في عالم الراس مالية ( التجارة الحرة )، توصلت الشركات الكبيرة إلى إزاحة المؤوسسات المحدودة ، والسيطرة على الأسواق
مما يسبب ضيق في العيش لأصحاب المحلات الصغيرة ،وخلل في حلقات السلسلة التجارية والأقتصادية ، وبدأت المؤسسات الصغيرة بالذوبان
بينما تنمو على حسابها الشركات الكبرى وتزداد كبر فيتحول المتوسطي الحال إلى فقراء والأغنياء إلى فاحشي الثراء .
بما أن النظام الإقتصادي الإسلامي حر فهل هو مشترك بهذه الجريمة أو أنه وضع لها ضوابط شرعية تنظمها ؟
أو أنه ترك لنا أن نستوحي من روح الإسلام اليوم ضوابط قابلة للتعديل حسب المناطق والبلدان ومعطيات العصر وهو واجبنا اليوم ؟

السلام عليكم،
سوف نرى في النظام الإسلامي مثل هذه المشاكل لأنه نظام حر يسمح بالتنافس الشريف ويمنع الإحتكار وهذا ما يسمح لهذه المؤسسات الضخمة بالإنتشار لأنها تنافس بأسعار قليلة بسبب الكميات الضخمة التي تبيعها.

صحيح ان الأمر ليس عادلاً بالنسبة لأصحاب المؤسسات الصغيرة ولكن إقتصادياً لا يمكن منع حصول هذا الأمر سواء في النظام الإسلامي او غيره ولكن تتدخل هنا عوامل حماية اخرى يفرضها الحاكم حسب المنطقة والبلد والعرف.

حين وجود الدولة الإسلامية وحال تطبيق النظام الإسلامي ... لن يعود لهذه المشكلة أي أثر في المجتمع .. فالقاعدة تقول الغرم بالغنم ... فكلما زاد الربح زادت الزكاة على الأموال ... وتسير العجلة الإقتصادية ولن يعود هناك فقير أبداً ..

السلام عليكم،
ولكن يا اخي ابا حامد، لا يستحق معظم اصحاب المحلات الصغيرة الزكاة ولو استحقوها فبعد الخسارة. لكنني اظن ان المجتمع المسلم طيب وسيحاول ان يساعد اصحاب الحرف الصغيرة من منطلق الطيبة والشعور مع الآخر ولذلك ستستمر هذه المحلات. كما احب ان اشير إلى ان المحلات الكبرى لا تستمر في بلادنا بسبب نقص السيارات عند العائلات والحاجات المتكررة. يبقى على اصحاب المحلات ان يطوروا من طرقهم في البيع ويرغبوا الناس بما عندهم.

صدقوني هناك الكثير من اصحاب الدكاكين، عيب عليهم ان يبيعوا او يشتروا.

لسلام عليكم :
نستفيد مما ذكره الأخ بلال أن الشرع الإسلامي لا يحمل خطة إقتصادية وعلى حملة المسؤولية من المسلمين إجتهاد الخطة التي تححق العدل بين الناس وعدم الوصول إلى بشاعة الرأس مالية .
أما أخونا أبو حامد فذكر قاعدة متعلقة بالزكاة ولاكنها لا تحمي صغار المستثمرين .
هل هذا صح أو أنني فهمت خطأ أرجوا المتابعة .

الشرع الإسلامي يحمل خطة إسلامية ولكن لم يتطرق الأقدمون لمسألة المنافسة الغبونة هذه

السلام عليكم :
بل تطرق لها عمر رضي الله عنه ، عندما إشتكا له بعض التجار من أحدهم وتحديداً من المضاربة بالأسعار ، فذهب إليه رضي الله عنه ،
وأمره بإقفال الدكان قائلاً . لا مكان في سوقنا لمن لا يعرف ديننا .
والإسلام كان له سياسة الحد الأدنى في الإقتصاد :
وهي تقوم على منع الجوع أولاً . والأولويات الإنسانية متتالية بعدها . وهناك شرح طويل للنظرية الإسلامية سنوردها إن شاء الله في السيرة النبوية نهجاً للمستقبل .

السلام عليكم
لكن المتاجر الكبيرة لا تضارب بالأسعار بل هي تقدم اسعاراً اقل بنسبة معينة (غير كبيرة دوماً) لأنها تريد ان يشتري منها الزبون كل شيء.

السلام عليكم :
أخي الكريم بلال ، أنا من رأيي أن المنافسة في الخدمات ليست مضاربة . مثل توصيل البضاعة أو تأمين الموقف للسيارات أو تكييف المحل إلى آخره دون التطرق إلى السعر والمنافسة فيه ، والكارثة الأكبر في هذا المجال أن هذه المحلات الكبيرة تستورد البضائع بنفسها أو تصنعها لنفسها . وبهذه الطريقة تصبح المنافسة غير شريفة ويلعب رأس المال فيها الدور الأساسي ، ويستثنى من حركتها قطاعين مهمين تجار الجملة والمستوردين . ويعجز صغار المستثمرين عن منافستها ، فنحن في لبنان مثلاً . يمكن الدولة والدول الإسلامية ذات النظام الحر من تنظيم هذا الموضوع ببساطة ، في حفظ حق الجميع . بمنع المستورد والمصنع من التوجه إلى المستهلك مباشرتاً ، وعلى المحلات الكبيرة (المولات ) التمول من تجار الجملة وتمنعها من الإستيراد والتصنيع لحسابها الخاص ، والإشراف على مراقبة الأسعار عند تجار الجملة وبائعين المفرق . وبهذه الطريقة يمنع رأس المال من المساهمة بالمضاربة ، وتصبح الخدمات وفن البيع هو أساس المنافسة .
ما تقول مجنون ، عطيني رأيك بصراحة .

السلام عليكم،
ولكن يا اخي إن تبدل احوال السوق لا يعني ان الأمر محرم. هذه المحلات تراقب تغير طبع المستهلكين وتحاول ان تقدم لهم ما يبحثون هنه

يجب على اصحاب المحلات الصغيرة ان يبحثوا عن افضل طريقة فيها للتبديل ولا يركنون إلى ما يعرفونه فقط وهذه الطريقة الوحيدة للصمود في وجه العاصفة :(

أخي الكريم :
هذا من باب الإجتهاد والنشاط بالعمل طبعاً ليس محرم .

هذه المحلات تراقب تغير طبع المستهلكين وتحاول ان تقدم لهم ما يبحثون هنه
ولكن المحرم أن لا يكون هناك مساوات بالفرص تفرضها قوة رأس المال .
وتوصلنا إلى القوي يأكل الضعيف . معقول ولا لا ؟

بدأت فكرة المراكز التجارية الضخمة بعد العولمة حيث انتقلت فكرة المراكز التجارية العامة في الإتحاد الروسي السابق. في روسيا، الإتحاد السوفياتي، بدأت المراكز الشعبية من فكرة التعاونيات التي تتوحد في المناطق الصغيرة بدعم الدولة.

انا اوافقك ان الكثير من الدكاكين الصغيرة تخسر اعمالها في طرابلس هذه الأيام واكثر منها في بيروت ولكن السبب ليس في المجمعات التجارية وحدها بل في اصحاب الدكاكين انفسهم الذين يريدون ان يجلسوا على كرسي ويبيعوا الناس.

يجب على صاحب الدكان ان يكون حركاً ولبقاً ومتواضعاً وكريماُ غير طماع كي يستمر. كما ان المجمعات الكبرى لا تنافس هذه الدكاكين وتعمل على اجتذاب زبائن آخرين عادة. هناك الكثير من التجارب الناجحة جداً لدكاكين صغيرة ومتوسطة بسبب احتراف هؤلاء لمهنتهم اما ان ترى كل من هب ودب يفتح دكان بدون اي خبرة مع الناس فهذا لن يستمر سواء كانت هناك مجمعات او لم تكن.

السلام عليكم :
أخي أبو الليل أنا لست ضد المجمعات والتعاونيات . لا تفهمني خطأ ، ولكن أن ضد كل من هب ودب يطلع يستورد على حسابه ويطرح بضائعه في سوق المفرق فيضارب على تجار المفرق في المتمولين من السوق المحلي ويلغي دور تجار الجملة . وكأنه يعمل لوحده على الأرض والشاطر بشطارته . أنا أطلب فقط تنظيم الحرية في التجارة بشكل يخرج رأس المال من عوامل المنافسة ويضمن لمن تقول عنهم اللبقين والشطار الإستمرار ، وعدم المسح تحت دواليب بلدوزر رأس المال .

انا اوافق معك يا اخي ولكن هناك شروط لكل عمل واصحاب الدكاكين لم يبحثوا عن شروط عملهم وكيفية النجاح فيه.

الإسلام ينظم ولكن الإسلام لا يمنع المنافسة ولا يمنع اختصار الطرق (مثلاً كانت بعض القوافل تبيع للتجار مباشرة في المواسم بينما يشتري التاجر بنفسه في بعض الشهور الأخرى او يأتي البائع المتجول من مكان آخر ولا يعترض احد).

اخي كلسينا الأمر يتعلق اكثر بكيفية طلب الرزق والإيمان بان من يسعى يؤجر.

السلام عليكم :
أنا معك ولكن النظام التجاري الحر الموجود اليوم سيؤدي حتماً إلى إحتكار الشركات الكبيرة للأسواق والسيطرة عليها ،وسنجد يوماً
أن رأس المال يكون قوة مدمرة بدل من أن يكون وسيلة لخدمة الإنسانية .
وهذا ما بدأنا بتلمس بداياته وأظنك تراه عندك أكثر منا ( التشجيع على الإستهلاك ) والتصنيع التقني الإستهلاكي المتدني الجودة .