تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عامًا على ميلاد الإمام المجدد 99



bill
10-31-2005, 06:36 PM
بقلم: د. رشاد لاشين


في شهر (أكتوبر 2005م) وبالتحديد في اليوم الرابع عشر تمرُّ علينا ذكرى عزيزة وغالية وذات قيمة عالية على مدى القرن الماضي، ألا وهي ذكرى ميلاد الإمام الشهيد حسن البنا في اليوم الرابع عشر من أكتوبر عام 1906م؛ ومرور 99 عامًا على ميلاده حتى الآن، وهو حدثٌ ليس بالبسيط ولا بالعابر، بل حدثٌ كان له ما بعده، من إصلاح وتغيير وإحياء وتجديد في حال أمة الإسلام لا زلنا نعيش في كنفه ونقطف ثمراته حتى الآن، وصدق رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حين قال: "إن الله تعالى يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة مَن يجدد لها دينها" (رواه أبو داود بسندٍ صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه).
رجل من طراز فريد

جاء حسن البنا فلم يعِش لنفسه فقط، بل جنَّد نفسه لخدمة دينه ولإنقاذ أمته، وأخذ على عاتقه مهمة إيقاظ الأمة وجمع شملها، ونشر الفهم الصحيح الشامل للإسلام الحنيف على ضوء كتاب الله وهدي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإعداد القادة والروَّاد، الذين ينهضون بأمتهم، ويأخذون بيد شعوبهم إلى عزِّ الإسلام ومجده من جديد، فكان طاقةً إيمانيةً رائعةً لا تخمد، وشعلةَ نشاط متوقدةً لا تخفت، وفهمًا صحيحًا معتدلاً لا يشرد وروحًا طيبةً لا تعرف إلا الحب والحرص على جمع شمل الأمة وتجميع صفوفها من جديد.

التعريف بالإمام الشهيد
الإمام الشهيد حسن البنا
- الاسم: حسن أحمد عبد الرحمن البنا.

- مكان الميلاد: قرية المحمودية- محافظة البحيرة بدلتا النيل مصر.

- يوم الميلاد: يوم الأحد 25 شعبان سنة 1324هـ= الموافق 14 أكتوبر سنة 1906م.

- المؤهل: ليسانس دار العلوم جامعة القاهرة سنة 1927م.

- المهمة: مجدد الإسلام في القرن الحالي ومؤسس جماعة الإخوان المسلمين 1928م.

- يوم الاستشهاد: السبت 14 من ربيع الآخر 1368هـ= الموافق 12 من فبراير 1949م.

حال الأمة قبل قدوم الإمام المجدد

جاء الإمام حسن البنا وكيانُ الإسلام الأعظم (الخلافة الإسلامية) مهدومُ الأركان؛ حيث أسقطت الخلافة على يد الخائن العميل مصطفى كمال أتاتورك عام 1924م، فجاء حسن البنا ليجدَ الأمة مقطَّعةَ الأوصال ممزَّقة الأشلاء؛ تعيش في جهلٍ وتخلفٍ وضياعٍ.. بلاد الإسلام مستذلة ومستعبدة في ظل استعمار منتشر في أغلب الديار، وغُيِّبت الأمة عن إسلامها بفعل العلمانيين الذين أرادوا سَلخَ الدين عن الدولة وحصرَه فقط في دور العبادة، وأُسندت لهم مقاليد الأمور، فانتشرت الخمر، ورُخِّصت دور البغاء، وانتشر الفساد والفحش، وأصبحت المساجد خاويةً على عروشها، اللهم إلا من شيوخ كبار مشرفين على الموت.

النشأة الصالحة ودورها في النهوض بالأمة

نشأ حسن البنا في ظل أسرة متدينة، وكان والده أحمد عبد الرحمن البَنَّا يعمل مأذونًا وإمامًا لمسجد القرية، وكان محبًّا للعلم والقراءة، وكان يصرف معظم وقته في الاطلاع والتصنيف، وقد أهَّل نفسه ليكون من علماء الحديث الشريف، فألَّف عدة كتب لخدمة السنة النبوية، منها "بدائع المسند في جمع وترتيب مسند الشافعي"، و"الفتح الرباني في ترتيب مسند الإمام أحمد الشيباني"، و"بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني".. في كنف هذا الأب نشأ حسن البنا في بيئة إيمانية موصولة بالله.. في ظلال هذا الجو الديني المشحون بالعلم والثقافة ترعرع حسن البَنَّا، فأحب العلم، وعشق القراءة، وتشرَّبت نفسه بالتدين منذ الصغر، فراح يهتم بشئون أمته ويعمل على تجديد أمر دينها.

حرصه على الإصلاح والنهوض بالأمة منذ نعومة الأظافر
الإمام البنا في شبابه
ان حسن البنا- رحمه الله- منذ طفولته حريصًا على إصلاح حال الأمة ودعوة الناس إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد شارك- وهو في المرحلة الإعدادية- في عدة جماعات أو جمعيات خيرية أو دينية معتدلة، مثل: جمعية الأخلاق الأدبية، وجمعية منع المحرمات، وتأثَّر ببعض الطرق الصوفية المعتدلة- وخاصة "إخوان الحصافية"- وكان من نتيجة تأثره بالطرق الصوفية أن برزت فكرة إنشاء "الجمعية الحصافية للبرّ" التي نهضت للحفاظ على المبادئ الأخلاقية الإسلامية الأصيلة، كما كان قيامها ردَّ فعل لنشاط البعثات التنصيرية في مصر، ولم يلبث حسن البَنَّا أن أصبح سكرتيرًا للجمعية وهو في الثالثة عشرة من عمره، واستمرَّ في الإرشادِ والدعوة حتى كوَّن جماعة الإخوان المسلمين التي حملت رسالة بناء الأمة على متوى العالم كله.

منهج رائع موفَّق

لم يأتِ حسن البنا بمنهجٍ غريبٍ ولا بفكرٍ دخيلٍ، بل جاء مجدِّدًا لأمرِ هذه الأمة، ينادي بالعودة إلى كتاب الله وسنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ونهج السلف الصالح رضوان الله عليهم، وينادي في الناس أنه لا يَصلح حالُ هذه الأمة إلا بما صلُح به أولها؛ لذلك عاش حياته كلها جنديًّا لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- يعمل على إحياءِ شمولية الإسلام وتطبيقه كمنهجٍ شاملٍ في جميع مناحي الحياة.

وكان يقول رحمه الله في رسالة التعاليم: الإسلام نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعًا، فهو دولةٌ ووطنٌ أو حكومةٌ وأمةٌ، وهو خلق وقوة أو رحمة وعدالة، وهو ثقافة وقانون أو علم وقضاء، وهو مادة وثروة أو كسب وغنى، وهو جهاد ودعوة أو جيش وفكرة، كما هو عقيدة صادقة وعبادة صحيحة سواء بسواء.

فكرة إصلاحية شاملة

ويقول رحمه الله: كان من نتيجة هذا الفهم العام الشامل للإسلام عند الإخوان المسلمين أن شملت فكرتهم كل نواحي الإصلاح في الأمة، وتمثلت فيها كل عناصر غيرها من الفكر الإصلاحية، وأصبح كل مصلح مخلص غيور يجد فيها أمنيتَه، والتقت عندها آمالُ محبِّي الإصلاح الذين عرفوها وفهموا مراميَها، وتستطيع أن تقول ولا حرج عليك إنَّ الإخوان المسلمين:

( 1 ) دعوةٌ سلفية ( 2 ) وطريقةٌ سنية

( 3 ) وحقيقةٌ صوفية ( 4 ) وهيئةٌ سياسية

( 5 ) وجماعةٌ رياضية ( 6 ) ورابطةٌ علمية ثقافية

( 7 ) وشركةٌ اقتصادية ( 8 ) وفكرةٌ اجتماعية

خطة حكيمة لإحياء الأمة

أما خطته لإحياء أمة الإسلام فكانت خطةً حكيمةً موفقةً، مستقاةً من نهجِ سيرة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فلم يلجأ إلى العنفِ أو يتعجَّل الخطوات، بل راح يبني البناء المتدرج الحكيم بخطة رائعة.. ألا وهي:

الفرد المسلم والبيت المسلم، ثم المجتمع المسلم، ثم الحكومة المسلمة، فالدولة، فالخلافة الإسلامية، وأخيرًا يكون الوصول إلى أستاذية العالم.

يقول رحمه الله: "سنربي أنفسنا ليكون منا الرجل المسلم، وسنربي بيوتَنا ليكون منها البيت المسلم، وسنربي شعبنا ليكون منه الشعب المسلم، وسنكون من بين هذا الشعب المسلم، وسنسير بخطوات ثابتة إلى تمام الشوط، وإلى الهدف الذي وضعه الله لنا لا الذي وضعناه لأنفسنا، وسنصل بإذن الله وبمعونته، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولوكره الكافرون، وقد أعددنا لذلك إيمانًا لا يتزعزع، وعملاً لا يتوقف، وثقةً بالله لا تضعُف، وأرواحًا أسعدُ أيامها يوم تلقى الله شهيدةً في سبيله".

ويقوم منهجه على التربية والتكوين، والتدرج والحكمة في إحداث الإصلاح، والتغيير المنشود، وتميزت دعوتُه بعدة خصائص، منها: البعد عن مواطن الخلاف، البعد عن هيمنة الأعيان والكبراء، إيثار الناحية العملية الإنتاجية على الدعاية والإعلانات، وشدة الإقبال من الشباب، وسرعة الانتشار في القرى والمدن.

همة عالية وحركة دؤوبة واهتمام بكل فئات الأمة

جاء حسن البنا فوجد الأمة مقطعةَ الأوصال ممزقةَ الأشلاء، يتحكم فيها أعداؤها، وتعيش في تخلف وضياع؛ فلم يقف مكتوفَ الأيدي، ولم يحرص على إصلاح نفسه فقط، بل فكَّر وأعدَّ وتحرك وحرص على حُسن البناء، وروعة الأداء، وإخلاص الوجهة لله تعالى، وانتقاء المنهج الصحيح لإعادة بناء الأمة من جديد، ثم إعداد الرجال.

جاب الإمام البنا مصرَ الكنانة الغالية، من أقصاها إلى أقصاها، ينشر شعب الإيمان ونور القرآن في كل مكان، فزار 3000 قرية مصرية من مجموع 4000 قرية في حينه، ولم يحرص على مصر وحدها، بل اهتمَّ بنشر الدعوة بين أبناء الأمة في كل مكانٍ، وانطلقت دعوته المباركة تنتشر هنا وهناك حتى وصلت إلى أكثر من 80 دولةً في ربوع العالم.

وفقه الله تعالى خلال سنوات قليلة أن يؤسس جماعةً صارت بفضل الله تعالى كبرى الجماعات على مستوى العالم يبلغ أتباعها الملايين.

اهتم الإمام البنا بإيقاظ الأمة بجميع فئاتها، فاهتم برعاية الطفولة وإعداد النشء الصالح أمل الأمة ومستقبلها، واهتم بالمرأة نصف المجتمع ومصنع الرجال ومدرسة الشعب الطيب الأعراق، كما اهتم بالمتعلمين والعمال والفلاحين، واهتم بتربية الشعب، كما اهتم بإصلاح الحكم، واهتم بقضايا الداخل وبقضايا الخارج.

بناء رباني يتحدى العواصف

عُني الإمام الشهيد بإعدادِ الرجال القادرين على حمل رسالة الإسلام والنهوض بالأمة وإعادة الخلافة الإسلامية، والعمل لإعادة كيان الإسلام وسؤدده ومجده من جديد؛ لذلك أعدَّ الرجال طِبق منهجٍ تربوي رائع ومحكم، على منهج القرآن الكريم وهدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ويقوم على مراحل تتضمن: التعريف والتكوين والتنفيذ، وتشمل الفهم العميق والتكوين الدقيق والعمل المتواصل، وتغطي كافة الجوانب اللازمة.. فكريًّا وثقافيًّا ونفسيًّا وروحيًّا وإيمانيًّا وبدنيًّا وجهاديًّا، فأعدَّ جيلاً ربانيًّا عملاقاً، استطاع بفضلِ الله أن يتحدى العواصف، وأن يتجاوز المحن الكثيرة التي مرت به، وأن يقود سفينة الدعوة إلى الله إلى بر الأمان في وسط الأعاصير بقوةٍ وحكمةٍ وعزيمة وثبات، غير حائدين ولا مفرطين في بيعتهم مع الله تعالى التي تتضمن بنودًا عشرة تنمُّ عن البناء القويّ المحكم: (الفهم، الإخلاص، العمل، الجهاد، التضحية، الطاعة، الثبات، التجرد، الأخوة، الثقة).

fakher
10-31-2005, 06:38 PM
happy birthday

فـاروق
10-31-2005, 06:43 PM
فخر انضب.....


السؤال اليوم....ونحن على راس المئة....اين هو المجدد....؟

معقول يكون ما غيرو؟

fakher
10-31-2005, 06:47 PM
ليس المهم من هو المجدد ...

المهم أن نسير في هذا التجديد بإيجابية وليس بسلبية كما هو معلوم اليوم ...

فـاروق
10-31-2005, 06:50 PM
عن اي سلبية تتكلم؟

fakher
10-31-2005, 06:58 PM
سلبية كثير من المسلمين، فلنقل 99% من المسلمين لا يفضلون التجديد لأسباب عدة ...
إما لأنهم تقليديون وإما لأنهم لا يجرؤون الدخول في التجديد الذي يخالف هوى حكامهم وعلماء الحكام أو لأنهم لا يكترثون لحال الأمة (وما أكثر هؤلاء) ...