تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تدمر في الذاكرة .. شهادات عن التعذيب ‏



من هناك
10-09-2005, 07:38 PM
بقلم: حسن الهويدي *
أخبار الشرق - 8 تشرين الأول 2005


أبقوني جالساً بعدما أنهوا التحقيق مع تلك المرأة التي أخذوها .. وأبو هارون الذي هددها بالاغتصاب منتصب ‏خلفي بصوته الذي يرعب الكثيرين .. ينتظر، رفسة من الخلف على جسدي كادت أن تودي بي حيث توزع الوجع ‏على جميع أنحاء جسدي وبتُّ لا أستطيع التنفس، وتم سحلي إلى داخل مكان شعرت راحتا قدمي بدفئه إضافة ‏إلى أجزاء جسدي المكشوفة؛ لأنهم سرقوا حذائي وجواربي وبت أمشي حافي القدمين .. الصمت يخيم على المكان ‏ورائحة التبغ ممزوجة بعطر المكان الذي بدا لي أنه مكتب لأحد الضباط ..

أنتظر المجهول القادم وأنا مقيد اليدين، معصوب العينين، فزعت بمكاني حينما رن جرس الهاتف الذي طالت ‏رنته، ألو .. ألو حاضر سيدي، ذهب إلى الحمام وسوف يعود بعد عشر دقائق وأقفل الخط من الطرف الآخر دون ‏أن ينهي هذا كلامه. بدا لي أن المتحدث هو برتبة عسكرية كبيرة. لا أدري كم هو الوقت وكم سأبقى في هذا المكان ‏الذي لا صوت فيه ولا حركة ..

وبعد برهة من الوقت شعرت بدخول أحدهم، وهذا من توجس جسدي بلفحة البرد القادمة من الخارج.

رن جرس معلق على مدخل المكتب على ما بدا لي بصوت بلبل .. احترامي سيدي احترمناك .. ابعث لي المساعد ‏يحيى والملازم أول .. والرائد .. حاضر سيدي ..

وبعد مضي قليل من الوقت فتح باب المكتب ثانية احترامي سيدي .احترامي سيدي ووو .. هلا اقعدوا، ‏

فرد بصوته الذي بدا انه يبحث في أوراق على مكتبه ورن جرس المكتب ثانية: احترامي سيدي .. ‏

روح ابعث لي الرقيب الحيوان علي بسرعة .. حاضر سيدي.

بعد ذلك بقليل دخل ..

احترامي سيدي .. أهلاً، قالها بصوت عال .. وين إضبارة الحيوان هيدا .. قدامك على المكتب سيدي .. شو مانها ‏موجودة. عفواً سيدي لحظة، ذهب إلى أمام الطاولة على ما أظن وفتش بين الأوراق ووجدها وقال تفضل سيدي ‏‏ .. انصرف .. احترامي سيدي.

ثم وجه سؤاله نحوي: اسمك يا ابن القحبة.

حسن .. حسن شو .. بيّك شو اسمو؟ عمر الهويدي.

أمك .. خود .. شو .. شو .. خود، سيدي اسمها خود.

سنك؟ 23 سنة.

لأي تنظيم تابع؟ لست منظماً.

ارفع رأسك .. ارفع رأسك يا حمار.

رفعت رأسي، وقال احدهم هذا شكل مجرم سيدي .. كم واحد قتلت ولاك ؟

لم اقتل أحدهم سيدي.

اسكت ياعرص .. حاضر سيدي.

فرد آخر لا هذا الشكل يدل على أنه كان يمول الإخوان بالسلاح ..

كم سيارة سلاح بعثت للإخوان؟ ..

أنا ليست لي علاقة لا مع الإخوان ولا غيرهم.

تكذب.

أنا احكي الصدق ولم أكذب.

ضربة قوية على رأسي من الخلف لا أدري كم من الوقت فقدت بها وعيي. وعندما صحوت وجدت ثيابي وشعر رأسي مبللين بالمياه، ولكن في رأسي ألم لا يطاق .. وجسدي ممدد على ‏الأرض، والمكان شديد البرودة وكأنني في العراء ..

صحيت .. يا ابن القحبة، عامل حالك ميت والله بدي أموتك هلق بجد ..

ونادى على بعض العناصر وأمرهم بضربي رفساً وبالعصي، وصراخي يملأ المكان الذي تفوح منه رائحة الموت ‏المؤكد .. وبعد تعذيب طال أكثر من نصف ساعة، أمسك بي اثنان من ذراعي وتم سحلي إلى المكان الذي كنت فيه.

أمرني أحدهم أن أنبطح أرضاً ففعلت دون أن أدري أين.

جاء صوت من خلف ظهري وأنا منبطح .. اسمع يا حسن .. في حديث للرسول يقول ألف أم تبكي ولا أمي. قول ‏الحقيقة أفضل إلك ومباشرة نطالعك عل البيت .. وعدا ذلك والدك موجود ينتظرك عند الباب الرئيسي وإذا تكلمت ‏سوف نسمح له أن يأخذك معه ..

صعقت لكلامه هذا لأنه يكذب؛ لأن والدي مقعد ومصاب بالشلل ولا يستطيع الكلام أو المسير ..

ها حسن شو .. قلت والدك كان يحكي معي من شوي .. وحلفت له وحياة عشرة رسول الله أنني سوف أطلق سراحك ‏بمجرد إنك تعترف ..

سيدي ليس عندي شيء أقوله ..

ما عندك .. وصب جام غضبه علي، وأخذ بضربي بكبل وآخر يضربني بعصى على ظهري وآخر يصب الماء كلما ‏حاولت أن أكتم صراخي، وتقدم نحو رأسي ودهسه بحذائه ووضعه على رقبتي يهددني بقتلي إن لم أتكلم،

وأمرني أن أستلقي على ظهري وهم لا زالوا يعذبونني بسياطهم والعصي وأصواتهم العالية بالسب والشتم علي. لم ‏أستطع أن أحس بأن لي جسد وهم يحرثون به بسياطهم وعصيهم وأحذيتهم ..

هكذا حتى بدأت أصواتهم تختفي شيئاً فشيئاً عن أذنيّ اللتين بدأتا تنزفان الدماء، وأنفي الذي كسر عندما رفسني ‏بحذائه .. ولم أدر بشيء إلى ان وجدت نفسي ثانية في مكان بارد والمياه تغطي كل أنحاء جسدي وبردوة الطقس التي لا ‏تطاق.

وبدأت أحرك بعضاً من أجزاء جسدي للتأكد من سلامتها.‏ فرد أحدهم: شو صحيت يا ابن القحبة؟ وأخذ يعذبني بكبل، وكلما ضربني ضربة تأتي التي تليها بقوة، ومن ثم أمر ‏واحداً بجانبه أن يكشف عن ظهري وهو يقول له: اكشفلي عن ظهره بدي أحرثه حرث لهل العرص حتى يعترف ..

اعترف عن شو سيدي ما عندي شيء اعترف عنه، أحلفلك بالله ومحمد رسوله انني لا أملك أي معلومة حتى ‏أعترف لك .. كان ذاك قد انتهى من خلع قميصي الداخلي الذي مزقه، ثم أمرني أن أنبطح على بطني، وأطلق ‏لسوطه العنان غاضباً على ظهري الذي انفصل عن روحي، وآخر يضربني على راحة قدمي الحافيتين المبللة ‏بالمياه ..

شو ما بدك تعترف؟ اعترف أحسن ما تموت يا ابن الكلب. وكما في المرة السابقة أرجعوني إلى تلك الغرفة ‏اللعينة ..

شو يا ابن القحبة ما بدك تعترف؟ ابو هارون تعال هون .. شوف تأخذ ها الكلب وتعلمو كيف يعترف وبطريقتك ..

أين انا؟ كم الوقت وكم أصبحت ‏الساعة وهل حان وقت بزوق الفجر؟

__________
* كاتب سوري، سجين سياسي سابق

كلسينا
10-09-2005, 09:06 PM
السلام عليكم :
أخي بلال ، هذا غيض من فيض ، إذا بدك تعرف أكثر فيمكنك زيارة باب التبانة عند عودتك ، وستسمع عن عصا الله والعياذ بالله ، وكرباج محمد ، عليه وعلى آله الصلاة والسلام ، وما خفي أعظم . هذا حكم الحديد والنار ، شو مفكر ، ذكرتني بصاحبنا مودرن والعلمانية .

من هناك
10-09-2005, 09:10 PM
اللهم اعف عنا واغفر لنا وارحمنا

انا اعرف الكثير من معذبي باب التبانة والقبة ولكنني احببت ان اعرض لللإخوة في الخارج ما كان يفعله الأشقاء :(

من قلب بغداد
10-10-2005, 04:59 PM
السلام عليكم

هذا من كتاب """ في القاع "" ؟؟؟؟