تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ابعد هذا قهر؟ اليس الإنتحار حلاً للمشكلة



من هناك
02-26-2006, 09:29 PM
استيقظ في وسط ليل كانوني قارس والثلج يعصف في الخارج والبرد يزمجر. زوجته تتوحم...

تريد لبن العصفور... ارجوك افعل اي شيء. انا بحاجة له والطفل في بطني يصرخ.

ماذا يفعل؟؟؟؟
يحمل نفسه وتعبه وقهره كله ويخرج للبحث...

لقد نسي المعطف ولا يملك لا قبعة ولا مظلة.

يدور ويدور بين المحلات الأمريكية والدانماركية والفرنسية (لا يمكن ان تقاطع اليوم لان هذه ضرورة قاهرة احسن ما يطلع الولد وبعينو لبن العصافير او يطلع عقله بحجم العصافير)

البرد يشتد ورجلاك تتعب وتنهار قواك.

فجأة تقرر ان تستسلم وتقع على الأرض وتحس ان الأفضل ان تستسلم للقدر وتتمنى لو انك على الأقل ودعت زوجتك واوصيت لهذا الطفل البريء القادم من بعدك.

ويغمض بطل القصة عينيه ويستسلم لرائحة الموت التي ملأت تفكيره ويحس ببرودة الموت تنتشر من اسفل قدميه ويحس بموت اعصابه واحداً واحداً. سبحان الله، هذه اول مرة يفكر في الموت وكيف يمكن ان يكون طعم الموت وكم هو مؤلم.

فجأه يحس ان برودة الموت وصلت لفلبه وان قلبه توقف عن الخفقان. لقد انتهى كل شيء وفقد حلمه في رؤية طفله العتيد امنية حياته.

...........
...........

فجأه يحس بان ضوءً يومض في عينيه ويحس بأن هذا الضوء يستحق ان يقاوم لأجله ولو ان الثلج غمر جسده كله وانه لا مجال للتنفس بسبب الجليد المتراكم.

يفتح عيناً واحدة لأن الأخرى مغلقة بسبب تراكم الثلوج. يحس بدفء غريب ويرى جسداً صغيراً واطرافاً غريبة. إنها عصفورة صغيرة تمسح عنه الثلج بريشة من جناحها.

حاول ان يفكر....لكن عقله تجمد.

سمع العصفورة تقول له انها جاءت كي تنقذه
وتعينه على القيام من تحت الثلج.

تبتسم له وتطلب منه ان لا يستسلم للبرد وانه يجب ان يتابع البحث لأن خلفه زوجة حامل تبكي من اجل عودته وطفل لم يرى النور في هذا العالم بعد.

لكنه استسلم وخارت قواه تماماً ولم يعد يقوى على الجواب حتى. فجأة يحس ان خواطره تتوارد إلى عقل هذه العصفورة الصغيرة ويحس انها تعده بأن تأتي له بلبن العصفور لأن لديها طفلة صغيرة عصفورة في العش وقد اتت لها ببعض اللبن من فترة قصيرة.

ينتفض فجأة كالفينيق ويرى برودة الموت تتساقط عن جسده ويشعر ببعض الدم يتدفق من جديد إلى اطراف انامله

حاول ان يقف.
...
...
بعد محاولات عدة يقف
بعد انتظار دقائق مرت كالسنين يرى العصفورة عائدة
معها قشرة نصف بيضة تحملها بعناية شديدة رغم الهواء القارس.

اخيراً تصل
ويرى سائلاً متجمداً في قعر قشرة البيض.
يلتفت ليشكرها ولكن يفاجأ انها تقول له ان يسرع إلى المنزل لأن زوجته لا زالت تنتظر.

هنا يلتفت فجأة محاولاً ان يتذكر طريق العودة ولكن الإتجاهات اعيته. هنا تطوعت العصفورة لتقوده في طريق العودة حتى يصل البيت في اسرع وقت ممكن.

وبعد عناء يصل إلى بيته ويدق الباب بدقة خاصة تعرفها زوجته كي لا تخاف من هذا الطارق في آخر الليل.
تفتح الباب ويقع زوجها امامها ماداً لها يده التي يحمل بها قشرة البيضة وبها بعض من لبن العصفور المطلوب.

هل مات؟

لشدة فرحها بحصولها على لبن العصفور، تنسى المرأة زوجها الذي وقع على الأرض
تحاول ان تشرف السائل المتجمد
لكنها تفاجأ بأن عصفوراً اخر ينقض عليها ويرمي قشرة البيض من يدها بما فيها من السائل المستحيل.

لماذااااااااااااااا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!! !!!!!!!!!!

من هول المفاجأة تقع المرأة فوق زوجها بسبب يأسها مما حدث. لقد ضاع الحلم واستسلمت للقدر.

تهجم العصفورة على العصفور الزوج تريد قتله
لقد حطم امل هذه المسكينة
بعثر جهود الرجل الشجاع الذي ضحى بكل شيء من اجل زوجته.

لقد جنت من عمل شريكها العصفور
كيف دمر كل الإحسان الذي كادت ان تموت من اجله.
وبينما هي تنقر العصفور حتى الموت وتريد ان تنتقم منه، سمعته يتمتم بكلمات غير مفهومة ويرجوها ان تسمعه.

"الطفلة اصيبت بالأنفلوزا في غيابك ولم ارد ان تنتقل العدوى لبني البشر"

كانت هذه آخر كلمات نطقها.
كانت هذه آخر كلمات سمعتها.