تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حسن البنا ... يدخل البرلمان



أبوحامدالقعقاع
12-03-2005, 08:25 AM
في أثناء الحرب العالمية الثانية ترشَّح الإمامُ حسن البنا في الإسماعيلية فجُنَّ جنون القصر الخديوي والإنجليز بدعوى خطورةِ نزول الشيخ في مُدن القناة، وبعد أكثر من ستين عامًا تفوز حركة حسن البنا بأربعةٍ وثلاثين مقعدًا في الجولةِ الأولى رغم نزولهم في ثُلثِ الدوائر فقط، فيتجدد الجنون وتنطلق الحناجر وتندلق الألسنة هجومًا وإرجافًا تشنيعًا وترعيبًا ليس من حَمَلةِ الإسلامِ بل تعدوه إلى الإسلام نفسه.
أبدًا ليس مستغربًا فوز أكثر من ثُلثي مرشحي الإخوان في الجولة الأولى رغم أنه لم يفز لهم في ذات الدوائر في الانتخاباتِ الماضية سوى اثنين بسبب التدخلات الحكومية، بل المستغرب هو الإصرار على شطبِ كبارهم عقب إعلان الفوز، كما حصل للأستاذ حازم ابن الشيخ البرلماني صلاح أبو إسماعيل لصالح الوزيرة المخضرمة آمال عثمان، وإسقاط المرشحة الإخوانية الوحيدة الدكتورة مكارم الديري أمام حوت المال المرشح مصطفى السلاب رغم حصولها على 13000 صوت، ورغم التبجح بمناصرة المرأة!!
والمشهد تكرر في معظم دوائر الرموز الإخوانية؛ فاز جميع الإخوان المرشحين في دوائر المنيا فكان التعليق أنهم فازوا بأصواتِ الدهماء مع أنَّ أحدهم أحرز في وسط بندر المنيا 35 ألف صوت، وهو ما لم يسجله أحد، ويُقال هذا وكأنَّ مرشحي الحزب الوطني لا ينتخبهم إلا النُّخب!!
وحصد الإخوان معظم مقاعد بني سويف، فقال الأوصياء على الشعب المصري إنهم يستعينون بالدين وكأنَّ الشعبَ المصري في صراعٍ مع دينه، وتفوَّق تسعة من أصل أحدَ عشرَ من مرشحي الإخوان في المنوفية فقال المتفيقهون إنَّ الإخوان لا يُشكلون إضافةً جديدةً وكأنَّ عواجيز مجلس الشعب السابقين ملهمون وأنجزوا المعجزات، ويتبجح البعضُ بأنَّ الإخوان لا يحصدون إلا مقاعدَ الريف فكان الردُّ فوز 11 من 14 في أرقى أحياء القاهرة، وتناسى هؤلاء وأولئك أنَّ جميعَ مرشحي الإخوان المسلمين فازوا في العاصمة الأردنية عمان عام 2003م، وكذا في المنامة والجزائر وصنعاء والدار البيضاء، وحتى في أقصى عواصم جنوب شرق آسيا كانت من نصيب المرشحين الإسلاميين، فالصندوق لا يصب إلا للإسلاميين فهم عماد الطبقة الوسطى وهم عمود النقابات المهنية والأوساط المثقفة في مصر وغيرها من البلاد الاسلامية.
ولقد صبرَ الإخوان ثلاثة أرباع القرن ونيف على البلايا والرزايا والعصف والعنف والكبت وعضُّوا على الجراحِ ولم ينزلقوا إلى العنفِ في مواجهةِ إرهاب الدولة الذي حصد خيرة قياداتهم ورجالاتهم وأباد أجيالاً منهم، فكان طبيعيًّا أن يُبايعهم الشعب الذي بادلهم حبًا بحب.
الحزب الحاكم حرمهم من الشرعية مع أنَّ عمرَ الجماعةِ أكبر من عمر الجمهورية نفسها وشرعيتها متحققة في أكثرِ من ثمانين دولة في العالم، صدَّر إليها المصريون فكرتهم وحملوا إليها رسالتهم، والجماعة لديها جيش من الشهداء وعشرات الألوف من المعتقلين الذين يملأون سجون الكون، وأدبياتها تملأ رفوف المكتبات ومواقع الشبكة العنكبوتية، ولديها عشرات المقاعد البرلمانية في الجزائر ومثلها في اليمن والسودان والكويت والبحرين.. إلخ، لا بل ولديها عشرات المقاعد البرلمانية في بلادِ المسلمين العجم ولا تخلو بعض البرلمانات في الغرب من إخوان، ومع ذلك يستكثر بعض الحزبيين المصريين عليها هذا العدد من المقاعد رغم أنها أحرزت عام 1987 أكثر منه وزُيف لها ضعفه.وتقدَّمت الجماعة ببرنامجها للإصلاح فاتهمت، ووقفت ضد نهج العنف الذي مارسته الجماعات المصرية فهُوجمت، وتقدَّمت للمشاركةِ الإيجابية فحُوصرت من الجميع، وكان حزب التجمع اليساري هو الأشرس في استهدافها بفعلِ تأثير رئيسه رفعت السعيد الذي اتخذ موقفًا مضادًا للإسلامِ نفسه لم يهتف الإخوان لرجلٍ أو لحزبٍ إنما هتفوا لدين الأمة، وكان شعارهم "الإسلام هو الحل" الذي حازَ على أصواتِ بعضِ الأقباط، وكانوا منصفين أكثر من بعض الحزبيين العدميين ممَن يعيشون غربةً عن شعبهم ومحيطهم، فالإخوان طيلة 77 عامًا لم يُسجل في تاريخهم حادثة طائفية واحدة، ولتسأل عن ذلك الدكتورة منى ابنة الزعيم القبطي مكرم عبيد رفيق حسن البنا الذي كان لديه قبطيان في الهيئة التأسيسية للإخوان المسلمين.
ورغم كل أنواع البلطجة والتزييف المنهجي فإنَّ الجولةَ الثانيةَ تسجل شهادة أخرى لصالح الشعب المصري الشقيق الأكبر في سعيه لردِّ الاعتبارِ لهذا الشرع الذي أُقصي، وهذا الفكر الذي اُضطهد، وبخاصة أنَّ معاقلَ الإسلاميين في الإسكندرية والغربية وبورسعيد والبحيرة وغيرها هي التي ستصوِّت، وختام المسك ستسجله معاقل الإخوان في الشرقية ودمياط وسوهاج، وغيرها وهي التي تمَّ تأخيرها لشدة انحيازها للإسلام.
نصف مليون من الإخوان خرجوا مع حسن البنا في مظاهرةٍ انتصارًا لفلسطين عام 1946م يوم أن وُلدت أول شُعبة للإخوان المسلمين في القدس، وتدحرج رأس حسن البنا لأجل فلسطين، كما شهد بذلك القطبان الإعلاميان مؤخرًا في "الجزيرة" الأستاذ كامل الشريف والأستاذ محمد حسنين هيكل رغم مناهضته للإخوان.
فجاء هذا النجاح البرلماني هدية أُخرى لفلسطين ومقاومتها البطلة وشعبها الصامد وقبلتها المجاهدة.. سلامٌ على حسن البنا وهو يقدم هذه الكوكبةَ من النواب.. الشبابِ المصري الواعد ممَن لم يتلوثوا بجرثومة الفساد المستشري في الأوضاع القائمة، وتحية للفطرة المصرية السلمية، وتحيا مصر كنانة الأمة.
=================================== ==
منقول (( الكاتب : سعود أبو محفوظ ))

من هناك
12-03-2005, 05:33 PM
إن شاء الله تكون فاتحة خير لهذه الأمة