تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : جثة علي الطويل لم تصل منذ كارثة <<كوتونو>>



fakher
01-03-2006, 11:09 AM
سنتان مرتا، وعائلة الطويل في طرابلس، ترفض إقامة مجلس عزاء لابنها المهندس علي هاشم الطويل (44سنة)، الذي فقد أثره في حادثة الطائرة في <<كوتونو>> ولم يعرف شيء عن مصيره حتى الآن، سوى ما وصل من معلومات ضئيلة لعائلته، عن إمكانية وجود جثته بين جثث لجنود من بنغلادش، تم ترحيلها في حينه الى بلادها ودفنت هناك. لتبقى العائلة المفجوعة تعيش أسيرة شائعة من هنا وخبرية من هناك. وليبقى جرح الوالد والوالدة والزوجة والأشقاء مفتوحا، من دون تأمين أدنى مستلزمات العلاج، أو القيام بأي مبادرة تؤدي الى تبريد هذه القلوب المتأججة بنيران الفراق والمصير المجهول.
بقي كل شيء تركه علي وراءه على حاله وكأن شيئا لم يحصل. منزله في القبة ما زال مقفلا، أغراضه لم يمسها أحد، اطفاله ينتظرون عودته بفارغ صبر ويضاعفون من ألم وحرقة والدتهم بالسؤال المستمر عن <<البابا>> الذي أطال الغياب هذه المرة، من دون أن يبادر حتى الى الاتصال او الاطمئنان.
أما الوالدة حبيبة والوالد هاشم الطويل، اللذان أرهق غياب إبنهما البكر كاهلهما وضاعف من مرضهما، فيتحملان في شيخوختهما من جديد، مسؤولية أربعة أحفاد ما يزال مصير والدهم مجهولا.
وإذا كانت عائلة الطويل قد رضيت بقضاء الله وقدره، تتابع مع باقي العائلات المفجوعة، التحركات لكشف كل الأمور والخفايا المتعلقة بسقوط الطائرة المشؤومة ومحاسبة المقصرين ومعاقبة المتورطين في هذا المجال، فإنها ما تزال تفتش عن ما يؤكد لها وفاة إبنها، في ظل عدم العثور على جثته. وبالرغم من المعلومات التي تشير الى إمكانية وجود جثته في بنغلادش، فإن العائلة ما تزال معلقة بحبال الهواء، لا سيما الوالدة التي ترفض تصديق الأمر، خصوصا أنه وصل إليها أكثر من نعش ولم تجد جثة ولدها بداخلها.
تقول الوالدة حبيبة: أنا أريد ولدي أكان حيا أو ميتا، أريد جثته أو عظامه، لكي ندفنها ونقيم له قبرا ونهدي الى روحه الفاتحة. فهل يجوز أن نبقى سنتين نعيش على الشائعات وعلى الافتراضات، من دون أي تدخل من قبل المسؤولين المعنيين لاستعادة هذه الجثث؟ ويقول أسامة الطويل (شقيق علي) نحن ما نزال نتابع هذه القضية، من خلال الجمعية الخاصة بأهالي الضحايا، لكننا مللنا الانتظار، فهناك من فجع بأعزاء وأقام لهم مراسم دفن وعزاء وبات يعيش على ذكراهم، أما نحن فقد فقدنا عزيزا ولم نجد جثته، التي انتقلت من مكان الى آخر، حتى إستقرت بحسب المعلومات في بنغلادش. وجرحنا بقي مفتوحا طيلة هذه الفترة وسيستمر، طالما لم يبادر أي من المسؤولين، أو من يدعي الحرص على مصالح المواطنين، الى السعي لمعالجة هذه القضية الانسانية.
يضيف: في كل مرة نرفع الصوت عاليا، مطالبين بجثة شقيقي علي. وفي كل مرة يقولون لنا أن صوتكم وصل الى مجلس النواب، لكن من دون جدوى. ونحن نريد أن نعرف من هو المسؤول عن هذه القضية؟ وأين وصلت التحقيقات؟ ومن هي الجهة المعنية بإعادة الجثث من بنغلادش، لانهاء هذه الأزمة وإغلاق الجرح المفتوح لدى العائلات؟
يتابع: أليس من الغريب والعجيب أن تقلع طائرة على خط كوتونو بيروت، غير صالحة للطيران ومن دون أي صيانة؟ هل أصبحت أرواح الناس رخيصة الى هذا الحد، لتكون لعبة في أيدي أصحاب الطائرات؟ لقد كانت طائرة كوتونو أقل شأنا من سيارة تاكسي قديمة. وحتى سيارة التاكسي تخضع الى المعاينة الميكانيكية وينتظر أصحابها دورهم لساعات، فكيف بطائرة تحمل عشرات الأرواح؟
ويختم الطويل بالمطالبة مجددا بالكشف عن مصير جثة شقيقه علي، داعيا المسؤولين المعنيين الى العمل الدؤوب للوصول الى نتيجة، تخفف من آلام وأحزان عائلته.

"السفير"

من هناك
01-03-2006, 01:59 PM
الله المستعان
هذه مأساة اخرى وهناك آخرون لا زالوا يعانون في بيوت مغلقة من جراء الإدارة التالفة