تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : السعودية تمنع الصحافية رانيا الباز من التوجه إلي باريس



من هناك
10-01-2005, 02:32 PM
السعودية تمنع الصحافية رانيا الباز من التوجه إلي باريس للمشاركة بفعاليات لا خانعات ولا خاضعات

في الوقت الذي كانت فيه دار النشر الفرنسية الشهيرة ميشال لافون تضع اللمسات الأخيرة علي برنامج إعلامي حافل للترويج والدعاية لكتاب الصحافية السعودية رانيا الباز مشوهة الذي يصدر هذا الأسبوع في العاصمة باريس، وهو كتاب علي شكل شهادة يحكي قصة الاعتداء العنيف الذي تعرضت له علي يد زوجها العام الماضي وتحوله إلي حدث اجتماعي وسياسي في المملكة السعودية، تبينَ أن السلطات الحكومية أمرت بمنع رانيا الباز من مغادرة البلاد وحرمتها بالتالي من المشاركة في فعاليات الجامعة الخريفية للجمعية النسوية الفرنسية لا خانعات ولا خاضعات التي تُعد الباز ناطقةً باسمها في منطقة الشرق الأوسط. وحتي كتابة هذه السطور لم تعط سلطات الرياض أي تبرير رسمي لمنع الصحافية السعودية من التوجه إلي فرنسا.
خبر المنع أعلنته رئيسة جمعية لا خانعات ولا خاضعات السيدة فضيلة عمارة الجمعة أمام المئات من الحضور في افتتاح أشغال الجامعة الخريفية المنعقدة في دوردون بضواحي العاصمة باريس حيث كان من المنتظر أن تلقي رانيا الباز محاضرة حول أوضاع المرأة في منطقة الخليج وتساهم إلي جانب الكاتبة المصرية نوال السعداوي والناشطة الحقوقية اللبنانية فائقة تريكي في إعطاء فكرة عن مشاكل المرأة العربية وسبل الدفاع عن حقوقها.
دار ميشال لافون للنشر أبدت استغرابها لقرار منع الباز من التوجه إلي باريس والترويج لكتابها ولقضيتها في الأوساط الفرنسية خاصة وأن السلطات السعودية كانت أبدت تعاطفا واضحا مع رانيا بعد حادث الاعـــــتداء عليها العام الماضي ووظفته من أجل تلميع صورة المملكة بل أن الأميرة سارة زوجة أمير منطــــــقة جدة نفسها تولت الدفاع عنها شخصيا وحثتها علي تحويل قضيتها الشخصية إلي قضية مجتمعية لتحسيس الــــرأي العام الســــعودي بالقهر المسلط علي النساء في المملكة والذي يبلغ حد التشويه الجسدي وأحيانا القتل.
أما جمعية لا خانعات ولا خاضعات التي أدانت هذا المنع التعسفي فهي تسعي لحشد غالبية المنابر الإعلامية في الصحافة المكتوبة والمسموعة والمرئية للدفاع عن حق رانية الباز في السفر والدعاية لكتابها خاصة وأن الجمعية كانت من أول المدافعين عن الباز فور ذيوع خبر الإعتداء عنها وسبق وأن استقبلتها العام الماضي كمُحاضِِرة في فعاليات جامعتها الخريفية.
واعربت احدي الناشطات بقضايا حقوق المرأة وهي من المتابعات لقضية رانيا عن استغرابها لعدم تطرق الباز في كتابها مطلقا للنظام السعودي وعدم توجيه أدني انتقاد لسياساته مكتفية بالتركيز علي إدانة العنف الذكوري والأسري بمعناه الاجتماعي عبر مشوارها الشخصي. رغم أن المملكة وسياساتها المحافظة هي، في نهاية الأمر، المسؤول الأول عن تجريد المرأة السعودية، كما الرجل، من حقوقها وهي علي ما يبدو حريصة علي الحفاظ علي وضعها ككائن دوني من الدرجة الثانية من خلال منعها من قيادة السيارات ومن حق الانتخاب وما إلي ذلك من الحقوق الأساسية التي تتمتع بها المرأة العربية حتي في بلدان مثل جيبوتي وموريتانيا وجزر القمر مثلا.
لكن الناشطة التي رفضت الافصاح عن هويتها قالت ان منع رانيا الباز من مواصلة معركتها من أجل حقوق المرأة السعودية سيزيد من تعميق الصورة السيئة للمملكة في فرنسا وفي المحافل الدولية، هذه الصورة التي تخسر عليها السعودية مئات الملايين من الدولارات لتلميعها إعلاميا في الأوساط الدولية بدون جدوي. كما أن هذا المنع قد يؤدي إلي عكس ما تريده السلطات ويضاعف لا محالة من الهالة الإعلامية التي تحيط برانيا الباز وبقضية المرأة السعودية وهو الأمر الذي لم ينتبه إليه علي ما يبدو المسؤولون عن منعها من السفر .