، بمراسليها الميدانيين ومحرريها على <<الدسك>> كما يقال، ومصوريها الذين لهم تقديراتهم الميدانية أيضاً ، لذلك كله، بدأنا جولة على وكالات الانباء الرئيسية العاملة في لبنان لنفهم منهم كيف توصلوا الى الأرقام المليونية التي اوردوها في اخبارهم.. ففي الأساس كانت الوكالة. <<فتش عن الوكالة>> يكاد يقول المثل.
فماذا أوردت وكالات الأنباء، وكيف تبنت الأرقام التي أوردتها.
<<مليون لبناني يطالبون رئيسهم بالاستقالة>> عنونت وكالة <<يو بي آي>> للأنباء تغطيتها لتظاهرة 14 شباط الماضي، أما <<دي بي آي>> الوكالة الألمانية فقد قالت ان <<العاصمة اللبنانية بدت كأنها اليوم الثلاثاء (14 شباط) بحر من الامواج الحمراء والبيضاء عندما احتشد ما يصل الى مليون شخص لإحياء الذكرى الأولى لاغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري>>. انفلونزا <<الملايين>> أصابت بدورها وكالة الصحافة الفرنسية التي عنونت في آخر تحديث لخبر تغطيتها <<مليون لبناني أحيوا الذكرى الاولى لاغتيال الحريري مؤكدين تمسكهم بالوحدة الوطنية>>، أما وكالة رويترز، فبعد ان قدرت العدد اول النهار بمئتين وخمسين ألفاً، رفعت هذا العدد الى سبعمئة وخمسن ألفاً لتعود فتتراجع عنه في آخر تحديث لخبرها التاسعة ليلاً فتقول <<نصف مليون لبناني (على الأقل) يتظاهرون في الذكرى الأولى لاغتيال الحريري>>. أما الأسوشيتد برس، وعلى الرغم من أنها <<تجاهلت>> الرقم <<العاطفي>> لوزير الداخلية.. تماماً، فهي تأثرت بدورها بوباء الملايين ولو انه خففته الى.. ثمانمئة ألف متظاهر، الرقم ذاته الذي اوردته في 14 آذار 2005!! بالطبع لن نضرب مثال الوكالة الوطنية للإعلام، التي ربما كانت المثال الأبرز على ان <<الرقم في لبنان مسألة رأي>> حسب مقولة شهيرة للرئيس سليم الحص. فقد اوردت الوكالة الوطنية الخبر على الشكل التالي <<تدفق اللبنانيون الى ساحة الحرية شلالا هادرا من مختلف المناطق لتأكيد الوحدة الوطنية. اليوم تجمع أكثر من مليون لبناني في ساحة الحرية.. الخ>>.

fakher
03-14-2006, 02:45 PM
وكما هو متبع، تورد الصحف عادة أرقام الوكالات العالمية والمحلية الى جانب الرقم التقديري لمراسلها، إذا لم تقتنع. لكن ما كان لافتاً يومها، او في اليوم التالي على الأصح، ان غالبية الصحف، المنقسمة هي الأخرى منذ الرابع عشر من شباط العام 2005، تبنت حسب <<هواها>> الأيديولوجي أرقام الوكالات. هكذا، لم تتوان إحدى كبريات الصحف اللبنانية، عن تأكيد أن تظاهرة 14 شباط كانت مليونية على الرغم من أنها كانت قد عنونت <<مانشيت>> صفحتها الأولى بتاريخ الأول من كانون الاول العام 2004 ، في تغطية لتظاهرة حزب الله ضد القرار 1559 من منطقة قصقص لساحة الشهداء <<تظاهرة المليون.. مئة ألف>> معتبرة <<أن الساحة (الشهداء) إذا امتلأت كاملة وبتراص لا تستوعب اكثر من مئة ألف>>. أما من اختار الهرب من مسابقة <<من سيربح المليون>> لأسباب مهنية لا يمكنه تجاهلها، فقد وجد في <<البلاغة>> اللغوية ضالته. فتحدث عن <<قلب بيروت الملآن>> أو <<الامواج المتلاطمة والشلالات الهادرة>> وكأننا في نشرة الطقس ولسنا في تغطية ميدانية. وحدها نشرة <<بي بي سي أونلاين>> عبر أحد صحافييها الذين أرسلتهم للتغطية، بدت محايدة حين قدرت ان <<عشرات الآلاف تظاهروا في الذكرى الاولى لأغتيال الحريري>>، وإن كنا نظن ان رصانتها بدت مبالغاً فيها بعض الشيء. فعشرات الآلاف يعني اقل من مئة ألف، وهو بالتحديد بين ثلاثين ألفا وتسعين. في حين أننا نظن ان العدد كان أكثر من مئة وخمسين ألفا حسب حساباتنا المستندة الى خرائط. وعلى <<انكماشه>> الحذر، يبقى رقم بي بي سي أقرب بكثير الى الدقة من <<تقديرات>> وكالات <<الأنباء>> التي بدت في تغطيتها لتظاهرات <<الأحزاب المليونيرية>> الحديثة الثروة بالجماهير الافتراضية منذ الثامن من آذار 2005، وحتى الرابع عشر من شباط الماضي، ضائعة الى طائشة أحياناً.. كثيرة.
صحافة لا تتحدث إلى.. الصحافة!!
حاولنا بداية ان نسأل وكالة <<رويترز>> التي قيل لنا عبر زملاء، انها تعرضت <<لاتصالات>> لاعتماد أرقام مليونية كما حصل لهم. لكننا بعد اتصالات كان فيها الزميل نديم اللادقي مدير الوكالة مشغولاً، عدنا وأبلغنا انه مسافر لأسبوع وان <<لا أحد غيره مخوّل بالتحدث باسم الوكالة>>! أما حين طلبنا الى الزميل الذي ينوب عنه ان يتصل به في لندن لإبلاغه بسؤالنا، فقيل لنا انه، بعد أيام، لم يتلق رداً منه <<ما يعني انه لم يفتح بريده الألكتروني>>! أما الأسوشيتد برس، فهي أيضاً لا تتحدث الى الصحافة!! ولو ان أسبابها غير واضحة! وتجدر الإشارة الى ان الأسوشيتد برس قدرت عدد المتظاهرين بثمانمئة ألف لكنها نسبت العدد الى <<المستقبل>> ولم تأخذ برقم وزير الداخلية.
وكالة الصحافة الفرنسية: ضحية التلاعب؟
يختلف الأمر مع الزميل هنري معمار باشي مدير وكالة الصحافة الفرنسية. يجيب الرجل عندما نسأله كيف حددت وكالته عدد المتظاهرين بقوله <<نحن قلنا، بعد اتصال بالمنظمين، وسؤال مصورينا الموجودين على الأرض، ان العدد قد يفوق خمسمئة ألف. إلا انه حسب ما يقول المنظمون هو مليون>>. يضيف معمار باشي <<لكن تلفزيون المستقبل نقل النبأ على الشكل التالي: وقالت وكالة الصحافة الفرنسية ان العدد هو مليون. أي من دون التفريق بين تقدير وكالتنا بمئات الآلاف ومن دون ذكر ان رقم المليون هو حسب المنظمين>>. اضاف <<أسمي هذا السلوك تلاعباً وبروباغندا>>. لكن معمار باشي يضيف انها ليست المرة الاولى التي تقع فيها وكالته ضحية هذا التلاعب <<الأسلوب نفسه اتبع معنا السنة الماضية مع تظاهرة 8 آذار حينما اتصل المنظمون ورئاسة الجمهورية بنا وقالوا لنا أن العدد هو مليون شخص، فكتبنا عن لسانهم ان العدد هو حسب مصادرهم مليون وقلنا ان تقديرنا هو مئات الآلاف. فماذا حصل بعده؟ إذا بحزب الله يعلن امام الجماهير أن تقدير وكالة الصحافة الفرنسية لعدد المتظاهرين هو مليون>>.
نسأله ماذا يفعلون عادة في حال عدم تأكدهم من الرقم، فيقول <<نتقصى كل المصادر أو نعتمد صياغة من نوع: مد جماهيري. أو: حشود كبيرة. لكن عندما يعقد وزير الداخلية مؤتمراً صحافياً ويعطي رقماً محدداً هو مليون و..خمسون الفاً، فعلينا ان نبث هذا الخبر ولو من دون تبنيه>>.
لكن ألا تحسب التظاهرة عادة بالامتار؟ يقول <<في فرنسا نقول حسب المتظاهرين من جهة، وحسب الدولة من جهة اخرى>> ثم يبتسم قائلا <<مفترضين بالطبع أن المتظاهرين ضد الدولة. يعني مفترض ان الدولة تكون على حياد، لكن الواقع ان التلاعب بالأرقام هو واقع يستخدمه الجميع>>.
هل هناك سبيل لتلافي التلاعب بأخبار وكالات الأنباء خصوصاً في ظل خطورة ونهائية ما يبنى عليه في السياسة بناءً على تلك الأخبار؟ يجيب <<برأيي وفي ظل أوضاع مثل هذه، علينا تلافي إعطاء أرقام محددة. وبإمكاننا ان نستعين بصياغات من نوع: عشرات او مئات الآلاف او تعابير من نوع بحر من الناس الخ..>>. لكن، إن أخذنا بعين الاعتبار أن عبارة <<مئات>> تستخدم لما يفوق المئتين ويقل عن المليون، لا تفقد العبارة هدفها <<التخفيفي>> فما الفرق بينها وبين مليون؟ ولماذا لا يحسبون الحشد بالامتار المربعة خصوصاً أن المكان الذي تحتشد فيه التظاهرة معروف المساحة؟ يجيب <<لأن الحشد كان متحركاً. في النهاية رأينا مثلاُ أن ملعب كرة السلة الى جانب ساحة الشهداء كان شبه فارغ، في حين احتشد الناس في المربع المحيط بتمثال الشهداء..>>. نسأله إن كانوا يتعرضون <<لإلحاح>> من قبل بعض المصادر لاعتماد أرقام ما، فيجيب <<من دون شك. لكننا لا نخضع لها. تكرر الأمر معنا في أحداث الخامس من شباط الماضي، حين تحدث وزير الداخلية بالوكالة (أحمد فتفت) عن عدد كبير من السوريين والفلسطينيين!>>.
يو بي آي: نعم هناك مشكلة
أما الزميلة دلال سعود من وكالة <<يو بي آي>> فتعترف بأن مشكلة الرقم بدأت منذ تشييع الرئيس الحريري العام الماضي <<لدينا خبرتنا، ونعتمد على مصادر قوى الأمن ومراسلينا على الأرض ولكن... نعم هناك مشكلة. والتلفزيون غشاش: يعني على الشاشة تشاهدين كومة ناس كبيرة على مساحة كبيرة فتقدرين عدداً.. >>. يتدخل الزميل رشيد سنو الذي كان مناوباً على <<الدسك>> يوم التظاهرة فيقول <<كذلك سألنا المصورين وهم ذوو خبرة في تقدير الحشود>>.
وكيف حلوا هذه المشكلة 14 شباط الماضي؟ تقول مديرة الوكالة <<اتفقنا على صياغة ألوف أو عشرات الألوف او مئات الألوف دون رقم محدد>>.
يقول سنو <<كنا نتصل كل نصف ساعة بقوى الأمن ونطلب تقديرات مصادرهم ولا أظن انهم كانوا متأثرين برقم وزارة الداخلية لأنهم مهنيون وأعرفهم من زمان>>. وما رأيه كمهني برقم <<مليون وخمسين ألفاً>>؟ يبتسم وهو يجيب بظرف لهجته البيروتية <<..صعبة كثير. ما يقارب المليون او اكثر من مليون . بس مليون وخمسين ألف؟ بتضحّك>>.
فماذا يفعلون لو لم تكن قوى الأمن محايدة كما حصل في 8 آذار 2005 و14 شباط 2006؟! تقول دلال <<مطروحة لدينا.. لكن علينا إيراد تقدير المصدر الرسمي مع نسبته إليه بالطبع. هذا ذكرني بتظاهرة حزب الله في 8 آذار حيث كانوا يقولون ان الرقم مليون وكانت هناك جهة رسمية ليست معهم قالت ان العدد 400 ألف. قدرنا المساحة وحصلنا على تقدير أقل بقليل. لكن أين يحصل الخلاف؟ عندما يقال لك ان الناس ما زالت تفد من الطرقات>>. ثم تختم بالقول <<طرحت مشكلة شديدة الأهمية. وموضوع الأرقام صعب... لذلك قررنا الهرب عبر صياغة المئات او الآلاف او مئات الآلاف>>.
لكن بما انه يبنى بالسياسة على الرقم، ألا يشكل الهروب بالصياغة من تحديد الرقم إلغاءً لأهمية المعلومة الصحافية النابعة من الدقة؟ تقول الزميلة سعود <<هذه إشكالية لم نتوصل إلى حلها. لكن الصيغة الأسلم هي ما قلته، وهذا ما نفعله: نطرح الأرقام موضحين وجهات النظر خلفها. إضافة بالطبع الى تقديرنا كمراسلين>>. وتضيف <<كذلك هناك مشكلة إضافية حكينا فيها سابقاً هي ان ما يحصل في البلد أنت معنية به كصحافية وكمواطنة، فهناك مشكلة التجرد في التعاطي مع المعلومة. ليس من الضروري ان تكوني متحزبة لهذه الجهة او تلك، ولكن انت معنية.. وهنا اتباع القواعد الصحافية ينقذ الحد الأكبر من المهنة. ضعي عواطفك جانباً: أنتم في الجريدة باستطاعتكم ان تعملوا بلاغة من نوع <<قلب وما قلب>> لكننا وكالة: ما هو الخبر؟ ما هو المهم؟ مهما كانت عواطفك>>.
دي بي آي: مقاييس <<برة>> لا تصلح هنا
أما الزميلة ويدا حمزة، مديرة مكتب الوكالة الألمانية في بيروت فتقول لدى سؤالنا عن مقاييسهم في اعتمادهم رقم مليون، <<قدرنا المساحات وضربنا حصيلة الأمتار بخمسة (!) كما نفعل. وكالة الصحافة الفرنسية تقدر 3 او 4 نحن نقدر 5 في المتر المربع>>، ثم تضيف <<أُعطيت في هذه التظاهرة خمسة أرقام: الدفاع المدني قال مليون. وقوى الامن مليون ومئة ألف والمنظمون مليون وثلاثمئة الف، ووزير الداخلية مليون وخمسون الفاً>>، لكن أليست معظم هذه الجهات او المصادر محسوبة على الجهة نفسها؟ تقول <<مزبوط ولذلك خفضنا العدد>>. لكن إن كانت الفكرة من اعتماد الدفاع المدني كمصدر كما اوضحت لنا، هو وجوب إرسال عدد مسعفين يستطيع تلبية الحشد، وعادة يحسب عدد الفرق التي يجب إرسالها نسبة الى عدد المتظاهرين، هل هذا الأمر مطبق هنا؟ تقول <<مزبوط، في لبنان هناك مشكلة عدم صحة المقاييس التقليدية. حسب إدارتنا يجب ان نتكلم الى البوليس، حتى ولو كان متقارباً مع الجهة المنظمة. انا قلت لمديري ان تقديري هو كذا. فسألني: هل تحققت من قوى الامن والدفاع المدني؟ مع انني قلت له انني لن اعتمد رقم المنظمين>>. ثم تضيف <<كيف تحصل الأمور في الوكالات؟ يعني نزل خبر الوكالة الفرنسية أنه حسب وزير الداخلية مليون وخمسون، فقال لي مديري: إذا وزير داخليتك عم يقول هذا الرقم، ما الذي ما زلت تفعلينه تحت على الأرض؟>>.

كلسينا
03-14-2006, 02:50 PM
ليك وين بعدون . خلصنا منها هالقصة لسة في مين عم يفكر ويحسب ، بدك تشوف الطاولة يوم الأربعاء شو حيصير فيها .
وقصة الشارع خلصت .

fakher
03-14-2006, 03:04 PM
جاءنا من المكتب الاعلامي لوزير الداخلية والبلديات بالوكالة الدكتور احمد فتفت ما يلي: "ردا على ما اوردته صحيفة "السفير" في عددها الصادر اليوم بتاريخ 14/3/2006 وفي صفحتها الخامسة تحت عنوان "ارقام عاطفية للمتظاهرين برغم وجود الخرائط" يهم المكتب الاعلامي لوزير الداخلية والبلديات بالوكالة الدكتور احمد فتفت ان يوضح ما يلي: 1- ان الرقم الذي اعلنه وزير الداخلية يوم تظاهرة 14 شباط كان تحديدا الرقم الذي قدمته قوى الامن الداخلي عند الثانية عشرة والنصف ظهرا من دون زيادة او نقصان. 2- يمكن مراجعة المديرية العامة لقوى الامن الداخلي للتأكد من ان الارقام التي اوردتها لنا تقارير القوى الامنية للحشود تطورت يوم 14 شباط على الشكل التالي: الساعة الثامنة صباحا - 20 الفا. الساعة التاسعة صباحا 45 الفا. الساعة 9,40 - 100 الف. الساعة 10,30 - 175 الفا. الساعة 10,40 - 250 الفا . الساعة 12,30 ونتيجة دراسة اجريت على خريطة بيروت وموقع ساحة الحرية ومحيطه قدر عدد الحشود في البقعة المذكورة بنحو مليون وخمسين الف شخص.

من هناك
03-14-2006, 05:30 PM
كيف يدخل هذا العدد إلى المنطقة خلال ساعة فقط؟؟؟

الآن يحتاج وزير الداخلية إلى مهندس ميكانيك لدراسة التدفق البشري من اجل احتساب قدرة المنافذ المفتوحة على تمرير هذا العدد من الأشخاص :)

mhkfero
03-14-2006, 05:46 PM
ماشاء الله ، إجا تيكحلها فعماها . لو كان بقي ساكت مش كان أحسن له .

طارق-بن-زياد
03-14-2006, 06:22 PM
ههه
بلال
أنا لها
أنا كنت شاطر بالmecanique des fluides
:)

من هناك
03-14-2006, 11:03 PM
الله يجزيك الخير
ما رأيك ان نساعد الوزير المسكين احمد فتفت كي يحسب كيف دخل المليون والخمسين الف إلى الساحة :)

fakher
03-15-2006, 09:04 AM
هناك عدة منافذ غير مرئية تستخدم من قبل السياسيين في بعض الأحيان للتمويه عن مواكبهم ...

أعتقد أنه تم استخدامها في الحشد لتظاهرة الرابع عشر من شباط - فبراير ...

لا تسألوني أين تقع هذه المنافذ لأنني لا أحب لإخواني المرور بها لما فيها من روائح كريهة ...

من هناك
03-15-2006, 01:51 PM
هههههههه
حلوي منك معلمي