تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مشروع مستقبلي *** بناء البيت المؤمن السعيد ***



قلب الأسد
12-15-2002, 10:06 PM
بعد أن أنتشر الفساد في الأرض وانتشرت وسائل تحقيقه كان لا بد من وقفة لكل مؤمن يقفها مع نفسه ومع الله سبحانه فهو ليس دمية تحركها الحياة كيفما تشاء فتكريم الله له وجعله مستأمن في الأرض يجعله مسؤولا ،لأنه سيقف يوما بين يدي الله ، فماذا سنقول في هذا اليوم ؟؟،لهذا ولأن الإسلام عاد غريبا كما بدأ كما قال عليه السلام "بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء " ....

اخترت هذا الموضوع عساني أن أنير شمعة في بيت مؤمن فيا آخى ويا أختي اقرؤوا هذه الكلمات وحاولوا أن تحققوا ولو جزءا منها آو على الأقل اجعلوا دعوتي هذه تفتح عيونكم على أمور قد تكونوا نسيتموها فعالجوها كيفما تشاءون فعسى أن يكتبنا الله يوم القيامة ممن استرعاه الله رعية فوفاها حقها وحفظها ولم يضيعها قال عليه السلام "ما من عبد يسترعيه الله رعية، فلم يحطها بنصحه، إلا لم يجد رائحة الجنة"
سيكون موضوعنا الأساسي هو " كيف نبني بيتا مؤمنا سعيدا … " سأقسمه الى أقسام لتحقيق الفائدة والقسم الأول سيكون بعنوان ( كيف نحقق شعارنا وهدفنا " بيتا مؤمنا سعيدا" …)،فاللهم تقبل منا واغفر زلاتنا وأعنا يا ارحم الراحمين.

القسم الأول
( كيف نحقق شعارنا وهدفنا " بيتا مؤمنا سعيدا" …)
لتحقيق هذا الشعار لا بد من الانتباه إلى عدة أمور هي :-
1. إخلاص العمل لله وهو شرط كل عمل يريد الإنسان أن يؤجر عليه وبه يكون الله في عونك فيهون عليك كل صعيب وينير لك الدرب.
2. الدعاء لله سبحانه بالتوفيق والعون ،فعملك وحده لا يكفي لأن تحقق السعادة او ان تهدي احد دون عون الله سبحانه، فهو مسبب الأسباب ،بيده الخير كله،أمره بين الكاف والنون.
قال تعالى " قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (آل عمران:26)
وقال سبحانه " وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ" (البقرة:117)
وقال سبحانه "إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ "(القصص: من الآية56)
3. اللين والصبر في تحقيق ما نريد .
قال تعالى " وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ"(آل عمران: من الآية159)
وقال سبحانه " وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ"(البقرة: من الآية155)
4. صدق النية والعزم وحب هذا العمل والقناعة بأنه من أسمى الأعمال في حياة المؤمن فأنت راع ومسؤول عن رعيتك فلا تضيع الأمانة وأجعل تحقيق هذا الأمر هو من أحب الأعمال اليك ،أستمتع به وأشعر بعظمته وأنك في كل لحظة تمر تؤجر.
وبعد فلقد توكلنا على الله وأخلصنا عملنا ابتغاء وجهه الكريم ودعوناه أن يكون العون وأحببنا عملنا والآن لنبدأ ولكـــــن.
5. لنبدأ ولكن لنبدأ بأنفسنا .. قال تعالى " إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ "(الرعد: من الآية11) نعم صدق الله أبدأ بنفسك فأنت القدوة وأنت المعلم ،فلكي تجعل أهلك يطيعونك في هذا الأمر يجب أن تكون أنت أول مطبق له.
6. أجعل لك شريكا يعينك على تحقيق هدفك (وليكن شريك حياتك وهل هناك اجمل من شريك الحياة شريكا في كل أمر) وأستشر المؤمن الصادق وصاحب الاختصاص في التربية والدين وغيره ،وأقرا ما استطعت فبهذا تبني عملك على أساس قوي.
7. والآن لنبدأ العمل.. لكي تنجح في أي عمل لا بد من أن يكون لك هدف واضح تريد تحقيقه ،بعد ذلك لا بد من أن تضع الأمور والخطوات التي سيتم من خلالها تحقيق الهدف.
وهنا سأقوم بشرح الفكرة من خلال مثال تقريبي لتقريب الصورة وليس مثالا كاملا، فاستعن به لفهم المقصود ثم قم آنت بإعادة صياغة النقاط من خلال الجلسات مع شريك الحياة (العصف الذهني) والقراءة والاستشارة.
· ما الهدف الذي أريد تحقيقه؟؟ ماذا أريد؟؟ أريد أن ابني بيتا مؤمنا سعيدا ..
· كيف سأحقق هدفي ؟؟ ما الأمور التي من خلالها سأحقق الهدف؟؟ نقسم الهدف لأهداف صغيرة.
الهدف الأول "ربط أبنائي وبيتي بالإسلام ،بناء أسرة مسلمة"
الهدف الثاني "تربية أبنائي وتأديبهم وتعليمهم مكارم الأخلاق"
الهدف الثالث "جعلهم مميزون في حياتهم الاجتماعية والعلمية و …"
الهدف الرابع "تنمية الذكاء والاعتماد على النفس والشعور بالمسؤولية"
الهدف الخامس "تثقيفهم بالأمور العامة (الصحية ، العامة ،…)"
الهدف السادس "….."

وهنا تلاحظ أنك بدأت بهدف كبير وقسمته لمجموعة أهداف اصغر أو أمور من خلالها سنحقق هدفنا.
· بعد ان حصلنا على أهداف أصغر نقوم الآن بدراسة كل هدف لوحده ولتوضيح هذا سنأخذ الهدف الأول كمثال وهو
" ربط أبنائي وبيتي بالإسلام ،بناء أسرة مسلمة "
· كيف سأحقق هدفي ؟؟ ما الأمور التي من خلالها سأحقق الهدف؟؟ نقسم الهدف لأهداف صغيرة.
1. ربطهم بالقرآن الكريم من خلال حفظ جزء من القران مثلا وتفسيره( مثلا جزء عم نجلس ونختار سورة مثلا سورة الضحى نبدأ بتفسيرها وسبب نزولها ومن ثم حفظها).
2. ربطهم بالسيرة النبوية من خلال حفظ مجموعة من الأحاديث وتفسيرها.
3. ربطهم بالصحابة من خلال أخذ أما صحابي جليل وسرد قصص من حياته(مثل سيدنا أبو بكر الصديق أو عمر الفاروق) أو سرد قصص لمجموعة من الصحابة.
4. حفظ مجموعة من الأذكار والأدعية .
5. تعليمهم الصلاة الصحيحة وآدابها والصوم و...
6. بناء مكتبة إسلامية ثقافية في البيت تضم(كتب ، مطويات ، أشرطة ، فيديو ..)
ملاحظة هامة جدا :-
أن يتم انتقاء السور القرآنية والأحاديث النبوية وقصص الرسول عليه السلام و الصحابة بحيث يتم من خلالها إيصال ما يريد الإنسان ،وان لا يتم اختيار هذه المواضيع بصورة عشوائية .فمثلا قم باختيار الأربعين النووية أو الاستعانة بكتب مثل كتاب رياض الصالحين آو اختيار أحاديث منتقاة من الصحيحين.
كذلك يجب أن تكون الأحاديث المختارة والقصص داعمة ومرتبطة مع بقية الأهداف فمثلا لنأخذ المثال التالي :-
أثناء الجزء الخاص في " تربية أبنائي وتأديبهم وتعليمهم مكارم الأخلاق" اريد ان اعلم ابنائي حسن التعامل مع الناس والبعد عن رفاق السوء .
هنا وعند الانتقال إلى الجزء الخاص في " ربط أبنائي وبيتي بالإسلام ،بناء أسرة مسلمة"
أقوم بطرح أحاديث تدعم وتقوي ما تعلم في جزء الأخلاق فاقول قال عليه السلام
"الكلمة الطيبة صدقة " ونروي أحد قصص الإيثار ونربط هذا الحديث والقصة مع موضوع حسن التعامل مع الناس في جزء الأخلاق. وبهذا فوائد عديدة منها ربط كل أخلاقنا بديننا الذي هو مصدر الأخلاق الحميدة وتعزيز وترسيخ المعلومة من خلال ربطها بقصة أو حديث.

· والآن بعد أن حددنا الأهداف وقسمناها إلى أهداف أصغر فأصغر نقوم بوضع برنامج لتحقيق الأهداف وهنا سنضرب مثالا لذلك:
1. مدة البرنامج ستة أشهر أو سنة.
2. سيتم الاجتماع 3 مرات أسبوعيا لمدة ساعتين لكل جلسة(يوم الاثنين،الأربعاء،الجمعة) من الساعة 6-8 مساءا.
3. إعطاء واجب يومي لمدة نصف ساعة يتم من خلالها أما حفظ أية أو حديث أو البحث عن تفسير حديث أو تحضير قصة أو …

· الآن قم بربط المواضيع مع البرنامج الزمني فمثلا
الاثنين الساعة الأولى -- ربط أبنائي وبيتي بالإسلام ،بناء أسرة مسلمة.
الاثنين الساعة الثانية -- تربية أبنائي وتأديبهم وتعليمهم مكارم الأخلاق.
* * *
الجمعة الساعة الثانية -- تثقيفهم بالأمور العامة (الصحية ، العامة ،…).
فهنا تم تثبيت الأهداف الأساسية المنبثقة عن الهدف الأساسي في البرنامج الزمني، بعد ذلك نقوم بتقسيم الأهداف الفرعية المنبثقة من الأهداف الأساسية على الجدول الزمني فمثلا تم تثبيت يوم الاثنين الساعة الأولى دائما لموضوع ربط أبنائي وبيتي بالإسلام ،بناء أسرة مسلمة. فهنا يتم التقسيم كما يلي:
الهدف الأول:

يوم الاثنين الساعة الأولى /الأسبوع الأول -- تفسير وحفظ سورة الضحى
يوم الاثنين الساعة الأولى /الأسبوع الثاني -- تفسير وحفظ حديث نبوي
يوم الاثنين الساعة الأولى /الأسبوع الثالث -- عرض قصة لصحابي


أذن المهم من كل ما ذكر هو الفكرة المطروحة، بان يتم وضع هدف وتحقيقه من خلال برنامج زمني محدد معلوم المدة ، على ان تكون الأهداف والأمور التي سنحقق من خلالها الأهداف واضحة محددة
وقال تعالى: " أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ (الحديد: من الآية16 )" وقال تعالى " سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَى "(الأعلى:13) " صدق الله العظيم اللهم أهدنا وتقبل منا واغفر زلاتنا انك أنت الغفور الرحيم وصلى اللهم وبارك على حبيبنا محمد خير المرسلين القائل:
" ولست بنافق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا آجرك الله بها حتى اللقمة تجعلها في في امرأتك ".

بشرى
12-16-2002, 07:56 PM
فإذا ما وقع خلاف ـ وهذا أمر حتمي إلا ما شاء الله ـ فينبغي اتباع الخطوات التالية:

1 ـ تفهم الأمر هل هو خلاف أم أنه سوء فهم فقط، فالتعبير عن حقيقة مقصد كل واحد منهما وعما يضايقه بشكل واضح ومباشر يساعد على إزالة سوء الفهم، فربما أنه لمن يكن هناك خلاف حقيقي وإنما سوء في الفهم، كأن يخاطب أحدهما الآخر بكنية أو يناديه باسم يقصد بذلك احترامه وتقديره، فيفهم المقابل أن هذا من باب الازدراء والاحتقار.

2 ـ تحديد موضع النزاع والتركيز عليه، وعدم الخروج عنه بذكر أخطاء أو تجاوزات سابقة، أو فتح ملفات قديمة، ففي هذا توسيع لنطاق الخلاف.

3 ـ أن يتحدث كل واحد منهما عن المشكلة حسب فهمه لها، ولا يجعل فهمه صوابا غير قابل للخطأ أو أنه حقيقة مسلمة لا تقبل الحوار ولا النقاش. فإن هذا قتل للحل في مهده، حيث أنه قد يكون فهمه هذا مبنيا على أوهام وسوء ظن، ومن أساسيات الحوار أن تجعل فهمك صوابا قابل للخطأ، وفهم غيرك خطأ قابل للصواب.

4ـ يحسن تقديم بين يدي الحوار ذكر نقاط الاتفاق فطرح الحسنات والإيجابيات والفضائل عند النقاش مما يرقق القلب ويبعد الشيطان ويقرب وجهات النظر وييسر التنازل عن كثير مما في النفوس. قال تعالى: { ولا تنسوا الفضل بينكم } فإذا قال أحدهما للآخر أنا لا أنسى فضلك في كذا وكذا، ولم يغب عن بالي تلك الإيجابيات عندك، ولن أتنكر لنقاط الاتفاق فيما بيننا. فإن هذا حري بالتنازل عن كثير مما يدور في نفس المحاور.

5 ـ لا تجعل الحقوق ماثلة دائما أمام العين، وأخطر من ذلك تضخيم تلك الحقوق، أو جعل حقوقا ليست واجبة في قنوات الواجب فتتأصل في النفس ويتم المطالب بها.

6ـ إدراك كل الجانبين حق الآخر ووظيفته وحدود مسؤولياته.

7 ـ الاعتراف بالخطأ عند استبانته وعدم اللجاجة فيه، وأن يكون عند الجانبين من الشجاعة والثقة بالنفس ما يحمله على ذلك. وينبغي للطرف الآخر شكره على ذلك وأن يثني عليه لاعترافه بالخطأ (فالاعتراف بالخطأ خير من التمادي في الباطل ) والاعتراف بالخطأ طريق الصواب.
فلا يستعمل هذا الاعتراف أداة ضغط بل يعتبره من الجوانب المشرقة المضيئة في العلاقات الزوجية يوضع في سجل الحسنات والفضائل التي يجب ذكرها والتنويه بها. بعض الناس يجعل الاعتراف بالخطأ في سجل السيئات فكلما حدثت مشادة، أو سوء فهم، قال الزوج أو الزوجة للآخر: تذكر المشادة الفلانية لما اعترفت أنك مخطئ فيها وتبين صواب قولي وسلامة تصرفي! وهذا مما يحمل الآخر على عدم الاعتراف مرة ثانية واللجوء إلى اللجاجة والمراء والمخاصمة ومحاولة الانتصار بحق أو باطل.

8 ـ الصبر على الطبائع المتأصلة في المرأة مثل الغيرة. كما قال صلى الله عليه وسلم " غارت أمكم " وليكن لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة في تقدير الظروف والأحوال ومعرفة طبائع النفوس وما لا يمكن التغلب عليه.

روى البخاري عَنْ أَنَسٍ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ فَأَرْسَلَتْ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ بِصَحْفَةٍ فِيهَا طَعَامٌ فَضَرَبَتِ الَّتِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِهَا يَدَ الْخَادِمِ فَسَقَطَتِ الصَّحْفَةُ فَانْفَلَقَتْ فَجَمَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِلَقَ الصَّحْفَةِ ثُمَّ جَعَلَ يَجْمَعُ فِيهَا الطَّعَامَ الَّذِي كَانَ فِي الصَّحْفَةِ وَيَقُولُ غَارَتْ أُمُّكُمْ ثُمَّ حَبَسَ الْخَادِمَ حَتَّى أُتِيَ بِصَحْفَةٍ مِنْ عِنْدِ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا فَدَفَعَ الصَّحْفَةَ الصَّحِيحَةَ إِلَى الَّتِي كُسِرَتْ صَحْفَتُهَا وَأَمْسَكَ الْمَكْسُورَةَ فِي بَيْتِ الَّتِي كَسَرَتْ * وفي رواية للنسائي قال: " كلوا غارت أمكم"
روى النسائي وأبو داود والترمذي عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ مَا رَأَيْتُ صَانِعَةَ طَعَامٍ مِثْلَ صَفِيَّةَ أَهْدَتْ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِنَاءً فِيهِ طَعَامٌ فَمَا مَلَكْتُ نَفْسِي أَنْ كَسَرْتُهُ فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ كَفَّارَتِهِ فَقَالَ إِنَاءٌ كَإِنَاءٍ وَطَعَامٌ كَطَعَامٍ *

9 ـ الرضا بما قسم الله تعالى فإن رأت خيراً حمدت، وإن رأت غير ذلك قالت كل الرجال هكذا. وأن يعلم الرجل أنه ليس هو الوحيد في مثل هذه المشاكل واختلاف وجهات النظر.

10 ـ لا يبادر في حل الخلاف وقت الغضب وإنما يتريث فيه حتى تهدأ النفوس وتبرد الأعصاب. فإن الحل في مثل هذه الحال كثيرا ما يكون متشنجا بعيدا عن الصواب. ويحسن أن يسجل العلاج الذي يراه وهو غضبان، فإذا هدأت الأعصاب يسجل الحل الذي يراه لتلك المشكلة، ثم يقارن بين الأمرين فسيجد بينهما بونا شاسعا، وأن تقديره أثناء الغضب بعيد كل البعد عن معالجة القضية بل يزيدها تعقيدا.

11 ـ ضرورة التنازل عن بعض الحقوق فإنه من الصعب جدا حل الخلاف إذا تشبث كل الطرفين بحقوقه.

12 ـ دائما نتحدث عن بعض المهارات ومنها مهارة كسب الآخرين، والزوجان أحوج الناس إلى هذه المهارات.

13 ـ ضرورة التكيف مع جميع الظروف والأحوال، وأن يكون هادئا، غير متهور ولا متعجل، ولا متأفف ولا متضجر. فالهدوء وعدم التعجل والتهور من أفضل مناخات الرؤية الصحيحة والنظرة الصائبة للمشكلة.

14 ـ يجب أن يعلم ويستيقن الزوجان بأن المال ليس سبب للسعادة، وليس النجاح في الدور والقصور والسير أمام الخدم والحشم، إنما النجاح في الحياة الهادئة السليمة من القلق البعيدة من الطمع.
ولست أرى السعادة جمع مال ولكن التقي هو السعيد

15ـ غض الطرف عن الهفوة والزلة والخطأ غير المقصود.
من ذا الذي ترضى سجاياه كلها كفى المرء نبلا أن تعد معايبه
من الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط

16 ـ تقدير حجم الخطأ وعدم تضخيمه، ويعالج بقدره ولا يزاد عليه ويتمادى فيه فلا يتعدى الحدود المعقولة في معالجة الخطأ. انظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يجد من بعض زوجاته خطأ ومخالفة فيعالجها في لحظات ولا يبقى لها أثرا بعد ذلك، لا كمن يطيل أمد الغضب والهجر أياما في أمر لا يستحق كل هذا.

روى مسلم في صحيحه عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ أَنَّهُ قَالَ يَوْمًا أَلا أُحَدِّثُكُمْ عَنِّي وَعَنْ أُمِّي قَالَ فَظَنَنَّا أَنَّهُ يُرِيدُ أُمَّهُ الَّتِي وَلَدَتْهُ قَالَ قَالَتْ عَائِشَةُ أَلا أُحَدِّثُكُمْ عَنِّي وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قُلْنَا بَلَى قَالَ قَالَتْ لَمَّا كَانَتْ لَيْلَتِي الَّتِي كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِيهَا عِنْدِي انْقَلَبَ فَوَضَعَ رِدَاءهُ وَخَلَعَ نَعْلَيْهِ فَوَضَعَهُمَا عِنْدَ رِجْلَيْهِ وَبَسَطَ طَرَفَ إِزَارِهِ عَلَى فِرَاشِهِ فَاضْطَجَعَ فَلَمْ يَلْبَثْ إِلا رَيْثَمَا ظَنَّ أَنْ قَدْ رَقَدْتُ فَأَخَذَ رِدَاءهُ رُوَيْدًا وَانْتَعَلَ رُوَيْدًا وَفَتَحَ الْبَابَ فَخَرَجَ ثُمَّ أَجَافَهُ رُوَيْدًا فَجَعَلْتُ دِرْعِي فِي رَأْسِي وَاخْتَمَرْتُ وَتَقَنَّعْتُ إِزَارِي ثُمَّ انْطَلَقْتُ عَلَى إِثْرِهِ حَتَّى جَاءَ الْبَقِيعَ فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ انْحَرَفَ فَانْحَرَفْتُ فَأَسْرَعَ فَأَسْرَعْتُ فَهَرْوَلَ فَهَرْوَلْتُ فَأَحْضَرَ فَأَحْضَرْتُ فَسَبَقْتُهُ فَدَخَلْتُ فَلَيْسَ إِلا أَنِ اضْطَجَعْتُ فَدَخَلَ فَقَالَ مَا لَكِ يَا عَائِشُ حَشْيَا رَابِيَةً قَالَتْ قُلْتُ لا شَيْءَ قَالَ لَتُخْبِرِينِي أَوْ لَيُخْبِرَنِّي اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي فَأَخْبَرْتُهُ قَالَ فَأَنْتِ السَّوَادُ الَّذِي رَأَيْتُ أَمَامِي قُلْتُ نَعَمْ فَلَهَدَنِي فِي صَدْرِي لَهْدَةً أَوْجَعَتْنِي ثُمَّ قَالَ أَظَنَنْتِ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ قَالَتْ مَهْمَا يَكْتُمِ النَّاسُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ نَعَمْ، قَالَ: فَإِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي حِينَ رَأَيْتِ فَنَادَانِي فَأَخْفَاهُ مِنْكِ فَأَجَبْتُهُ فَأَخْفَيْتُهُ مِنْكِ وَلَمْ يَكُنْ يَدْخُلُ عَلَيْكِ وَقَدْ وَضَعْتِ ثِيَابَكِ وَظَنَنْتُ أَنْ قَدْ رَقَدْتِ فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَكِ وَخَشِيتُ أَنْ تَسْتَوْحِشِي فَقَالَ إِنَّ رَبَّكَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَ أَهْلَ الْبَقِيعِ فَتَسْتَغْفِرَ لَهُمْ قَالَتْ قُلْتُ كَيْفَ أَقُولُ لَهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ قُولِي السَّلامُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ وَيَرْحَمُ اللَّهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتَأْخِرِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَلاحِقُونَ .