تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : باب الأذكار-تفضلوا بالمشاركة وعُذراً على الغياب



طارق-بن-زياد
02-24-2006, 06:45 PM
الوابل الصيب من الكلم الطيب
الفصل العشرون في الاذكار التي تطرد الشيطان

قد تقدم ان من قرا آية الكرسي عند نومه لم يقربه شيطان، وان من قرا الايتين من آخر سورة البقرة كفتاه، ومن قال في يوم مائة مرة: "لا اله الا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شىء قدير" كانت له حرزا من الشيطان يومه كله، وقد قال تعالى:" وقل رب اعوذ بك من همزات الشياطين واعوذ بك رب ان يحضرون"، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول:" اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزة ونفخه ونفثه "، وقال سبحانه وتعالى:" واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه هو السميع العليم" وهو الاذان يطرد الشياطين كما تقدم وعن زيد بن اسلم انه ولي معادن فذكروا كثرة الجن فامرهم ان يؤذنوا كل وقت ويكثروا من ذلك فلم يكونوا يرون بعد ذلك شيئا وفي صحيح مسلم عن عثمان بن ابي العاص رضي الله عنه انه قال:" يا رسول الله ان الشيطان حال بيني وبين صلاتي وبين قراءتي يلبسها علي" فقال رسول الله:" ذاك شيطان يقال له خنزب فاذا احسسته فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثا" ففعلت ذلك فاذهبه الله
كتاب الوابل الصيب، الجزء 1، صفحة 163.

طارق-بن-زياد
02-28-2006, 07:57 PM
كلام في أنواع القلوب من كتاب:" إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان للإمام إبن قيم الجوزية
(الحلقة الأولى)
الباب الأول في انقسام القلوب إلى صحيح وسقيم وميت لما كان
القلب يوصف بالحياة وضدها انقسم بحسب ذلك إلى هذه الأحوال الثلاثة فالقلب الصحيح : هو القلب السليم الذي لا ينجو يوم القيامة إلا من أتى الله به كما قال تعالى : يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم [ الشعراء : 88 ] والسليم هو السالم وجاء على هذا المثال لأنه للصفات كالطويل والقصير والظريف فالسليم القلب الذي قد صارت السلامة صفة ثابتة له كالعليم والقدير وأيضا فإنه ضد المريض والسقيم والعليل # وقد اختلفت عبارات الناس في معنى القلب السليم والأمر الجامع لذلك : أنه الذي قد سلم من كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه ومن كل شبهة تعارض خبره فسلم من عبودية ما سواه وسلم من تحكيم غير رسوله فسلم في محبة الله مع تحكيمه لرسوله في خوفه ورجائه والتوكل عليه والإنابة إليه والذل له وإيثار مرضاته في كل حال والتباعد من سخطه بكل طريق وهذا هو حقيقة العبودية التي لا تصلح إلا لله وحده قالقلب السليم : هو الذي سلم من أن يكون لغير الله فيه شرك بوجه ما بل قد خلصت عبوديته لله تعالى : إرادة ومحبة وتوكلا وإنابة وإخباتا وخشية ورجاء وخلص عمله لله

فإن أحب أحب في الله وإن أبغض أبغض في الله وإن أعطى أعطى لله وإن منع منع لله ولا يكفيه هذا حتى يسلم من الانقياد والتحكيم لكل من عدا رسوله فيعقد قلبه معه عقدا محكما على الائتمام والاقتداء به وحده دون كل أحد في الأقوال والأعمال من أقوال القلب وهي العقائد وأقوال اللسان وهي الخبر عما في القلب وأعمال القلب وهي الإرادة والمحبة والكراهة وتوابعها وأعمال الجوارح فيكون الحاكم عليه في ذلك كله دقعه وجله هو ما جاء به الرسول صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فلا يتقدم بين يديه بعقيدة ولا قول ولا عمل كما قال تعالى : يأيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدى الله ورسوله [ الحجرات : 1 ] أي لا تقولوا حتى يقول ولا تفعلوا حتى يأمر قال بعض السلف : ما من فعلة وإن صغرت إلا ينشر لها ديوانان : لم وكيف أى لم فعلت وكيف فعلت فالأول سؤال عن علة الفعل وباعثه وداعيه : هل هو حظ عاجل من حظوظ العامل وغرض من أغراض الدنيا في محبة المدح من الناس أو خوف ذمهم أو استجلاب محبوب عاجل أو دفع مكروه عاجل أم الباعث على الفعل القيام بحق العبودية وطلب التودد والتقرب إلى الرب سبحانه وتعالى وابتغاء الوسيلة إليه # ومحل هذا السؤال : أنه هل كان عليك أن تفعل هذا الفعل لمولاك أم فعلته لحظك وهواك # والثاني : سؤال عن متابعة الرسول عليه الصلاة والسلام في ذلك التعبد أي هل كان ذلك العمل مما شرعته لك على لسان رسولي أم كان عملا لم أشرعه ولم أرضه # فالأول سؤال عن الإخلاص والثاني عن المتابعة فإن الله سبحانه لا يقبل عملا إلا بهما # فطريق التخلص من السؤال الأول : بتجريد الإخلاص وطريق التخلص من السؤال الثاني : بتحقيق المتابعة وسلامة القلب من إرادة تعارض الإخلاص وهوى يعارض الاتباع فهذا حقيقة سلامة القلب الذي ضمنت له النجاة والسعادة