تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أمريكا تشعل الفتنة في العراق من خلال لعبة قذرة



جند الله
12-01-2005, 07:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

أمريكا تشعل الفتنة في العراق من خلال لعبة قذرة
فاحذروها أيها المسلمون

إنَّ ما يجري في العراق قد أصبح يدق ناقوس الخطر بصوت صارخ مدوٍّ ليس فقط بالجرائم الوحشية التي تقترفها قوات الاحتلال، وبخاصة القوات الأمريكية، في العراق، بل كذلك بإشعال هذه القوات فتنةً قاتلةً بين أهل العراق وبخاصة بين المسلمين من سنة وشيعة. إنَّ أمريكا تهدف من ذلك إصابة هدفين بضربة واحدة: خلخلة في النسيج الإسلامي في العراق، وخلخلة في تأييد أهل العراق للمقاومة.
إنَّ أمريكا تدير شبكةً من الحرب القذرة في العراق، شبكةً محترفةً، لا تعترف بقيم ولا بخلق، شبكةً تغزو بمتفجراتها الأسواق الشعبية، والمساجد، وأماكن تجمع العمال، وتتقصد العلماء في علوم الدين والدنيا ... حتى بلغت من الكثرة درجة أن ينام الناس ويستيقظون على تفجير سوق أو مسجد أو قتل إمام أو عالم ذرة أو كيمياء أو فيزياء، او تفجير عمال يسعون للأرزاق ... إلى أن بدا كأنَّ الأصل هو حدوث هذه المجازر الشنيعة، وأنَّ عدم حدوثها هو الاستثناء!
وعلى الرغم من أنَّ بصمات قوات الاحتلال، وبخاصة أمريكا، هي الصبغةُ الدامغة التي تدل بوضوح على صاحب المصلحة من هذه الأعمال، أي قوات الاحتلال، إلا أنَّ أساطين الدعاية من أمريكان وإنجليز وأتباعهم، ومن لحق بهم من المضلَّلين أشباههم، ينشطون بقوة في نسبة هذه الأعمال إلى الذين يقاتلون قوى الاحتلال بصدورهم، الذين يقابلون الصواريخ والطائرات والمدرعات والأسلحة المتطورة بأسلحة بسيطة عادية، لكنهم بإيمانهم وصدقهم يصيبون من قوى الاحتلال كل يوم مقتلاً، حتى إنَّ كثرة القتلى الأمريكان قد أصبحت كابوساً ثقيلاً خانقاً لبوش وأركانه.
أيها المسلمون
إنَّ قلب الحقائق وتشويهها أشد خطراً من الأباطيل نفسها. إنَّ نسبة هذه الأعمال الوحشية ضد المساجد والأسواق والعلماء ... إلى المقاومة لهي أشد خطراً من فعلتها، فهي تصرف النظر عن وحشية قوى الاحتلال من ناحية، ومن ناحية أخرى تشوه سمعة من يحملون أرواحهم على أكفهم في قتال المحتلين.
كيف يصدق عاقل أنَّ الذي يقاوم عدوه لتحرير بلده وأهل بلده، كيف يصدق أنَّ هذا يحمل سلاحاً ضد أهله وجيرانه وإخوانه؟
كيف يصدق عاقل أنَّ مسلماً يؤمن بالله ورسوله ويقاتل في سبيله ويدرك أن هدم الكعبة لأهون عند الله من قتل نفس بغير حق، كيف يصدق أنه يقتل عاملاً يخرج لطلب الرزق؟
كيف يصدق عاقل أنَّ مسلماً يؤمن بالله ورسوله يمكنه أن يُكَـفِّر مسلماً يشهد أن لا إله إلا الله وأنَّ محمداً رسول الله، ويستحل ماله ودمه، سواء أكان سنياً أم شيعياً؟
كيف يصدق عاقل أنَّ من يقاوم الكفار لاحتلالهم بلاد المسلمين، يمكن أن يوجه سلاحه لقتل المسلمين؟
أيها المسلمون، يا أهل العراق
إنَّ حزب التحرير يؤكد لكم اثنتين ويحذركم من اثنتين:
يؤكد لكم في الأولى: إنه لجريمة كبرى أن يوجه مسلم سلاحه لأهل بلده في أسواقهم ومساجدهم وأشخاصهم ... فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «كل المسلم على المسلم حرام: دمُه ومالُه وعرضُه»، وهو صلوات الله وسلامه عليه يقول كذلك «من آذى مسلماً بغير حق فكأنما هدم بيت الله» ويقول صلى الله عليه وآله وسلم: «لَزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم». بل إنه لحرام في الإسلام أن يؤذى غير المسلمين من أهل الذمة الذين يعيشون في بلاد المسلمين «من آذى ذمياً فأنا خصمه».
ويؤكد لكم في الثانية: إنها لجريمة كبرى كذلك أن يساعد أحد قوات الاحتلال في قتل المسلمين، مهما كانت تلك المساعدة، حتى لو قدم لهذه القوات طعاماً أو شراباً، فكيف بمن يشترك هو والمحتلون معاً في شن حملة لقتل المسلمين في قراهم ومدنهم وتهديم مساجدهم؟ إنَّ الله سبحانه يقول: ( يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء بعضهم اولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم ان الله لا يهدي القوم الظالمين)
وهو سبحانه كذلك يقول: (إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين واخرجوكم من دياركم وظاهروا على اخراجكم ان تولوهم ومن يتولهم فاولئك هم الظالمون)

والحزب يحذركم في الأولى: من أن تقعوا في حبائل اللعبة القذرة التي تصنعها قوات الاحتلال وبخاصة أمريكا في إثارتها الفتنة بين المسلمين، سنة وشيعة، بل إن قوات الاحتلال تثير الفتنة بين مكونات العراق كلها!
ويحذركم في الثانية: من أن تصدقوا أن يد قوات الاحتلال وبخاصة أمريكا بريئةٌ من المجازر التي تجري في الأسواق والمساجد والناس الآمنين، برغم ما تسوّقه وسائل الإعلام من بيانات صوتية أو مكتوبة، منسوبة لهذا أو ذاك، لحي أو لميت، فإنَّ مجازر المساجد والأسواق والعمال والناس الآمنين، سنةً كانوا أم شيعةً، هي صناعةٌ أمريكية وبريطانية لِيَخِفَّ الضغط عن المحتلين، ولِيَجِفَّ المستنقع الذي وقعت فيه قوات أولئك الكفار المستعمرين. إنه من المشهور في علم الجريمة أن يفتَّش عن المستفيد، ونحن هنا نقول من هو المستفيد من هذه الأعمال البشعة سوى قوات الاحتلال؟
أيها المسلمون، يا أهل العراق
هذا ما يؤكده لكم حزب التحرير، وهذا ما يحذركم منه، فإن الأمر واضح جلي، فكما أنكم عندما ترون جندياً من قوات الاحتلال مصروعاً تحكمون بسرعة أنَّ الذين قتلوه هم رجال المقاومة، فكذلك إذا رأيتم أو سمعتم تفجير مسجد أو سوق أو قتل عامل أو اغتيال عالم، فاحكموا بسرعة كذلك أنَّ قوات الاحتلال هي من وراء هذا التفجير والقتل والاغتيال.
فحذارِ حذارِ من الوقوع في أحابيل المحتلين، فتُوجهوا سهامكم إلى صدوركم بدل أن توجهوها معاً إلى نحور عدوكم.
وحذارِ حذارِ أن تنخدعوا بصناعة إعلامهم الخبيثة، فتصدقوا أنَّ تفجيرات الأسواق ... يقوم بها مسلمون آمنوا بالله ورسوله. إنَّ المسلم لا يُكَـفِّر أخاه المسلم ولا يستحل عرضه ولا دمه، فإذا سمعتم من يستحل ما حرَّمه الله فاعلموا أنَّ الإسلام منه براء، وفتشوا عمن له مصلحة في ذلك، فستجدونه «قوات الاحتلال» دون ريب، فهي التي من وراء نسبة تفجير مسجد الشيعة للسنة، ومسجد السنة للشيعة، وهكذا دواليك بين العلماء والقرى والأحياء، لتشعل الفتنة بين المسلمين، فينشغلوا بأنفسهم بدل الوقوف معاً موقفاً صلباً قوياً في وجه الاحتلال.
إنَّ الأمر، أيها المسلمون، جد لا هزل، والمحتلون في مأزق، وهم يظنون أنْ لا منقذ لهم من مأزقهم إلا أن يشعلوا الفتنة في العـراق وبخـاصـة بين المسلمين، فلا تمكنوهم من ذلك، فهم العدو فاحذروهم، وكونوا صخرةً أمامهم يتحطمون عليها، واقعدوا لهم كل مرصد.
(إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين).

منقول....