تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كل شرع ما عدى شرع الله باطل



منير الليل
12-15-2002, 02:51 PM
عن الشعبي بن جابر رضي الله عنه قال كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فخط خطا امامه فقال (هذا سبيل الله) وخطين عن يمينه وخطين عن شماله وقال (هذه سبل الشيطان) ثم وضع يده في الخط الاوسط ثم تلا(وان هذا صراطي مستقيم فاتبعوه و لا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم و صاكم به لعلكم تتقون)
فسبيل الله مستقيم لا اعوجاج فيه يوافق الفطرة الانسانية ويقنع العقل السليم فتمتلا به جوانب النفس طمانينة و راحة ليس لها مثيل في اي سبيل اخر, وهو بين جلي كفلق الصبح لا يزيغ عنه الا هالك.
والمؤمنون الذين ملأ الايمان نفوسهم و استحوذ على عقولهم وسيطر على كل جوانب تفكيرهم, لم وان تفلح اي قوة في الارض ان تصرفهم على ما آمنوا به جزما و يقينا. ولنا فيما قص الله علينا في القرآن من اخبار اصحاب الأخدود خير مثل لمن يريد ان يعتبر او يكون من الفائزين.
واما سبل الشيطان فهي كثيرة ومتعددة و على كل سبيل منها شيطان يدعو اليه.
و المؤمن صاحب العقيدة السليمة يؤمن جزما ان كل سبيل ما عدا سبيل الرحمن باطل وهو من وحي ابليس وجنده من الجن والانس, وان شريعة الله هي الحق, وان شرائع الكفر مهما طغت وسيطرت هي كفر بالله و رسوله و اليوم الآخر. لا يجوز لمؤمن الترويج لها و لاالتحاكم اليها عن رضى وطيب خاطر, وان من فعل ذلك فقد نقض اصلا من اصول التوحيد الا وهو توحيد الربوبية.
فقد دخل عدي ابن حاتم الطائي يوما على رسول الله صلى الله عليه وسلم وَ كان قد تنصر فسمعه يتلو هذه اللآية(اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُون) فقال عدي انهم لم يعبدوهم فقال عليه السلام (بلى انهم حرموا عليهم الحلال و احلوا لهم الحرام فاتبعوهم فذلك عبادتهم لهم)
وقد سئل شيخ الاسلام بن تيمية عن الياسق وهو كتاب وضعه التتار واخذوا احكامه من عدة شرائع, وعن حكم الله في من حكم به او احتكم اليه فافتى بالتالي
لَيْسَ لِأَحَدِ أَنْ يَحْكُمَ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ ؛ لَا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَلَا الْكُفَّارِ وَلَا الْفِتْيَانِ وَلَا رُمَاةِ الْبُنْدُقِ وَلَا الْجَيْشِ وَلَا الْفُقَرَاءِ وَلَا غَيْرِ ذَلِكَ : إلَّا بِحُكْمِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ . وَمَنْ ابْتَغَى غَيْرَ ذَلِكَ تَنَاوَلَهُ قَوْله تَعَالَى { أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } وقَوْله تَعَالَى { فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } فَيَجِبُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَنْ يُحَكِّمُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ فِي كُلِّ مَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ وَمَنْ حَكَمَ بِحُكْمِ الْبُنْدُقِ وَشَرْعِ الْبُنْدُقِ أَوْ غَيْرِهِ مِمَّا يُخَالِفُ شَرْعَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَحُكْمَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَهُوَ يَعْلَمُ ذَلِكَ : فَهُوَ مِنْ جِنْسِ التَّتَارِ الَّذِينَ يُقَدِّمُونَ حُكْمَ " الياسق " عَلَى حُكْمِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَنْ تَعَمَّدَ ذَلِكَ فَقَدْ قَدَحَ فِي عَدَالَتِهِ وَدِينِهِ وَوَجَبَ أَنْ يُمْنَعَ مِنْ النَّظَرِ فِي الْوَقْفِ . وَاَللَّهُ أَعْلَم.

ودولة الخلافة التي كانت زهرة الدنيا حضارة و مدنية و رقيا, حاملة لواء الاسلام, اذا اشارت الى الشرق يومئ و اذا اشارت الى الغرب يطأطئ كانت تطبق شرع الله وحده, ولم يعرف المسلمون عبر تاريخهم الطويل شرعا غير شرع الله كانوا يحكمونه في كل ما شجر بينهم, ويحكمونه في كل علاقاتهم مع شعوب وامم الارض بمختلف الوانها وعقائدها.
ومنذ ان زالت دولة الاسلام وفدت علينا من كل حدب و صوب شرائع الكفرواصبح القانون المدني و نظرية الالتزام والقانون الفرنسي مصادرا للتشريع واصولا يستدل بها على الاحكام والقوانين. وامست بلاد الاسلام مرتعالافكار الكفر من ديمقراطية و حريات وقومية ووطنية وغيرها. هذا في داخل بلاد الاسلام اما في خارجها فكانت ولا تزال مبادئ ولسن و ميثاق الامم المتحدة وملامح العولمة و ما يسمى بالنظام العالمي الجديد هي المحدد الاول لعلاقات المسلمين بالعالم, ولم يعد الاسلام ولا ما انزل الله على رسوله يذكر مجرد الذكر.

ايها المسلمون
ان كل شريعة ما عدى شريعة الاسلام كفر, وان كل الدساتير التي وضعها الكفار والمنافقون لتسود في بلادكم خروج وانحراف عن دين الله , وان من دعى الى سيادة هذه الشرائع فيكم فانتم منه براء.
ان الايمان يقتضي منكم نبذ مواثيق الامم المتحدة, وما يسمى بالاعراف الدولية واخماد اي صوت يؤذن فيكم بالقانون الدولي او ما عاداه. لتعلنوها للعالم ان لا حكم الا لله وحده, وان ربكم الله هو الذي لحكمه وامره تستجبون و تخضعون.

ايها المسلمون
ان الواجب عليكم هو الخروج على من لم يحكم فيكم بما انزل الله بحد السيف فقد بايع الانصار رسول الله صلى الله عليه وسلم على ان لاينازعوا الامر اهله فقال ( الا ان تروا كفرا بواحا لكم فيه من الله برهان) فالى الاستجابة لامر الله ندعوكم . فكونوا مع المجاهدين والحركات الاسلامية الجهادية تفلحوا, ويرضى الله عنكم, وادعوا في قيامكم وقنوتكم ان ينصرهم الله وان يمكن لهم و يبدلهم من بعد خوفهم امنا انه على كل شيء قدير.

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين


( يا ايها الذين آمنوا استجيبوا لله و للرسول اذا دعاكم لما يحييكم و اعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه و انه اليه تحشرون)