تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أهل السنة والجماعة في إيران (الحلقة الثالثة)



سعد بن معاذ
12-08-2005, 02:33 AM
أهل السنة والجماعة في إيران (الحلقة الثالثة)
مجلة السنة


قال أحد المستشرقين: " لولا الصفويون في إيران لكنا اليوم في فرنسا وبلجيكا وأوربا نقرأ القرآن كالجزائريين".


السُّنَّة بعد الثورة


بعد نجاح الثورة الإيرانية (الشيعية) المسماة بالإسلامية سُرَّ بذلك شعب إيران جميعه، ومن بينهم أهل السنة، وذلك لما سمعوا بأن الحكومة الجديدة حكومة إسلامية أساسها العدل وإبادة الظلم، رجاء أن يصلوا إلى حقوقهم الضائعة في حكومة الشاه التي ذاقوا منها مرارة الظلم والطغيان، وظنوا أنه قد آن أوان وصولهم إلى مطالبهم لكثرة ما كانوا يسمعون من الجهات الإعلامية الحكومية سواء من طريق الإذاعة، أو التلفاز، أو الجرائد والمجلات بالشعارات الفضفاضة الخالية عن الحقيقة بمساواة الشيعة والسنة، وبأنهم إخوة لا فرق بينهم، وسرعان ما تأثر بهذه النعرات الجافة كثير من الشعب من أهل السنة، واغتر كثير من زعماء أهل السنة في العالم بذلك، ولم يمض حين إلا وقد اكتشف خواء النعرات السابقة والدعاوى الكاذبة لكثير من الناس داخل إيران وخارجها، والآن بعد مرور أكثر من خمسة عشر عاماً على ثورة الرافضة المسماة بالإسلامية مازال أهل السنة يعانون من الجور والطغيان والاعتداء على حرماتهم وممتلكاتهم ما لم يعانوا مثله في التاريخ من قبل قط إلا في العهد الصفوي، ولكن مع الأسف الشديد لم يجدوا من إخوانهم من يلبي نداءهم عما يعانون من الظلم والجور، ويبلغ للعالم ما يعمله الطغاة والمعتدون عليهم من إلقاء القبض على من له شعور وإحساس وحماس بدينه وشعبه وحقوقه وإدخاله في السجون، والحكومة تحاول أن تغطي كل ما يجري على أهل السنة من الظلم والجور والاعتداء عليهم بجميع الوسائل الإعلامية، فمن هنا خفيت أحوال أهل السنة على إخوانهم المسلمين في العالم.




والآن قد آن الأوان أن تنكشف الحقائق للعالم، وأن لا يخفى على المسلمين تمييز الحق من الباطل، وليس التضييق على أهل السنة في العقيدة فحسب، بل في جميع الشؤون الثقافية والاجتماعية والأخلاقية والاقتصادية وغيرها وهم يريدون بذلك إبادة واستئصال أهل السنة من إيران، ومن العالم كله إن استطاعوا وهذا ما يتمناه الزعماء ومراجع التقليد الشيعة في إيران كما أعلن في أوائل الثورة في الإذاعة والتلفاز بأننا عازمين بأن نجعل الدولة الإيرانية حكومة شيعية محضة، ويعنون بذلك القضاء على أهل السنة إما باختيار مذهب الشيعة أو بترك البلاد كما فعل أسلافهم في العهد الصفوي مع أهل السنة، وهو المخطط الآن وبدء التنفيذ الفعلي لذلك، والآن نضع أمام إخواننا المسلمين في العالم حقائق ثابتة عن الظلم والاعتداء والتضييق على إخوانهم أهل السنة في إيران ونوضحها كالآتي:


أولاً: محاولة القضاء على عقيدة أهل السنة:


ولا شك أنهم في شعاراتهم في جميع وسائل الإعلام يشيعون الخبر بأن الشيعة والسنة متساويان وهم إخوة، ومقتضى ذلك أن لأهل السنة ما للشيعة في جميع المجالات، بينما الأمر خلاف ذلك.


فهم أحرار في نشر عقائدهم وجميع شؤونهم، وليس لأهل السنة شيء من ذلك بل الحكومة الشيعية تسعى أن ينقاد أهل السنة لمذهب الشيعة. وذلك لأنهم يدركون بأن حرية نشر العقيدة السنية تعني بطلان عقيدة الشيعة لمعرفة زعماء مذهب الشيعة معرفة جيدة بأن حرية النشر لعقيدة أهل السنة تكشف للناس في العالم فساد عقيدتهم وأفكارهم ومخططاتهم ضد أهل السنة.


وحتى الآن مازالوا يتكلمون في خارج إيران عن حرية أهل السنة في البيان والعقائد ووجود التسوية والاتحاد وعدم الفرقة بين أهل السنة والشيعة، وهذا كله دجل وهم من وراء الستار يخططون لاستئصال وإبادة أهل السنة ((ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)).


ونوضح الآن بعضاً من دسائسهم ومكائدهم:


أ - منعهم أئمة الجوامع لأهل السنة من حرية بيان عقائدهم على المنابر يوم الجمعة:

بينما لأئمة الرافضة حرية تامة في بيان مذهبهم بل والتعدي على عقائد أهل السنة وذلك حيث أنهم عينوا موظفين من المخابرات والمباحث، فمن هنا لا يقدر الخطيب الخروج عن دائرة ما يريدون، وقرروا حضور علماء الشيعة جوامع أهل السنة يوم الجمعة لمراقبة الخطب لتكون حسب ما يريدون عن سياسة الحكومة وعقائد الشيعة.


وليس لأهل السنة إلا إلقاء الخطب العربية أو نصائح عامة لا مساس لها بالعقيدة وإذا خرج الإمام عن حدوده المقرر من قبلهم اتهموه بأنه وهابي يريد نشر الوهابية وبهذا الاتهام قبضوا على عدد من العلماء وأدخلوهم في جحيم السجون، وأخيراً أعدموا عشرات من العلماء البارزين وقبضوا على كل من:


1 - الشيخ العلامة أحمد مفتي زاده (من محافظة كردستان) وذلك لجريمة مطالبته بحقوق أهل السنة وجمع شملهم، وتوفي رحمه الله بعد التنكيل والتعذيب وذلك بعد عشر سنوات قضاها داخل السجن.


2 - الشيخ الدكتور أحمد ميرين البلوشي لأنه أنهى دراسته من الابتدائية إلى مرحلة الدكتوراه في المملكة العربية السعودية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بتهمة أنه وهابي ينشر فكرة الوهابية، وما ذاك إلا لأنه كان له نشاط في الدعوة وبيان العقيدة الصحيحة السنية، فألقي في السجن وعذب أشد التعذيب ثم حكموا عليه بالحبس 15 سنة، ولم يزل إلى الآن مسجوناً في طهران في القسم الخاص.


3 - الشيخ محي الدين من عاصمة خراسان: حيث اعتقل قبل سنوات دون أن يقدم إلى محكمة أو يوجه إليه تهمة إلا أنه كان يرأس مدرسة دينية في خراسان وتأخذه الغيرة على اعتقادات أهل السنة واتهمته الدولة بالوهابية وأنه يريد التفرقة بين الشيعة والسنة وبعد سنتين في سجون الخميني نفوه إلى محافظة أصفهان لسبع سنوات، والآن هو منفي في بلوشستان.


4 - والأستاذ إبراهيم صفي زاده خريج جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض قبل ثلاث سنوات اتهموه بأنه وهابي وضربوه سبعين جلدة في وسط السوق، وأدخلوه السجن، وحكموا عليه سبع سنوات في السجن، وقد أطلق سراحه أخيراً بعد التعهد على أن لا يتكلم في الدين.


5 - الشيخ نظر محمد البلوشي: كان عضواً في البرلمان الإيراني ومندوباً لإحدى مناطق بلوشستان الإيرانية، وقضى الشيخ سنتين في أشد التعذيب في سجون الخميني، وأخذ منه اعتراف زوراً وجبراً بأنه جاسوس من قبل العراق وإسرائيل يعمل لهم في إيران رغم أنه عالم من العلماء البارزين لأهل السنة معروف لدى الناس، والآن يعيش تحت الحراسة، ممنوع من الخروج إلى بلاد أخرى.


6 - الشيخ المجاهد دوست محمد البلوشي الذي يبلغ من العمر أكثر من ثمانين سنة، قبض عليه لدفاعه عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رسائل عدة وبعد أن قضى سنتين في أشد التعذيب في سجون الخميني نفوه إلى محافظة أصفهان، وبعد سنة أطلقوه، والآن يعيش تحت الحراسة، ممنوع من الخروج من البلد إلا بإذن خاص.


ومولانا عبد الله قهستاني، ومولانا عبد الغني شيخ جامي، ومولانا سيد أحمد الحسيني، ومولانا عبد الباقي شيراني، ومولانا جوانشير داودي، ومولانا غلام سرور سربازي، ومولانا سيد محمد موسوي، ومولانا نورالدين كردار، ومولانا عبد اللطيف، وآخرون من مناطق مختلفة لا نعرف أسماءهم، وقد أطلق سراح بعضهم وبقي الأكثر في السجون بدون أي جريمة إلا أنهم يريدون التمسك بعقيدتهم الصحيحة والبعد عن الخرافات والبدع التي يريد الآيات نشرها.


وكذلك كثير من العلماء الجيدين وشباب السنة يعيشون في سجون الخميني لا جريمة لهم إلا أنهم من مظلومي السنة المتمسكين بعقيدة السنة ويدافعون عن الحق وحقوقهم ومعتقدات السنة.


ب - مرحلة أخرى ذهب ضحيتها المئات من شباب أهل السنة في كردستان:

ووصل الأمر إلى أنهم أصبحوا ينفذون الإعدامات بتهمة الوهابية، فقبل سنوات قامت الدولة الخمينية بإعدام ثلاثة من العلماء البارزين الذين كانوا في سجون الخميني وهم:


1 - الأخ الفاضل ناصر سبحاني من العلماء الجيدين والبارزين للسنة (من كردستان إيران) الذي أعدم في خراسان رمضان 1399هـ.


2 - الأخ الفاضل عبد الحق من خريجي جامعة أبي بكر الإسلامية في كراتشي (باكستان) بعد سنة في أشد التعذيب في سجن الخميني حكموا عليه بالإعدام بأنه وهابي يأخذ ريالات السعودية ويعمل لنشر الوهابية.


3 - الأخ عبد الوهاب صديقي خراساني من العلماء الذين تخرجوا قبل سنوات من جامعة الأشرفية من لاهور (باكستان) بعد سنة في سجن الخميني حكموا عليه بالإعدام.


4 - وأخيراً أعدموا الدكتور مظفريان إمام الجمعة لأهل السنة في شيراز بتهم واهية وأنه عميل أمريكا وأغلقوا الجامع وحولوه إلى محل للأشرطة والأفلام التابعة لحرس الثورة ولا يزال بيدهم.


جـ - طريقة إلقاء المحاضرات وتنظيم الدروس في مناطق أهل السنة:


في الدوائر الحكومية بين الموظفين من أهل السنة من قبل علماء وزعماء الشيعة يتناولون عقائد الشيعة، والجرح لعقائد أهل السنة والنيل من الصحابة عموماً - رضي الله عنهم - بالسب والشتم، ومهاجمة كبار الصحابة وكبار شخصيات أهل السنة من أئمة المذاهب والمحدثين، منهم بعض زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم كعائشة الصديقة وحفصة رضي الله عنهما، والخلفاء الثلاثة (أبي بكر وعمر وعثمان) رضي الله عنهم والأمير معاوية خصوصاً.


د - عدم السماح لأهل السنة ببناء المساجد والمدارس:


من الحقائق المعلومة أن أهل السنة محرومون من بناء المساجد في مناطق أكثريتها شيعة، مثل العاصمة طهران وأصفهان ويزد وشيراز وغيرها من المدن الكبيرة مع أنه يوجد في طهران حوالي نصف مليون من أهل السنة ليس لهم مسجد واحد يصلون فيه، ولا مركز يجتمعون فيه بينما توجد كنائس للنصارى وبيع لليهود وبيوت النار للمجوس وغيرهم، وهم بالعكس يبنون لهم مساجد ومراكز ومدارس وحسينيات في مناطق السنة وفي قرى لا يوجد من الشيعة إلا عدد من الموظفين في الدوائر الحكومية، والآن قررت الحكومة الإيرانية عدم السماح ببناء أي مسجد للسنة في طهران وفي مشهد.


هـ - هدم المساجد والمدارس الدينية السنية:


وصل الأمر إلى هدم المساجد والمدارس في بعض المدن، مثل منطقة بلوشستان مدرسة ومسجد الشيخ قادر بخش البلوشي، ومسجد للسنة في منطقة كيلان في هشت بر، ومسجد في كنارك جابهار بلوشستان.


مسجد في مشهد: الواقع في شارع 17 شهريور، وتوسيع مسجد شيخ فيض شارع خسروي في مشهد في محافظة خراسان، وأخيراً خربوا القسم الجديد للمسجد المذكور، وهددوا بهدم المسجد كلياً وتحويله إلى حديقة لأبناء الصفويين كل هذا بتهم مختلفة. إما أنه مسجد ضرار، أو بني بغير إذن من الحكومة، أو إمام المسجد وهابي، أو بقصد توسيع الشوارع، كل هذا يقوي شوكة الشيعة ويضعف من معنويات أهل السنة، ويقلص نشاطهم، ويشل الحركة والنشاط أمام عقيدتهم (والله المستعان).

سعد بن معاذ
12-08-2005, 02:33 AM
ز - تسخير جميع وسائل الإعلام لنشر مذهبهم وعقيدتهم:


جميع الإمكانيات مسخرة لعلمائهم يستغلونها كما يريدون، وأما أهل السنة فليس لهم في ذلك أي حظ، على سبيل المثال في منطقة بلوشستان ليس لأهل السنة برامج في الإذاعة من أربع وعشرين ساعة إلا ساعة واحدة والمفروض أنها تختص لنشر الأفكار والعقائد السنية بينما مع الأسف تستغل للمدح والثناء على الحكومة وزعمائها.


وأما في خراسان ليس لأهل السنة ولا برنامج واحد في الإذاعة، مع أن حكومة إيران قررت لمهاجري الشيعة من الأفغان ساعتين لهم بلغتين: الفارسية والبشتو، ومع الأسف أهل السنة في خراسان محرومون من هذا كلياً.


ط - نشاط المراكز التعليمية ودورها في نشر العقائد والأفكار الشيعية:


تستغل الحكومة عن طريق المدارس من الابتدائية إلى العالية تنشئة الأطفال وأبناء أهل السنة على أفكار وعقائد الشيعة وترغيبهم بها، وتنفيرهم عن معظم الصحابة علناً ويربونهم على كراهيتهم لهم، وذلك عن طريق مدرسين شيعة وتوزيع كتب ألفت في مذهبهم تتضمن النيل من الصحابة وانتقادهم وانتقاصهم كثيراً بأساليب القصص المختلقة ضدهم.


فشعب هذا حاله وقد سدت أمامه جميع السبل والطرق فماذا يتصور أن يكون مصيره ومآله ((والله غالب على أمره))، وهذا قليل من كثير.


ثانياً: حرمان أهل السنة من شؤونهم الثقافية والاجتماعية والأخلاقية:


لاشك أن أهل السنة محرومون من حقوقهم الثقافية والاجتماعية بجانب حرمانهم من حرية العقيدة، كما سبق، فعلى إخوانهم المسلمين في العالم أن لا يصدقوا دعاوى الحكومة الإيرانية الكاذبة لحرية أهل السنة، وعليهم أن يتتبعوا الحقائق ليعرفوا معاناتهم واضطهادهم، وها نحن نذكر بعض الحقائق المهمة التي تدل على كذب دعاوى الحكومة وتثبت حرمان أهل السنة من جميع حقوقهم، ومنها حقوقهم الثقافية والاجتماعية ومن ذلك:


أ - اختصاص المراكز العلمية ودور النشر والمطابع والمكتبات التجارية بنشر كتب الشيعة، ولا يسمح لأهل السنة بشيء من ذلك فمن هنا تجد أن الكتب المطبوعة في إيران كلها كتب شيعية باستثناء كتب معدودة على الأصابع طبعت بعد مشاكل كثيرة، ومازال عدد من الكتب لعلماء أهل السنة أرادوا الإذن لنشرها مرهونة عند الحكومة، ولم تسمح بنشرها أو طبعها، ومن هنا يضطر بعض علماء أهل السنة لنشر كتبهم وطبعها في باكستان، ومن نتائج ذلك أن شباب أهل السنة لا يجدون أمامهم في المكتبات الثقافية إلا كتب الرافضة وأفكارهم، ويضطرون على رغم كرههم أن يقرأوا هذه الكتب أو يلجأوا إلى أفكار أخرى منحرفة، وهذا غاية ما يتمناه الرافضة.


ب - اختصاص وزارة الإرشاد والتبليغات بنشر أفكار وعقائد الشيعة: وهذه الوزارة تحظى بأكبر دعم من الحكومة، ومن أعمالها تكثيف الجهود لنشر وترويج مذهب الشيعة في العالم عن طريق طبع ونشر الكتب بلغات العالم الحية، وهي تتجاوز أربع لغات، وطبعت في حدود ثلاثين كتاباً ورسالة حتى الآن، وتوزع مجاناً عن طريق الملحق الثقافي الإيراني وعن طريق بعثات تبعثها الوزارة، وعن طريق البريد بعناوين لأشخاص بارزين، وعن طريق ابتعاث أشخاص للدعوة ونشر مذهبهم على نفقة الوزارة المذكورة، وفي طي هذه الكتب توضع مضامين وأفكار بشكل لا ينتبه إليها إلا الأذكياء ومن لهم خلفية عن هؤلاء القوم، وليس لأهل السنة أدنى حظ بنشر كتب أو القيام بجولات تخدم مذهبهم وعقيدتهم فلا يجدون أمامهم إلا منشورات القوم - الرافضة - والله حسبهم.


ج - الجو التعليمي: يتولى الرافضة نظام التعليم في المراحل كلها من الابتدائية إلى الجامعات، والمناهج كلها من وضعهم، وإن كان هناك في المناطق السنية وضعوا في المناهج اسم رسالة باسم: (فقه أهل السنة) لدفع الشبهات وبحجة أن المناهج في المناطق السنية تشمل كتبهم. وجميع النشاطات والدورات والمحاضرات والجلسات والدروس ووسائل الإعلام تحاول ترويج ونشر العقائد الرافضة للتأثير على أبناء السنة، ولا تسمح حديثاً إلا عن مذهب الرافضة وأفكارهم، كما أنهم شكلوا فصولاً دراسية للكبار رجالاً ونساءً بعنوان محو الأمية فلا تسمع فيها إلا ترويج أهدافهم المطلوبة وتحقيقها من وراء الستار، كما خصصوا مراكز ومكتبات خاصة في جميع مدن أهل السنة تحتوي على كتب ثقافية شيعية محضة للمطالعة ولتشويق الطلاب بقراءة هذه الكتب ومطالعتها، ثم يهدون من الكتب ما يرون في ذلك من مصلحة لهم.


د - كما أنهم يستغلون المناسبات الزمنية والمراسم المذهبية الخاصة بهم مثل (أسبوع الوحدة) ويوم نجاح الانقلاب وأيام الأعياد والمناسبات الأخرى التي تتولى الدولة الإشراف عليها، وتدعو الشخصيات والأعيان البارزين من الداخل والخارج، ويجبر أهل السنة من الموظفين والعلماء والأعيان على المشاركة معهم في هذه المناسبات والمراسم بادعاء أن الشيعة والسنة متكافئون متعاونون، بينما اشتراك أهل السنة ليس إلا قهراً وجبراً وتحت تهديد وتخويف.


ثالثاً: الوضع الاقتصادي لأهل السنة:


أ - لم يكن لأهل السنة أي تقدم اقتصادي في عهد الشاه وبعد السلطة الجديدة علقوا بعض الآمال على الحكومة الجديدة التي كانت تدعي العدل والمساواة، ولكن سرعان ما انكشفت حقائق هذه الدعايات الفارغة من الحقيقة وخابوا ولم ينالوا خيراً، بل رجعوا إلى أسوأ مما كانوا في عهد (الشاه) والسر في ذلك أنهم لا يريدون أن يقوى أهل السنة اقتصادياً وفكرياً وثقافياً مخافة أن تكون لهم قوة وشوكة تزعزع خصومهم وتقوم ضدهم.


ب - ومن المعلوم أن أكثر شباب أهل السنة لعدم الإمكانيات لديهم في استمرارهم في التعليم وتشديد الحكومة في شروط قبولهم يتخلفون عن التعليم ولاسيما الالتحاق بالثانوي والجامعات، وبذلك يكون مستواهم دون مستوى شباب الشيعة الذين يتولون المناصب المهمة وشباب أهل السنة يحرمون من ذلك.


ج - عدم التعاون مع مزارعي أهل السنة والفلاحين منهم بينما الشيعة يحظون بكل الإمكانيات والتشجيعات من الحكومة.


د - ومن المعلوم أن الأشياء المعيشية والاقتصادية كانت متوفرة في متناول الجميع في عهد الشاه ولكن بعد تولي الثورة الحكم تغيرت الأوضاع فسيطرت الدولة على جميع المواد الغذائية وغيرها، ولا يمكن الحصول عليها إلا بالبطاقة الخاصة حسب عدد أفراد الأسرة، فهذا يكلف رب الأسرة أن يقف في الصف لكل شيء مستقلاً حيث أن كل الأشياء لا تتوافر في مكان واحد، بل موزعة على عدة جهات فيقف أحدهم في الصف لشراء الزيت مثلاً، وآخر لشراء الخبز وثالث لشراء اللحم، وهكذا يعيش الناس في محنة شديدة والهدف من وراء ذلك جعل الناس مجبورين للإذعان للحكومة على رغم أنفهم ومنقادين لها رضوا بذلك أم أبوا، وهذا يعرض النساء والبنات عند عدم وجود الرجال للوقوف في الصف للحصول على لقمة العيش، والله المستعان.


رابعاً: الوضع السياسي لأهل السنة:


لابد لبروز أي قوم في الناحية السياسية أن يكونوا متقدمين في النواحي السابقة الذكر، يعني في الناحية الثقافية والاقتصادية، وكلما تقدموا في هذه النواحي تفوقوا وأثبتوا وجودهم السياسي في العالم، وكلما تأخروا عن النواحي السابقة الذكر تخلفوا في الجانب السياسي، فالتقدم السياسي لقوم مرهون بمقدار تقدمهم الثقافي والاقتصادي والاجتماعي.


وقد علمنا بأن أهل السنة قد حرموا من معظم حقوقهم الثقافية والاقتصادية والسياسية كذلك، كما سيأتي ولاستحكام الحياة السياسية في أي قوم لابد أن تغشى المراحل الآتية:


أ - أن يكون الشعب من المرحلة التعليمية والثقافية متقدماً ومتفوقاً بحيث يستطيع إدارة حياته الاجتماعية والثقافية والأخلاقية والعقائدية والفكرية، وتخلفه الثقافي يجعله جاهلاً حتى في عقيدته وأفكاره الصحيحة في مذهبه مع أن بقاء أي شعب مرهون في حفظ عقيدته، ولا يتحقق ذلك إلا بالعلوم والمعرفة.


ب - حاجته في استحكام سياسته إلى قوى بشرية من الشباب ومع الأسف قد حرم أهل السنة من ذلك بسبب سياسة الحكومة ومخططاتها لتمزيقهم واستخدام مبدأ (فرق تسد) فاستعمال هذه السياسة لانقسام أهل السنة وإحياء الضغائن بين القبائل وتسليح كل قبيلة ضد أخرى، وهكذا تهييج الشباب ضد العلماء والأعيان، ثم توجهت الحكومة باتهام الشباب باتهامات مختلفة، حتى اضطر عدد كبير إلى اللجوء إلى باكستان ومن ثم إلى أوربا، ولجأ عدد كبير منهم إلى أحضان الحكومة حيث لم يجدوا بداً من ذلك، وقسم منهم بقي بدون عمل فابتلى بشرب المسكرات والمخدرات وبذلك نجحت الرافضة في تحطيم قوى أهل السنة، ومن هنا في ظروف كهذه ليس بوسعهم استعادة وجودهم السياسي في الوقت الراهن، وليس ذلك على الله بعزيز.


ج - وجود التعاون والتكاتف بين الشعب والتماسك فيما بينهم، ونبذ الخلاف والشقاق والفرقة، وهذا منعدم فيما بين أهل السنة نتيجة لسياسة الحكومة في ذلك، فقد اغتصبت هذه الحقوق من أهل السنة عكس الشيعة، حيث أنهم يتمتعون بجميع الإمكانيات السياسية والثقافية والاقتصادية، حيث استطاعوا إبراز شخصيتهم ووجودهم في العالم الإسلامي وغيره، ومن هنا ازداد الضغط على أهل السنة يوماً بعد يوم، وليس لهم لأجل ذلك أدنى حركة سياسية للرقابة الشديدة عليهم، ومنع الحركات السياسية لأهل السنة منعاً باتاً، وألقوا القبض على أبرز شخصيات أهل السنة ممن رأوا فيهم هذا الشعور والإحساس ولمسوا منهم النشاط السياسي كما سبق ذكر بعضهم.


د - وجود الكفاءة الاقتصادية وأهل السنة كما سبق ذكره حرموا من حقوقهم الاقتصادية.


هـ - البرلمان الإيراني وحرمان أهل السنة من العضوية فيه إلا أفراداً قليلين تريدهم الحكومة.


ومعلوم أن البرلمان يتشكل من أكثر من ثلاثمائة مقعد على تقدير كل مائتي ألف لهم نائب واحد ينتخبونه من بينهم وعلى هذا فأهل السنة على أقل التقدير لا يقلون عن ثلاثين بالمائة وهم يستحقون تسعين مقعداً تقريباً في البرلمان، وقد حرموا من ذلك ولا يوجد لهم إلا اثنا عشر نائباً، وليس لهم أي وزن في البرلمان بل ويستغلون وجودهم لأهدافهم السياسية بما ينافي مصالح أهل السنة ويعرض حقوقهم لمزيد من الخطر والضياع.


والشخص الذي يقول الحق ويطالب بالحقوق لا يمكن أن يستمر أكثر من مرة واحدة، ثم يتابع الشخص للقضاء عليه وتعذيبه وإهانته كما فعلوا مع الشيخ العلامة نظر محمد البلوشي الذي ألقي القبض عليه، وأدخل في أسوأ السجون.


و - الإحصائية السكانية لا تظهر عدد المسلمين السنة في إيران لذلك من الصعب معرفة نسبة أهل السنة في إيران، إلا أن هذا معروف عند السنة من أن نسبتهم ليست بأقل من 14 مليون نسمة في إيران يعني 35% من السكان.


ح - أن نسبة أهل السنة في الوظائف الحكومية تكاد تكون معدومة، وليس هذا فقط، بل يشغل الوظائف والمناصب الرسمية الرفيعة أفراد من طائفة الشيعة، حتى في أماكن الأغلبية السنية، فهذا الأمر الذي يتولد من جرائه الشعور باليأس والحرمان لدى أهل السنة.


ط - تجري عملية إسكان الشيعة في الأقاليم التي يمثل أهل السنة فيها الأغلبية، وذلك بهدف تغيير الطابع السكاني لتلك الأقاليم.


وأبدى بعض زعماء أهل السنة مخاوفهم من أن إقليمي كردستان وبلوشستان ستفقدان أهميتهما كمناطق لأهل السنة خلال العشر سنوات القادمة إذا استمر الوضع كذلك. وهذا التخطيط يساوي تخطيط اليهود في فلسطين.


(ملاحظة) مع كل ما ذكرنا من التنكيل والتعذيب والحرمان السياسي والثقافي والديني لأهل السنة إلا أن أهل السنة يزداد تمسكهم بمذهبهم أكثر فأكثر، وبدأوا يحسون بالخطر المحيط بهم ويعرفون الأساليب الشيطانية الخداعة للآيات.


وعكس ذلك تماماً الشيعة حيث تزداد بعداً عن المذهب يوماً بعد يوم، حتى أن كثيراً منهم تحولوا إلى السنة أو ركنوا إلى الإلحاد وذلك لأجل الضغوط والخداع الديني التي يشاهدها جمهرة الناس، وبدأوا يعرفون أن مذهب الشيعة مذهب لا أساس له وكله وليد الزمان وليس لها منهج معين، فلو حصل لأهل السنة مجال للدعوة واهتمام من جانب إخوانهم في العالم لتغيرت هذه المناطق إلى ما كان عليها أسلافنا قبل مجيء الصفويين، وليس ذلك على الله بعزيز...


المصدر: مجلة السنة – العدد 52.