تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : النظام السياسي..من وحي سورة النمل



مختلف
11-25-2005, 12:54 AM
بقلم : ابن قدامة
شبكة الدّفاع عن السّنة
سورة النمل..سورة مكية عظيمة جدا..وهي تلخص البناء السياسي المحكم لأي دولة تطمح أن تؤسس لجذور حضارية بالغة العمق..وفروعها بالضرورة باسقات لها طلع نضيد..
وهي خليقة أن تسمى النمل..لأنه مثال للنشاط والدأب في العمل
سمعت شيخنا الدكتور أحمد نوفل يقول:لما كان النحل أدأب من النمل..جاءت الأفعال المضارعة في سورة النحل أكثر
وهذه ملاحظة لطيفة من الشيخ وإن كان قد يقال إن سورة النحل أطول بكثير من النمل..فكان متوقعا أن تكون الأفعال المضارعة أكثر
والله أعلم

وسأقدم البنية العامة..للدولة الصحية على ضوء الآيات أو في "ظلالها " ..والله المستعان وعليه التكلان

أولا-العلم
ولقد آتينا داوود وسليمان علما

مع ما يقتضيه من الاستفادة من علوم الآخرين وخبراتهم ولو أدى لتعلم لغاتهم"يا أيها الناس علمنا منطق الطير" ثم هذا العلم متجذر على أصول صحيحة لدرجة أن تتوراثه الأجيال دون اهتراء"وورث سليمان داوود"
وليس الوقوف عقبة أمام المبدعين وأهل العلم..شرعيا كان -وهو الأصل-أو من مقتضيات حاجات التفوق المادي


ثانيا-توظيف كل الإمكانات الداخلة في مسمى القوة..دون تفرقة جاهلية لجاه أو منصب أو هوية أو زهد في قدرات أحد..
وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون)
مع عدم إغفال دور العمل المنظّم لضمان عدم التشتت والتشرذم وهضم الحقوق (فهم يوزعون) ..

ثالثا-توفير سقف عال من الحرية مادام محدودا بالشرع
"قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون*فتبسم ضاحكا"
فهذه النملة الضعيفة تعبر عن رأيها..بما لا يستطيعه أعتى البرلمانيون في دولنا وكذلك الهدهد بأشد من ذلك كما سيأتي إن شاء الله تعالى..فما يكون رد سليمان عليه السلام إلا التبسم وشكر الله تعالى
وسبب شكره والله أعلم..هو اعتذار النملة لسليمان وجنوده حين قالت "وهم لا يشعرون" ..فكأنه من فرط عدله وسماحته وكينونة دولته على التوحيد الخالص..وصل خبر ذلك إلى عالم النمل..فشكر الله على ذلك..
وهنا نستحضر قول سلمان للفاروق وهو الخليفة يومئذ على رقعة إسلامية شاسعة:لاسمعا ولا طاعة!..
واستذكار ردة فعل عمر التي حاصلها شكره بصدق على الاعتراض!!

رابعا-بناء جيش لحماية بيضة المسلمين وتعهده بالصيانة والتدريب لغرض واحد وهو إعلاء كلمة الله تعالى
وعقاب المفرط
"وتفقد الطير فقال مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين"

خامسا-أمانة الرعية فيما أوكلوا به ومناصحتهم للراعي وعدم خوفهم في الله لومة لائم عبر الوسائل المشروعة
"فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به" هذه الجرأة الأدبية من الهدهد الموحد..كانت سببا في عصمته من القتل إلى يومنا هذا.. كما جاء في مسند أحمد من نهي قتل أربعة وذكر منها الهدهد

سادسا-تحري الإعلام الصادق..وعدم خيانة الأمة بالإشاعات والتضليل ومسايرة إعلام العدو.. "قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين"

منال
12-30-2007, 01:37 PM
ماشاء الله

رؤية طيبة تذكرنى بكتاب قراءة فى نصوص تربوية

جزاك الله خيرا