تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حوار الاديان مؤامره على الاسلام والمسلمين فحذروا من الوقوع فيها



جند الله
03-09-2006, 06:09 PM
إن صراع الحضارات كان وما زال وسيظل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ما دام هناك حضارات مختلفة، وما يلاحظ اليوم أن العواصم الغربية يشنون حملة كبرى لزعزعة الثقة بالإسلام، فبعد وقوع أحداث الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة الأمريكية سارع الغرب بالتحريض إلى إلصاق تهمة الإرهاب للإسلام كدين بحيث أصبح متهماً بالتطرف والعنف والتعصب، وقد أولى بعض المفكرين والعلماء في هذا العصر اهتماما كبيراً لهذا الحدث فظهرت مجموعة من الأصوات والدعوات تنادي إلى ضرورة الحوار بين الأديان وتقبُل الرأي الآخر وبضرورة التجديد لعرض الفكر الإسلامي في الغرب لتصحيح صورة الإسلام من خلال المحافل والمؤتمرات العالمية التي تعقدها الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وإيجاده على الساحة الدولية لوضع الأسس والمعايير الغربية الحديثة لهذا الدين حتى يتوافق مع الغرب وليثبتوا للعالم بأن الإسلام دين عالمي منفتح على كل الديانات والثقافات بعيداً عن التطرف والعنف ولا يتعارض مع المواثيق والقوانين الدولية.
إن فكرة الحوار بين الأديان التي يُروج لها اليوم ليست بأمر جديد فهي فكرة بدأت عام 1932م عندما بعثت فرنسا ممثلين عنها لمفاوضة رجال الأزهر في فكرة توحيد الأديان الثلاثة " الإسلام والنصرانية واليهودية " والتي تدعوا إلى إيجاد دين ملفق، يعتنقه المسلمون بدلاً من الإسلام.
إن أصحاب هذه الفكرة والداعين لها هم الغربيون لا شك، ولكن المحزن والغريب أننا نرى أناساً من أبناء جلدتنا يتكلمون بألسنتنا ويستجيبون لهذه الدعوات من خلال المشاركة في هذه المؤتمرات راضين بوضع الإسلام في قفص الاتهام، مشوهين صورة الإسلام والمسلمين من خلال إصدار الفتاوى التي ترضي الغرب ولا ترضي الله ورسوله لإظهار أن الإسلام يستوعب ولا يخالف تلك الأديان والثقافات وأنه يلتقي معها بقواسم مشتركة بحجة أن الإسلام لا يتعارض مع التقدم والتطور وصلاحيته لكل زمان ومكان.
يقول الله تعالى " لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " سورة البقرة. فالحوار يكون غالباً بين الجاهل بشيء وبين العالم به حتى يصل العالم بالجاهل إلى الفهم الصحيح، والملاحظ أن أهل الأديان الأخرى على علم بديننا وإسلامنا. بل هم يعلمون من أسراره أكثر مما يعلمه بعض المسلمين، فماذا يُراد بالحوار؟ هل يُراد به التنازل؟ لو كان الأمر كذلك، فهذا معناه الخروج عن الإسلام، وحينما يتنازل الحق عن شيء للباطل لم يعد حقاً فما المقصود بالحوار؟ فلا حوار وقد تبين الرشد من الغي فهذا النوع من الحوار وهذا النوع من المؤتمرات ما هي إلا مؤامرة على الإسلام.
ولكن الحوار مع أهل الكتاب وغيرهم من الرأسماليين والشيوعيين من خلال دعوتهم إلى الإسلام هو فرض والحوار معهم على هذا الأساس واجب قال الله تعالى " ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ " سورة النحل. إلا أن هذا الحوار يجب أن يكون مبنياً على أساس واضح هو دعوتهم للدخول إلى الإسلام وعدم التنازل عن شيء من العقيدة ولا من الأحكام حتى تتوافق مع عقائدهم وأحكامهم قال تعالى " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ " سورة آل عمران.
وأخيراً فإن على الأمة الإسلامية وخاصة العلماء منهم أن ينتبهوا من مثل هذه الدعوات وهذه المؤتمرات وأن لا يَقبلوها، وأن لا يندفعون بحكم غيرتهم على الإسلام فيدافعون عنه بشكل مغلوط، فمن عادة الغرب أن يعكس الدعوات ويُلبس الحقائق.
إن تمسكنا بالإسلام وثباتنا عليه وقد تألب الطواغيت علينا في كل مكان لفتنتنا عن ديننا لا يجعلنا نتنازل ولو عن حكم واحد من أحكام الله ترغيباً أو ترهيباً ولا يضعف ثقتنا بما نحن عليه ظهور الظالمين علينا، فالخزي الذي حل بالمتآمرين الظالمين في الماضي سيحصل الآن لكل من تآمر على المسلمين وكاد لهم لا محالة بعون الله تعالى " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ " سورة الأنفال.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.