تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إطلاق الصواريخ لن يؤدي الى تصعيد ... إسرائيل تشكك بإعلان <<القاعدة>> مسؤوليته



fakher
12-30-2005, 10:36 AM
إطلاق الصواريخ لن يؤدي الى تصعيد ... إسرائيل تشكك بإعلان <<القاعدة>> مسؤوليته

حلمي موسى:

شكك مصدر أمني إسرائيلي بإعلان تنظيم القاعدة مسؤوليته عن إطلاق صواريخ الكاتيوشا من الأراضي اللبنانية على المستوطنات الشمالية. وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال دان حلوتس قد أكد أن أحداً لا يعرف بالضبط الجهة التي قامت بإطلاق الصواريخ. لكن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية اهرون زئيفي فركش حاول الخلط بين قذائف مضادة للدروع قال إن سوريا اشترتها من روسيا وسلمتها الى حزب الله وبين صواريخ الكاتيوشا التي قال إنها من إنتاج روسي <<لكنها كانت من صفقات قديمة>>.

وكان تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين قد أعلن مسؤوليته عن قصف الصواريخ من الأراضي اللبنانية. وقد جاء هذا الإعلان بعد تحميل إسرائيل الجبهة الشعبية القيادة العامة حينا وحزب الله حينا آخر المسؤولية عن إطلاق الصواريخ. وبررت إسرائيل غارتها على موقع للجبهة الشعبية القيادة العامة في الناعمة جنوبي بيروت بأنه رد على إطلاق الصواريخ.

وحسب المعلقين العسكريين الإسرائيليين فإن الاستخبارات لا تستبعد أن تكون القاعدة فعلا وراء إطلاق الصواريخ. وإذا صح ذلك فإنه يؤكد الادعاء بأن القاعدة وحزب الله يتعاونان وأن القاعدة تركز الآن في عملياتها على المحيط القريب لإسرائيل.
وقال مصدر أمني إسرائيلي أنه يشك في مسؤولية القاعدة عن إطلاق الصواريخ. وشدد على أنه <<إذا كان هذا صحيحا، فإنه يعني أن القاعدة، وهو تنظيم معاد للشيعة، أفلح في التغلغل إلى قلب حزب الله، المنظمة الشيعية. ولذلك ينبغي التعامل مع البيان بارتياب شديد>>. وحسب المراسل العسكري لصحيفة <<هآرتس>> فقد تعذر على الجيش الإسرائيلي تقدير مدى مصداقية بيان المنظمة. وأشار إلى أن شعبة الاستخبارات العسكرية كانت قد أبدت تقديرها بأن تنظيما فلسطينيا يعمل بالتفاهم مع حزب الله يقف خلف إطلاق هذه الصواريخ.

غير أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال دان حلوتس أعلن في مقابلة مع إذاعة الجيش أنه لا يعرف على وجه اليقين الجهة التي تقف خلف إطلاق الكاتيوشا. وأشار إلى أن منظمات فلسطينية تعمل في لبنان، إلى جانب حزب الله، وأن يد السوريين ملموسة <<من وراء الكواليس>> في الحلبة اللبنانية. وقال إن قسماً من المنظمات الفلسطينية في لبنان يعمل <<بشكل مستقل، في حين أن قسما آخر يتحرك بتعليمات من القيادات في دمشق. وأن قسماً يقيم صلة مع المنظمات المناظرة لها هنا في قطاع غزة ويهودا والسامرة. والسوريون يتواجدون هناك من وراء الكواليس، وهناك الكثير من المصالح>>.

ورغم التوتر الذي لا يزال يهيمن على الحدود مع لبنان في أعقاب إطلاق الصواريخ والغارات الإسرائيلية على الناعمة إلا أن ضابط عمليات القيادة الإسرائيلية الشمالية العميد بوعز كوهين ألمح أنه لا يتوقع تصعيداً. وأبلغ موقع <<يديعوت أحرنوت>> الألكتروني أن الجيش الإسرائيلي يريد المحافظة على روتين حياة السكان والضيوف الكثيرين في الشمال. <<وأي رد إضافي من جانبنا قد يقود إلى تبادل الضربات والتصعيد>>. وأوضح أن النية تتجه إلى تخفيف التوتر في القطاع الحدودي مع لبنان <<شرط أن لا تكون هناك تطورات أخرى>>.

ومع ذلك فإن القيادة العسكرية الإٍسرائيلية لا تعتقد أن صواريخ الكاتيوشا التي أطلقت هي الحلقة الأخيرة في سلسلة الأحداث على الحدود مع لبنان. وحسب انطباع المراسلين العسكريين الإسرائيليين من أحاديث كبار الضباط فإن من المتوقع حدوث عمليات أخرى تقع في <<دائرة التنفيس>>. ووفق هؤلاء المراسلين فإن الوضع الناشئ على الجبهتين الفلسطينية واللبنانية يدفع للاعتقاد بأن الخلافات الداخلية فيهما تقود إلى إطلاق الصواريخ على إسرائيل. ويقول العميد كوهين أنه <<من الصعب معرفة وتيرة حدوث عمليات كهذه ولكن التأهب والتوتر عاليان جداً>>.

وكان قائد الجبهة الشمالية الإسرائيلية الجنرال أودي أدام قد أعلن أن قواته <<لن ترد بتهور على عمليات إطلاق النار من لبنان>>. وحذر أدام، الذي سقط والده قتيلا على الأرض اللبنانية، من أن <<يد الجيش الإسرائيلي الطويلة تستطيع الوصول إلى كل مكان. إن لم تقم حكومة لبنان بتولي أمر المسؤولين عن إطلاق النار فسنتدبر نحن أمرهم. إني أرى في لبنان دولة راعية للتنظيمات الإرهابية>>.

ومن جهة أخرى قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية أهرون زئيفي في مقابلة مع يديعوت احرونوت امس أن <<حزب الله يستخدم قذائف آر. بي. جي. ضد إسرائيل اقتنتها سوريا من روسيا>>. وقال إن سوريا تشارك في الحرب التي يخوضها حزب الله ضد إسرائيل. وأضاف زئيفي انه <<تم الكشف عن الوجه الحقيقي للروس والسوريين الذين يبيعون ويشترون السلاح من خلال تعهد بعدم نقله (الى حزب الله) لكن يتم استخدام هذا السلاح ضدنا بشكل صارخ>> لأن <<مقاتلي حزب الله استخدموا قذائف آر. بي. جي 29 خلال الاشتباكات مع الجيش الإسرائيلي في قرية الغجر>> قبل قرابة شهر.

وأشار زئيفي إلى أن <<هذه قذائف من إنتاج روسي اقتنتها سوريا خلال السنوات الأخيرة وسلمتها الى حزب الله. وهو سلاح ذو تأثير كبير لأن قدرته على الاختراق كبيرة>>. ورأى أن هذا <<كان السبب وراء معارضة إسرائيل لصفقة بيع صواريخ إس. آي. 18 إلى سوريا>>. وقال زئيفي إن صواريخ الكاتيوشا التي أطلقت من الأراضي اللبنانية باتجاه شمال إسرائيل كانت من إنتاج روسي <<لكنها كانت من صفقات قديمة>>.

وخلص زئيفي إلى <<أن الرئيس السوري بشار الأسد نقل في نيسان>>، ابريل، قبل الانسحاب السوري من لبنان عتادا عسكريا وأسلحة إلى المنظمات الفلسطينية وحزب الله>>.
وفي واشنطن، قال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية، ادم اريلي، انه لا يملك معلومات تثبت مزاعم القاعدة، إلا انه كرر المطالب الاميركية بأن تفرض القوى الأمنية اللبنانية سيطرتها على الجنوب وتنزع سلاح حزب الله والمنظمات الفلسطينية.

وقال اريلي ان هناك <<هجمات مسلحة من أراض تحت سيطرة منظمات إرهابية على اسرائيل. هذا غير مقبول. يجب ان يكون غير مقبول بالنسبة الى الحكومة اللبنانية، إنه (أمر) غير مقبول بالنسبة الى المجتمع الدولي>>.