تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لم تجب بعد يا ناعس



أبو ميمونة
12-23-2002, 05:29 PM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته :جزاك الله خيراً على المقال .و لكن موضوعنا ليس هذا . بل نريد أن نفهم ما هي عقيدة الأشاعرة و الماتردية و ما الفرق بينهما ؟

مجاهده
12-24-2002, 02:49 AM
اي انا كمان بدي اعرف هالشي :D

طرابلسي
12-25-2002, 12:11 PM
نعم وانا مثلكم وأريد معرفة ما هو الفارق بينهم وبين الأحباش ؟!

سعد بن معاذ
12-25-2002, 02:27 PM
من هم الأشاعرة ؟
هم فرقة كلامية اسلامية تنتسب الى ابي الحسن الأشعري الذي خرج على المعتزلة .

افكار ومعتقدات الأشاعرة :

(1)مصدر التلقي الكتاب والسنة على مقتضى قواعد الكلام ولذلك هم يقدمون العقل على النقل عند التعارض

(2) عدم الأخذ باحاديث الآحاد

( 3) يقسم الأشاعرة اصول العقيدة بحسب مصدر التلقي الى ثلاثة اقسام
أ‌- مصدر العقل
ب‌- مصدر النقل هو السمعيات
فجعلوا العقل هو الحكم في صفات الله
ت‌- ينكرون صفات الرضا والغضب والستواء .
ث‌- الأشاعرة في الأيمان بين المرجئه والجهمية .
ج‌- يقولون القرآن ليس كلام الله على الحقيقة ولكن كلامه النفسي.


سعد بن معاذ

سعد بن معاذ
12-25-2002, 02:31 PM
هل الأشاعرة من أهل السنة و الجماعة؟
يتكلم الكثير من الناس عن الاشاعرة على انهم فرقة ضالة.. هداهم الله.. بل وذهب البعض الى تكفير الأشاعرة! و هذا كله من الغلو ما عرفناه من أئمة السنة و الجماعة.

في الحقيقة من الصعب بمكان تحديد تعريف واضح للأشاعرة و الماتردية و هذه بحد ذاتها مشكلة. و لا بد من التمييز بين المتقدم منهم و المتأخر. و حديثي هو عن الأشاعرة ممن سبق بن تيمية و ممن عاصروه، أما الأشاعرة في عصرنا هذه فقد كبر التباين فيهم حيث أن بعضهم (بل معظمهم) هو أقرب للسلفية منه للأشعرية. و بعضهم كثر عنده الغلو كالكوثري الضال و من تبعه. على أنني أرى أن الكثير ممن يتهمون بأنهم أشاعرة عقيتهم خليط بين الأشاعرة و السلفية فهم أقرب لأن يكونوا كابن حجر من أن يكونوا كالرازي. لكن حتى الرازي رجع إلى عقيدة السلف كما ذكر بن القيم في كتابه اجتماع الجيوش الإسلامية.

أهم الفروقات بين معتقد السلفية و معتقد الأشعرية:

1) الفرق بين السلفية والأشاعرة في القرآن أن أهل السنة يقولون أن القرآن كلام الله تعالى حقيقة بحرف وصوت غير مخلوق سمعه جبريل فبلغه رسول الله تعالى والأشاعرة تقول أن هذا القرأن الموجود بين المسلمين ليس هو كلام الله تعالى بل هو عبارة وقال بعضهم حكاية عن كلام الله تعالى أما كلام الله تعالى عندهم فهو الكلام النفسي فلم يسمعه جبريل وليس هو حروفا ولا أصوات. و قد بدأت هذه المشكلة أثناء مجادلة البعض للنصارى حول التوحيد، فلقد حاول النصارى الرد عليهم في هذا الجدال، عندما قالوا لهم: إن الله قديم، وكلامه قديم، وبما أن القرآن قد أطلق على عيسى، عليه السلام "كلمة الله"، فهو قديم كالله، فهو لذلك إله وابن إله! وحتى يردوا على النصارى هذا الاستدلال – المبني على المنطق الشكلي – جعلوا القرآن كلام الله النفسي دون الظاهري و هذا خطأ كبير لكن يختلف تماماً عن خطأ المعتزلة الذين نفوا القدم عن كلام الله عز و جل. و استنتاج النصارى استنتاج باطل مضحك كان يمكن أن يرد عليه بدون أن نلجئ للتأويل، لكن لم يخطر على بالهم جواب أفضل.

2) أما مذهبهم في علو الله تعالى واستوائه على عرشه فمذهبهم إنكار العلو وأن الله تعالى ليس في جهة العلو بل هو مشتت في جميع الجهات يقولون ليس بداخل ولا خارج ولا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال فعلى التحقيق ليس له وجود حقيقي لأن هذا الوصف لا يوجد في الخارج إنما هو في الأذهان حسب . و هذا ربما أغرب ما توصل إليه الأشاعرة و لا أدري من أين حصلوا على هذا لكنهم أرادوا أن يردوا على المعتزلة دون أن يقعوا بما وقع به الحلولية و المجسمة فلم يوفقوا هنا. و يكفينا في هذا الموضوع كتاب العلو للذهبي و الرسالة الحموية لشيخ الإسلام.

3) إنكار الصفات الفعلية التي تتعلق بالإرادة والمشيئة و إنكار صفة اليدين والوجه والساق للرحمن جل جلاله. و الموضوع هنا أعقد مما تتصور إذ بدت لهم أدلتهم قوية و سأورد قضية اليد كمثال على ما أقول:

إذا ظن الأشاعرة بأن المقصود باليد هي القدرة كما هو شائع في لغة العرب و استدلوا بقوله تعالى: ((و قالت اليهود يد الله مغلولة. غلّت أيديهم و لعنوا بما قالوا. بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء)) و قد عرفنا أن قصد اليهود –لعنهم الله- أن يد الله مقبوضة عن إدرار الرزق علينا كناية عن البخل تعالى الله عن ذلك. و قول الله غلت أيديهم أي أمسكت عن فعل الخيرات. و قوله بل يداه مبسوطتان قصد بها –من وجهة نظرهم- المبالغة في الوصف في الجود. و كل هذا تجده في تفسير القرطبي. فهل ستجعلهم من أهل النار لأنهم فهموا الآية هكذا؟

أما الرد على هذا فهو من كتاب الإبانة للأشعري نفسه يرد على هذه التهمة: و كما تلاحظ فإن التأويل و إن كان جائزاً في اللغة فإنه لا يصح في الصفات و لا يصلح إلا مذهب السلف في تفويض معنى الصفات إلى الله تعالى دون تعطيل أو تشبيه أو تأويل. و لشيخ الإسلام رد أقوى و لكنني أحببت ذكر كلام الأشعري لانتسابهم له. و كثير من الأشاعرة اليوم رجعوا عن مذهبهم لما قرؤوا كتب شيخ الإسلام، و منهم على سبيل المثال مفتي موريتانيا إذا رجع لمذهب السلف عن عمر يناهز السبعين عاماً بعد أن كان من كبار الأشاعرة في هذا العصر. و أنا أقول بأن إسلوب المناقشة يجدي أما إسلوب التضليل و التبديع و التفسيق فلن يزيد الطرفين إلا بعدا و تعصبا. و قد ذكر الإمام حسن البنا هذه المسألة بالتفصيل في رسائله في العقيدة، فليراجع هذه البحث لجودته. و يراجع أيضا مقابلة الدكتور القرضاوي (و هو ليس أشعريا كما يشاع) مع مجلة المجتمع ففيها الخير الكثير.

4) من معتقد الأشاعرة تقديم العقل على النقل إذا ما تعارضا . و الصحيح أنهم لا ينكرون النص لكن يؤولونه إن بدا لهم تعارض ظاهره مع العقل و ذلك ليردوا على المعتزلة. و لو تأملت المثال أعلاه لتبين لك أن العقل لا يتعارض أبدا مع النقل، لكن يختلف مستوى فهم الناس. و لو شاء الله لجعل الناس أمة واحدة و لكن الله يفعل ما يشاء.

و لو تأملت أقوالهم و غصت فيها لوجدت أنهم وافقوا أهل السنة لكن من طريق آخر غير الذي سلكه الصحابة و السلف الصالح. فمثلاً في يقولون بكفر من سب الله لكن لأنه جاحد. و هذا مخالف للمنطق و الحقيقة لكنهم في النهاية يوافقون أهل السلف بالنتيجة. حتى في قضية القرآن فالأحكام التي يبنونها على استنتاجاتهم –الغير صحيحة- لا تخالف عقيدة السلف. و لذلك لا تجد لهم شذوذات فقهية كما للمعتزلة و الأباضية و الشيعة و باقي الفرق الضالة. و هم ملتزمون بفقه المذاهب السنية الأربعة. و خلافنا معهم على المسميات فحسب. و يعتمدون على الكتاب و السنة و لو أنهم أخطؤوا في فهم بعض النصوص إنهم بشر غير معصومين. و كلنا يعرف علو قدر الباقلاني، الإسفراييني، إمام الحرمين الجويني، أبو حامد الغزالي، الفخر الرازي، البيضاوي، الآمدي، الشهرستاني، البغدادي، ابن عبدالسلام، ابن دقيق العيد، ابن سيد الناس، البلقيني، العراقي، النووي، الرافعي، ابن حجر العسقلاني، السيوطي، الطرطوشي والمازري والباجي وابن رشد "الجد" وابن العربي والقاضي عياض والقرطبي والقرافي والشاطبي و الكرخي والجصاص والدبوسي والسرخسي والسمرقندي والكاساني وابن الهمام وابن نجيم والتفتازاني والبزدوي وغيرهم.

و من هذا الكلام نخلص إلى أنه:

1) لا شك بأن متبع مذهب السلف هو أصح و أحسن عقيدة ممن يتبع مذهب الخلف.

2) لا يوجد تعريف دقيق للأشاعرة و كثير منهم لا يقول بكل ما يقوله غيره. و كثير ممن يسمون بالأشاعرة يوافقون السلف في شيء و يوافقون الخلف في شيء آخر. كالقرطبي رحمه الله خالف في عقيدة العلو والاستواء وكالنووي وابن حجر في مسائل كثيرة كالاحتجاج بخبر الآحاد في العقيدة.

3) كون عالم من العلماء الربانيين يقع في زلة وضلالة لا يعني بالضرورة هو ضال مبتدع لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران فإن اجتهد وأخطأ فله أجر واحد ) . وهذا في الأصول كما هو في الفروع و فيه بحث طويل أطال ابن تيمية فيه النفس. فمن ذكرت من الأئمة والعلماء الذين وقع لهم القبول لا يخلون من الأجر والأجرين فكونهم وافقوا الأشاعرة لا يستلزم ضلالاهم وتبديعهم.

4) لا أعرف أحداً من العلماء كفر الأشاعرة لا قديماً و لا حديثاً. حتى الذين جعلوهم من الفرق الضالة لم يكفروهم.

و الغريب أن كثيرا من الذين يهاجمون الأشاعرة يدافعون عن يزيد بن معاوية و الحجاج بن يوسف الثقفي. و هذان الرجلان لم يكونا على صلة بالعلم و لا بالعلماء لا من قريب و لا بعيد، فلا يمكن أن نقول أن ( عقيدتهم صحيحة و سليمة و موافقة لاعتقاد السلف) حيث أن العلم وما يرتبط به لم يكونا على بالهما بحال. بالمقابل، العلماء الصالحين ممن لا يطرأ الشك على عدالتهم و صلاحهم ترى بعض الناس ينسبونهم إلى الضلال و انهم من الفرق التي كلها في النار إلا واحدة...لماذا؟ لأنهم اختاروا مسلكا معينا في قضايا عقدية ظنوا انهم بذلك على مسلك أهل السنة والجماعة. وهم من المحدثين ممن حفظ الله تعالى بهم – وبغيرهم – السنة، لا من أمثال المعتزلة الذين ردوا الحديث لعدم موافقته العقل بغض النظر عن صحة إسناده أو عدمها. أما العلماء الذين اعنيهم، فالسنة اعظم في أعينهم مقاما من أن ترد إن لم يدركوا معناها أو أشكل ظاهرها. لكنهم اختاروا أن الظاهر يؤول إن خالف ما قدروا أن العقل حكم بمنعه. وهم بصنيعهم هذا، خالفوا مسلك كثير من المحدثين.

نعم، وللأسف هناك من أولئك العلماء من كان تمّكنه في علوم السنة و الحديث ضعيفا، ومع هذا فخاض في هذا المجال فجاء بعض القضايا ليعربها، فاعجمها. مثل ابن فُورَك و الغزالي و عدة من الفقهاء الأصوليين، هؤلاء رحمهم الله يقابلهم أمثال البيهقي و الخطابي و ابن الجوزي و ابن حجر و التاج السبكي من المتمكنين في علوم السنة، فجاءت أقوال من ذكرت أخيرا اقرب إلى الاعتدال، وان كانت فيها تأويلات غير قليلة.

لست أشك أن ابن فورك أو الغزالي أو البغدادي حينما كانوا يكتبون و يقررون ما سطروه في كتبهم، لم يخطر في بالهم أن سيأتي يوم يرميهم أقوام بأنهم ليسوا من أهل السنة و الجماعة لأنهم يؤولون أو يقولون بالكسب أو بان أول واجب هي المعرفة أو النظر..مما تعرفون بالإشارة ما اضمرت. أما لو سالت المعتزلي عن السنة و الحديث لما ألقى لها بالا إن خالفت ما يعتقده، بل حاولوا تحريف القرآن، كما تعلم في آية ( و كلم الله موسى) فأرادوا جعل موسى عليه السلام متكلما و اسم الجلالة منصوبا. ولم يكن شيء مثل ذلك على أيدي الغزالي أو غيره. ولو فرضنا انه وقع مثل ذلك في تعامله مع الحديث- لا القرآن طبعا-، فلعدم تمكنه من السنة، لا جرأة عليها..و شتان بينهما. ولو علِم ثبوت الحديث، لما تجرأ ولسلم للنص.

كانت المعتزلة تبث فتنها في كل مكان و تشكك الناس في بعض النصوص متذرعة بتحكيم العقل ظاهرا، طاعنة في الحديث و السنة أهلها باطنا. فلم يكن السكوت والتسليم دواءً و لا دفاعا بنظر البعض، فلجئوا إلى معارضة المعتزلة بمناظرات عقلية لإثبات حجية السنة و أولوا شيئا منها محاربة للاعتزال. فإن الظروف التي واجهتهم هي التي دفعت بهم إلى سلوك هذا المسلك، دفاعا عن السنة لا إهدارا لها. فبعد انطفاء الاعتزال، بقيت تلك المجادلات العلمية في الكتب و لم ينظر اليها على أنها دواء لحالة خاصة لم يعد لها حاجة، بل عوملت على أنها أصول العقائد و درست و تلاشى مع الوقت ذكر الأمور الأساسية من كتب العقائد وهي الأمور التي قامت لها الأديان ألا وهي توحيد التوجه إلى الله في العبادة و التشريع.

إن هؤلاء الذين يكفرون الأشاعرة إنما ينفذون مخططاً أميركياً لضرب المسلمين بعضهم ببعض. وأكثرُ الأمة على عقيدة الأشاعرة والماتريدية بعد الإمام أحمد وحتى ظهور ابن تيمية لو يعلمون .. أفيريدُون منا أن نلفظُ من تاريخِنا الإسلامى الزاخر ما يقتربُ من الخمسةِ قرون لأن أهلها كانوا على مذهب الأشعرى !!

فإن قالو نعم، نقول لهم، تعالو و اسمعو أسماء أعلام الأمة وعلمائها ممن ذبَّ عن الإسلام و نافح عن سنة الحبيب محمدٍ صلى الله عليه و آله سلم. ممن سمَّيتَهموهم بالمبتدعة ! و هم قممُ أهل السنة و الجماعة .. شئتم أم أبيتم.

سعد بن معاذ
12-25-2002, 02:32 PM
فالإمام النووى شارح صحيح مسلم وصاحب رياض الصالحين وغيرهما كثير
والإمام الحافظ ابن حجر العسقلانى صاحب فتح البارى وغيرُه كثير
و صلاح الدين الأيوبي فاتح القدس و قاهر الرافضة و الصليبيين
و محمد الفاتح ((لتفتحن القسطنطينية، ولنعم أمير أميرها ولنعم جيش جيشها))
والحافظ ابن حجر الهيثمى
والشيخ تقى الدين السبكى
وشيخ المتكلمين ابن فورك
والقاضى ابن الباقلانى
والحافظ ابن عساكر
والإمام السيوطى
وابن دقيق العيد
والإمام البيهقى
والإمام القرطبى
والشيخ العز بن عبد السلام
والحافظ ابن الجوزى
والإمام فخر الدين الرازى
والإمام الجوينى
والقاضى عياض
الخ الخ الخ كلهم ليسوا من أهل السنة و الجماعة؟ و كلهم سيدخلون جهنم على وجوههم داخرين؟ نقول لمن زعمم ذلك أن أعـد نفسك لتكون خصماً لأولئك العظماء.

وأما أقوال العلماء والأئمة فيهم .. فقد قال ابن تيمية فى الفتاوى الكبرى "أهل سنة فى المناطق التى لايوجد فيها أهل الحديث" و أفتى بأنهم ليسوا من الـ 27 فرقة التي في النار. وقال السفارينى فى اللوامع هم أهل سنة وجماعة وقال الشهرستانى فى الملل والنحل هم أهل سنة وجماعة وهم أصحاب الإمام الأشعرى وقال ابن أبى العزِّ .. (معاصر ابن تيمية ورفيقه) .. مامفهومُه أنهم أهل سنة وجماعة

و يزعمون بأنه لا يجوز التعاون معهم لأنهم من الفرق الهالكة ينسون بأن شيخ الإسلام خرج معهم للجهاد و سماهم بالطائفة المنصورة و حتى الغلاة الذين سعوا في سجنه، لما خرج أراد السلطان بأن يفتك بهم فتشفع لهم شيخ الإسلام و قاله له لو فقدتهم لن تجد مثلهم. و قال أيضاً عنهم أنهم إما مجتهدون مصيبون فلهم أجران وإما مجتهدون مخطئون فلهم أجر واحد وإما مذنبون فالله يغفر لنا ولهم .

و بعد هذا يأتينا متعصب فيقول بأنهم ليسو من أهل السنة و الجماعة لأنهم أولوا بعض الصفات في محاولتهم الدفاع عن الإسلام من هجوم الفلاسفة. فقد كان الإمام أبو الحسن الأشعري إمام السنة فى عصره. رد على المعتزلة ، و فنَّد شبهات الفلاسفة التى أثاروها ضد الإسلام. و إنما اضطُــرَّ الإمام الأشعرى إلى التأويل اضطراراً . فلا نقولُ إلا أنه رحمه الله قد اجتهد فأخطأ. و الراجحُ أنه رجع فى آخر حياتِه عن مذهبِه إلى مذهب أهل الحديث كما في كتابه البينة. فوق أنه لم يقل أحـدٌ من أهل العلم الراسخين بضلالِهم و لا بانحرافِهم و اعتقادِهم في عقيدةٍ فاسدة ، اللهم إلا حفنةٌ من العلماء المعاصرين.

لقد أبدع الإمام حسن البنا في تبيان أن الفرق بين السلف و الخلف لا يستحق كل هذا التقاطع و العداء. راجع رسالته التي استشهد قبل أن يكملها.

والذي أحبه في نهاية المطاف هو نقل شيئاً من أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية وأحواله الدالة على إنصافه مع الأشاعرة ، وهي بطبيعة الحال دالة على أدبه مع المخالف ، ومن ثم نذكر أهم الفوائد من ذلك :

الموضع الأول : قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( و أما الأشعرية فلا يرون السيف موافقة لأهل الحديث ، و هم بالجملة أقرب المتكلمين إلى مذهب أهل السنة و الحديث . . ) الفتاوى 6 / 55

الموضع الثاني : قال شيخ الإسلام : ( . . فإنهم أقرب أهل الكلام إلى السنة و الجماعة و الحديث ، و هم يعدون من أهل السنة و الجماعة عند النظر إلى مثل المعتزلة و الرافضة و غيرهم ، بل هم أهل السنة و الجماعة في البلاد التي يكون أهل البدع فيها هم المعتزلة و الرافضة و نحوهم ) نقض التأسيس 2 / 87

الموضع الثالث : قال كذلك رحمه الله : ( ثم أنه ما من هؤلاء إلا من له في الإسلام مساع مشكورة ، و حسنات مبرورة ، و له في الرد على كثير من أهل الإلحاد و البدع ، و الانتصار لكثير من أهل السنة و الدين ما لا يخفى على من عرف أحوالهم ، و تكلم فيهم بعلم و صدق و عدل و إنصاف . . . ) درء التعارض 2 / 102 - وقريباً منه ( مجموع الفتاوى 4 / 12 - 5 / 557 - 13 / 99 )

الموضع الرابع : و كان رحمه الله يعظم بعض العلماء الأشاعرة في عصرة ومن ذلك :

1 - قال السبكي الصغير ( الابن ) : ( و كان - ابن تيمية - لا يعظم أحداً من أهل العصر كتعظيمه له أي لوالده تقي الدين السبكي ) طبقات الشافعية 10 / 194

2 - ذكر في ترجمة علاء الدين الباجي - وكان أشعرياً ، أنه ( لما رآه ابن تيمية عظمه ، و لم يجر بين يديه بلفظة ، فأخذ الشيخ علاء الدين يقول : تكلم نبحث معك ، و ابن تيمية يقول : لا يتكلم بين يديك ، أنا وظيفتي الاستفادة منك ) السابق 10 / 342

الموضع الخامس : ويبين كذلك بإنصاف مقدار ما انتفع الناس من الأشاعرة فيقول رحمه الله : ( والأشعرية ما ردوه من بدع المعتزلة و الرافضة و الجهمية و غيرهم ، و بينوا ما بينوه من تناقض ، و عظموا الحديث و السنة و مذهب الجماعة ، فحصل بما قالوه من بيان تناقض أصحاب البدع الكبار و ردهم ما انتفع به خلق كثير ) مجموع الفتاوى 13 / 99

قارن أقوال شيخ الإسلام مع قول الكوثري في وصف ابن القيم الجوزية

(( ضال مضل زائغ مبتدع وقح كذاب حشوي بليد غبي جاهل مهاتر خارجي تيس حمار ملعون من اخوان اليهود والنصارى منحل من الدين والعقل بلغ في الكفر مبلغا لا يجوز السكوت عليه ... الخ )) ( تبديد الظلام المخيم من نونية ابن القيم )

رحم الله شيخ الإسلام كم أنصف غيره ، ولم ينصفه غيره ، حتى ممن ينتسبون إليه تجدهم لا ينهجون نهجه في الإنصاف


سعد بن معاذ

سعد بن معاذ
12-25-2002, 02:35 PM
الماتريدية


9) الماتريدية : تزعم هذه الفرقة أبو منصور الماتريدي ، وهي فرقة كلامية كالأشاعرة في كثير من الأمور وقد قاموا أيضاً لتصدي ضلالات الجهمية والمعتزلة وغيرها من فرق الضلال بالأساليب الكلامية العقلية حيث قدموا العقل على النقل و أثبتوا لله تعالى أسماءه الحسنى ، إلا أنهم أدخلوا في أسمائه تعالى بعض الأسماء الغير ثابتة كالصانع والقديم والذات .

وقالوا بإثبات ثماني صفات لله تعالى فقط ، على خلاف بينهم وهي : الحياة ، القدرة ، العلم ، الإرادة ، السمع ، البصر ، الكلام ، التكوين . وعلى أن جميع الأفعال المتعدية ترجع إلى التكوين ، أما ما عدا ذلك من الصفات التي دل عليها الكتاب والسنة [ الصفات الخبرية ] من صفات ذاتية ، أو صفات فعلية ، فإنها لا تدخل في نطاق العقل ، ولذلك قالوا بنفيها جميعاً .

وقالوا بأن القرآن الكريم ليس بكلام الله تعالى على الحقيقة ، وإنما هو كلام الله تعالى النفسي ، لا يسمع وإنما يسمع ما هو عبارة عنه ، ولذلك فإن الكتب بما فيها القرآن كلها مخلوقة .


سعد بن معاذ

طرابلسي
12-25-2002, 07:18 PM
جزاك الله خيرا أخ سعد

فقد بينت ما لا نفقهه نحن العوام وقد قرأت من خلال موضوعك هذا أن الكوثري ضال فالسؤال :

وهل تلميذه عبد الفتاح أبو غدة كذلك ولماذا قيل هو ضال ...؟