تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فيينا تحتفل رسميا بالعام الهجري الجدي



من هناك
02-02-2006, 06:07 PM
احتفلت العاصمة النمساوية فيينا الأربعاء 1-2-2006 رسميا برأس السنة الهجرية في أول حدث من نوعه في تاريخ أوربا على المستوي الرسمي.

ويقول مراسل "إسلام أون لاين.نت": إنه بدعوة من ميخائيل هوبيل عمدة فيينا احتفلت العاصمة النمساوية في مبنى البلدية التاريخي بحلول العام الهجري الجديد 1427، وحضر الحفل سفراء للدول الإسلامية والقيادات الإسلامية بالنمسا.
وخلال كلمته قال هويبل: "إننا نحتفل بحلول العام الإسلامي الجديد كما نحتفل بالسنة الميلادية.. فمسلمو النمسا جزء من نسيج هذا المجتمع الذي نعيش فيه، ولذا فنحن نحتفل معهم بحلول عام جديد لنا جميعا نرجو أن تكون أحداثه سعيدة للجميع".

وشدد عمدة فيينا على أن الأقلية المسلمة ببلاده تحظى باحترام واسع من القيادات النمساوية التي تكن وافر الاحترام لجميع الأديان، وتتيح لمعتنقيها حق ممارسة شعائرهم الدينية في جو من الحرية الكاملة دون حظر أو قيد.

الرسوم وحماس
وتطرق هويبل إلى الأزمة التي أثارتها صحيفة "جيلاندز بوستن" الدانمركية بنشرها في سبتمبر الماضي 12 رسما كاريكاتيريا مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم؛ ما أغضب أكثر من 1.3 مليار مسلم في أرجاء العالم.
وقال: "إن ما نشر في هذه الصحيفة يتنافى مع الاحترام الذي من المفترض أن يلقاه كل دين، فنحن لا نقبل الإساءة إلى الرموز الدينية أو إلى قيم أي دين".
وأردف: "إننا ضد استخدام سلاح الاستفزاز لاختبار ولاء المسلمين للدول التي يعيشون فيها؛ فتعاملنا مع المسلمين يتم وفق مبدأ الاحترام المتبادل".
وتناول عمدة فيينا خلال الاحتفال عدة قضايا من بينها الانتخابات التشريعية الفلسطينية قائلا: "أريد القول لمن أفزعتهم نتائج هذه الانتخابات -التي أسفرت عن فوز حركة حماس- إن الديمقراطية مبدأ غير قابل للتجزئة".
وأضاف: "عندما نرغب في إحلال الديمقراطية يجب أن تسري قواعدها على الجميع، ويجب علينا قبول ما قرره الشارع الفلسطيني، والقبول بما تحكم به صناديق الاقتراع".
وطالب هوبيل بعدم إطلاق الأحكام المسبقة على الأوضاع في فلسطين، وحث الدول على الهدوء في التعامل مع ما أسفرت عنه الانتخابات الفلسطينية.
ولفت إلى أنه لا يجب التركيز على ما أسفرت عنه الانتخابات التشريعية الفلسطينية من نتائج؛ بل "يجب التركيز على حتمية إقرار السلام العادل والشامل، وإنهاء الاحتلال بالأراضي الفلسطينية".

للمرة الأولي
من جانبه، قال عمر الراوي –عضو برلمان فيينا عن الحزب الاجتماعي النمساوي ومفوض ملف الاندماج بالهيئة الدينية الإسلامية بالنمسا-: "إن احتفالا رسميا بالسنة الهجرية يأتي تتويجا للعلاقات الطيبة التي تجمع أبناء الأقلية المسلمة بالمسئولين النمساويين الذين يحرصون على مشاركة مسلمي البلاد في احتفالاتهم الدينية".
وأردف في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت": "لقد جرت العادة في النمسا على دعوة الدبلوماسيين من الدول الأجنبية إلى احتفالات السنة الميلادية، ولكنها المرة الأولى – ربما في العالم – التي تحتفل فيها دولة أوربية رسميا بحلول العام الهجري".

وأضاف أن "هذا الاحتفال الفريد أظهر قوة الإسلام والمسلمين وتمثيلهم الدبلوماسي في فيينا، كما أكد دور اللوبي الإسلامي في دعم التواجد على الساحة العربية والإسلامية من ناحية؛ ودعم أواصر الصداقة والمودة التي تكتنف علاقات المسلمين بالدولة النمساوية من ناحية أخرى".
وفيما يتعلق بأزمة الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول صلة الله عليه وسلم أكد الراوي أن عدوى إثارة مشاعر المسلمين لن تنتقل إلى النمسا.

وقال: إن "سلاح مقاطعة بضائع الدول التي تسيء صحافتها للنبي شيء عادي ومشروع، فالولايات المتحدة نفسها تتعامل بهذا المنطق مع إيران وسبق أن استخدمته مع العراق؛ لذا فمن حق الشارع المسلم أن يغضب لنبيه، وهذا أقل ما يجب فعله".

تقارب متبادل
ويهتم المسئولون النمساويون بمشاركة مسلمي البلاد في مناسباتهم الدينية؛ حيث يحرص الرئيس النمساوي هاينز فيشر على المشاركة في الاحتفالات الإسلامية.
كما يحرص على دعوة ممثلي المسلمين ليشاركهم مناسباتهم الدينية؛ وكان آخرها حفل عيد الفطر الذي أقيم بالقصر الجمهوري بفيينا، وسبقه حفل الإفطار الذي أعده لعدد من المسلمين للمرة الأولى في تاريخ النمسا بمقر الحكم في وسط فيينا.
كما شارك رئيس النمسا في احتفالات الهيئة الدينية الإسلامية بمناسبة مرور 25 عاما على إنشائها في ديسمبر 2004.
ومن جانبهم، يسعى مسلمو النمسا بشتى الطرق للاندماج في المجتمع النمساوي، حيث ينظمون العديد من الأنشطة التي تحظى باهتمام الشعب النمساوي والمسئولين على قدم المساواة.
وربما كان آخر هذه الأنشطة مؤتمر أئمة النمسا الذي عقد بالعاصمة فيينا يوم 24-4-2005، وأدان بيانه الختامي جميع صور العنف والإرهاب، وأعلن أن الإسلام بريء من كل من يسعى إلى التخريب أو إزهاق الأرواح أو الفساد في الأرض.
ووفقا لآخر الإحصاءات يعيش في النمسا نحو 400 ألف مسلم أي 4% من تعداد السكان الذي يبلغ 8 ملايين نسمة.
ورغم شكوى مسلمي البلاد من تشديد إجراءات الحصول على الجنسية النمساوية، فإنهم يتمتعون بحق دستوري في ممارسة الشعائر الدينية، وإقامة المؤسسات والمنظمات التي تدير شيء ونهم، وكذلك حرية إقامة المساجد.
وحصل المسلمون على هذه الحقوق منذ ما يقرب من قرن من الزمان حينما أصدر القيصر فرانس جوزيف إمبراطور النمسا عام 1912 قانون الإسلام لاستيعاب المواطنين المسلمين الذين انضموا للإمبراطورية النمساوية-المجرية.