كلسينا
02-27-2006, 06:19 PM
(104) سورة الهُمزة
بسم الله الرحمن الرحيم
((وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ(1) الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ(2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ(3) كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ(4) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ(5) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ(6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ(7) إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ(8 ) فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ(9)..)) فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ
تعكس هذه السورة صورة نموذج يتكرر في كل بيئة .. صورة اللئيم الصغير النفس ، الذي يؤتى المال فتسيطر نفسه به ، حتى ما يطيق نفسه . ويروح يشعر أن المال هو القيمة العليا في الحياة . القيمة التي تهون أمامها جميع القيم وجميع الأقدار : أقدار الناس . وأقدار المعاني . وأقدار الحقائق . وأنه قد ملك المال فقد ملك كرامات الناس وأقدارهم بلا حساب . كما يروح يحسب أن هذا المال إله قادر على كل شيء ؛ لا يعجز عن فعل شيء ؛ حتى دفع الموت وتخليد الحياة . ودفع قضاء الله وحسابه وجزائه إن كان هناك في نظره حساب وجزاء .
ومن ثم ينطلق في هوس بهذا المال يعده ويستلذ تعداده ؛ وتنطلق في كيانه نفخة فاجرة ، تدفعه إلى الأستهانة بأقدار الناس وكراماتهم . ولمزهم وهمزهم .. يعيبهم بلسانه ويسخر منهم بحركاته . سواء بحكاية حركاتهم وأصواتهم ، أو بتحقير صفاتهم وسماتهم .. بالقول والإشارة . بالغمز واللمز . باللفتة الساخرة والحركة الهازئة . وهي صورة لئيمة حقيرة من صور النفوس البشرية حين تخلو من المروءة وتعرى من الإيمان . والإسلام يكره هذه الصورة الهابطة من صور النفوس بحكم ترفعه الأخلاقي . وقد نهى عن السخرية واللمز والعيب في مواضع شتى.
لقد كان القرآن يتابع أحداث الدعوة ويقودها في الوقت ذاته . وكان هو السلاح البتار الصاعق الذي يدمر كيد الكائدين، ويزلزل قلوب الأعداء ، ويثبت أرواح المؤمنين . وإنا لنرى في عناية الله سبحانه بالرد على هذه الصورة معنيين كبيرين :
الأول : تقبيح الهبوط الأخلاقي وتبشيع هذه الصورة الهابطة من النفوس .
والثاني : المنافحة عن المؤمنين وحفظ نفوسهم من أن تتسرب إليها مهانة الإهانة ، وإشعارهم بأن الله يرى ما يقع لهم ، ويكرهه ، ويعاقب عليه .. وفي هذا كفاية لرفع أرواحهم واستعلائها على الكيد اللئيم ...
بسم الله الرحمن الرحيم
((وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ(1) الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ(2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ(3) كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ(4) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ(5) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ(6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ(7) إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ(8 ) فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ(9)..)) فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ
تعكس هذه السورة صورة نموذج يتكرر في كل بيئة .. صورة اللئيم الصغير النفس ، الذي يؤتى المال فتسيطر نفسه به ، حتى ما يطيق نفسه . ويروح يشعر أن المال هو القيمة العليا في الحياة . القيمة التي تهون أمامها جميع القيم وجميع الأقدار : أقدار الناس . وأقدار المعاني . وأقدار الحقائق . وأنه قد ملك المال فقد ملك كرامات الناس وأقدارهم بلا حساب . كما يروح يحسب أن هذا المال إله قادر على كل شيء ؛ لا يعجز عن فعل شيء ؛ حتى دفع الموت وتخليد الحياة . ودفع قضاء الله وحسابه وجزائه إن كان هناك في نظره حساب وجزاء .
ومن ثم ينطلق في هوس بهذا المال يعده ويستلذ تعداده ؛ وتنطلق في كيانه نفخة فاجرة ، تدفعه إلى الأستهانة بأقدار الناس وكراماتهم . ولمزهم وهمزهم .. يعيبهم بلسانه ويسخر منهم بحركاته . سواء بحكاية حركاتهم وأصواتهم ، أو بتحقير صفاتهم وسماتهم .. بالقول والإشارة . بالغمز واللمز . باللفتة الساخرة والحركة الهازئة . وهي صورة لئيمة حقيرة من صور النفوس البشرية حين تخلو من المروءة وتعرى من الإيمان . والإسلام يكره هذه الصورة الهابطة من صور النفوس بحكم ترفعه الأخلاقي . وقد نهى عن السخرية واللمز والعيب في مواضع شتى.
لقد كان القرآن يتابع أحداث الدعوة ويقودها في الوقت ذاته . وكان هو السلاح البتار الصاعق الذي يدمر كيد الكائدين، ويزلزل قلوب الأعداء ، ويثبت أرواح المؤمنين . وإنا لنرى في عناية الله سبحانه بالرد على هذه الصورة معنيين كبيرين :
الأول : تقبيح الهبوط الأخلاقي وتبشيع هذه الصورة الهابطة من النفوس .
والثاني : المنافحة عن المؤمنين وحفظ نفوسهم من أن تتسرب إليها مهانة الإهانة ، وإشعارهم بأن الله يرى ما يقع لهم ، ويكرهه ، ويعاقب عليه .. وفي هذا كفاية لرفع أرواحهم واستعلائها على الكيد اللئيم ...