تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مشاركة مفيدة 2 (أتحفونا) بخواطركم



طارق-بن-زياد
11-20-2005, 07:47 PM
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه،
خواطر من كتابي "الداء والدواء" و" الوابل الصيب من الكلم الطيب" للإمام إبن قيم الجوزية رحمه الله

من آثار الذنوب على القلب والبدن: إن المعاصي تحرم الطاعة، فلو لم يكن للذنب عقوبة إلا أن يصد عن طاعة تكون باديةً وتقطع طريق طاعةٍ أُخرى، فينقطع عليه بالذنب طريق ثالثة، ثم رابعة وهلّم جرا، فينقطع عليه بالذنب طاعات كثيرة، كل واحدة منها خير له من الدنيا وما عليها، وهذا كرجل أكل أكلة أوجبت له مرضة طويلة منعته من عدة أكلات أطيب منها. والله المستعان.

ومن آثارها : وهو من أخوفها على العبد- أنها تضعف القلب عن إرادته، فتقوى فيه إرادة المعصية، وتضعف إرادة التوبة شيئاً فشيئاً، إلى أن تنسلخ من قلبه إرادة التوبة بالكلية، فلو مات نصفه لما تاب إلى الله، فيأتي من الاستغفار وتوبة الكذابين باللسان لشيء كثير، وقلبه معقود بالمعصية، مُصِرّ عليها، عازم على مواقعتها متى أمكنه، وهذا من أعظم الأمراض وأقربها إلى الهلاك.

ومن آثارها: أن المعصية تورث الذل ولا بد، فإن العز كل العز في طاعة الله سبحانه وتعالى،
قال عبد الله بن المبارك:
رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانُها
وتركُ الذنوب حياة القلوبِ وخيرٌ لنفسك عصيانها

--------------------------------------------------------------------------------------------

قال بعض السلف: ابن آدم، أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج. فإن بدأت بنصيبك من الدنيا أضعت نصيبك من الآخرة وكنت من نصيب الدنيا على خطر، وإن بدأت بنصيبك من الآخرة فزت بنصيبك من الدنيا فانتظمته انتظاماً.

مثل الصيام كمثل رجلٍ في قومٍ معه صُرّة فيها مسك فكلهم يعجب بريحه، وإن ريح فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك.

ومثل الصدقة كمثل رجل أسره العدو، فأوثقوا يديه إلى عنقه وقدموه ليضربوا عنقه فقال: أنا أفتدي منكم بالقليل والكثير، ففدى نفسه منهم.

ومثل الذكر: كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعاً حتى إذا أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله تعالى.
----------------------------------------------------------------------------------------------
-القلوب ثلاثة-
القلب الأول: قلب خالٍ من الإيمان وجميع الخير، فذلك قلب مظلم قد استراح الشيطان من إلقاء الوساوس إليه؛ لأنه قد اتخذه بيتاً ووطناً وتحكم فيه بما يريد وتمكن منه غاية التمكن.
القلب الثاني: قلب قد استنار بنور الإيمان وأوقد فيه مصباحه لكن عليه ظلمة الشهوات وعواطف الأهوية، فللشيطان هناك إقبال وإدبار ومجالات ومطامع، فالحرب دول وسجال. وتختلف أحوال هذا الصنف بالقلة والكثرة، فمنهم من أوقات غلبته لعدوه أكثر، ومنهم من أوقات غلبة عدوه له أكثر. ومنهم من هو تارة وتارة.
القلب الثالث: قلب محشو بالإيمان قد استنار بنور الإيمان، وانقشعت عنه حجب الشهوات، وأقلعت عنه تلك الظلمات، فلنوره في إشراق، ولذلك الإشراق إيقاد لو دنا منه الوسواس احترق به، فهو كالسماء التي حرست بالنجوم فلو دنا منها الشيطان يتخطاها رجم فاحترق.

طارق-بن-زياد
11-20-2005, 08:02 PM
ملاحظة كل الأحرف مكتوبة كتابة ونضمن لكم عدم إستعمال ال"كوبي"و "بيست"

شيركوه
11-20-2005, 08:51 PM
الله يبارك فيك
السلام عليكم