تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سيف الدين قطز



Saowt
11-29-2005, 09:27 AM
هو الملك المظفر قطز، أخص مماليك المعز التركماني أحد مماليك الصالح أيوب بن الكامل‏. رحم الله الجميع ..




كان سيف الدين قطز عبدًا لرجل يسمى "ابن العديم" بدمشق ثم بِيع من يدٍ إلى يد حتى انتهى إلى "عز الدين أيبك" من أمراء مماليك البيت الأيوبي بمصر. وتدرج في المناصب حتى صار قائدًا لجند أيبك، ثم قائدًا للجيوش عندما تولى "عز الدين أيبك" السلطنة مع شجرة الدر.

ثم صار وصيًا على ابنه "المنصور" بعد مقتله ومقتل زوجته شجرة الدر من بعده. وقد استشار كبار رجال الدولة والعلماء في أمور البلاد في حضور "المنصور"، وقد انصرف "المنصور" عن المجلس دون أن ينطق بكلمة، فأشاروا على "قطز" بعزله وتولي أمر البلاد؛ فاستجاب لهم وعزل "المنصور"..
بويع في ذي القعدة سنة سبع وخمسين وستمائة كما تقدم، ثم سار إلى التتار فجعل الله على يديه نصرة الإسلام، وقد كان شجاعا بطلا كثير الخير ناصحا للإسلام وأهله، وكان الناس يحبونه ويدعون له كثيرا‏.‏ وقام باعتقال مجموعة من أمراء المماليك الموالين لعز الدين أيبك وابنه، ووضع على قيادة الجيوش "ركن الدين بيبرس".

ويروي شمس الدين الجزري في تاريخه عن "سيف الدين قطز": ".. لما كان في رِقِّ ابن العديم بدمشق، ضربه سيده وسبَّه بأبيه وجده، فبكى ولم يأكل شيئًا سائر يومه، فأمر سيده الفرّاش أن يترضاه ويطعمه، فروى الفرّاش أنه جاءه بالطعام وقال له: كل هذا البكاء من لطمة؟ فقال قطز: إنما بكائي من سَبِّه لأبي وجدي وهما خير منه؛ فقلت: من أبوك؟ واحد كافر؟!.. فقال: والله ما أنا إلا مسلم ابن مسلم، أنا محمود بن ممدود ابن أخت خوارزم شاه من أولاد الملوك، فسكت وترضيته"
كما يروي أنه أخبر في صغره أحد أقرانه أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد بشَّره بأنه سيملك مصر ويكسر التتار، ومثل هذه الروايات- وإن كان الشك يحوطها- تعني أن الرجل كان يعتبر نفسه صاحب مهمة، وأن له دورًا في صناعة التاريخ، وتغيير الواقع الأسيف الذي يحيط به من كل جانب.

>>يتبع>>

شيركوه
12-02-2005, 07:54 PM
ثم؟؟؟


هل استطيع ان اسالك ما المصدر الذي تعتمدين عليه يا اخت صوت؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

Saowt
12-04-2005, 11:35 AM
يبدو ان المشاركة لم تكن جيدة..
معلوماتي هي من الاسلام ويب حسب ما اذكر...
بإمكانك إعادة البحث لو اردت وإكمال الموضوع..
السلام عليكم

من هناك
12-04-2005, 04:22 PM
لا اظن ان في المشاركة مشكلة؟

Saowt
12-04-2005, 04:30 PM
الله يجبرك بخاطرك

مختلف
12-05-2005, 06:21 AM
جزاكِ الله خيراً أختي صوت ..
ومن قال أنّ المشاركة غير جيّدة .. !! :confused:

نحن بانتظارِ هذه ..


>>يتبع>>

شيركوه
12-06-2005, 07:22 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا اخت صوت انا لم اقل ان المشاركة ليست جيدة ولكن فقط اردت ان اعلم من اين المعلومات لانها موسعة يعني من الجيد ذكر المصدر
وكما قال الاخ مختلف
نحن بانتظار ال يتبع

السلام عليكم

Saowt
12-06-2005, 08:55 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
أأسف للتأخير يا مختلف.. ها قد أتت هذه ال >>يتبع>>
الأخ فرقاني... شكرا لتوضيحك.. لكنني أخطأت في أن المصدر المعتمد أنه الإسلام ويب إنما هو الاسلام أونلاين..


http://www.islam-online.net/iol-arabic/dowalia/gif/moraba5.gif مُلك مصر http://www.islam-online.net/iol-arabic/dowalia/gif/moraba5.gif
لقد وصل "سيف الدين قطز" للسلطة في مصر والأخبار تتوالى عن اقتحام التتار للشام، واستباحتهم للمدينة تلو الأخرى في طريقهم إلى مصر، وما لبثت رسلهم أن وقفت أمام "قطز" وهو في أيامه الأولى على عرشه تقرأ الرسالة التالية:
"من ملك الملوك شرقًا وغربًا، القائد الأعظم، باسمك اللهم باسط الأرض ورافع السماء، نُعلم أمير مصر "قطز"، الذي هو من جنس المماليك الذين هربوا من سيوفنا إلى هذه الأرض، بعد أن ابتاعوا إلى التجار بأبخس الأثمان أما بعد.. "فإنا نعبد الله في أرضه، خلقنا من سخطه، يسلطنا على من يشاء من خلقه، فسلموا إلينا الأمر؛ تسلموا، قبل أن ينكشف الغطاء؛ فتندموا، وقد سمعتم. أننا أخربنا البلاد، وقتلنا العباد، فكيف لكم الهرب،؟! ولنا خلفكم الطلب، فما لكم من سيوفنا خلاص، وأنتم معنا في الأقفاص، خيولنا سوابق، وسيوفنا صواعق، فقلوبنا كالجبال، وعددنا كالرمال، فمن طلب حربنا ندم، ومن تأخر عنا سلم. .. فلا تهلكوا أنفكسم بأيديكم، فقد حذر من أنذر، وقد ثبت عندكم أننا كفرة، وثبت عندنا أنكم فجرة، والله يلقي الكفرة على الفجرة.."


وحذره في آخر الرسالة من أن يلقى مصير الخلافة العباسية المنكوبة في بغداد، فما كان من قطز إلا أن حبس الرسل حينًا، وأرسل يستشير الأمراء والعلماء. وفي ذات الوقت انتشر الهلع بين الناس، وشرع المغاربة في الرحيل تجاه الغرب، وآخرون رحلوا إلى الحجاز واليمن- فأشار الجميع بضرورة الخروج لملاقاة التتار، وإلا خربت البلاد بسبب الهلع والخوف قبل أن يخربها التتار بدخولها.


وهنا وقف العلماء وعلى رأسهم الشيخ "العز بن عبد السلام" رحمه الله- أمام الأمراء وقادة الجند، وهم في سبيلهم لجمع الأموال للإعداد للحرب، فقرروا ألا يؤخذ من الناس شيئًا إلا إذا كان بيت المال فراغًا، وأخرج الأمراء والتجار وأغنياء الناس من أموالهم وذهبهم وتساوى الجميع، فنزل قطز على حكم العلماء ممّا أحدث جفوة مع بعض الأمراء.

وتوجه قطز إلى رسل هولاكو فوسّطهم (أي قتلهم بأن ضربهم بالسيف ففصل أجسادهم من وسطها) وعلَّقهم على أبواب القاهرة؛ رغم أن الرسل لا يُقتلون، ولكنه أراد أن يشعر الناس بقوة وهيبة دولته. وجاء الخبر بوقوع أمير دمشق في قبضة هولاكو، وأن جموع التتار استباحت مدن الشام تعيث فيها فسادًا وتهتك الحرمات، وتنهب الثروات، فكان لا بد من سرعة التحرك لوقف الزحف المرتقب على مصر.

نادى "قطز" في البلاد للخروج لحرب التتار، فاستجاب له جند من مصر ومن الشام، واجتمع تحت يديه قرابة الأربعين ألفًا من الجند، فتقدم بهم إلى منطقة البقاع إلى أرض الشام. فوصل الخبر لأحد قادة التتار بالشام ويسمى "كتبغا نوين"، واستشار من حوله فاختلفوا فمنهم من رأى أن يتمهل حتى يصل إليه مدد من "هولاكو"، ومنهم من رأى أن يسرع بلقائه قبل أن يجتمع حول "قطز" الجند الفارون من الحرب السابقة؛ فتزيد خطورة الموقف. فاستجاب للرأي الأخير وذلك "ليقضي الله أمرًا كان مفعولاً".

فتقدم "كتبغا نوين" من جيش قطز، فتلاقيا عند "عين جالوت" من أرض فلسطين، وقد كان ذلك في 25 رمضان 658هـ - 6 سبتمبر 1260م.

>> يتبع>>

فـاروق
12-06-2005, 09:41 PM
بارك الله بك..ولكن يا ريت تضعي لنا خطبة قطز اما الامراء المذبذبين الذين ترددوا في الخروج...لان فيها من العبر ما فيها..كلمات تكتب بماء الذهب

Saowt
12-08-2005, 09:36 PM
السلام عليكم ورحمة الله... وبكم بارك الله.. لم أجد الخطبة يا فاروق مع أنني بحثت طويلا.. إن كانت لديك فلتنقلها لنا لو سمحت. أو لو أنك تتذكر فحواها.. اكتبه ولو باختصار.. ستكون مشاركتي التالية بين هلالين.. استطراد.. لكنني وجدته طيبا... وله صلة بالموضوع...

هو سلطان العلماء العز بن عبدالسلام. وحقاً أنه سلطان العلماء. رجل لم يشهد له التاريخ في غير الأنبياء والصحابة مثيل إلاّ القليل من الرجال. رجل بكل ما تحويه الكلمة من معنى. فهل سمعت عنه؟ لا أعجب أنك لم تسمع عنه حيث أن هذا الرجل تاريخه وقضيته مغايرة لسائر العلماء. ليس بعالم سلطان بل سلطان العلماء. فهو بائع الملوك!!!

في وقت ذُلّت فيه الأمة الإسلامية ذل ما بعده إذلال وقد احتل التتار وهزموا الدولة العباسية في العراق. بعدها بسنتين يثور المماليك على حكام مصر وينتزعون الحكم من الدولة الأيوبية هناك ويحكمونه وعلى رأسهم قطز. وفي هذا الوقت ذاته يدبّ الرعب في قلوب المماليك وأميرهم قطز من خطر هجوم التتار عليهم فيأمر التجّار بتسليم أموالهم للدولة لكي يساندونها في حربها ضد التتار. ولكنه يفاجأ بسلطان العلماء يأبى عليه ذلك.

وبقوة وشجاعة يقول له سلطان العلماء: بل اجمع مالك ومال الأمراء كله أولاً ومن ثم اطلب من التجّار التبرع ولا تجبر أحداً على دفع مال.

هنا يقف الملك حائراً ما يفعل! وكان نائب قطز رجل جبّار عتيد لا يرحم. فقال لقطز: ماذا يقول هذا العز بن عبد السلام؟ دعه لي.

حمل نائب الأمير سلاحه وذهب قاصداً منزل الشيخ العز بن عبد السلام.
فطرق الباب فإذا بابن الشيخ يفتح الباب وعندما رأى نائب الأمير حاملاً سيفه دبَّ الرعبُ في قلبه وارتبك.

قال عبد الرحمن : ماذا تريد؟
فقال: يا عبد الرحمن أأبيك بالداخل؟
فقال عبد الرحمن: نعم في الدّار.
قال: قل له أنني أريد أن أقابله.
فدخل عبد الرحمن على أبيه وقال له: إنه نائب الأمير وما أراه إلا أنه يريد قتلك.
فقال له العز بن عبد السلام: دعه يدخل فوالله لا يستطيع أن يفعل شيئاً (إيمان وثقة بالله عز وجل).
فدخل الأمير وعندما رأى الشيخ هابه وسقط السيف من يده!!!

(يذكرني موقفه بموقف الرسول عليه الصلاة والسلام عندما كان نائماً وأتاه المشرك شاهراً سيفه ووقف على رأس المصطفى وقال له: من يمنعني منك يا محمد؟ قال: الله! فارتبك المشرك وسقط السيف من يده من الخوف. فهذه كرامات من الله يلقي بها الرعب في قلوب المجرمين.)

بعدها غضب العز بن عبد السلام غضباً شديداً فشدّ متاعه وعزم على الرحيل فخرج من البلدة فتبعه أهل البلدة كلها! وعندما علم قطز بذلك لحق به وأراد أن يرجعه.
فقال له قطز: أسألك الله أن تعود.
قال العز بن عبد السلام: لا أعود إلا بشرط.
فقال: قل ما تريد
فقال: أنتم مماليك ومنذ متى أصبحتم ملوك؟ فشرطي هو أن أبيعكم في السوق فأنتم لم تحرروا بحق!!!

وبعد سجال وجدال وافق قطز فوضع العز بن عبد السلام مبلغاً على رأس كلٍ منهم وقدرّ أسعارهم على حسب ما يعلمه مما يملكونه. وباعهم في السوق فشروا أنفسهم منه. فأخذ المال وأودعه في خزانة بيت مال المسلمين.

حارب المسلمون بعدها حربٌ ضروس وانتصروا على التتار في المعركة المشهورة عين جالوت... فلله درّك يا بائع الملوك. نعم العالم ونعم الرجل.

السلام عليكم ورحمة الله

فـاروق
12-08-2005, 09:53 PM
ساحاول البحث عنها ان شاء الله..هي موجودة على كمبيوتري في لبنان...وليست معي هنا...ولكن ان شاء الله اجدها

شيركوه
12-09-2005, 06:55 PM
جزاك الله خيرا
السلام عليكم

سليل الصحابة
12-10-2005, 04:53 PM
جزاك الله خيرا اخت صوت
معلومات جديدة بالنسبة لي عالاقل

Saowt
12-10-2005, 05:50 PM
http://www.nawafith.net/phpBB/salam.gif
شكرا لك يا فاروق... وجزاك خيرا مثله يا فرقاني..أهلا بك يا سليل الصحابة.. بل تحوي معلومات أقرأها للمرة الأولى...

عين جالوت:
وكان اللقاء عظيمًا عند "عين جالوت" في الخامس والعشرين من رمضان الذي وافق يوم جمعة. ولأول مرة يلقى المغول من يصدهم ويهزمهم هزيمة ساحقة، وكان النصر لراية الإسلام. وكانت صيحة واحدة صدق بها المسلمون ربهم "وا إسلاماه"، وفي يوم واحد، انقلبت الأوضاع، وأذن الله بنصره بعد عصر طويل من الذل والمهانة، وبعد جبال الأشلاء وأنهار الدماء التي غرق فيها المسلمون .



عزة بعد ذل:

ولكي تدرك مدى الضعف الذي كان عليه المسلمون قبل أن يعودوا إلى ربهم، فاعلم أن التتري كان يلقى المسلم في بغداد وليس معه سيف، فيقول للمسلم: قف مكانك حتى أحضر السيف لأقتلك. فيبقى المسلم جامدًا ذليلا في مكانه حتى يأتيه التتري بالسيف فيقتله به!

لقد قاتل سيف الدين قطز قتالا عظيمًا، وقاتل معه الأمراء المماليك حتى النصر.




ووقف قطز يوم "عين جالوت" على رجليه تاركًا جواده، وهو يقول لمن راح يلومه على ذلك خائفًا عليه: إنني كنت أفكر في الجنة، وأما الإسلام فله رب لا يضيعه! لقد قام قطز بنفس الدور الذي قام به صلاح الدين.. عرف الحقيقة، وأعلنها على الناس:


لقد انهزمتم أمام التتار لتهاونكم في أمر دينكم، فاستمسكوا بهذا الدين، والله منفذ وعده الذي وعد: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون) [النور:55].

الحلقة الأخيرة ستحوي معركة عين جالوت بالقليل من التفاصيل بإذن الله..


http://www.nawafith.net/phpBB/salam.gif

Saowt
12-12-2005, 09:48 AM
http://www.nawafith.net/phpBB/salam.gif

http://www.islam-online.net/iol-arabic/dowalia/gif/moraba5.gif عين جالوت http://www.islam-online.net/iol-arabic/dowalia/gif/moraba5.gif
واشتعل القتال بين الطرفين، والمسلمون الأقل عددًا يحاولون أن يوقفوا هجمات التتار الشرسة، وضغط التتار على ميسرة جيش المسلمين فانكسرت، فما كان من "قطز" وقائد جيوشه "بيبرس" إلا أن التفا من الخلف مع فريق من المقاتلين ليمنعوا التفاف جيش المغول حول المسلمين، ونجحوا في نهاية اليوم في وقف هجمة المغول من هذا الجانب؛ ولكن بعد خسارة كبيرة.

وبدأ اليوم الثاني: واستمر القتال فيه سجالاً بين الطرفين.

وفي مطلع اليوم الثالث: خطب "قطز" في جيشه يرغبهم في الجنة. ويُحسن لهم الموت في سبيل الله، وما أن اشتعل القتال حتى انطلق جيش التتار في حملة شديدة كادوا أن يكسروا فيها جيش المسلمين، فما أن رأى قطز ذلك حتى نزل عن فرسه وضرب عنقه، وخلع عنه خوذته في وسط ميدان المعركة صائحًا "واإسلاماه" وثبت معه طائفة من الفرسان الأشداء، فما لبث أن عاد الفارون من الميدان إلى المعركة من جديد، ونزل أحد الفرسان عن فرسه ليركبه قطز، فرفض صائحًا: ما كنت أمنع نفعك عن المسلمين الآن (يقصد أن في هذا الموقف لكل فرد دور يجب أن يؤديه، وأن استمرار الفارس في ركوبه لفرسه أنفع من ركوبه هو وخروجه من هذا الموقف)

فإذا بجند الإسلام ينقضون على جيش التتار، فتنكسر هجمة التتار وتتخلخل صفوفهم، فيشرع "كتبغا نوين" في قيادة جنوده بنفسه وينزل إلى ساحة المعركة، ولكن سيوف المسلمين تقتلع شره وتقضي عليه، فينهزم جيش التتار لأول مرة في المعركة، ولأول مرة منذ خروجهم لغزو أمة الإسلام. ويقود "بيبرس" مجموعة من الفرسان الأشداء ويتبعهم حتى يقضي على بقيتهم، وانطلق "قطز" بجيشه إلى "بيسان" من الشام حيث كان اللقاء الثاني مع التتار، وقد كانت سيوف المسلمين ذاقت دماء التتار في الوقعة الأولى وعرفت طريقها إلى رقابهم، فكان في هذا اللقاء مثل ما كان في اللقاء الأول، وانهزم جيش التتار، وتبعهم أيضًا "بيبرس" حتى دمشق، ففروا أمامه وتركوا ما كان في أيديهم من الأسرى المسلمين.

وزال خطرهم عن مصر والشام إلى حين (حيث تكررت محاولتهم مرة ثانية ولكن في عهد حكم بيبرس، وقد قضى عليهم تمامًا في هذه المرة) واستقر حكم "قطز" في كل من مصر والشام، وخضع أمراء البيت الأيوبي لسلطان قطز، ونظم شئون الشام، وقد كان وعد قائده "بيبرس" بحكم حلب؛ ولكنه أخلف وعده وأعطاها لآخر. وبدأ رحلة العودة، وأرسل البشير إلى القاهرة بانتصاره، وقد كان "قطز" كما قيل:
أحسنتَ ظنَك بالأيام إذ حسنت ولم تخفْ غبَّ ما يأتي به القدر
وسالمتْك الليالي فاغتررت بها وعند صفو الليالي يحدث الكدر

إذ تآمر عليه أمراء المماليك وعلى رأسهم قائد جنده ووضع على قيادة الجيش "ركن الدين بيبرس"!! فما أن خلى "قطز" لبعض شأنه حتى التفوا حوله فقتلوه!! وكان ذلك بالقرب من الصالحية في 16 من ذي القعدة عام 658هـ/ 1260م، وبالرغم أن فترة حكمه لم تتعدَ العام، إلا أنها ستبقى حاضرة في ذاكرة المسلمين عزة.. وكرامة.. ونصرًا..

انتهى

شيركوه
12-23-2005, 08:38 PM
واستقر حكم "قطز" في كل من مصر والشام، وخضع أمراء البيت الأيوبي لسلطان قطز، ونظم شئون الشام، وقد كان وعد قائده "بيبرس" بحكم حلب؛ ولكنه أخلف وعده وأعطاها لآخر. وبدأ رحلة العودة، وأرسل البشير إلى القاهرة بانتصاره، وقد كان "قطز" كما قيل:
أحسنتَ ظنَك بالأيام إذ حسنت ولم تخفْ غبَّ ما يأتي به القدر
وسالمتْك الليالي فاغتررت بها وعند صفو الليالي يحدث الكدر

إذ تآمر عليه أمراء المماليك وعلى رأسهم قائد جنده ووضع على قيادة الجيش "ركن الدين بيبرس"!! فما أن خلى "قطز" لبعض شأنه حتى التفوا حوله فقتلوه!! وكان ذلك بالقرب من الصالحية في 16 من ذي القعدة عام 658هـ/ 1260م، وبالرغم أن فترة حكمه لم تتعدَ العام، إلا أنها ستبقى حاضرة في ذاكرة المسلمين عزة.. وكرامة.. ونصرًا..

انتهى


الحق يقال بان المظفر قطز كان مقداما جريئا بطلا ونصر المسلمين نسال الله ان يكتب له الاجر في جهاده
ولكن لا يصح ان يقال بان ركن الدين بيبرس قد قتله هكذا
فيبدو وكانه قد قتله غيلة وغدرا
الحق بان قطز قد قتل اقطاي من قبل فقتل به والله اعلم
وسآتيكم بمقال عن مقتل قطز رحمه الله
ولكن لا احب ان يساء الظن بالظاهر بيبرس رحمة الله عليه فان له من المكرمات الكثير ولم تعرف البلاد سلطانا مثله فذكر الناس بصلاح الدين وخير الخلفاء من قبله

السلام عليكم

شيركوه
12-23-2005, 08:44 PM
الزمان / 16 ذي القعدة – 658 هـ

المكان / طريق العودة من بلاد الشام إلى مصر بين الغرابي والصالحية

الموضوع / مقتل الأمير سيف الدين قطز

الأحداث /

مفكرة الإسلام : دخلت سنة سبع وخمسين والدنيا بلا خليفة وقد نزل التتار على آمد وكان صاحب مصر المنصور على بن المعز صبيا وأتابكه الأمير سيف الدين قطز المعزي مملوك أبيه ويقال إنه ابن أخت خوارزم شاه جلال الدين وإنه حر واسمه محمود بن ممدود وكان فارسا شجاعا سائسا دينا وكان شابا أشقر وافر اللحية تام الشكل محببا إلى الرعية .

دخلت هذه السنة وقد قدم الصاحب كمال الدين ابن العديم إليهم رسولا يطلب النجدة على التتار فجمع قطز الأمراء والأعيان يستشيرهم في الأمر وحضر الشيخ عز الدين بن عبد السلام وكان المشار إليه في الكلام فقال الشيخ عز الدين إذا طرق العدو البلاد وجب على العالم كلهم قتالهم وجاز أن يؤخذ من الرعية ما يستعان به على جهازهم بشرط أن لا يبقى في بيت المال شيء وأن تبيعوا ما لكم من الحوائص الذهبية والآلات ويقتصر كل منكم على فرسه وسلاحه وتتساووا في ذلك أنتم والعامة وأما أخذ أموال العامة مع بقاء ما في أيدي الجند من الأموال والآلات الفاخرة فلا .

ثم بعد أيام يسيرة قبض قطز على ابن أستاذه المنصور وقال هذا صبى والوقت صعب ولا بد من أن يقوم رجل شجاع ينتصب للجهاد وتسلطن قطز ولقب بالملك المظفر .

ثم دخلت سنة ثمان وخمسين وستمائة والدنيا أيضا بلا خليفة وفيها قطع التتار الفرات ووصلوا إلى حلب وبذلوا السيف فيها ثم وصلوا إلى دمشق .

وخرج المصريون في شعبان متوجهين إلى الشام لقتال التتار فأقبل المظفر بالجيوش ومعه ركن الدين بيبرس البندقداري فالتقوا هم والتتار عند عين جالوت ووقع القتال وذلك يوم الجمعة خامس عشر رمضان فلما أن رأى انكشافا في المسلمين رمى على رأسه الخوذة وحمل ونزل النصر فهزم التتار شر هزيمة وانتصر المسلمون ولله الحمد وقتل من التتار مقتلة عظيمة وولوا الأدبار وطمع الناس فيهم يتخطفونهم وينهبونهم وجاءت كتب المظفر إلى دمشق بالنصر فطار الناس فرحا .

ثم دخل المظفر إلى دمشق مؤيدا منصورا وأحبه الخلق غاية المحبة وساق بيبرس وراء التتار إلى بلاد حلب وطردهم عن البلاد ووعده السلطان بحلب ثم رجع عن ذلك فتأثر بيبرس من ذلك وكان ذلك مبدأ الوحشة بينهما .

وعزم المظفر على التوجه إلى حلب لينظف آثار البلاد من التتار فبلغه أن بيبرس قد تنكر له ويسعى للعمل عليه فصرف وجهه عن ذلك ورجع إلى مصر وقد أضمر الشر لبيبرس وأسر ذلك إلى بعض خواصه فأطلع على ذلك بيبرس فساروا إلى مصر وكل منهما محترس من صاحبه فاتفق بيبرس وجماعة من الأمراء على قتل المظفر فقتلوه في الطريق في سادس عشر من شهر ذي القعدة ولم يكمل سنة في السلطنة رحمه الله وهو الذي قتل الفارس أقطاي حين قررت الملكة شجرة الدر وزوجها المعز الفتك به لعسفه وجبروته حتى إنه صار يركب ركبة الملوك ولا يلتفت على الملك المعز ويدخل بيوت الأموال ويأخذ ما شاء وطلب أن تخلى له دار السلطنة ليلة عرسه ليسكن بها وصمم على ذلك فانتدبوا قطز لقتله في عشرة رجال فقتلوه فقتل به ويسلم له إن شاء الله جهاده .

وتسلطن بيبرس ولقب بملك القاهرة ودخل مصر وأشار عليه الوزير زين الملة والدين ابن الزبير بأن يغير هذا اللقب وقال ما لقب به أحد فأفلح لقب به القاهر بن المعتضد فخلع بعد قليل وسمل ولقب به القاهر ابن صاحب الموصل فسم؛ فأبطل السلطان هذا اللقب وتلقب بالملك الظاهر .

Saowt
04-10-2007, 06:38 PM
يرفــــــــع