كلسينا
03-02-2006, 05:35 PM
(11) الجهاد
قسم العلماء الجهاد إلى ثلاث مراحل ، بالعودة إلى القرآن والسيرة ، ففي الفترة المكية أُمر المسلمون بالجهاد دون الأذن بالقتال .
فصنفوا المرحلة الأولى : جهاد النفس عن الهوى . وبعد الهجرة أقر الحديث الشريف هذا التصنيف ( عدنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ، ألا وهو جهاد النفس ) أو كما قال عليه وعلى آله الصلاة والسلام .
والمرحلة الثانية : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
والمرحلة الثالثة الجهاد القتالي .
وتعتبر هذه المراحل مسار للأمة في طريق الجهاد . ولا يمكن فصلها والإكتفاء بواحدة أو أثنين منها فقط ، وإلا ضاع المضمون وأختل معنى الجهاد .
جهاد محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام :
حضّر نفسه وصحبه سنين طويلة ثم أنطلق معهم بالهجرة وأقام مجتمعه الإسلامي الخاص الذي كان يُحكم بما أنزل الله وبأتفاقية تعايش مع الكفار واليهود في المدينة .ثم أنطلق للجهاد القتالي .
أخذ الصوفيون المرحلة الأولى فقط ، التحضير وتخلوا عن حركة بناء المجتمع ومن ثم الإنطلاق .
وأخذ الأصوليون المرحلة الثانية فقط ، دون التحضير والإعداد والقيام بحركة بناء المجتمع .
ففشل الطرفين .
من هنا نجد أن الجهاد في أيامنا هذه يقوم، بحركة بناء المجتمع المسلم وصياغة المسلمين وإعادة الصياغة على :لا إله إلا الله محمد رسول الله وحماية هذا المجتمع وصيانته من الإنحلال القائم والفساد . وهي الخطوة الأولى ومن ثم بناءً لهذه الحركة ومدى التجاوب معها ومدى نجاحها تترتب الخطوات التالية بناءً للمعطيات والظروف . فالجهاد دائم لا فتور فيه في كل وقت وكل الظروف إلى يوم الدين .
(لقد مضى عهد النوم يا خديجة ).
فالبيعة لله والقيام بحقها ، والمعركة دائمة مع الشيطان مباشرة أو مع أعوانه وأزلامه . وإما معركة عنف (قتالية ) أو معركة لا عنف (فكرية ثقافية اجتماعية ) .
إن الرسول عليه وعلى آله الصلاة والسلام أخذ الأمر من ربه بالقتال لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى فهل هذا الأمر ينطبق علينا اليوم وبظروفنا الحالية ، أو أن القتال اليوم دفاعي فقط ، وعلينا العودة إلى الجهاد من أول الطريق وهو أولى ؟؟؟؟؟؟
وهنا يكمن الخلاف بين الحركات الإسلامية .
راجع حركة عمر بن عبد العزيز رغم قصر وقتها ونتائجها وحركة نور الدين زنكي ونتائجها التي حصدها صلاح الدين الأيوبي .
يقول سيد قطب في الظلال سورة يوسف :
ولقد يخيل للناس الآن أن هذه خاصية متفردة للمسلم الأول بسبب نشأته التاريخية . ولكنهم ينسون أن أي مجتمع مسلم لن يوجد إلا بمثل هذه النشأة .. لن يوجد اليوم أو غداً ، إلا أن تقوم دعوة لإدخال الناس في هذا الدين من جديد ، وإخراجهم من الجاهلية التي صاروا إليها .. وهذه نقطة البدء .. ثم تعقبها الفتنة والابتلاء ( كما حدث أول مرة ) فأما ناس فيفتنون ويرتدون . وأما ناس فيصدقون ما عاهدوا الله عليه فيقضون نحبهم ويموتون شهداء . وأما ناس فيصبرون ويصابرون ويصرون على الإسلام ، ويكرهون أن يعودوا إلى الجاهلية كما يكره أحدهم أن يلقى في النار ؛ حتى يحكم الله بينهم وبين قومهم بالحق ، ويمكن لهم في الأرض (كما مكن للمسلمين أول مرة ) فيقوم في أرض من أرض الله نظام إسلامي .. ويومئذ تكون الحركة من نقطة البدء إلى قيام النظام الإسلامي قد ميزت المجاهدين المتحركين إلى طبقات إيمانية ، وفق الموازين والقيم الإيمانية .. ويومئذ لن يحتاج هؤلاء إلى ترشيح أنفسهم وتزكيتها ، لأن مجتمعهم الذي جاهد كله معهم يعرفهم ويزكيهم ويرشحهم . تم كلامه.
فنرى أنه علينا إعداد المسلمين نفسياً وتهيئة مجتمع مسلم أولاً والدعوة والعمل الجاد في ذلك ومهما صغر حجمه أو كبر ، المهم أن يكون كيان أو مجموعة صادقة ثابته تعمل على تطهير بعضها البعض من الشرك ويساهم الجميع فيها بصياغة أفرادها مع الدعوة إلى الله وتكبير المجموعة ، إلى أن تأتي الفرصة التي تكون فيها هذه المجموعة مستقلة تُحكّم شرع الله فيما بينها وقادرة على حكم نفسها وأبنائها بشرع الله. فالمجتمع المسلم ( كما قال الشيخ سيد ) ) يقوم تركيبه العضوي على أساس ترتيب الشخصيات والفئات كما ترتبها الحركة لإقرار هذا النظام في عالم الواقع ، ولمجاهدة الجاهلية لإخراج الناس منها إلى الإسلام . مع تحمل ضغوط الجاهلية وما توجهه من فتنة وإيذاء وحرب على هذه الحركة ، والصبر على الابتلاء وحسن البلاء من نقطة البدء إلى نقطة الفصل في نهاية المطاف . (تم كلام سيد ) .
حتى نصل إلى مستوى يكون فيه لنا كيان أولاً بالإضافة إلى أعلى مستوى ممكن وميسر لنا من التكنولوجيا والعلوم .
برأيك هل السلاح الخفيف والشجاعة ومجرد الإيمان كافية لإعلان الحرب ؟
راجع ثورة المهدي في السودان وثورة 1936 في فلسطين ، وثورة صالح العلي بالإيضافة إلى ثورة غيفارا ، وتجارب الشعوب في نضالها ضد الأمبريالية . والنتائج المستفادة من هذه الثورات التي فشلت جميعاً .
إن معرفة الآخر معرفة شبه كاملة ضروري جداً . ومعرفة قدراتك وقدرات الخصم يندرج تحت بند ( إقرأ) وهو من ضمن الصياغة والاستعداد الدائم . ويكون القتال لتكون كلمة الله هي العليا لا لشيئ آخر .
لماذا لم يقاتل موسى عليه السلام باليهود في مصر بعد أن أقام بيته وبيوت المؤمنين معه مساجد وقبلة ؟
ألأن حركته لم تنجح في إعدادهم بعد الذل الطويل الذي عاشوه في ظل فرعون ، فأمره الله أن يهرب بهم ويهاجروا ، فدخلوا مدرسة التيه أربعون سنة ثم خرج بهم نبي الله ودخل بصفوتهم بعد الإختبارات فلسطين فاتحاً . أو لسبب آخر ؟
لماذا لم يقاتل نوح ولوط وهود وإبراهيم ويوسف وعيسى عليهم الصلاة و السلام ؟
ألأنهم لم يتموا المرحلة الأولى ولم تهيئ لهم تجاربهم المرحلة الثانية أو هناك سبب آخر ؟
هل نصل من دراسة هذه التجارب إلى كلام الشيخ سيد قطب الذي ذكرناه أو أنه هناك درس آخر ؟
مع العلم أن هجرتنا يجب أن تكون داخل المجتمع ، وليس عن طريق هجره وتكفير من فيه ، وهذا ما دعا إليه الشيخ سيد ، ولم يفهمه التكفيريون ، لأن المعطيات على الأرض اليوم مختلفة عن أيام الرسل والأنبياء ، فأنت أينما كنت تحت ظل الأقمار الصناعية وتحت أعين الطواغيت ، ولا توجد أرض فلات ليست تابعة لطاغوت ما تقيم فيها المدسرسة والمجتمع المسلم . فالدرس الحركي اليوم مختلف عن ما قبل .
هل تنجح الحركة الإسلامية بأعتمادها على المليار مسلم ومحاولت تجميعهم ، أو أنها يجب أن تبدأ من الصفر بالمعدين والمصاغين فقط ، دون معاداتها لبقية فرق المليار ؟
هذا ما خرجنا به . فإن كان صحيح فهو بنعمة من الله وإن كان فيه خطأ فهو من تقصيرنا بالقراءة .
ونسأل الجميع المشاركة معنا بتصحيح الخطأ إن وجد ،أوإضافة ما هو نافع في الطريق .
هذا الموضوع هو حلقة من سلسلة السيرة النبوية نهجاً للمستقبل وهذه الوصلة للدرس السابق .
http://www.saowt.com/forum/showthread.php?t=13668
قسم العلماء الجهاد إلى ثلاث مراحل ، بالعودة إلى القرآن والسيرة ، ففي الفترة المكية أُمر المسلمون بالجهاد دون الأذن بالقتال .
فصنفوا المرحلة الأولى : جهاد النفس عن الهوى . وبعد الهجرة أقر الحديث الشريف هذا التصنيف ( عدنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ، ألا وهو جهاد النفس ) أو كما قال عليه وعلى آله الصلاة والسلام .
والمرحلة الثانية : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
والمرحلة الثالثة الجهاد القتالي .
وتعتبر هذه المراحل مسار للأمة في طريق الجهاد . ولا يمكن فصلها والإكتفاء بواحدة أو أثنين منها فقط ، وإلا ضاع المضمون وأختل معنى الجهاد .
جهاد محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام :
حضّر نفسه وصحبه سنين طويلة ثم أنطلق معهم بالهجرة وأقام مجتمعه الإسلامي الخاص الذي كان يُحكم بما أنزل الله وبأتفاقية تعايش مع الكفار واليهود في المدينة .ثم أنطلق للجهاد القتالي .
أخذ الصوفيون المرحلة الأولى فقط ، التحضير وتخلوا عن حركة بناء المجتمع ومن ثم الإنطلاق .
وأخذ الأصوليون المرحلة الثانية فقط ، دون التحضير والإعداد والقيام بحركة بناء المجتمع .
ففشل الطرفين .
من هنا نجد أن الجهاد في أيامنا هذه يقوم، بحركة بناء المجتمع المسلم وصياغة المسلمين وإعادة الصياغة على :لا إله إلا الله محمد رسول الله وحماية هذا المجتمع وصيانته من الإنحلال القائم والفساد . وهي الخطوة الأولى ومن ثم بناءً لهذه الحركة ومدى التجاوب معها ومدى نجاحها تترتب الخطوات التالية بناءً للمعطيات والظروف . فالجهاد دائم لا فتور فيه في كل وقت وكل الظروف إلى يوم الدين .
(لقد مضى عهد النوم يا خديجة ).
فالبيعة لله والقيام بحقها ، والمعركة دائمة مع الشيطان مباشرة أو مع أعوانه وأزلامه . وإما معركة عنف (قتالية ) أو معركة لا عنف (فكرية ثقافية اجتماعية ) .
إن الرسول عليه وعلى آله الصلاة والسلام أخذ الأمر من ربه بالقتال لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى فهل هذا الأمر ينطبق علينا اليوم وبظروفنا الحالية ، أو أن القتال اليوم دفاعي فقط ، وعلينا العودة إلى الجهاد من أول الطريق وهو أولى ؟؟؟؟؟؟
وهنا يكمن الخلاف بين الحركات الإسلامية .
راجع حركة عمر بن عبد العزيز رغم قصر وقتها ونتائجها وحركة نور الدين زنكي ونتائجها التي حصدها صلاح الدين الأيوبي .
يقول سيد قطب في الظلال سورة يوسف :
ولقد يخيل للناس الآن أن هذه خاصية متفردة للمسلم الأول بسبب نشأته التاريخية . ولكنهم ينسون أن أي مجتمع مسلم لن يوجد إلا بمثل هذه النشأة .. لن يوجد اليوم أو غداً ، إلا أن تقوم دعوة لإدخال الناس في هذا الدين من جديد ، وإخراجهم من الجاهلية التي صاروا إليها .. وهذه نقطة البدء .. ثم تعقبها الفتنة والابتلاء ( كما حدث أول مرة ) فأما ناس فيفتنون ويرتدون . وأما ناس فيصدقون ما عاهدوا الله عليه فيقضون نحبهم ويموتون شهداء . وأما ناس فيصبرون ويصابرون ويصرون على الإسلام ، ويكرهون أن يعودوا إلى الجاهلية كما يكره أحدهم أن يلقى في النار ؛ حتى يحكم الله بينهم وبين قومهم بالحق ، ويمكن لهم في الأرض (كما مكن للمسلمين أول مرة ) فيقوم في أرض من أرض الله نظام إسلامي .. ويومئذ تكون الحركة من نقطة البدء إلى قيام النظام الإسلامي قد ميزت المجاهدين المتحركين إلى طبقات إيمانية ، وفق الموازين والقيم الإيمانية .. ويومئذ لن يحتاج هؤلاء إلى ترشيح أنفسهم وتزكيتها ، لأن مجتمعهم الذي جاهد كله معهم يعرفهم ويزكيهم ويرشحهم . تم كلامه.
فنرى أنه علينا إعداد المسلمين نفسياً وتهيئة مجتمع مسلم أولاً والدعوة والعمل الجاد في ذلك ومهما صغر حجمه أو كبر ، المهم أن يكون كيان أو مجموعة صادقة ثابته تعمل على تطهير بعضها البعض من الشرك ويساهم الجميع فيها بصياغة أفرادها مع الدعوة إلى الله وتكبير المجموعة ، إلى أن تأتي الفرصة التي تكون فيها هذه المجموعة مستقلة تُحكّم شرع الله فيما بينها وقادرة على حكم نفسها وأبنائها بشرع الله. فالمجتمع المسلم ( كما قال الشيخ سيد ) ) يقوم تركيبه العضوي على أساس ترتيب الشخصيات والفئات كما ترتبها الحركة لإقرار هذا النظام في عالم الواقع ، ولمجاهدة الجاهلية لإخراج الناس منها إلى الإسلام . مع تحمل ضغوط الجاهلية وما توجهه من فتنة وإيذاء وحرب على هذه الحركة ، والصبر على الابتلاء وحسن البلاء من نقطة البدء إلى نقطة الفصل في نهاية المطاف . (تم كلام سيد ) .
حتى نصل إلى مستوى يكون فيه لنا كيان أولاً بالإضافة إلى أعلى مستوى ممكن وميسر لنا من التكنولوجيا والعلوم .
برأيك هل السلاح الخفيف والشجاعة ومجرد الإيمان كافية لإعلان الحرب ؟
راجع ثورة المهدي في السودان وثورة 1936 في فلسطين ، وثورة صالح العلي بالإيضافة إلى ثورة غيفارا ، وتجارب الشعوب في نضالها ضد الأمبريالية . والنتائج المستفادة من هذه الثورات التي فشلت جميعاً .
إن معرفة الآخر معرفة شبه كاملة ضروري جداً . ومعرفة قدراتك وقدرات الخصم يندرج تحت بند ( إقرأ) وهو من ضمن الصياغة والاستعداد الدائم . ويكون القتال لتكون كلمة الله هي العليا لا لشيئ آخر .
لماذا لم يقاتل موسى عليه السلام باليهود في مصر بعد أن أقام بيته وبيوت المؤمنين معه مساجد وقبلة ؟
ألأن حركته لم تنجح في إعدادهم بعد الذل الطويل الذي عاشوه في ظل فرعون ، فأمره الله أن يهرب بهم ويهاجروا ، فدخلوا مدرسة التيه أربعون سنة ثم خرج بهم نبي الله ودخل بصفوتهم بعد الإختبارات فلسطين فاتحاً . أو لسبب آخر ؟
لماذا لم يقاتل نوح ولوط وهود وإبراهيم ويوسف وعيسى عليهم الصلاة و السلام ؟
ألأنهم لم يتموا المرحلة الأولى ولم تهيئ لهم تجاربهم المرحلة الثانية أو هناك سبب آخر ؟
هل نصل من دراسة هذه التجارب إلى كلام الشيخ سيد قطب الذي ذكرناه أو أنه هناك درس آخر ؟
مع العلم أن هجرتنا يجب أن تكون داخل المجتمع ، وليس عن طريق هجره وتكفير من فيه ، وهذا ما دعا إليه الشيخ سيد ، ولم يفهمه التكفيريون ، لأن المعطيات على الأرض اليوم مختلفة عن أيام الرسل والأنبياء ، فأنت أينما كنت تحت ظل الأقمار الصناعية وتحت أعين الطواغيت ، ولا توجد أرض فلات ليست تابعة لطاغوت ما تقيم فيها المدسرسة والمجتمع المسلم . فالدرس الحركي اليوم مختلف عن ما قبل .
هل تنجح الحركة الإسلامية بأعتمادها على المليار مسلم ومحاولت تجميعهم ، أو أنها يجب أن تبدأ من الصفر بالمعدين والمصاغين فقط ، دون معاداتها لبقية فرق المليار ؟
هذا ما خرجنا به . فإن كان صحيح فهو بنعمة من الله وإن كان فيه خطأ فهو من تقصيرنا بالقراءة .
ونسأل الجميع المشاركة معنا بتصحيح الخطأ إن وجد ،أوإضافة ما هو نافع في الطريق .
هذا الموضوع هو حلقة من سلسلة السيرة النبوية نهجاً للمستقبل وهذه الوصلة للدرس السابق .
http://www.saowt.com/forum/showthread.php?t=13668