تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الشباب الجزائري وموجات التنصير



fakher
11-27-2005, 09:15 AM
http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/ElaphGuys/2005/11/thumbnails/T_b3703708-f57d-4e30-8716-c97d3a4d198b.jpg
نورالهدى غولي:
كان على حافة الانهيار، لم يكن له من ملجأ يمضي نحوه.. هو المسرّح مؤخرا من عمله..عالة على عائلته. كان يفكر في اشياء كثيرة متعلقة به حتى اخذ بالتردد على حانة القرية المتخفية حيث التقى بصديق أخذه إلى عالم آخر أكثر رحابة من أجواء كان يعيشها. دلّه على قسيس الكنيسة الذي صار يمنحه بعضا من الإعانات التي تصل الكنيسة، دعمه ماديا ومعنويا بحديث داعّ إلى الصبر وسعة البال، بكلام مستفيض عن الرحمة التي كانت تملئ عالم المسيح.. وبهذا كان مقران يلج فضاء آخر من باب آخر..
لا يمكن التكهن بأيّة نتيجة منطقية حين يضيق العالم بالفرد، وحين تنطفأ جذوة الانتظار والتفاؤل بين القلوب، حين تسدّ الأبواب من على مرمى نظر، وتنحصر الرؤية في إطار ضيق جدا يخنق مساحة الهواء والحرية، ومنها سيفر المكروب البائس إلى أقرب نقطة ضوء تشي بالأمان والطمأنينة.. تاركا خلفه أشياء مسكونة به، لكنها لم تساعده حين احتاج إليها.
من هنا.. من هامش الفراغ الروحي ونقطة الحاجة صارت نشاطات التنصير تزداد بصورة مطردة في الجزائر، وقد أشارت الصحافة الوطنية سابقا إلى اتساع مثل هذه الحالات في منطقة القبائل خاصة، وانتشارها بعد ذلك في مناطق أخرى.
"الإسلام دين الدولة والشعب الجزائري شعب مسلم" هذا ما كان مسلّما به إلى وقت طويل.. قبل أن يستيقظ المجتمع على فحوى حديث طويل عريض يمسّ ظاهرة التنصير ونشر المسيحية، فالجزائر بلد محافظ، ولا يتمتع بحضور ديني أو طائفي متعدد إلاّ فيما يخص اللهجات؛ ومن مجموع 30 مليون نسمة هناك 99% من المسلمين، حوالي العشرة آلاف كاثولوكي و5000 بروتستانتي، وعليه فإن هذه الأعداد الضئيلة كانت تختفي وسط ذاك الكم الهائل من المسلمين. لكنها ظهرت مؤخرا كالشعرة البيضاء في الثور الأسود وصارت تثري من نشاطاتها في ظل أوضاع هي أكثر من يدري بحالها المتردي. فقد تتبرع للشباب المحتاجين بما يقارب العشرين أورو أورويي، خاصة وأنّها هيئات تنصيرية تلقى كل الدّعم والتمويل من طرف مجلس الكنائس العالمي والفاتيكان..

نوافذ للمساجد.. وأبواب للكنائس

قبل أكثر من عقد كثر الحديث عن دور المساجد في "تفريخ" الأزمة الجزائرية، وعبر مستوى تصاعدي متسع كانت هناك إشارة موسّعة للمناشير التحريضية التي كانت تصاغ في المساجد وقد تم إرجاع كل أمر طارئ إلى قرارات الاجتماعات التي كانت تعقد بالجوامع من قبل "أمراء" جماعات خاصة، انطلاقا من فهم خاطئ للإسلام‼
لم يكن لهذا التصوّر أن يمر هكذا دون قرار مضاد يوقف بيوت الله عن نشاطاتها العادية، فقد أصدرت السلطات الجزائرية مرسوما يقضي بإغلاق المساجد مباشرة عقب الصلاة حتى لا يكون "مرتعا" للإسلاميين ولنقاشاتهم الدينية الحادّة، وفي الوقت التي تمّ فيه تضييق الخناق على المساجد راحت الكنائس تزيد من معدل نشاطاتها.. وأعمالها الخيرية. وقد أشار أحد المختصين في هذه الظاهرة إلى ظهور تيار ديني جديد يمزج بين المسيحية واليهودية في الولايات المتحدة الأميركية عبر تيار "الانجليين" وتحدث عن بعض الأعمال التبشيرية التي بادرت بها إحدى أجنحة هذا التيار ليكشف في الأخير عما يقارب وجود عشرة آلاف (10000) مرتد مع بداية العشرية الأخيرة من القرن الماضي. لا يمكنني أن أقفز على مقولة أخرى يضمنها القانون الجزائري، والقائلة بـ "حرية المعتقد" وهي الفكرة التي يرفض الكثيرون الاتكاء عليها بحجة أن ظّاهرة التنصير هي عمليّة مقصودة تستهدف الديّن الإسلامي مقابل تقديم إغراءات معينة كالمال والتأشيرة.. وعليه فهم يصرون على ضرورة الوقوف بالمرصاد لمثل هذه "الحركات المشبوهة" التي تعرّض مستقبل بعض الشباب إلى "خلل روحي"مماثل. ويدعون إلى التكاتف من أجل إيقاف المسار التنصيري كما كان واقع الحال أيام الاستعمار الفرنسي رغم كل ترسانته القوية..
" مقران" هو نموذج عن كثير شباب مغرّر بهم، تتابعت خطواتهم نحو الهاوية ذاتها، "لم تكن البداية سهلة".. هذا ما صرّح به الكثيرون، لكنّهم مقتنعين بما فعلوا إلى حدّ ما، يقولون أن الإله واحد وأنّه قادر على استقبال دعوة كل فرد مهما كانت طريقة التقدم نحوه. مسحورين بروح التسامح والطيبة التي غيّبت عن دين الإسلام تحت شعارات أخرى.. وغطّتها ظروف البلاد القاسية.
قد يتحدث البعض عن لسان مقران بتصوير حجة الفراغ الروحي الذي كان هائما فيه بلا دليل ولا دعم خاص، لينتقل إلى جانب آخر لم يكن قد دنا منه قبلا، خاصة في بلد كالجزائر، ليعود به التفكير من جديد.. وينتقل إلى حالة أخرى من الفراغ.. وهكذا. فالنزعة الأولى ستطفو على السطح لا محالة ذات يوم.. ومن أين له عندها بمرشد جديد دون العودة إلى الأصل. وقد أكد لي أحد شيوخ الزوايا في منطقة القبائل -قبل أيام- أن الوضع الآن يسير نحو الهدوء والتوازن، ولاحظ الإقبال المتزايد على المساجد بعد استتاب الأمن بين شباب المنطقة وسلطات الأمن.
حتى وان لم تكن الحادثة بالبعد المهول الذي يخاله البعض، إلا أنّ الوضع المعيشي يحتاج إلى أكثر من التفاتة ، حتى لا يملئ الفراغ بمزايدات أخرى تفرض نفسها على الناس عنوة، وخاصة الشباب وهم في مثل هذه المرحلة العمرية الحساسة، ألم يقل الخليفة عمر بن الخطاب يوما "لو كان الفقر رجلا لقتلته"..؟‼ كما أن العودة إلى المنهل الصافي المعتاد يبقى السبيل الوحيد الدارء لكثير من موجات تأتي وتختفي ..

منقول: موقع إيلاف

وداد
11-27-2005, 12:51 PM
مع صاحبة المقال الحق مئة بالمئة خصوصا بمنطقة القبائل دون أن نغفل ايضا التشيع الذي كنا لا نسمع به من قبل في بلادنا.. والأمر من ذلك أن وزارة الشؤون الدينية عندنا تقف موقف المتفرج بل والمشجع احيانا بحجة تواصل الاديان فتشارك في مؤتمرات القديسين عندهم هنا...وقد قامت جمعية صناع الحياة على ما اذكر بتنبيه مسؤولي الوزارة دون جدوى..
قولوا لنا بالله عليكم كيف لوزارة الشؤون الدينية أن ترعى مؤتمرا للصوفية هذه الأيام مع أن اغلب الطرق الصوفية التي في الجزائر أغلبها خارج عن الدين ...وماذا ايضا ...هناك من يدافع عن شيوخها حتى وإن عبدوا ابليس عليه لعنة الله..