تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : «الفكر التكفيري» .. هل له أساس وأصل في الإسلام ؟؟



رائد
03-07-2006, 04:10 PM
مصطلح «الفكر التكفيري» الذي أصبح تهمةً تُوجّه ضد المجاهدين في سبيل الله، هو مصطلح جديد في تسميته، ولكنه قديم في معناه الحقيقي ..

كان أنبياء الله ورسله يدعون قومهم إلى توحيد الله والإيمان بألوهيته، وإلى الخروج من عبادة العباد والأصنام إلى عبادة رب العباد.. ( أي بالكفر بآلهتهم وأديانهم السابقة ) واعتناق كلمة التوحيد ( لا إله إلا الله )، فمن اهتدى وآمن واتبع نبيّه فهو مؤمن موحد، ومن عاند وكابر فقد ضل وكفر .

بعث الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم خاتماً للنبيين والرسل، ليخرج به العباد من الظلمات إلى النور .. فكان من شروط الانتساب لدعوة خاتم النبيين هو شهادة أن ( لا إله إلا الله محمد رسول الله )، والكفر بكل الطواغيت التي كانت تُعبد من دون الله، فمن آمن بهذه الشهادة وعمل بموجبها فهو موحد مؤمن، ومن قالها بلسانه ولم يشهد بها قلبه ولم يعمل بموجبها فهو منافق أشد كفراً من الكفار الأصليين، ومن كان مؤمناً بها ثم جاء بنقيض لها فقد ارتد وانقلب على عقبيه .. فدين الإسلام له خطوط حمر وثوابت لا يجوز تعديها أو تجاوزها .

وفي قرون الإسلام الأولى ، كان للمسلمين دولة .. هي دولة الخلافة الإسلامية.. كان المسلمون كلهم من كبيرهم إلى صغيرهم يعلمون غاية وجودهم في هذه الحياة .. وهي توحيد الله وعبادته والكفر بالطاغوت وشرائعه .. فكانت دولة الخلافة تحكم بالإسلام .. مستمدة دستورها من القرآن .. كان الخليفة ينظم الصفوف .. ويُسيّر الكتائب المقاتلة لتجاهد في سبيل الله .. فكانت الفتوحات الإسلامية .. وكانت الانتصارات تتوالى .. وكانت قوى الشرك تنهار أمام قوة التوحيد .. فانتكست شعارات أعداء الله وانهزمت آمالهم في إطفاء نور الله .. {يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون }، حتى خضعت الأرض وجميع دول العالم لسلطان الإسلام .. فكنا سادة العالم يومئذ .. وكنا بحق خير أمة أخرجت للناس .. نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ونجاهد في سبيل الله .. كانت دولة الخلافة تأخذ الجزية من أهل الذمة .. وكانت عادلة حتى مع الكافرين المشركين .. لكن عدلها لم يكن يعني أن تسمح للكافرين بمشاركة المسلمين الحكم أو إدارة شؤون الدولة .. ولم يكن عدلها يبيح لها التحاكم إلى شرائع البشر، أو موالاة أعداء الله والتعاون معهم . ولم يكن عدلها يشمل العفو عمن ينشر الفساد والكفر في مجتمعات المسلمين .. ولم يكن عدلها أن تصفح عن المرتدين وتلغي حدود الله .. كذلك فإن عدلها لم يكن يشمل إعطاء تراخيص لمحلات الخمور والبنوك الربوية والملاهي الليلية ..

كان المسلمون يومئذ يعلمون أن كل من يرتكب ناقضاً من نواقض الإسلام أو يعتقد بفكرة تتعارض مع عقيدة التوحيد ، فهو مرتد يجب استتابته وإلا فالسيف ينتظر قطع عنقه .. هكذا كانوا يفهمون عقيدتهم، فكانوا يعملون في حياتهم ويعبدون الله بموجب ما تمليه عليهم عقيدة التوحيد .. عقيدة الولاء والبراء .
ولكن شاء الله أن تدور الأيام .. وهذه سنة الله في الحياة .. قال تعالى {وتلك الأيام نداولها بين الناس } وتحقيقاً لقول رسوله صلى الله عليه وسلم «بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء» ، فغابت دولة الخلافة دون أن يغيب التوحيد من صدور المسلمين الموحدين .. وغابت معها شوكة المسلمين وقوتهم .. فلم يعد لهم ولي أمر يحكمهم بشرع الله ، ولم يعد لهم دولة يعيشون فيها أجواء الإسلام والإيمان .. فجاء الاستعمار الصليبي إلى بلاد المسلمين ليحرق ما خلفه لنا أجدادنا وأسلافنا من حضارة وعلوم .. فقتلوا العلماء .. ودمروا البيوت .. وهدموا المساجد .. وسفكوا دماء المسلمين .. وانتهكوا الأعراض .. وسرقوا الكتب والمخطوطات .. وغيّروا وبدلوا مناهج المسلمين بما يتوافق مع أهوائهم وآمالهم الاستعمارية .. إلا أنهم لم يستطيعوا أن يبدلوا آية واحدة من كتاب الله .. فقاموا بحرق أوراق المصاحف، إلا أنهم عجزوا وفقدوا الأمل في قدرتهم على حرق آيات القرآن من أفئدة وصدور الموحدين، فما كان أمامهم سوى أن ينسحبوا من ديار المسلمين وينصّبوا وراءهم حكاماً عملاءً طواغيت يحققون لهم ما يريدون .. فظن بعض البسطاء والمغفلين بأن هؤلاء هم أولياء أمور المسلمين ويجب طاعتهم والتحاكم إلى دساتيرهم الوضعية المضاهية لشرع الله ..!

من بين هذه الآلام والمحن.. تمخضت الأيام لتلد أحفاد الصحابة والتابعين .. فجاء الله بقوم يحبهم ويحبونه .. أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين .. رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وعبادته .. وهبوا حياتهم من أجل رفع راية لا إله إلا الله .. وأحيوا في الأمة فريضة الجهاد .. تلك الفريضة الغائبة التي يخاف عودتها طواغيت الأرض .. نظموا أنفسهم ليعملوا ضمن جماعة تعيد لهذه الأمة مجدها وعزتها .. رافعين لواء التوحيد .. المصحف في يمينهم .. والسيف في شمالهم .. إنهم جنود الجماعات الجهادية التي تقاتل ضد الطاغوت ونظامه، يجاهدون من أجل تحكيم شرع الله وإعادة دولة الإسلام.. فكانت جماعة الجهاد "طلائع الفتح" في مصر، وجماعة الطليعة المقاتلة في سوريا .. والجماعة الإسلامية المقاتلة في ليبيا .. والجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر .. وجيش عدن أبيَن في اليمن .. وجماعة أبي سياف في الفليبين .. وجماعة طالبان في أفغانستان .. ومجاهدي كشمير والشيشان والبوسنة .. وجماعة أنصار الإسلام في الكردستان ، وجماعة تنظيم القاعدة لقتال اليهود والصليبيين، وغيرهم كثير من المجاهدين الذين أعادوا لنا بطولات أجدادنا وأسلافنا .. فإن كانت دولة الإسلام قد غابت عن واقع الحياة، إلا أن الجهاد والمجاهدين لم يغيبوا، كيف لا وهم الذين بشّر بهم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فقال : " لن يبرح هذا الدين قائماً يقاتل عليه عصابة من المسلمين " . وفي رواية " لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك " .

أدرك الطواغيت أن هناك من يهدد عروشهم ونظامهم، وأدرك اليهود والصليبيون وحلفاءهم أن هناك خطراً يهدد وجودهم ويقض مضاجعهم ، فقد عاد جنود الرحمن من جديد .. مقبلين غير مدبرين .. يحملون القرآن والبندقية .. ويحملون معهم مشروعاً إسلامياً عالمياً يبشر المسلمين بعودة دولتهم التي غابت عنهم في لحظة من لحظات الضعف والغفلة.

فكان لا بد للطواغيت أن يتداركوا خطر هؤلاء الموحدين ويعملوا بحيث يرضى عنهم أربابهم من اليهود والنصارى.. وفي ذات الوقت يكسبون تأييد العلمانيين والشيوعيين والقوميين وسائر الأحزاب والمنظمات والجماعات التي تقوم على فكرة أو مبدأ يتناقض مع مبدأ التوحيد وأصول العقيدة .. فكان ينقصهم حليف استراتيجي يسهّل عليهم مهمتهم في الحفاظ على عروشهم التي ينازعون الله عليها، وبالتالي يكسبون تأييد الجماهير والرعاع فيضلوا الأمة ويلبّسوا عليها إدراك حقيقة الواقع وفهم طبيعة الصراع بين الإسلام والكفر .. فمن هو هذا الحليف الذي يعقد الطواغيت آمالهم عليه ؟

عرف الطواغيت من أين يحاربون الإسلام .. وعرفوا من أين يبدؤون ، فقاموا بإنشاء وزارات الأوقاف .. ولجان بحوث وإفتاء .. وأسسوا هيئة وسموها هيئة كبار العلماء .. ومحطات فضائية تحوي على برامج دينية مدسوسة، وأسسوا نظاماً تعليمياً بما يتوافق مع سياسة الصهاينة والأمريكان، وشيّدوا الجامعات والمعاهد الرسمية الحكومية التي تمنح شهادات أكاديمية في الشريعة الإسلامية، بشرط ألا تحتوي المناهج فيها على قراءة تحكي واقع الأمة المعاصر.. وألا تحتوي على مفهوم التوحيد والولاء والبراء والحاكمية والقتال في الإسلام ، وهكذا هي جميع جامعات ومعاهد ومدارس الدول العربية .

بدأ الطواغيت حملتهم ضد الله ورسوله والذين آمنوا ، وقاموا بمحاربة من يظنون فيهم إخلاصاً وغيرة على دين الله، فأنشأوا جهاز أمن الدولة ، وشيدوا المحاكم العسكرية، ومراكز المخابرات، والزنازين الانفرادية التي يمارسون فيها تعذيب المؤمنين، ونصبوا حبال المشانق،.. { وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد }
.
يحتاج الحكام الطواغيت إلى من يبرر فعلهم ويصبغ عليه الشرعية، إذ أن المسلم العاقل لن يقتنع بأفعال الطواغيت وشرعية جرائمهم ضد المجاهدين وعباد الله الموحدين المستضعفين . ولن يقتنع أجهل المسلمين بجواز وشرعية التعاون مع اليهود والنصارى من أجل قتال إخوانه وسفك دمائهم . فمن يا ترى تظنون أنه أهل لهذه المهمة ؟! إنهم علماء السلاطين وأحبار السوء .. كانوا ولا زالوا الخنجر الخبيث المسموم الذي يطعن بظهر الأمة، وهم الأئمة المضلون الذين حذّر منهم الرسول صلى الله عليه وسلم فقال : "أخوف ما أخاف على أمتي منافق عليم اللسان يجادل بالقرآن" ، وقال " أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون" .

رائد
03-07-2006, 04:11 PM
أصبحت طبيعة الصراع واضحة لكل من له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .. إنه صراع قديم .. بين التوحيد والشرك .. بين الإسلام والكفر .. بين الحق والباطل .. بين جنود الله وجنود الطاغوت .. فأي الفريقين تختارهما لنفسك يا عبد الله ؟ أن تكون في جنود الله المجاهدين الموحدين الذين كفروا بالطاغوت وآمنوا بالله، أم من الذين يزعمون الإسلام بألسنتهم ثم يوالون من حاد الله ورسوله ؟!
عقيدة الموحدين المتهمين – من قبل الحكام وعملائهم - باعتناق « الفكر التكفيري» أو سمّه الفكر «السلفي الجهادي» .. هي عقيدة واضحة .. هي عقيدة أهل السنة والجماعة .. عقيدة الأنبياء والرسل والسلف الصالح .. عقيدة تختلف عن عقيدة "الخوارج الذين يكفّرون بالظن والذنوب التي لا تستوجب التكفير .. فالخوارج يرون الخروج على أئمة المسلمين وحكامهم فيما لا يجوز الخروج عليهم من أجله .. كما خرجوا من قبل على علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- وغيره من أئمة المسلمين. والخوارج ينطلقون إلى نصوص قيلت في الكافرين فيحملونها على المؤمنين! أما تكفير الكافر الذي كفَّره الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم .. وكذلك قتال من أوجب الشارع قتاله وجهاده .. فهذا دين يُحمد فاعله .. لا يجوز أن يُرمى بالخوارج أو أنه خارجي .. بل رمي من كان هذا وصفه بأنه خارجي وغير ذلك من الألقاب التي تُفيد الذم .. يُعد ذلك من قبيل الطعن بالدين .. وقد يُفضي بصاحبه إلى الكفر والخروج من الدين وهو لا يدري" .. أما عقيدة الموحدين المجاهدين في سبيل الله المتهمين بتكفير الحكام المبدلين لشرع الله، فهي العقيدة القائلة بأن الحاكمية لله .. وأن الألوهية والربوبية هي لله وحده .. وأن إله الكون هو الله الواحد الذي لا شريك له .. {الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد} ، وأن الكفر بالطاغوت هو شرط لصحة الإيمان .. وأن المرء لا يكون مسلماً إلا إذا اعتقد بالشهادتين وعرف ما يناقضها من أقوال وأفعال، والاعتقاد بأركان الإيمان والعمل بأركان الإسلام، فهذه هي أبجديات عقيدة التوحيد، وهي الدين والمنهج الذي يسير عليه المجاهدون المؤمنون ويعملون بموجبها .

قال تعالى: { إن الدين عند الله الإسلام، ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يُقبَل منه وهو في الآخرة من الخاسرين }

هذه هي العقيدة التي يحاربها الحكام وأولياؤهم وبطانتهم وأنصارهم وأحبارهم . فأطلقوا على هذه العقيدة التي تهدد كيانهم بأنها "عقيدة التكفير" ، وأن المجاهدين "تكفيريون" – يريدون بذلك تنفير الناس منهم- ، وأن هذا الاعتقاد ليس من عقيدة الإسلام، وأن من يروج لهذه العقيدة ويدعو لها فهو إرهابي تكفيري متطرف !

إنهم يريدون عقيدة مائعة قابلة للتنازل عن المبدأ وعن الثوابت .. عقيدة تتسامح مع من يحاول تشويهها ومحاربتها وتبديلها.. ولو بحثتم في كل العقائد المعاصرة لما وجدتم عقيدة تتنازل عن مبادئها وثوابتها وأصولها التي قامت عليها، فلماذا يقصدون تشويه عقيدة الإسلام بالذات ؟ ولماذا يُطلب من المسلمين دون غيرهم أن تكون عقيدتهم مطاطية ليّنة قابلة للتشكيل والتحريف والتبديل ؟! لا تعجب يا عبد الله فهذه حقيقة الصراع بين التوحيد والشرك .

نحن المسلمين لا نخجل من إظهار ديننا .. فهم يطلقون علينا صفة "الإرهاب" لأننا إرهابيون يَرهبنا أعداء الله .. بل إنهم يخافون منا أكثر من خوفهم من الله عز وجل .. تأمل قوله تعالى: {لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله} .. ويطلقون علينا نحن الموحدين أحباب الرسول صلى الله عليه وسلم صفة "التكفير" وأننا تكفيريون .. لأننا نكفّر من استحل حرمات الله، ونكفّر من بدل شريعة الله .. ونكفّر من اعتقد بعقيدة أو فكرة مناقضة لعقيدة الإسلام .. ونكفّر من ارتكب نواقض الإسلام .. ويعتبروننا متطرفين لأننا تمردنا على قوانين الطاغوت وكفرنا بشريعة إبليس .. أليس هذا الاعتقاد كان عقيدة الأنبياء والرسول والسلف ؟ أليس هذا هو الدين الذي نزل من السماء ؟.. إن كنت مسلماً فإن جوابك لا بد أن يكون ( بلى ) ..

إن «الفكر التكفيري» الذي تحاربه الصحف والمجلات والإذاعات والقنوات الفضائية وهيئة كبار العلماء في الإقطاعية السعودية المحتلة لبلاد الحرمين، ومؤسسة الأزهر التابعة للنظام المصري، ووزارات الأوقاف والداخلية ؛ إن »الفكر التكفيري« هو ذاته الفكر المستمد من عقيدة الإسلام التي جاءت لتنسف عقائد أهل الشرك والكفر .. هو ذاته الفكر المستمد من عقيدة الولاء والبراء التي تقول بكفر من يوالي أعداء الله ويتخذهم ولياً له من دون الله . إنه فكر الأنبياء والرسل الذين جاءوا بعقيدة تدعو إلى وحدانية الله وألا معبود بحق إلا هو سبحانه ..

كثير من الجماعات التي تزعم قيادة مسيرة الصحوة والتي تتشدق بأنها تعمل للإسلام من خلال برنامج تربوي اجتماعي إصلاحي، والتي تتبنى منهج "الوسطية" بمفهومها المنحرف، إنما يقفون مع أعداء الله الذين ينازعون الله في ملكه وعرشه، فباسم الإسلام يحاربون الدعوة إلى الجهاد، ويشوهون مفهوم القتال في الإسلام، ويطعنون في نية ومقاصد المجاهدين ، ويطمسون معنى عقيدة الولاء والبراء.. ويحاولون إقناع المسلمين بشرعية هؤلاء الحكام وأنهم أولياء أمور تجب طاعتهم والتحاكم إلى دستور دولتهم وقوانينهم الوضعية المناقضة لعقيدة التوحيد . وباسم الإسلام يتهمون المجاهدين بالعنف والتطرف والغلو في الدين ونشر الفتنة والفوضى والبلبلة، كل هذا يحدث باسم الإسلام وسماحة الإسلام ! وكأن سماحة الدين ووسطية الإسلام تعني الرضا بشرائع الكفر والعيش تحت رحمة الطواغيت الظالمين ! أو كأن سماحة الدين تعني التعذيب والبطش والتنكيل بالأسرى الموحدين المتهمين بالدعوة إلى دولة الإسلام وإحياء عقيدة التوحيد . أو كأن وسطية الإسلام تعني التحاكم إلى الشرعية الدولية – شرعية الأمم المتحدة - وملاحقة من يعتقد بوجوب الجهاد ضد اليهود والصليبيين وحلفائهم من الخائنين !! أو كأن الاعتدال والعقلانية – الذي تتشدق به كثير من هذه الجماعات - تعني السكوت على جرائم الحكام وخيانتهم لدين الله .. فكل ما يرتكبه الحكام من خيانة لدين الله إنما هو جائز مباح، وإن حرّموه فإنهم يعتبرونه معصية من صغائر الذنوب .. ولا يجوز الخروج على الحاكم حينئذ لأن الحاكم –العربي- يبقى مسلماً حتى لو ارتكب كل نواقض الإسلام ! ولا يجوز تكفيره أو الاعتقاد بأن عمله هذا هو عمل مكفّر،.. أما أن يُقتل أحد أعوان أهل الكفر ، أو يتم تفجير مصالح اليهود والصليبيين المعتدين ، فهذا عمل إرهابي يجوز قتل فاعله وتسليمه إلى محاكم "العدل" الدولية ! هذا هو مفهوم الوسطية والاعتدال والعقلانية التي يحاول علماء السلاطين وأصحاب الأقلام المأجورة ترويجه وزرعه في عقول المسلمين .

لقد آن الأوان لكل مسلم غيور على دينه، أن يدافع عن دين التوحيد وعن المتهمين بالفكر التكفيري، أولئك الذين آمنوا بالله وكفروا بالطاغوت فاستمسكوا بالعروة الوثقى، قال تعالى : {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها} ، وقد آن لكل مسلم أن يتبرأ من مشايخ الفضائيات وعلماء المجلات والجرائد وأن يفقد ثقته بهم، فعلماء الإسلام الصادقين لا تجدونهم على صفحات المجلات ولا تجدون كتبهم ومؤلفاتهم في الأسواق والمتاجر، إنما هم ملاحقون ومطاردون من جميع الجهات.. إنهم علماء الحركات الجهادية التي تسير على الخط السلفي الجهادي.. كثير منهم محكوم بالإعدام لدى حكومة بلاده .. وكثير منهم في السجون حالياً ويذوقون أشد ألوان التعذيب .. وكثير منهم متواجدون في ساحات القتال يقودون المعركة بأنفسهم.. وكل واحد منهم على ثغر من الثغور ويرشدون المجاهدين إلى ما فيه الحق والصواب، وبعضهم متوارون عن أنظار المجرمين ، وقد لا تسمح الظروف للاطمئنان عليهم إلا من خلال شبكة الانترنت، حتى مواقعهم تتعرض للتخريب والحظر بين الحين والآخر .. وبعضهم قد أعمى الله عيون الطواغيت عنهم، وبعضهم لا تعرفونهم بأسمائهم وصورهم ولكن الله يعرفهم وهو حسيبهم .. فإن عرفتم الحق فإنكم ستعرفون أهله، وهم يعيشون الجهاد من خلال صدعهم بكلمة التوحيد والبراءة من الشرك والبدع والأهواء ، وتصحيح الأفكار الباطلة والعقائد الدخيلة، .. وتحريض المؤمنين على القتال،.. {فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا}.

واعلم أخي المسلم أن كل "عالم" أو "شيخ" أو "داعية" أو "دكتور شريعة" أو "أستاذ مفكّر" أو "محلل سياسي" أو "كاتب صحفي" تنتشر أفكاره ومقالاته وأبحاثه في وسائل الإعلام الحكومية أو الخاضعة لترخيص الدولة، أو يخرج على شاشات التلفاز ويلقي الدروس والمحاضرات بأمان ودون أي ممانعة من نظام الحكم، فإنه شخص مشكوك فيه وعليه علامات استفهام كثيرة . فاحذر مما يقوله هؤلاء فهم أحبار سوء ومشايخ سلطان يدعون إلى مذهب الإرجاء وعقيدة تخلوا من القتال في سبيل الله، هؤلاء يدعون إلى محو ثقافة التوحيد، وتحريف تاريخ أسلافنا المجاهدين،.. فهم طرف من أطراف الصراع بين المجاهدين وأعداء الله .. لا نأخذ منهم العلم ولا نستفتيهم في الدين ، وإن النصر صبر ساعة .. فالمعركة لم تنتهي بعد ولا تزال السيوف تبرُق والخيول تصهُل ..

سنخوض بالإسلام معركة الصراع الفاصلة
وندك بالتوحيد بنيان الصروح الباطلة
وسيحرق الإيمان أوهام العقول الجاهلة
ويقود قافلة التحرر والكفاح الشاملة

ونحن مستبشرون بتوفيق الله وتأييده،.. ستعود دولة الإسلام من جديد .. ويرتفع لواء الجهاد والتوحيد .. وتعلوا آية {إن الحكم إلا لله} فوق قصور الحكام الطواغيت .. وستنهار أنظمة الكفر الحاكمة في بلاد المسلمين .. وستسقط شعارات القوميين والعلمانيين .. وسيحاكِم المجاهدون علماء السلاطين على ما اقترفوه من نصرة لأسيادهم وأربابهم المعبودة من دون الله .. وسيأخذ المجاهدون القصاص من القتلة المجرمين ومن أعانهم على قتل المسلمين .. سيقطع المجاهدون رؤوس الحكام وأنصارهم، وسيفجرون أوكار المخابرات وسفارات المستعمرين في بلادنا وسيدوسون بأقدامهم على جماجم المرتدين والمنافقين، وستتحرر مساجد المسلمين من مراقبة الجواسيس .. وستنكسر أقلام المنهزمين الذين كانوا يكتبون ليصدوا عن سبيل الله ... وستلغى الحدود الجغرافية التي رسمها المستعمرون ليفرقوا بين المسلمين .. وسيقوم جنود الخلافة بتمزيق جوازات السفر الوطنية ويستبدلوها بجواز سفر إسلامي عالمي .. كل ذلك لن يكون إلا بعد معركة فاصلة حاسمة على أيدي المجاهدين المتهمين بالإرهاب والتكفير ، وسيتحرر المسجد الأقصى وجميع أراضي المسلمين من قيود المحتلين ، وهذا وعد من الله لا شك فيه، بل إن هذا الوعد الإلهي هو عقيدة في نفوسنا ولولاه لما كان الجهاد والقتال والصراع ، إنها أيام عصيبة يبتلي بها الله عباده ليميز الخبيث من الطيب، وليعلم الصادقين من الكاذبين ، وهذه سنة الله في الكون، إذ لا نصر بدون جهاد وتضحيات .. ولا تمكين ولا خلافة بلا أشلاء ودماء ، ويكون بعدها نصر من الله وفتح مبين وشفاء لصدور المؤمنين .. ونحن – بإذن الله - على موعدين، موعد مع النصر .. وموعد مع الجنة . وكلاهما وعد من الله لعباده الموحدين الصادقين .. نسأله عز وجل أن نكون منهم.. ولن يخلف الله وعده .

من هناك
03-09-2006, 03:30 PM
السلام عليكم،
اخي رائد في كلامك الكثير من الصحة ولكن لا ينبغي ان نهاجم كل المؤسسات الإسلامية

يجب ان نوجه ونصوب ايضاً

رائد
03-10-2006, 11:47 AM
شكراً لك أخ بلال على مشاركتك .. مع التحية .

من هناك
03-11-2006, 01:06 AM
صحيح ان احتمال العمالة اكبر من احتمال النزاهة بكثير ولكن اظن انه يمكن ان يخرج البعض ممن ليس فيهم شكوك كثيرة




واعلم أخي المسلم أن كل "عالم" أو "شيخ" أو "داعية" أو "دكتور شريعة" أو "أستاذ مفكّر" أو "محلل سياسي" أو "كاتب صحفي" تنتشر أفكاره ومقالاته وأبحاثه في وسائل الإعلام الحكومية أو الخاضعة لترخيص الدولة، أو يخرج على شاشات التلفاز ويلقي الدروس والمحاضرات بأمان ودون أي ممانعة من نظام الحكم، فإنه شخص مشكوك فيه وعليه علامات استفهام كثيرة .