تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مرض الرجل فمرضت الدولة...



وداد
03-01-2006, 08:16 AM
خلال مرض بوتفليقة الأخير وعلاجه بفرنسا ومع كثرة الشائعات التي حامت حول حالته الصحية وككل صباح توجهت لعملي وقبل أن ابدأ عملي اليومي كالعادة وإذا برفيقتي تدخل المكتب وبملامحها وجوم وحزن مع حيرة.. للوهلة الأولى تخيلت أن الموضوع قد يكون لظرف شخصي أو طارئ ما، لكن سرعان ما فاتحتني بالموضوع قائلة ***سمعت الآن بإذاعة مي دي 1 أن حالة الرئيس بوتفليقة متدهورة جدا ومسألة إعلان وفاته تبقى قضية ساعات فقط**..نظرت إليها وقلت لا حول ولا قوة إلا بالله ثم ماذا ؟؟.. قالت: كيف ماذا ؟؟.. قلت لها: وحتى لو مات ماذا يعني، ماذا سيجري؟؟..مات رئيس وسيأتي غيره...نظرت إلي مذهولة وقالت: كيف ماذا ؟؟ أنتي لا تدركين حجم الخطر الذي نحن فيه قد ينسف الأمن كله وسنعود للفتنة والدماء ألا تعرفين انه من أرسى الأمن وعمل وعمل.. وأخبرتني أنها تركت زوجها في مثل حالها لهول الخبر وأخذت طبعا تذكر لي كل مناقب الرجل من الوئام المدني إلى ميثاق السلم والمصالحة والحقيقة أن للرجل مناقب حسنة تذكر له وهكذا رددت عليها لكني قلت لها بعد لحظة :أنا أتمنى له الشفاء اليوم قبل غدا،لكن ماذا سيجري إن مات، هو كغيره واذا كان القرآن قد خاطب المؤمنين**وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل،أفإن مات او قتل انقلبتم على أعقابكم** فكيف برئيس ... وحتى وان مات أكيد أن للبلد رب يحميه إن شاء الله...ومن أتى ببوتفليقة سيأتي برجل غيره إن أراد الله لنا الأمان...بعد هذا النقاش البسيط قلت سبحان الله كيف اعتب على هذه الرفيقة لمثل هذا التفكير الساذج وكيف اعتب عليها وقد رأيت ما حصل لصحافتنا وسياسيينا ورجال ديننا وعامة شعبنا في هذه الظروف.. صمت مطبق لسياسيينا لدرجة أن رئيس الحكومة والنواب وعامة الوزراء لا يستطيعون الحصول على خبر واحد صحيح عن حالة الرئيس الصحية يطمئنون بها شعبه سوى ما تناقله مغني يقولون انه عالمي وزار الرئيس في المستشفى بفرنسا وكذلك صحافتنا التي أخذت تتناقل ما تنقله الوكالات والقنوات الأجنبية إما إقرارا أو تكذيبا دون أدنى احترافية أو معرفة للحقيقة وكذلك فعل رجال ديننا على المنابر على أسلوب دعوات المنابر و يحيا الملك عاش الملك أما شعبنا الذي حرم من معرفة مصير رئيسه الذي انتخبه ذات يوم وهو الأحق بمعرفة ذلك فكثير منهم على شاكلة هذه الرفيقة الحزينة ربما على مصير البلد أكثر من مصير الرئيس وهذا ما نلتمس لها العذر فيه..وقلت سبحان الله كيف يختزل بلد بأربعين مليون وبتاريخ عظيم ومليون ونصف شهيد برجل يحيا به إن عاش أو يغوص بموته إلى ما لا يحمد عقباه...رغم كل هذا لم أرى بعد ذلك بدا من أن اشرح لها أن الدولة تبنى بالرجال وليس برجل واحد وانه من الغباء أن نحصر كل بلدنا ومصيره برجل واحد قد اقترب عمره من السبعينات إن مات فقد خربت البلد وفني من عليه وبات مصير أهله مجهولا.. ولكني لم أجد جدوى أن أقول لها بأنه كان من الأفضل لرئيسنا لو بدا ببناء مؤسسات ورجال قادرين على الوقوف بهذا البلد بعده وليس أن يحاط بشرذمة من المرتزقة وأصحاب السوابق في الاختلاسات وغيرها وان يكرس حكمه بالتحضير لأرضية صلبة يقف عليها من سيأتي بعده لا أرضية صلبة يقف عليها ...وكان من الأفضل لو انه ومنذ الوهلة الأولى وليس بعد اكثر من شهر أن يصارح شعبه بظروف مرضه إن كان يرى أن هذا الشعب يستحق الاحترام...

من هناك
03-01-2006, 03:34 PM
يا اختي هذه مشكلة الرجال في بلادنا.
يأتون إلى الحكم بدعم شعبي لأن الناس ترى فيهم بعض الخلاص ولكن ما إن يمسكون الدفة حتى يعدلوها لمصلحتهم الشخصية ويربطون البلد بكلمتهم

جاء عبد الناصر وبنى بلداً للفقراء ولكنه في الآخر انتج طبقة جديدة من nouveaux riches وسرقوا اكثر من ذي قبلهم.
جاء الأسد وبنى بلداً للفلاحين ولكن فلاحي القرن العشرين في سوريا ارادوا البطش بكل الحضارات التي مرت على سوريا
جاء مبارك ليصحح اخطاء السادات وعبد الناصر فأنتج نظاماً احادياً سيورثه
وغيرهم كثير

لدرجة ان الشعب لم يعد يريد اي تغيير لأن كل تغيير يأتي بالأسوأ.

إن القناعة السلبية المفروضة اقوى سلاح في يد الحاكم بحيث انه يجوع الشعب لدرجة لا يعود عنده مجال للنفكير وهذا يذكرني بقصة حاخام ارئوكسي مذكورة في بروتوكولات حكماء صهيون وذكرت سابقاً في المنتدى حيث ذهب اليهودي يشكو للحاخام ضيق المنزل فطلب منه ان يدخل كل الحيوانات إلى الغرفة إلى جانب الأطفال والأولاد والزوجة.

تعودت العائلة على البيت الأضيق بسبب الحيوانات ولكن بعد فترة احسوا انهم ينفجرون بسبب الزحمة الخانقة وقلة النوم والروائح. لذلك عاد للحاخام وطلب منه العون فنصحة بأن يخرج الحيوانات إلى الحظيرة وهكذا كان

بعد ذلك احست العائلة وكأن الغرفة فسيحة جداً وان الحاخام انعم عليهم بالجنة.

هذه هي سياسة اليهود مع العرب وهذه هي سياسة الحكام العرب مع المحكومين ولا حول ولا قوة إلا بالله

وداد
03-04-2006, 11:40 AM
المشكل أخي بلال ليس في الرئيس أو السلطة لان السلطة هي السلطة حيثما وجهت وجهك اتجاه الدول العربية ولا داع لأقول أكثر من هذا المشكل يكمن في الشعب أو كثير منه حتى المثقفون منهم ممن يرون في شخص ما أيا كان المخلص الوحيد ولا يبحثون عن بناء دولة ومشروع مجتمع لا يزول بزوال الرجال...صحيح أن بوتفليقة وضع الأسس الأولى لعملية السلم في الجزائر طبعا لا داعي لأذكر الأسباب ولا حيثيات هذا الموضوع لأنه طويل وشائك من وجهة نظري لكن هل هذا يبرر أن نقف إلى حدود ما يقف عنده هذا الرئيس ونندب حضنا إذا حصل له مكروه...الكثير أصبح يجري في اتجاه واحد دون أن يقدر أن الحل هو في التغيير وإيجاد البدائل في الأوقات المناسبة...

من هناك
03-04-2006, 07:22 PM
لأن الرؤساء العملاء لم يتركوا رأساً مرفوعاً في البلد ويقول إما انا وإما الدمار