تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : آفات على الطريق (1) ..... أسباب الفتور



chidichidi
03-14-2006, 09:21 AM
الفتور


معناه اصطلاحا : هو داء يمكن أن يصيب بعض العاملين بل قد يصيبهم بالفعل . أدناه : الكسل أو التراخي أو التباطؤ . وأعلاه : الانقطاع أوالسكون بعد النشاط الدائب والحركة المستمرة .

قال تعالى عن الملائكة :


{ وله من في السموات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون }.

أي (أنهم في عبادة دائمة ينزهون الله عما لا يليق به ويصلون ويذكرون الله ليل نهار لا يضعفون ولا يسأمون ).
أسبابه :
ويمكن أن يدخل الفتور إلى النفس بسبب من الأسباب التالية :



(‍1) الغلو والتشدد في الدين : بالانهماك في الطاعات وحرمان البدن حقه من الراحة والطيبات فإن هذا من شأنه أن يؤدى إلى الضعف أو السأم والملل وبالتالي : الانقطاع والترك بل ربما أدى إلى سلوك طريق أخرى عكس الطريق التي كان عليها فينتقل العامل من الإفراط إلى التفريط ومن التشدد إلى التسيب وهذا أمر بديهي إذ للإنسان طاقة محدودة فإذا تجاوزها اعتراه الفتور فيكسل أو ينقطع ولعل ذلك هو السر في تحذير الإسلام الشديد ونهيه الصريح عن الغلو ، والتنطع ، والتشديد إذ يقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ( إياكم والغلو في الدين فإنما هلك من قبلكم بالغلو في الدين ) ، ( هلك المتنطعون ) قالها ثلاث يعنى : المتعمقين المجاوزين الحدود في أقوالهم أفعالهم.
( لا تشددوا على أنفسكم ، فيشدد عليكم ، فإن قوماً شددوا على أنفسهم فشدد عليهم ، فتلك بقاياهم في الصوامع ، والديارات - رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم ) ، ( إن الدين يسر ، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه .... )
وعن أنس رضى الله عنه - قال : جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم - يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم - في السر ، فلما أخبروها كأنهم تقالوها ، وقالوا أين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم - قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ؟ قال أحدهم : أما أنا فأصلى الليل أبداً ، وقال الآخر : وأنا أصوم الدهر ولا أفطر ، وقال الثالث : وأنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم - إليهم فقال :
( أنتم الذين قلتم كذا وكذا ؟ أما والله إني لأخشاكم إلى لله وأتقاكم له ، لكنى أصوم وأفطر ، وأصلى وأرقد ، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس منى ) ، وعن عائشة رضى الله تعالى عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل عليها وعندها امرأة ، فقال من هذه ؟ قالت : هذه فلانة تذكر من صلاتها ، قال :0 مه عليكم بما تطيقون ، فوالله لا يمل الله حتى تملوا ) وكان أحب الدين ما داوم صاحبه عليه ) ، ( اكفلوا من الأعمال ما تطيقون ، فإن الله لا يمل حتى تملوا ، وإن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قلّ )
وعن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما - قال : كانت مولاة للنبي - صلى الله عليه وسلم - تصوم النهار ، وتقوم الليل ، فقيل له : إنها تصوم النهار وتقوم الليل فقال - صلى الله عليه وسلم - :( إن لكل عمل شرة ولكل شرة فترة ، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى ، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد ضل ) .

يتبع

من هناك
03-14-2006, 05:43 PM
إن الإنهماك في الطاعات لا يوصل إلى التشدد والغلو بل على العكس يزيد المؤمن ايماناً والله اعلم
لكنها العقلية الصلبة يا اخي من يؤسس للغلو

chidichidi
03-15-2006, 05:38 AM
اخي العزيز ليس هذا المقصود ولكن العكس اي ان الغلو والتشدد يؤدي الى الانهماك في الطاعات و...
واعتقد اخي بلال ان معظمنا مر في هذه المرحلة عند بداية التزامه فترى احدنا من شدة حماسه يصوم النهار ويقوم الليل ثم ما يلبث ان يبدأ بالشعور بالتعب والملل ويؤدي هذا في اغلب الاحيان الى النقطاع التام والله اعلم

chidichidi
04-10-2006, 12:33 PM
- مفارقة الجماعة ، وإيثار حياة العزلة و التفرد : ذلك أن الطريق طويلة الأبعاد ، متعددة المراحل ، كثيرة العقبات في حاجة إلى تجديد ، فإذا سارها المسلم مع الجماعة ، وجد نفسه دوماً ، متجدد النشاط ، قوى الإرادة ، صادق العزيمة ، أما إذا شذّ عن الجماعة وفارقها ، فإنه سيفقد من يجدد نشاطه ، ويقوى إرادته ، ويحرك همته ، ويذكره بربه فيسأم ويمل ، وبالتالي يتراخى ويتباطأ ، إن لم ينقطع ويقعد.

ولعل هذا بعض السر في حرص الإسلام وتأكيده وتشديده على الجماعة ، وتحذيره من مفرقتها ، و الشذوذ عنها إذ يقول الله تعالى { واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا }

{ وتعاونوا على البر و التقوى ولا تعاونوا على الإثم و العدوان ...}

{ وأطيعوا الله ورسوله ، ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ... }

{ ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات ، وأولئك لهم عذاب عظيم }

وإذ يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -

( .... عليكم بالجماعة ،وإياكم و الفرقة ، فإن الشيطان مع الواحد ، وهو من الاثنين أبعد ، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة )[1] (javascript:ol('http://us.f351.mail.yahoo.com/ym/Compose?YY%3d15392%23_ftn1');)

( من فارق الجماعة شبراً ، فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه )[2] (javascript:ol('http://us.f351.mail.yahoo.com/ym/Compose?YY%3d15392%23_ftn2');)

( وآمركم بالسمع و الطاعة ، و الهجرة و الجهاد ، و الجماعة ، فإن من فارق الجماعة شبراً فمات إلا كانت ميتته ميتة جاهلية )[3] (javascript:ol('http://us.f351.mail.yahoo.com/ym/Compose?YY%3d15392%23_ftn3');)

( الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم ، أعظم أجراً من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم )[4] (javascript:ol('http://us.f351.mail.yahoo.com/ym/Compose?YY%3d15392%23_ftn4');)

وقد أدرك سلف الأمة ذلك فلزموا الجماعة ، ورغبوا فيها ، وأكدوا عليها ، يقول علىّ رضى الله عنه :_( كدر الجماعة خير من صفو الفرد )

ويقول عبد الله بن المبارك :

لولا الجماعة ما كانت لنا سبل ولكان أضعفنا نهباً لأقوانا

chidichidi
04-10-2006, 12:34 PM
قلة تذكر الموت و الدار الآخرة :

فإن ذلك من شأنه أن يؤدى إلى فتور الإرادة ، وضعف العزيمة ، وبطء النشاط و الحركة ، بل قد يؤدى إلى الوقوف والانقطاع ، ولعلنا في ضوء هذا نفهم الحكمة من أمره صلى الله عليه وسلم - بزيارة القبور بعد النهي و التحذير ، إذ يقول :( إني نهيتكم عن زيارة القبور ، فزوروها فإن فيها عبرة )[1] (javascript:ol('http://us.f351.mail.yahoo.com/ym/Compose?YY%3d82825%23_ftn1');) وفي رواية :( كنت نهيتكم عن زيارة القبور ، فزوروا القبور ، فإنها تزهد في الدنيا وتذكر الآخرة ) كما نفهم الحكمة من حضه صلى الله عليه وسلم من تذكر الموت ، وانتهاء الأجل إذ يقول :

( أيها الناس استحيوا من الله حق الحياء ، فقال رجل : يا رسول الله إنا نستحي من الله تعالى ؟ فقال : من كان منكم مستحيياً فلا يبيتن ليلة إلا وأجله بين عينيه ، وليحفظ البطن وما حوى و الرأس وما وعى وليذكر الموت و البلى ، وليترك زينة الدنيا )[2] (javascript:ol('http://us.f351.mail.yahoo.com/ym/Compose?YY%3d82825%23_ftn2');)




[1] (javascript:ol('http://us.f351.mail.yahoo.com/ym/Compose?YY%3d82825%23_ftnref1');) أخرجه الترمذى

[2] (javascript:ol('http://us.f351.mail.yahoo.com/ym/Compose?YY%3d82825%23_ftnref2');) أخرجه ابن ماجه

chidichidi
04-10-2006, 12:35 PM
التقصير في عمل اليوم و الليلة :

مثل النوم عن الصلاة المكتوبة بسبب السمر الذي لا مبرر له بعد العشاء ، ومثل إهمال بعض النوافل الراتبة ، وترك قيام الليل ، أو صلاة الضحى ، أو تلاوة القرآن ، أو الذكر أو الدعاء ، أو الاستغفار ، أو التخلف عن الذهاب إلى المسجد ، أو عدم حضور الجماعة بدون عذر ، فكل ذلك وأمثاله له عقوبات ، وأدنى هذه العقوبات : الفتور بأن يكسل ويتثاقل أو ينقطع ويتوقف .

وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم - في حديثه إلى شئ من هذا إذ يقول :

( يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد : يضرب كل عقدة ، عليك ليل طويل فارقد ، فإن استيقظ وذكر الله انحلت عقدة ، وإن توضأ انحلت عقدة ، فإن صلى انحلت عقدة ، فأصبح نشيطاً طيب النفس ، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان ) متفق عليه

mohammad
04-10-2006, 12:41 PM
بوركت على هذا الاعتناء.... عندما تكون المواضيع بهذه الالوان المتنوعة والخطوط الجميلة بالاحجام المناسبة يشعر القارئ بالراحة لدى قراءتها

chidichidi
04-23-2006, 10:29 AM
- الغفلة عن سنن الله في الكون و الحياة : فإننا نرى صنفاً من العاملين لدين الله يريد أن يغير المجتمع كله - أفكاره ومشاعره ،وتقاليده وأخلاقه وأنظمته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في يوم وليلة بأساليب ووسائل هي إلى الوهم والخيال أقرب منها إلى الحقيقة و الواقع ، مع شجاعة وجرأة وفية ، لا تستكثر تضحية وإن غلت ، ولا تعبأ بالموت سعت إليه أو سعى إليها ، ولا تهتم بالنتائج أياً كانت ، ما دامت نيتها لله ، وما دام هدفها إعلاء كلمة الله ، غير واضعين في حسابهم سنن الله في الكون و الحياة : من ضرورة التدرج في العمل ، ومن أن الغلبة إنما تكون للأتقى ، فإذا لم يكن فللأقوى ، ومن أن لكل شئ أجلا مسمى لا يقدم ولا يؤخر .... الخ فإذا ما نزلوا إلى أرض الواقع ، وكان غير ما أملوا ، وما أرادوا وما عملوا ، فتروا عن العمل إما بالكسل و التواني و التراخي ، وإما بالقعود والانسلاخ و الترك .

chidichidi
04-23-2006, 10:30 AM
التقصير في حق البدن بسبب ضخامة الأعباء وكثرة الواجبات وقلة العاملين :

ذلك أننا نجد بعض العاملين ينفقون كل ما يملكون من جهد ووقت وطاقة في سبيل خدمة هذا الدين ، ضانين على أنفسهم بقليل الراحة و الترويح فهؤلاء وأمثالهم ، وإن كانوا معذورين بسبب ضخامة الأعباء ، وكثرة الواجبات وقلة العاملين ، إلا أنه تأتى عليهم أوقات يفترون عن العمل لا محالة .

ولعل هذا هو سر تأكيده - صلى الله عليه وسلم - على حق البدن مهما تكن الأعذار و المبررات إذ يقول :" إن لربك عليك حقاً ، وإن لنفسك عليك حقاً ولأهلك عليك حقاً فأعط كل ذي حق حقه " وفي رواية أخرى :" فإن لجسدك عليك حقاً ، وإن لعينك عليك حقاً ، وإن لزوجك عليك حقاً ، وإن لزويك عليك حقاً "[1] (javascript:ol('http://us.f351.mail.yahoo.com/ym/Compose?YY%3d12822%23_ftn1');)

من هناك
04-23-2006, 06:02 PM
جزاك الله خيراً اخي شادي

منال
05-23-2008, 12:53 PM
هل هذا من كتاب آفات على الطريق

كنت أمر على مكتبة كتب فوجدته

آفات على الطريق، الجزء الأول

هنــــــــــــــــا (http://www.daawa-info.net/books/afat1.zip)


آفات على الطريق، الجزء الثانى

هنــــــــــــــــــــا (http://www.daawa-info.net/books/afat-all.zip)

chidichidi
05-23-2008, 07:01 PM
بوركتي اختنا الفاضلة اولا على رفع الموضوع والتذكير فيه وثانيا على نقل الكتب ان شاء الله ساحاول اكمال الموضوع هنا على الرغم ان في ما نقلته من روابط للكتب غناء عنه لكن لاتمام ما بدأت به فشكرا على تذكيري

منال
05-23-2008, 07:02 PM
بوركتَ وننتظر المقتطفات لان احيانا مش بنلاقى وقت لقراءة الكتب ثم المقتطفات صغيرة سريعة القراءة

بارك الله فيك ونفع بك