تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حول سورة الماعون ( مختصر من الظلال )



كلسينا
02-17-2006, 05:53 PM
(107)سورة الماعون
بسم الله الرحمن الرحيم
((أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ؟ )) .. ومن هو هذا الذي يكذب الدين ، وإذا الجواب : ((فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ . وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ)) . وقد يكون هذه مفاجأة بالقياس إلى تعريف الإيمان التقليدي .. ولكن هذا هو لباب الأمر وحقيقة .. إن الذي يكذب بالدين هو الذي يدفع اليتيم دفعاً بعنف . أي الذي يهين اليتيم ويؤذيه . والذي لا يحض على طعام المسكين ولا يوصي برعايته . فلو صدّق بالدين حقاً ، ولو استقرت حقيقة التصديق في قلبه ما كان ليدع اليتيم ، وما كان ليقعد عن الحض على طعام المسكين .
إن حقيقة التصديق بالدين ليست كلمة تقال باللسان ؛ إنما هي تحول في القلب يدفعه إلى الخير والبر بإخوانه في البشرية ، المحتاجين إلى الرعاية والحماية . والله لا يريد من الناس كلمات . إنما يريد منهم معها أعمالاً تصدقها ، وإلا فهي هباء ، لاوزن لها عنده ولا اعتبار .
ولا نحب أن ندخل هنا في جدل فقهي حول حدود الإيمان وحدود الإسلام . السورة تقرر حقيقة الأمر في اعتبار الله وميزانه .يرتب على هذه الحقيقة الأولى صورة تطبيقية من صورها : ((فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ، الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ))
إنه دعاء أو وعيد بالهلاك للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون .. فمن هم هؤلاء الذين هم عن صلاتهم ساهون .
إنهم ((الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ، وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ)) .. إنهم أولئك الذين يصلون ، ولكنهم لا يقيمون الصلاة . الذين يؤدون حركات الصلاة ، وينطقون بأدعيتها ، ولكن قلوبهم لا تعيش معها ، ولا تعيش بها ، وأرواحهم لا تستحضر حقيقة الصلاة وحقيقة ما فيها من قراءات ودعوات وتسبيحات . إنهم يصلون رياء للناس لا إخلاصاً لله . ومن ثم هم ساهون عن صلاتهم وهم يؤدونها . والمطلوب هو إقامة الصلاة لا مجرد أدائها . وإقامتها لا تكون إلا باستحضار حقيقتها والقيام لله وحده بها . زمن هنا لا تُنشئ الصلاة آثارها في نفوس هؤلاء المصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون . فهم يمنعون الماعون . يمنعون المعونة والبر والخير عن إخوانهم في البشرية . ولو كانوا يقيمون الصلاة حقاً لله ما منعوا العون عن عباده ، فهذا هو محك العبادة الصادقة المقبولة عند الله ..
وننظر من وراء هذه وتلك إلى حقيقة ما يريده الله من العبادة ، حين يبعث إليهم برسالاته ليؤمنوا به وليعبدوه ...
إنه لا يريد منهم شيئاً لذاته سبحانه (فهو الغني) إنما يريد صلاحهم هم أنفسهم . يريد الخير لهم . يريد طهارة قلوبهم ويريد سعادة حياتهم . يريد لهم حياة رفيعة قائمة على الشعور النظيف ، والتكافل الجميل ، والأريحية الكريمة والحب والإيخاء ونظافة القلب والسلوك .
فأين تذهب البشرية بعيداً عن هذا الخير ؟ وهذه الرحمة ؟ وهذا المرتقى الجميل الرفيع الكريم ؟ أين تذهب لتخبط في متاهات الجاهلية المظلمة النكد وأمامها هذا النور في مفرق الطريق ؟

من هناك
02-17-2006, 11:00 PM
السلام عليكم،
يا اخي كلسينا. البشرية جمعاء ما عدا المسلمين يذهبون حيث شاؤوا ولكن نحن اقيمت علينا حجة الله في كتابه وفي هذه السورة ولا يمكننا الفرار من الواقع.

إن الخلافات الفقهية الشائكة التي انتشرت بين الناس (عامة وخاصة) اصابت القلوب وحجرتها وصرت ترى الناس تخشى على حركات الصلاة الروتينية اكثر مما تخشى على الطمأنينة في الصلاة وعلى الخشوع وحلاوة الإيمان

كلسينا
02-18-2006, 06:03 PM
لا يسعنا أن نقول إلا . لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
ونسأل الله أن يعمر قلوبنا بالإيمان .

منال
12-30-2007, 01:12 PM
العم الفاضل كلسينا ليتك تكمل الجزء نقلا من الظلال وبارك الله فيك

كلسينا
12-30-2007, 03:24 PM
إن شاء الله
أنا عملياً أنتهيت منه طباعة الجزء كامل ووزعت منه بعض النسخ على بعض الأخوة والمشايخ الذين نفتخر بآرائهم منذ أكثر من سنة ، وسبحان الله حتى الآن لم يأتيني تعليق واحد . ولكنني سأتابع نشرهم بالمنتدى قريباً بإذن الله

أبو مُحمد
12-30-2007, 03:39 PM
بارك الله فيك أخي كلسينا.
نفعنا الله واياك بما تكتب.

كلسينا
12-31-2007, 11:25 AM
اللهم آمين ، وشكراً لمرورك أخي الكريم .