تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الحرة تبعثر اموال دافعي الضرائب الأمريكيين



من هناك
02-22-2006, 05:07 PM
تستعد لجنة العلاقات الخارجية في الكونجرس لبدء جلسة استماع حول برنامج إدارة بوش للاذاعات العربية تتوالي الاتهامات بسوء الإدارة والمحسوبية وضياع الأموال ضد راديو سوا وقناة الحرة وشبكات إذاعة الشرق الأوسط وبدأ مكتب المحاسبة الحكومي في وزارة الخارجية التحقيقات حول الخدمات العربية التي تشرف عليها هيئة إدارة الأذاعة التي لا تزال تحت رئاسة كينيث توميلنسون وهو صديق مستشار الرئيس بوش كارل روف والذي استقال مؤخرا من رئاسة هيئة الأذاعة العامة بعد أن تعرض للانتقادات لتدخله في برامج الأذاعة لصالح الحزب الجمهوري.

ومن المنتظر أن يظهر الأثنان توميلنسون وموفق حرب أمام لجنة الكونجرس خلال هذا الأسبوع لتقديم شهادتهما عن الانتهاكات المدعاة ومن المرجح أن يواجها أسئلة صعبة حول العلاقات بين حرب الصحفي اللبناني المولد الذي يدير راديو سوا وقناة الحرة والشركات التي حصلت على عقود مغرية منها.

وواحدة من أكبر المستفيدين من شبكة من الشركات التي مقرها لبنان ووراء هذه الشبكة أيلي الخوري أحد أصدقاء حرب، وهو مدير تنفيذي لفرع شركة إعلانات ساتشي وساتشي في بيروت وشريك في شركتي كانتوم للاتصالات وبان سنترال. وقد حصلت شركات الخوري على عقود بعدة ملايين من الدولارات طبقا للمصادر العليمة في شبكة إذاعات الشرق الأوسط. وقد رفضت الهيئة الكشف عن المبالغ الحقيقية التي حصل عليها الخوري، وتصر على أن الهيئة وهي شركة خاصة (ممولة من أموال دافعي الضرائب)، غير ملزمة بتوفير هذه المعلومات.

ومع ذلك يقول المسؤولون في الكونجرس أنهم يتوقعون الحصول على المزيد من المعلومات وسوف يعرفون أن الخوري صديق حرب وشركائه التي تعمل في مجال الإعلان حصل إعلانات عن الحرة بواقع 125 ألف دولار للإعلان الواحد، وحوالي 250 ألف دولار لإنشاء موقع على الانترنت للحرة وراديو سوا، وحصلت شركة كانتوم للاتصالات وهي من شركات الخوري في العام على عقد قيمته نصف مليون دولار عن عمل غير محدد بشكل واضح عرف باسم "تنسيق انتاجي" لست برامج خاصة بلبنان وبلاد أخرى. وتقول مصادر الحرة أن البرامج المنتجة خارج لبنان جاهرة للإذاعة ولا تحتاج إلى أي مساعدة من جانب شركة كانتوم. فلا دخل لشركة كانتوم في برنامج يتم (نتاجه في المغرب) ويدافع نورمان باتيز عضو هيئة إدارة الإذاعة ومن أقوي المدافعين عن الشبكات العربية التي تجري حولها التحقيقات بأنه "يعتقد أن مشاركة بيروت في الإنتاج معقول لأن لبنان هي مركز للإنتاج التليفزيوني التجاري وغير التجاري الناجح، ومن الطبيعي أنك عندما تبحث عن مذيعين مهنيين أن تذهب إلى حيث يوجدون". ولكن كما يقول سلامة نعمات الذي كان يقدم برنامج حواري في الحرة " لا أحد ينشئ شركة إنتاج في بيروت" بسبب عدم الاستقرار السياسي وتدخل عملاء المخابرات السورية.

وقد أنتقلت عدة شركات إذاعة من بيروت إلى دبي حيث تم إنشاء "مدنية إعلام" مجهزة أحسن تجهيز، ومن بين مرافقها مركز دبي للميديا التابع لراديو سوا حيث توجد استديوهات راديو وتليفزيون ولايزال معظمها غير مستعمل طبقا لما يقوله سمير الدويلحي المدير السابق لراديو سوا في دبي على الرغم أن ثماني ساعات من البرنامج اليومي لراديو سوا تبث من هناك. ويقول الدويلجي :"تدعي دبي أنها تقوم بعمل كبير، ولكنها ستار للعمل الذي يتم في بيروت".

كما منح حرب بعض مواطنيه عقودا سخية واحد منها كلف حوالي مليون ونصف دولار لخدمات الترجمة الفورية تقوم به مجموعة كابيتال كومنبوكوشن وهي شركة مقرها واشنطن يديرها أمريكي من أصل لبناني أسمه كرم إلياس. وعلى العكس فأن راديو أوربا الحرة والحرية الذي يذيع ب 28 لغة لا يحتاج إلى هذه الخدمات الباهظة التكاليف.. وكما يقول رئيس الراديو السابق توماس داين "الترجمة الفورية لا تكلفنا شيئا" حيث يقوم بالترجمة العاملون في الراديو الذين يتم تعيينهم بالإعلان عن الوظائف وعلى أساس تنافسي، وهذا ما لم تفعله الحرة وراديو سوا.

وتبعا لمصادر الحرة والمسؤولين في شبكة إذاعة الشرق الأوسط أن الخدمات العربية تحتاج إلى تواجد مترجمين أثنين على الأقل يوميا لمدة 8 ساعات للقيام بأعمال الترجمة الفورية عندما تدعو الحاجة إلى هذا، ويقول مصدر في الأذاعة وهو من المتشككين :" أنه عمل طيب إذا أمكنك الحصول عليه" ولئن كانت كابيتال كومنيوكوشن مؤسسة تبادل ثقافة تحظي بالإحترام، إلا أن صفقة الترجمة الفورية التي عقدتها مع الخدمات العربية تعتبر زائدة عن اللزوم.

وما لا يقل إثارة للشكوك هو تكليف عشرات من المهاجرين العرب ربما بلغ عددهم مائة إستأجرهم حرب، ومعظمهم يقيمون في كريستال سيتي بولاية فيرجينيا وهي على بعد ساعة بالمواصلات العامة من مقر الشبكة في سيرنجفيلد: ويقال أن إلياس الذي لم يرد على الاستفسارات يحصل على مئات الدولارات عن كل موظف جديد يجد له مسكنا. كما يحصل على عمولة من الشركة التي توفر المسكن.

كما عقدت الشبكات العربية صفقة مكلفة مع شركة بروفيال ترافل للسفريات، وهي من الشركات المفضلة عند حرب، وكما ذكر مجدي خليل وهو من العاملين السابقين في الحرة أن تذكرة الذهاب والاياب إلى الشرق الأوسط تكلف ما بين 3000 إلى 4000 في الدرجة الاقتصادية بينما تكلف في العادة 1000 دولار أو أقل. ويصر المسؤولون في بروفايل أنهم "يقدمون خدمة ممتازة جدا بتكلفة مخفضة جدا".

ويبدو أن هناك مقاولين من افراد وشركات يحصلون على مبالغ كبيرة خاصة من لهم علاقات شخصية مع حرب. ويقول الدويلحي أن شركة الخوري للإعلانات في بيروت تؤدي جميع الخدمات لحرب في بيروت من توفير الموسيقي وتأجير المكتب وتوفير فتيات جميلات للمقابلات التلفزيونية ويقول عنه حرب أنه أفضل صديق له في بيروت.

وتخصص ميزانية الحرة 104000 دولار لأعمال المكياج وتقوم بها خبيرة مكياج أسمها حنان وهي تحصل على 80 ألف دولار في السنة، وتقول مصادر شبكة إذاعة الشرق الأوسط أن أجرها أقل من أجر مثيلاتها في صناعة التلفزيون ولكن توميلنسون نفسه عبر عن دهشته عند علمه بالمبلغ التي تحصل عليه حنان إذ تحصل خبيرة ماكياج أخرى على 50 ألف دولار.. ولكن ما الذي يجعل حنان تعامل معاملة خاصة؟ قد تكون موهوبة، ولكن المصادر في الشبكة تقول أنها صديقة لزوجة حرب.

ولكن مرتب حنان لا شئ يذكر إذا قورن بما يحصل عليه أثنان من كبار المديرين في شبكة إذاعة الشرق الأوسط أحدهما هو بيرت كلاينان وهو شريك قديم لباتيز في أعمال الراديو ولكن خبرته محدودة في التلفزيون وهو يحصل الآن على 250 ألف دولار في السنة، ومؤخرا أعلن نيته على الاستقالة والعودة إلى لوس أنجلوس وقد أنفرد بالعقد مع الشبكة مستشارا للإذاعة الدولية في الشرق الأوسط على الرغم من أنه لم يتعلم العربية أو إدارة شبكة تليفزيونية. وقع أختيار باتيز على زميل آخر لبيرت وهو فاريل ميزل وحصل على أجر 250 ألف دولار في السنة في المساعدة لإنشاء الحرة ويمدها الآن ببرامج تليفزيونية, ويشكو العاملون ببواطن الأمور في الشبكة أن ميزل وهو الرجل الثاني في القيادة ويقوم بمعظم العمل الأساسي. ويقول موظف سابق في الحرة :" أنه يقوم برحلات إلى مختلف أنحاء العالم ويقيم في فنادق من الدرجة الأولي. وأن سكرتيرته هي التي تتخذ القرارات الخاصة بالبرنامج ويقوم هو بالتوقيع عليها فقط". ورفض ميزل الرد على المكالمات التليفونية. ولكن المسؤولين في شبكة إذاعات الشرق الأوسط يمتدحون على خبرته التليفزيونية.

وجميع ما يتفق على المرتبات الكبيرة والصفقات التي تعقد مع مصدر واحد لا تقترب من ال 10 ملايين دولار التي بعثرت على نظام الكمبيوتر المضطرب الذي لا تزال الحرة تعاني منه. ويقول أحد العاملين وهو على علم بعملية الإسراع في إنشاء الشبكة التلفزيونية في أقل من ستة أشهر :" لم يكن أحد مسؤولا عما يحدث" ومعظم المعدات التي وصلت كانت زائدة عن الحاجة أو لم تكن له فائدة في ذلك الوقت".

وقال :" كان هناك ثلاث غرف صغيرة مليئة بالأجهزة وكان هناك محول كهربائي كلف 75 ألف دولار وكانت بعض اجهزة الكمبيوتر عديمة الفائدة ولم يكن هناك عدد كبير في إمكانهم العمل في نظام الكمبيوتر. وقد أنفقت شركة TG5 المتعاقد الأصلي 400 ألف دولار من مالها الخاص لإحضار خبراء من ألمانيا لتعليم العاملين كيف يعملون على نظام الكمبيوتر، وأنفقت الشركة الكثير لإصلاح الأخطاء الأصلية مما أدي في النهاية إلى أفلاس الشركة.. ويقول العاملون في الحرة.. كان الكمبيوتر لا يعمل طوال الوقت".

إلا أنه وفقا لإسلوب العمل في إدارة بوش كوفى مصمم تقنية المعلومات المسؤول عن نظام الكمبيوتر الفاشل بمنحه عقد عمل في الحرة براتب 25 ألف دولار في الشهر بعد أن ترك TG5. ثم أشرف على إنشاء الكمبيوتر الخاص براديو سوا الذي تأخر حوالي ستة أشهر. ورد بغضب " لم تكن هناك مشاكل قبل أن يقطع المكالمة فجأة".

والسؤال: لماذا كلف إنشاء شبكات الراديو كل هذا؟ ويذكر أحد مصادر الحرة أنه في لبيرت كليمان "لا تشغل بالك حول كل هذه الأموال".. كان حرب يريدها، وهذا تمت : وتنفي شبكة إذاعات الشرق الأوسط أن كلينمان أو غيره من كبار المسؤولين في الشبكة بعثروا الأموال الفيدرالية أو شجعوا غيرهم أن يفعلوا هذا. والحقيقة كما تقول الناطقة بلسان الشبكة :"كانت الشبكة تذكر جميع العاملين فيها دائما أنه يجب أن يتم كل شئ بالطريقة الصحيحة وبما يتفق مع القانون". والآن أمام حرب فرصة أن يثبت هذا أمام هيئة إدارة الأذاعة والمتفش العام في وزارة الخارجية والكونجرس.

أرت لافين يشارك في تحرير نشرة واشنطن الشهرية كما يكتب لمجلة "موذر جونز ومجلة نيوريبلك ومنشورات أخرى. وكتب موضوعا عن عمل كينيث توميلنسون الذي يدور حوله الخلاف عندما كان مشرفا على صوت أمريكا.. في مجلة أميريكان بروسبكت في عدد سبتمبر 2005.

(عن مجلة أمريكان بروسبكت ترجمة: مجدى خليل)
*الوطن