محمد الخضر
12-14-2002, 12:15 PM
ما يميز أحلام اليقظة عن الواقع أنها في غالب أحوالها (دنانير المفلسين) .. بإمكانك أن تحلم كما تشاء دون دقائق تُحتسب ولا أموال تُنفق .. كل ما عليك هو أن تسترخي قليلاً وترمي واقعك وراء ظهرك أو تحت قدميك .. أنت وشأنك .. ثم ترفع الستار لتشاهد عرضاً مسرحياً أو سينمائياً أنت مخرجه.
ومن هؤلاء المفلسين (الأعزب) الذي يقضي أيامه يفكر في زوجة المستقبل ( شقراء؟ زرقاء؟ حمراء عليها نجوم صفراء؟) .. لا تعجب .. فالحلم مجاني .. وشاشة العرض كبيرة للغاية .. تستطيع أن تحلم فيها بما تشاء.
ومشكلة الأعزب الحالم أنه قد يحلم طوال حياته بامرأة في عينيها حور ، وفي منظرها قمر ، وفي منطقها درر ، ثم يختار بعد ذلك من تبدد له أحلامه تلك التي جلس يرسمها عشرات السنين !
وهنا تكمن قيمة الأعزب القنوع ... الذي يضع الشروط المعقولة ولا يحلق ببصره إلى المريخ بل يضع الأمور في نصابها وينتظر الفرج والتيسير.
والأعزب القنوع نظرته أثقب من ذاك الحالم في مسألة تعتبر أهم الكل .. فالأعزب الحالم الذي يختار المرأة لجمالها فقط هو شاب مغرور لا يدرك أبعاد الحياة الزوجية المقبل عليها بل تراه ينظر إلى التي سيقترن بها وكأنها سيارة جديدة ينبغي أن يختار ألوانها بكل دقة.
لا أحد ينكر أنّ الجمال مقوم ضروري من مقومات اختيار المرأة لكن الخلاف على ترتيب الأولويات، فالبعض يقدّم الجمال على كل شيء ، والرسول عليه الصلاة والسلام يقدّم الدين والأخلاق على كل شيء ، وحينما ذكر الجمال قال (ثلاثة من السعادة، وثلاثة من الشقاء، فمن السعادة: المرأة الصالحة؛ تراها فتعجبك، وتغيب عنها فتأمنها على نفسها ومالك، والدابة تكون وطيئة؛ فتلحقك بأصحابك، والدار تكون واسعة كثيرة المرافق. ومن الشقاء: المرأة تراها فتسوؤك، وتحمل لسانها عليك، وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك، والدابة تكون قطوفاً، فإن ضربتها أتعبتك، وإن تركتها لم تلحقك بأصحابك، والدار تكون ضيقة قليلة المرافق) حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة.
يكفي أن تكون المرأة ممن إذا نظر إليها سرّته (شعر بالارتياح تجاهها وسكنت نفسه) ما من الضرورة أن تكون بارعة الجمال وإن كان الحرص على الأجمل أمر مطلوب إن وُجدت التي تجمع بين الدين والخلق والجمال.
وفي الحديث (قلب شاكر ولسان ذاكر وزوجة صالحة تعينك على أمر دنياك ودينك خير ما أكتنز الناس) حسنه الألباني في صحيح الجامع الصغير.
أما النساء فللكثيرات منهنّ أحلاماً كأحلام العزّاب لكنها تختلف بلا شك في النظرة ، فحين يركّز الأعزب الحالم على الجمال والمال والحسب والنسب ، تفكر المرأة العزباء غالباً في فارس أحلامها على محاور ثلاث:
1- القوة ، سواء أكانت جسدية أو متمثلة في شخصيته فحسب وفي فكره وقدراته.
2- المال ، فالكثيرات يفكرنّ في الرجل الثري الذي سيصنع لهنّ المعجزات وسيعشنّ معه رغد العيش.
3- الجمال ، وظني أنّ اللاتي يفكرنّ في جمال الرجل أقل ممن يفكرّن في المال والقوة.
وأصعب ما تواجه المرأة العزباء الحالمة أمران ( أحلاهما مر).
إما أن تبقى أسيرة أحلامها فتمضي عليها السنون دون أن يكتب الله لها الزواج فلا ينالها من أحلامها إلا الألم ، وإما أن تقترن بمن لا يتحقق فيه معاشر ما كانت تحلم به.
ومن طريف ما ذكروه عن أحلام المرأة العزباء أنّ المرأة في سن العشرين تحلم بفارس مغوار على فرس أبيض فإن بلغت الثلاثين ولم تتزوج فإنها تحلم بفارس مغوار وإن جاءها راكباً حمار ، فإن بلغت الأربعين ولم تتزوج فإنها تحلم بفارس يمشي على قدميه ، فإن بلغت الخمسين ولم تتزوج فإنها تحلم بأي شيء ولو بالحمار ذاته حيث فاتها الأمل!
هذه طرفة يمكن أن نتفكه بها ونتسامر بها ، لكن المرأة المسلمة عندنا أسمى من هذا.
من الطبيعي بلا شك أن تحلم المرأة بفارس أحلامها كما يحلم الرجل ، لكن حفيدة خديجة وعائشة وفاطمة وحفصة وأسماء وغيرهنّ من الصحابيات والتابعيات تعلم أنّ الغاية التي خلقها الله من أجلها ليست هذه بل العبودية لله تعالى ، تعلم أنّ الحاجة إلى الرجل حاجة غريزية فطرية إن كتب الله لها أن تتم فالحمد لله وإن لم يكتب لها أن تتم فلن ينقص ذلك من أنوثتها ومكانتها شيء.
والإسلام يرفض لفظ (العنوسة) الذي بات هاجساً مقلقاً لكل فتاة تُعيّر به وتُسترخص كرامتها من أجله ، فكم من الرجال لم يكتب الله تعالى لهم الزواج لظروف حالت بينهم وبين ذلك وما من عيب في هذا ، وكذلك الحال لامرأة عفيفة شريفة آمنت بقضاء الله وقدره وفوّضت أمرها إليه فإن طرق باب دارها من ترتضي دينه وخلقه زوّجها وليها ، وإن طرق باب دارها من لم ترضى منه ذلك أو قدّر الله تعالى أن لا يُطرق باب دارها أحد رضيت بقضاء الله وقدره.
وفي هذا المعنى الجليل يقول الرسول عليه الصلاة والسلام ( عجباً لأمر المؤمن ، إنّ أمره كله له خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ). صحيح الترغيب.
وأعود لأقول: لكل إنسان الحق في أن يحلم كيف يشاء .. لكن العاقل من جنّب نفسه المهالك ووضع الأمور في نصابها.
ومن هؤلاء المفلسين (الأعزب) الذي يقضي أيامه يفكر في زوجة المستقبل ( شقراء؟ زرقاء؟ حمراء عليها نجوم صفراء؟) .. لا تعجب .. فالحلم مجاني .. وشاشة العرض كبيرة للغاية .. تستطيع أن تحلم فيها بما تشاء.
ومشكلة الأعزب الحالم أنه قد يحلم طوال حياته بامرأة في عينيها حور ، وفي منظرها قمر ، وفي منطقها درر ، ثم يختار بعد ذلك من تبدد له أحلامه تلك التي جلس يرسمها عشرات السنين !
وهنا تكمن قيمة الأعزب القنوع ... الذي يضع الشروط المعقولة ولا يحلق ببصره إلى المريخ بل يضع الأمور في نصابها وينتظر الفرج والتيسير.
والأعزب القنوع نظرته أثقب من ذاك الحالم في مسألة تعتبر أهم الكل .. فالأعزب الحالم الذي يختار المرأة لجمالها فقط هو شاب مغرور لا يدرك أبعاد الحياة الزوجية المقبل عليها بل تراه ينظر إلى التي سيقترن بها وكأنها سيارة جديدة ينبغي أن يختار ألوانها بكل دقة.
لا أحد ينكر أنّ الجمال مقوم ضروري من مقومات اختيار المرأة لكن الخلاف على ترتيب الأولويات، فالبعض يقدّم الجمال على كل شيء ، والرسول عليه الصلاة والسلام يقدّم الدين والأخلاق على كل شيء ، وحينما ذكر الجمال قال (ثلاثة من السعادة، وثلاثة من الشقاء، فمن السعادة: المرأة الصالحة؛ تراها فتعجبك، وتغيب عنها فتأمنها على نفسها ومالك، والدابة تكون وطيئة؛ فتلحقك بأصحابك، والدار تكون واسعة كثيرة المرافق. ومن الشقاء: المرأة تراها فتسوؤك، وتحمل لسانها عليك، وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك، والدابة تكون قطوفاً، فإن ضربتها أتعبتك، وإن تركتها لم تلحقك بأصحابك، والدار تكون ضيقة قليلة المرافق) حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة.
يكفي أن تكون المرأة ممن إذا نظر إليها سرّته (شعر بالارتياح تجاهها وسكنت نفسه) ما من الضرورة أن تكون بارعة الجمال وإن كان الحرص على الأجمل أمر مطلوب إن وُجدت التي تجمع بين الدين والخلق والجمال.
وفي الحديث (قلب شاكر ولسان ذاكر وزوجة صالحة تعينك على أمر دنياك ودينك خير ما أكتنز الناس) حسنه الألباني في صحيح الجامع الصغير.
أما النساء فللكثيرات منهنّ أحلاماً كأحلام العزّاب لكنها تختلف بلا شك في النظرة ، فحين يركّز الأعزب الحالم على الجمال والمال والحسب والنسب ، تفكر المرأة العزباء غالباً في فارس أحلامها على محاور ثلاث:
1- القوة ، سواء أكانت جسدية أو متمثلة في شخصيته فحسب وفي فكره وقدراته.
2- المال ، فالكثيرات يفكرنّ في الرجل الثري الذي سيصنع لهنّ المعجزات وسيعشنّ معه رغد العيش.
3- الجمال ، وظني أنّ اللاتي يفكرنّ في جمال الرجل أقل ممن يفكرّن في المال والقوة.
وأصعب ما تواجه المرأة العزباء الحالمة أمران ( أحلاهما مر).
إما أن تبقى أسيرة أحلامها فتمضي عليها السنون دون أن يكتب الله لها الزواج فلا ينالها من أحلامها إلا الألم ، وإما أن تقترن بمن لا يتحقق فيه معاشر ما كانت تحلم به.
ومن طريف ما ذكروه عن أحلام المرأة العزباء أنّ المرأة في سن العشرين تحلم بفارس مغوار على فرس أبيض فإن بلغت الثلاثين ولم تتزوج فإنها تحلم بفارس مغوار وإن جاءها راكباً حمار ، فإن بلغت الأربعين ولم تتزوج فإنها تحلم بفارس يمشي على قدميه ، فإن بلغت الخمسين ولم تتزوج فإنها تحلم بأي شيء ولو بالحمار ذاته حيث فاتها الأمل!
هذه طرفة يمكن أن نتفكه بها ونتسامر بها ، لكن المرأة المسلمة عندنا أسمى من هذا.
من الطبيعي بلا شك أن تحلم المرأة بفارس أحلامها كما يحلم الرجل ، لكن حفيدة خديجة وعائشة وفاطمة وحفصة وأسماء وغيرهنّ من الصحابيات والتابعيات تعلم أنّ الغاية التي خلقها الله من أجلها ليست هذه بل العبودية لله تعالى ، تعلم أنّ الحاجة إلى الرجل حاجة غريزية فطرية إن كتب الله لها أن تتم فالحمد لله وإن لم يكتب لها أن تتم فلن ينقص ذلك من أنوثتها ومكانتها شيء.
والإسلام يرفض لفظ (العنوسة) الذي بات هاجساً مقلقاً لكل فتاة تُعيّر به وتُسترخص كرامتها من أجله ، فكم من الرجال لم يكتب الله تعالى لهم الزواج لظروف حالت بينهم وبين ذلك وما من عيب في هذا ، وكذلك الحال لامرأة عفيفة شريفة آمنت بقضاء الله وقدره وفوّضت أمرها إليه فإن طرق باب دارها من ترتضي دينه وخلقه زوّجها وليها ، وإن طرق باب دارها من لم ترضى منه ذلك أو قدّر الله تعالى أن لا يُطرق باب دارها أحد رضيت بقضاء الله وقدره.
وفي هذا المعنى الجليل يقول الرسول عليه الصلاة والسلام ( عجباً لأمر المؤمن ، إنّ أمره كله له خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ). صحيح الترغيب.
وأعود لأقول: لكل إنسان الحق في أن يحلم كيف يشاء .. لكن العاقل من جنّب نفسه المهالك ووضع الأمور في نصابها.