تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ..... حكاية مجاهدين وشهداء ....!....



lady hla
09-27-2005, 10:59 AM
........... السلام عليكم ...........



الشهيد المجاهد خطّاب

http://www.arab3.com/upload/images/Sep05/tawbh_97QdJg.jpg

http://www.arab3.com/upload/images/Sep05/tawbh_HKIWb4.jpg


الإسم الحقيقي : سامر بن صالح بن عبد الله السويلم

مولده ونشأته :
ولد خطاب عام 1389 هـ في مدينة عرعر شمال المملكة العربية السعودية, ينتمي لعائلة خيرة طيبة إشتهرت بالشهامة والشجاعة حتى أن جده عبد الله عرف في الأحساء بـ "النشمي" ولو لم تنجب هذه العائلة الا خطابا لكفاها شرفا وسؤددا, ولقد نزحت هذه العائلة من نجد الى منطقة الاحساء عام 1240هـ وهناك ولد أجدادة, وولد فيها والده صالح رحمه الله تعالى الذي انتقل الى عرعر, حيث ولد بطلنا خطاب, ومكث فيها حتى انتهى من الصف الرابع الابتدائي وعمره عشر سنوات, وفي عرعر كان والده يأخذه في كل أسبوع مع اخوته الى المناطق الجبلية يعلمهم الشدة والشجاعة, ويضع على ذالك الجوائز والحوافز ويطلب من أولاده العراك والصراع حتى تشتد سواعدهم, وفي هذا الجو بدأت تظهر اثار النجابة والشجاعة على خطاب, ثم انتقل والده رحمه الله بأبنائه الى مدينة الثقبة بالقرب من الدمام, وهي مدينة أخرجت الكثير من الدعات والصالحين.

وتوفي والد خطاب قبل سنتين, وكانت أمنيته أن يرى خطاب قبل وفاته. نسأل الله أن يجمع بينهم في جنته, أما أمه فمازالت على قيد الحياة, وهي بنت اسماعيل بن محمد المهتدي , وتبلغ من العمر 58 سنة, وهي تركية الاصل هرب ابوها من تركيا عند سقوط الخلافة الاسلامية, وفي سوريا ولدت ام بطلنا خطاب, ولا نقول الا غفر الله لبطن جاء لنا بخطاب, ولخطاب من الاخوة خمسة وهو خامسهم في الترتيب.

وكان بيت خطاب كأي بيت في ذلك الوقت من جهة حب الدين والاهتمام بشعائرة الظاهرة إلا انه كان يتفوق على كثير من البيوت بالاهتمام بالشريط الاسلامي والمجلة الاسلامية, وهذه كانت شبه معدومة في ذلك الوقت, ولهذا لا غرابة اذا قلنا ان البيئة مهيئة لإخراج القائد خطاب رحمه الله.

وكان رحمه الله يتحدث بأربع لغات, وهي العربية واللغة الروسية والانجليزية والبوشتو.

وأستشهد رحمه الله في أوائل شهر صفر من عام 1423هـ وله من العمر 33 عاما ( في عز شبابه وحيويته ونشاطه) نسأل الله أن يرفع قدرة, ويعلي درجته, وأن يكون شهيدا مضحيا في سبيل الله, امين.


فكر ودعوة خطاب يرحمه الله

كان رحمه الله سلفي العقيدة والمنهج, ويصرح بذلك في اشرطته الخاصة وجلساته العامة, ولكنه لم يكن متعصبا ابدا لمجموعته, فكتب الله له قبولا لدى كل الاتجاهات الاسلامية بلا استثناء , وينصح اهلها ,ويقبل نصيحتهم وله علاقة قوية بشيوخ المجاهدين من أمثال الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد بن صالح العثيمين والشيخ حمود العقلا رحمهم الله جميعا وكان يستشيرهم في قضايا الجهاد والعلم والدعوة ,ولهذا لم يعهد على مجموعته الجهادية في الشيشان بدع أو خرافات, ولقد طارت عقول الصوفية منه وخشو على مناصبهم أن تطير فتعاونوا مع الروس الغزاة لمنع فكره من الانتشار خاصة وان الناس بدأوا يتأثرون به بقوة.

ورأى ان الشيشان بلد خصب للدعوة, فعمل محاضن دعوية لتكوين مجموعات دعوية جهادية على الخط الصحيح, فأنشأ "معهد القوقاز لاعداد الدعاة " حيث يلزم كل شخص بالانضمام اليه قبل قبوله في الجهاد فيخضع لدورة عملية مكثفة تقارب الشهرين. ثم ما لبث ان تكاثر الناس عليه يريدون العلم والجهاد حتى وصل عددهم الى 400 طالب جاءوا من التتر وداغستان وطاجكستان واوزبكستان والانجوش وغيره , وهذا الذي أفزع روسيا , ثم تطور العمل فأنشأ رحمه الله داره لتحفيظ القران , ووضع برنامجا لاعداد الدعاة وبرناجا اخر لاقامة المحاضرات في القرى , ودورة في التعليم الاساسي ودورة في رفع مستوى الدعاة , كما قال رحمه الله راينا اثر هذا العمل على المجاهدين في تضحياتهم وبذلهم.

وبهذا صار الجهاد في الشيشان مضرب الأمثال ,. فلا نزاع ولا تفرق ولا تشرذم. كلهم على قلب رجل واحد, وجعلوا لهم مفتيا لا يتجاوزونه ابدا وهو الشيخ ابو عمر الشيخ السيف الخالدي من منطقة الدمام بشرق السعودية رحمه الله وهو ليس قحطانيا كما زعم البعض من اجل مارب اخرى .

نظريات خطاب الجهادية الثلاثة


لم يكن المجاهد والقائد خطاب رحمه الله, يقاتل باسلوب عشوائي وانما كان له فكر جهادي ناضج حتى اصبح مدرسة ومنهجا يدرس اكبر المعاهد العسكرية في العالم , وكان له رحمه الله نظريات ثلاث في جهاده :--

النظرية الاولى:-
التربية , وعلى هذا الاساس كلما اتى بلدا من بلدان واراد ان يفتح باب الجهاد فيها قام باخذ مجموعة من شبابها , ثم اعتنى بهم ووضعهم في محاضن دعوية حتى يكونوا هم اساس الدعوة في ذلك البلد, وفي الشيشان انشأ معهد القوقاز لتخريج الدعاة واول مجموعة اعتنى بها في الشيشان كانت 90 شخصا ثم صفاهم حتى وصل عددهم الى 60 شخصا وهم الان اصل الجهاد في تلك البلاد, مع العلم انه وجد معارضة من بعض الطيبين في هذا الامر حيث طالبوه ان يبدأ بالقتال, بحجة ضيق الوقت واحتلال بلاد المسلمين والعبث بها, ولكنه اصر على هذا الامر , وقد راهنهم عليه ونجح نجاحا كبيرا.

وكان يحث جنوده على مسألة طالما نسيناها وهي مطابقة الفعل مع القول , حيث كثيرا ما خاطب اصحابه من العرب قائلا:-ان هؤلاء لا يعرفون لغتكم,ولا ينبغي ان يكون هذا حاجزا بينكم وبينهم, بل اروهم صدق افعالهم.

النظرية الثانية :-
التجهيز , وهذه النظرية لا نظن ان احدا يعلو عليه فيها , فقد بلغ به الامر انه كان يجهز عتاد السنة ونحوها قبلها , وكان يقول ايام حربه في طاجكستان: لا تكونوا مثل اخوة لكم ياتون لينصروا اناسا ,فاذا هم يطلبون من ينصرهم . لامال معهم ولا سلاح ولا طعام.

فكان يعجز من حوله بدقة الترتيبات , حتى كان مدرسة في التنظيم والترتيب منذ كان في افغانستان, بل وقبلها ايضا, وكان استعداده يشمل الطعام والسكن والطريق والاستخبارات حول العدو بحيث يحصل التكامل في تجهيزه واستعداده .

النظرية الثالثة:-
القتال , وهذه المسألة ندع الحديث عنها للخبراء الروس , الذين طالب بعضهم ان تدرس افكاره العسكرية في جامعاتهم, ويكفي اعجابا به ان نرى الشيشان صغيرة مكشوفة تكنلوجيا وعسكريا , ومع ذلك ينجح في مهمتين من كل منهما انجاز في ذلك: حيث استطاع التخفي بجنوده والحفاظ عليهم , واستطاع ايضا دك القوات الروسية وايقاع الخسائر بها .

تاريخ جهاده:


التحق خطاب رحمه الله بالجهاد الافغاني عام 1408هـ بعد رمضان مباشرة وله من العمر 17 عاما . حيث ترك دراسته في شركة ارامكو البترولية, وكان رحمه الله يحرص على توثيقه السريع بعلاقاته مع المجاهدين, ولهذا لما انطلق من السعودية اخذ معه وثيقتين للتعريف به, الاولى من مدير مكتب خدمة المجاهدين في الدمام , والثانية من أحد الاشخاص الذين يعزهم مسؤول الهلال الاحمر السعودي في باكستان, وبقي هناك شهرين ثم رجع وحج وعاد مرة اخرى الى افغانستان, وبقي فيها الى نهاية الجهاد عام 1412هـ ولكنه رجع تلك الفترة للعلاج من اصابة أصابته اثناء احدى المعارك الافغانية, وولي قيادة "سرية أحد " التي اصبحت فيما بعد نموذجا يحتذى به في سرايــا المجاهدين, ثم انتقل بعد ذلك الى طاجكستان لمدة سنة, حتى اصيب في معركة من المعارك, وقطعت اصبعين من أصابع يده اليمنى بسبب قنبلة يدوية, واضطر الى الذهاب الى الشيشان لعلاج يده واستقر به المقام والجهاد هناك .

.............. وإن شاء الله لَنا قصة وحكاية لمجاهد أو شهيد سأقدمها لكم في كل مرة ....!.... يتبع .....


سلامي اليك
lady hla
القدس

شيركوه
10-05-2005, 07:45 PM
السلام عليكم
بارك الله فيك اخت حلا

جهد طيب

السلام عليكم

lady hla
10-06-2005, 11:09 AM
............ السلام عليكم ..........




.............. وباركَ فيكَ .......!....... وأشكر مرورك الطيب .......!!........


سلامي اليك
lady hla
القدس

شيركوه
10-11-2005, 08:55 PM
في إحدى الليالي رأى الشاب أبو الوليد في منامه أنه يقرأ سورة يوسف فاتصل على أخته وقص لها الرؤية، فقصتها أخته على أحد المعبرين، فأولها أن أخاها سيحاصر مع 12 رجلاً آخرين في أرض أجنبية.. من هنا تبدأ قصة الشاب أبو الوليد ابن الـ 34 ربيعًا ، والذي ولد في السعودية ، وجاهد في أفغانستان ، ومات في أرض الشيشان.
شاب كأي شاب ، اسمه الكامل ..عبد العزيز بن سعيد بن علي الغامدي ولد في قرية الحال بمحافظة بلجرشي في السعودية عام 1392هـ
درس بها المرحلة الابتدائية ومن ثم المتوسطة ودرس الفصل الدراسي الأول فقط من الصف الأول الثانوي ثم بدأ رحلة الجهاد عام 1407هـ .. كان يرعى الغنم وهو صغير وكان يقرأ سير الصحابة و الجهاد في زمن المصطفى صلى الله عليه وسلم ويسأل الله أن يكون مجاهداً .. كما كان يذكر إعجابه بهم في كل مكان وفي كل مجلس ..
دخل أبو الوليد المسجد ذات مساء، وكان آنذاك يبلغ من العمر ستة عشر عاماً في بداية المرحلة الثانوية ، سمع شيخا في المسجد يتحدث عن سيف الدين قطز المملوكي ذي الأصل الشركسي الذي تصدى لهجوم التتار على أرض الإسلام ، وصلاح الدين الكردي الذي جاء من أقصى شمال العراق ليحرر بيت المقدس من أيدي الصليبيين ، فطاف الشاب بخياله، وبدأ يفكر في عظمة الإسلام التي جعلت من الشراكسة والأتراك شركاء للعرب في حماية بيضة الإسلام وكان في هذا المجلس أحد أمراء الجهاد ممن كان يجاهد في أفغانستان فقال له أمير الجهاد : هناك أرض بها جهاد كجهاد الصحابة إذا أحببت أن ترى ذلك استأذن والدك وسوف أخذك معي لترى حياتهم ثم تعود لدراستك وأهلك .. لم يعارض والده ولم يزد عن أن قال أستودعك الله ..
عندما وصل إلى أرض الجهاد أترك الوصف له رحمه الله فقد قال : ( عندما وصلت إلى أرض الجهاد كنت أرى أشياء السامع لها ليس كمن يعاين ويرى كنت أشعر بروحانية وإيمان .. تجددت أشياء في حياتي وهذا من فضل الله علي .. كنت أشعر بسعادة لن يشعر بها إلا من عاشها .. هذا وقد كنت وقتها فقط متدرب لم أشارك في الجهاد بعد .. وعندما جاء وقت العودة للأهل كان علي الاختيار هل أبقى على الأرض التي كنت أحلم بالوصول إليها والعيش عليها أرض الجهاد ؟ أم أعود إلى الأهل والديار ؟ في ذلك الوقت كان كل من يسافر للجهاد لديه بطاقة تحدد موعد العودة له .. كنت أنظر إلى البطاقة وأشعر وكأن شيء يشدني إلى هذه الأرض ويقول لي لا تذهب .. هذه انطلاقة فلاحك في الدنيا والآخرة .. وقررت .. ومزقت الورقة التي تحدد عليها موعد العودة وبقيت على أرض الجهاد (

وعلى الفور توجه الفتى في صيف 1988-1407 هـ إلى أفغانستان ، وشهد فتوحات جلال آباد وخوست كابل في عام 1993.
كانت هذه بداية المجاهد القائد أبو الوليد رحمه الله ..

شيركوه
10-11-2005, 08:56 PM
وكان يكثر من بقائه في شمال أفغانستان في وقت لم يكن يذهب إلى الشمال إلا القليل بسبب صعوبة الظروف والطريق ، والثلوج والبعد .. كان يستغرق الطريق إلى الشمال في ذلك الوقت والذي ذهب فيه شهراً كاملاً ..
أُسِر أبو الوليد في أفغانستان وفك الله أسره ولله الحمد ..
نجا من الموت مرات عديدة حتى أنه تمزق قميصه من شدة الرصاص ولم يدخل جسده منها شيء .. حتى أنه كان ذات يوم في مسجد وهذه القصة في شمال أفغانستان وكانت المنطقة التي هو فيها عليها قصف شديد ولما تحرك من تحت جدار المسجد سقط الجدار مباشرة في مكانه ..
أصيب مرات عديدة ولم نعلم إلا الشيء القليل منها فقط لأنه لم يكن يخبر أحداً بما يصيبه في سبيل الله ..
أتى خبر مقتله عدة مرات وهو في أفغانستان ..
كان كثير العبادة قليل الكلام يميل إلى الجدية في جميع ظروف حياته ..كان رحيم القلب عطوف جداً لا يكاد يستطيع أن يسمع بكاء الأطفال أو النساء ولا يتحمل أن يسمع عن مآسي المسلمين دون أن تدمع عيناه .. لكنه وفي نفس الوقت ذو قلب حديدي على أعداء الله وقد حباه الله هيبة عجيبة ، ومن كان يعرفه في حال حياته العادية ثم رآه في وقت القتال لا يكاد يصدق ما يرى من ذلك الأسد المغوار .. وهل هو ذلك الشخص الهادئ الصموت ؟ بل كان الضحوك القتال وأذكر هنا أنه في أفغانستان قاتل مع مجموعته التي كانت تتألف من تسعة أشخاص في مساء واحد ففتح هو وإخوانه خمسة عشر بوصطة للعدو والبوصطة هي المركز وقتلوا من قتلوا .. وأسروا الباقين وكان هذا في منطقة لوجر
وكما قال القائل :
فيا عباد أكتوبــــر ******* لقانا في ثرى لوجـــر
صهيل الخيل في صدري ***** وفي قلبي الردى زمجر

شيركوه
10-11-2005, 08:57 PM
ومع انتهاء الحرب وخروج الروس مدحورين من أفغانستان ، ودخول البلاد فتنة داخلية ، آثر الشاب مع القائد ورفيقه في درب الجهاد سامر السويلم الشهير بـ" خطاب"، الخروج من أفغانستان ... ولكن إلي أين؟؟
توجه المقاتل بل المجاهد على متن جواده يطلب الموت والقتل مظانة في سبيل الله .. فتحرك إلى طاجاكستان
بعد ان أعد حقائبه ومعه مجموعة صغيرة من المجاهدين وذهبوا إلى طاجيكستان في عام 1993 ، ومكثوا هناك سنتين يقاتلون الروس في الجبال المغطاة بالثلوج ينقصهم الذخائر والسلاح ، وأصيب الرجلان وعبثاً حاول البعض إقناعهما بالعودة إلي بيشاور للعلاج، لكنهما رفضا. و بعد سنتين من الجهاد في طاجيكستان عاد الشاب أبو الوليد إلى أفغانستان في بداية عام 1995بعد ان عقد الصلح بين الحكومة الطاجكية وحزب النهضة الذي كان المجاهدون يقاتلون معه .. .. ليسأل نفسه: وماذا بعد؟!
ولم تتأخر الإجابة طويلاً .. فقد جلس أبو الوليد مع رفيق دربه "خطاب" ذات مساء يشاهدون التلفزيون فجودا فتية شيشانيين يرتدون عصابات مكتوباً عليها "لا إله إلا الله محمد رسول الله" ، ويصيحون صيحة "الله أكبر".. عندئذ استرجع الفتى درس شيخه حسن صلاح الدين "الكردي" محرر القدس ، وقطز " الشركسي" هازم التتار .. فعقد الشاب نيته بالذهاب إلى أرض الشيشان ليعيد التاريخ دورته بإنجاب شباب من أمثال "خطاب" و "أبو الوليد" يضاهون صلاح الدين وقطز في عالمية الجهاد الإسلامي ، في عصر سمح للعولمة باجتياز كل الميادين إلا "الجهاد "فحملا حقائبهما وتوجها إلى الشيشان عام 1416هـ فقاتلا هناك واستمر الجهاد حتى أجبر المجاهدون القوات الروسية المحتلة على الخروج ..
مع دخول "أبو الوليد" أرض الشيشان عام 1995 ، تبدأ صفحة جديدة أكثر خصوبة في حياته الجهادية ، ففي الشيشان بدأت تظهر عبقرية "أبو الوليد" ، التي جعلته يقود فيلق المجاهدين العرب بعد استشهاد رفيقه خطاب.
كما كان للطبيعة الشيشانية الأبية أثر كبير على طبيعة أبي الوليد النقية ، فقد عرف عن الشيشان صلابة البأس في القتال، والقتال حتى الرمق الأخير، فالشيشانيون عرف عنهم كرمهم ، و احترام الصداقة والحب بإخلاص، يكتمون أحزانهم وأفراحهم ولا يعبرون عن أسفهم بسهولة ، وهي الصفات التي أعجبت أبا الوليد فقرر الزواج من امرأة شيشانية والتي أنجبت له طفلين هما "عمر" و"صلاح الدين".
فعلى صعيد العمليات العسكرية أثبت أبو الوليد مع رفيقه القائد "خطاب" نجاحهما في توجيه ضربات موجعة للجيش الروسي ، ففي إبريل 1996 هاجم أبو الوليد مع مجموعة من المجاهدين العرب قافلة عسكرية روسية قرب بلدة باريش ماردي، وأدت العملية إلى مصرع 53 عسكرياً روسيًا وجرح 52 آخرين، وتدمير خمسين سيارة عسكرية، وهو ما ترتب عليه إقالة ثلاثة جنرالات روس، وأعلن الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين بنفسه عن هذه العملية أمام مجلس الدوما الروسي، وتم تصوير هذه العملية بالكامل على شريط فيديو .
وبعدها بشهور نفذت نفس المجموعة المجاهدة عملية هجوم على معسكر روسي نتج عنه تدمير طائرة هليكوبتر بصاروخ AT- 3 Sager المضاد للدبابات ومرة أخرى تم تصوير العملية بالكامل على شريط فيديو، كما شاركت أيضًا مجموعة من مقاتليه في هجوم جروزني الشهير في شهر أغسطس من عام 1996 الذي قاده القائد الشيشاني المعروف شامل باسييف.
وحين جاء توقيع الاتفاق بين المجاهدين والقوات الروسية طلبت القوات الروسية ممثلاً عن المجاهدين العرب فقال المجاهدون الشيشان هؤلاء متطوعون فقط وأما الاتفاق فنحن المعنيون به فهي أرضنا .. فقال الروس لن نوقع معكم أي اتفاق حتى يكون ممثل من المجاهدين العرب حاضر لأنهم هم الذين أجبرونا بالدرجة الأولى على الانسحاب . فندب أبو الوليد نفسه للذهاب والتوقيع وبعد التوقيع قال الجنرال الروسي لا بد أن يذهب معنا أحد القادة العرب حتى نضمن عدم تعرضنا للقتال من قبل المجاهدين العرب .. فقام أبو الوليد مرة ثانية وانتدب لأن يكون هو الذي يذهب معهم ويخرجهم من أرض الشيشان . فركب الدبابة الأةلى وهو على برجها بعد أن أزاح الجنرال الروسي . وكان يحمل في يده سلاحه وقد ربط به العلم الذي اختاره المجاهدون شعاراً لهم وهو الراية السوداء وقد كُتب عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله .. وفي يده الثانية كتاب الله ..وسارت قافلة الانسحاب الروسي وهو يقودها كما يُقاد الحمار .. وحين غربت الشمس طلب أبو الوليد بعزة المسلم التوقف ، فارتبك الضابط الروسي وظهر الخوف على وجهه ولم يستطع الكلام بشكل طبيعي وقال ماذا تريد ؟ نحن لم نفعل شيء ..فقال أبو الوليد ليس هناك شيء نحن مسلمون وهذا وقت صلاة .. فتوقفت القافلة كاملة وقام أبو الوليد على برج الدبابة وأذن لصلاة المغرب ثم نزل وصلى المغرب وسبح وأكمل الأذكار ثم صعدوا وأكمل مسيرته في إخراج القوات الروسية من أرض الشيشان ..

شيركوه
10-11-2005, 08:59 PM
الجزء السابق كان في الحرب الأولى .. بعد انتهاء الحرب الأولى بقي هناك في فترة السلم والتي كانت فترة القتال أهون منها .. فقد كانوا أي المجاهدين والذين كان من بينهم أبو الوليد .. في عمل مستمر .. فلم يكن يرى أبناءه الذين يغادرهم وقت صلاة الفجر إلى وقت النوم فقد بنوا معهد لتحفيظ القرآن وتعليم الدين ودوراً للأيتام ومعهد للقضاء .. وكان أبو الوليد هو المسئول عن ذلك .. فكان يقوم بالبناء ويشاركهم حتى النهاية .. وبقي كذلك حتى دخلت القوات الروسية المحتلة للمرة الثانية .. ثم ترك زوجته وأبنائه وكتب لهم وصيته المعروفة ( سنكتبها بإذن الله لاحقاً ) ترك ابنه الرضيع صلاح الدين ولم يتمتع برؤيته كثيراً .. ولم يداعب ابنه الأكبر عمر كثيراً لأن همه كان أكبر .. هاجرت الزوجة ورحل الأبناء وبقي المجاهد في ساحات الجهاد .. وبدأ إخوانه المجاهدين يُقتلون ( نحسبهم عند الله شهداء ) واحداً تلو الأخر بداية بحكيم .. ثم يعقوب ثم خطاب وكذلك الأفراد حتى بقي المجاهد وحيداً ..
وقد كان من المعروف عنه رفضه الشديد للأمارة وكان يعتذر في جميع الحالات والظروف ولم يستلم الأمارة بعد استشهاد رفيقه المجاهد القائد خطاب الذي نالت منه سهام الغدر في إبريل 2002 إلا بعد أن أفتى له أحد المشائخ بأنه في حالة رفض الأمارة مع عدم وجود من ينوب غيره فإنه آثم .. فاضطر قبولها مرغماً وليس حباً في الأمارة أو الظهور وعندها أعلن أبو الوليد عن استراتيجيته العسكرية الجديدة وهى نقل مسرح العمليات إلى داخل الأراضي الروسية، فقد أدرك أبو الوليد الغامدي أن استمرار العمليات العسكرية داخل الأراضي الشيشانية، يتيح الفرصة أمام الروس لإلحاق الأذى بالشعب الشيشاني. لذلك كان لزامًا نقل مسرح العمليات إلى داخل الأراضي الروسية، فالروس على حد تعبيره "محاربين فهم الذين اختاروا هذه الحكومة التي تسعى إلى قمع الشعب الشيشاني".. وأصبح كل ما تتمناه موسكو هو الإيقاع أو قتل القائد أبي الوليد ، وفي كل مرة تتراجع فيه شعبية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، كان يتم الإعلان عن مقتل القائد "أبو الوليد" وهو الأمر الذي تكرر عدة مرات.
وعندئذ لجأت موسكو إلى حيلة أخرى فكان الإعلان عن مكافأة مالية قدرها ثلاثة ملايين روبل (100 ألف دولار) مقابل معلومات أو مساعدات عملية في شل نشاط أبي الوليد ، وكان الفشل من نصيب الروس وعملائهم الذين لم يستطيعوا الإيقاع أو الإمساك بالقائد العربي.
واستمر أبو الوليد في جهاده ضد قوات الاحتلال الروسي ، مكبدين الروس أكثر من 8 آلاف جندي قتيل ، وتدمير 1000 من الآليات والتقنيات العسكرية، فضلاً عن إسقاط 31 مروحية وهو ما يمثل أكبر خسارة لروسيا منذ بداية الحرب الثانية.

شيركوه
10-11-2005, 08:59 PM
و شعر الفتى المجاهد بأن ساعته قد اقتربت ، وتاقت نفسه للقاء أحبته المجاهدين الشهداء ، فبعث وصيته لأهله عبر شريط تسجيلي (صوتًا وصورة) يتضمن وصاياه لأهله وعشيرته وخصوصًا أمه التي بشرها فيها بقوله: "أعلمتِ يا أماه كيف خرج ابنك من الدنيا؟" .."لاَ تَجِفُّ الأَرْضُ مِنْ دَمِ الشَّهِيدِ حَتَّى يَبْتَدِرَهُ زَوْجَتَاهُ، كَأَنَّهُمَا طَيْرَانِ أَضَلَّتَا فَصيلَيْهِمَا بِبَرَاحٍ مِنَ الأَرْضِ بِيدِ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا حُلَّةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا ومَا فِيهَا".
وقبلها بثلاث سنوات تقريبًا بعث أبو الوليد الغامدي من أرض الجهاد بوصية إلى ابنيه وهو في الجبهة وقد احتفظت شقيقته أم منار بالوصية والتي سلمت نسخة منها إلى موقع (الإسلام اليوم) بعد استشهاده هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
وصيتي إلى أبنائي
رسالة إلى ابني الحبيبين عمر وصلاح الدين
ابني الحبيبين الغاليين كم كنت أتمنى أن أراكما وأداعبكما كما يداعب الأب أبناءه ولكن القدر شاء أن نفترق وأنتما صغيران؛ فأوصيكما بطاعة الله أولاً وقبل كل شيء، والسير على طريق الجهاد في سبيل الله حتى تلقيا ربكما شهيدين، فإن إحساسي وثقتي بالله عظيمة.. إن زمانكما هو زمان الجهاد والملاحم ونصرة الإسلام وعودة العزة؛ فليكن لكما في ذلك أعظم النصيب فقد اخترت لكما هذين الاسمين من أجل أن تكونا مثلما تسميتما؛ فأنت يا عمر أرجو أن تكون كعمر بن الخطاب في شدته في الحق والقيادة، وكعمر بن عبد العزيز في الزهد والورع، وكعمر المختار في الثبات على الجهاد حتى نال الشهادة ولم يركن لأعداء الله أبداً.
أما أنت يا صلاح الدين فيكفيني أن تكون مثل صلاح الدين الأيوبي أعاد للإسلام مجده بعد طول ذل وأعاد أولى القبلتين، أعاد فلسطين بعد احتلال دام قرابة قرن.
كما أوصيكما بالدعاء لي دائماً وألا تنسَيا أن معدنكما هو معدن العرب وأرضكما هي أرض اليمن التي قال فيها الرسول – صلى الله عليه وسلم- "أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوبًا، الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية..."، وقال صلى الله عليه وسلم في اليمن أحاديث كثيرة.

شيركوه
10-11-2005, 09:00 PM
وهذه صفحات خطها ابو الوليد متذكرا فيها محطات مرت معه - رحمه الله وتقبله في عداد الشهداء هو وكل من جاهد لتكون كلمة الله هي العليا- في خلال حياته الجهادية يريد ليشارك ابناء المسلمين بعض ما مر معه ليتعلموا العبر وليوقنوا بموعود الله سبحانه وتعالى....
كتب أبو الوليد رحمه الله :
الصفحة الأولى : المسيرة
" فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا "
آية عظيمة من آيات القرآن الكريم رأيناها كما رأينا كثيراً من آيات الله على أرض الجهاد في الشيشان ، فاسمح لي أخي القارئ الكريم أن أقدم لك صفحة من صفحات تلك المسيرة التي رأينا فيها كثيراً من آيات الله واقعاً حياً أمام أعيننا ورأينا فيها قدرته سبحانه وتعالى كما رأينا فيها لطف المولى ورحمته وعظمته وحنانه وتأييده لعباده المجاهدين .
أخي القارئ الكريم لا أحب أن أطيل عليك فإليك صفحة من صفحات تلك المسيرة ..
بعد الخروج من شاتوي وبعد مسير استمر عدة أيام توقفنا في أحد الأودية حتى نرصد الطرق التي تخرجنا بأمان من بين العدو وبقينا في ذلك الوادي عدة أيام نفذ فيها الطعام واشتد علينا فيها البرد فلا لحاف إلا السماء ، ولا فراش إلا الأرض المليئة بالصقيع والثلج ، لقد كانت أياماً صعبة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى فلقد أخذ التعب منا مأخذه ، وأنهك الجوع قوانا ، وأضعف التفكير حالنا ، نفكر كيف نخرج من هذا المكان ، فالأخطار بنا محدقة والأعداء يتربصون بنا الدوائر ، عليهم دائرة السوء ، لقد ترصدنا في عدة اتجاهات نبحث عن مخرج فلم نجد .. فقد ذهب أخانا أبا عمر النجدي إلى أحد الاتجاهات فانقطعت عنا أخباره وانقطع معه الاتصال لعدة أيام ، ثم ذهبت إلى اتجاه آخر كان فيه بصيص من الأمل فانقطع هذا البصيص بالاشتباك مع العدو وقتل أحد الاخوة وجرح آخرون ، عندما عدة إلى مكان الاخوة رأيت أحوالهم قد تغيرت فلا تكاد ترى الابتسامة ولا تلك البشاشة .. يتجول بعضهم بين تلك الخيام المرقعة والتي هي عبارة عن قطعة من البلاستيك على بعض الأغصان يلفحها البرد من كل مكان ، ويذهب الواحد منهم عند كل مجمع لعله يجد عندهم كسرة خبز أو شيئاً من الطعام ولكن هيهات فالحال من بعضه لا يوجد شيء عند الجميع ..
لم يبق لنا إلا اتجاه واحد ربما يكون الطريق منه سالك أرسل الأمير أخانا أبا ذر – رحمه الله – حتى يترصد على هذا الطريق وبعد ذهابه – رحمه الله – أرسل لنا الخبز بعد يوم أو يومين وأعلمنا أن الطريق سالك وجيد وأخبرنا بأنه وصل إلى إحدى القرى .. لقد فرحنا جداً بهذا الخبز وتجهزنا للمسير وفي هذا الوقت فقدنا أحد الأسرى فبحثنا عنه يمنة ويسرة فلم نجده فلقد هرب عدو الله في ليلة شاتية جداً والثلج يتساقط فاستعجلنا الخروج من هذا الوادي لعلمنا أنه سوف يقصف عليه العدو ثم سارت القافلة متوكلة على الله سبحانه ، يداعب أفرادها الأمل .. وعند الخروج من الوادي قصف العدو المكان فأصيب بعض الأخوة الذين كانوا في آخر القافلة وقتل ثلاثة أخرون نحسبهم عند الله شهداء . وبعد هذا المصاب ساورنا القلق ، لقد عرف أعداء الله مكاننا وذلك عن طريق الأسير الذي هرب ، استمرت القافلة على المسير ببطء شديد لوجود جرحى .. وفجأة سمعنا صوت إطلاق النار في مقدمة القافلة ، لقد اشتبكت المقدمة مع أعداء الله ، إنهم جاؤوا لإغلاق الطريق علينا .. لقد سيطروا على كل المنافذ وتخندقوا في أفضل المواقع ..
إن الموقف الآن حرج جداً والوضع لا يكاد يوصف ولم يكن هناك بد من الملحمة مع أعداء الله .. اتصل القائد شامل باسييف بالقائد خطاب وقال له يجب أن تعرف أننا لا بد أن نخرج من هذا المكان بأسرع وقت وإلى الأمام وليس إلى الخلف فليس هناك خط رجعة أبداً إلى أن يشاء الله وعلم الجميع بهذا الأمر وتحمس الأبطال وتنافسوا في الانقضاض على أعداء الله فدارت معركة قوية استمرت إلى أن خيم الظلام تكبد فيها العدو خسائر كبيرة جداً في الأرواح وولى البقية الأدبار هاربين تاركين وراءهم أكلهم وأسلحتهم وكل أغراضهم وبعد هذا النصر دبت في نفوسنا الآمال لكنها مخلوطة بكثير من الآلام . لقد فقدنا في هذه المعركة خيارنا نحسبهم عند الله من الشهداء ونحسبهم قد استراحوا من تلك المصاعب والآلام التي تواجهنا بعدهم .. إنهم :
القائد عبد الصمد الطاجيكي ..
والقائد شالي أدين
والأخ أبو ثابت النجدي .. والأخ عبد الملك الكرتشاي والأخ أمين البوسنوي .. والأخ فاتح التركي .. وبعض الاخوة الآخرون وجرح الكثير من القادة فازداد الأمر صعوبة وعسراً فالجرحى كثيرون والليل أقبل والجوع شديد والبرد قارص والأرض جليدية ولا نعلم ما ينتظرنا في الأمام فالهاربون من العدو قد تجمعوا ولا نعلم في أي مكان وفوق ذلك كله القصف العنيف مستمر وبكثرة ويتركز على الطريق الذي نسير عليه .. تحولت الأرض من حولنا إلى لهيب ، ورغم هذا استمرت القافلة في السير ولكن ببطء شديد فالأرض كلها جليد لا تكاد القدم تثبت عليها ويتساقط الجميع وازدادت الآم الجرحى فأُنهك الذين يحملونهم وكاد ينفذ صبر الجميع لولى تثبيت الله لنا .
لقد قرب الفجر ونحن في منطقة خطيرة لا يوجد فيها مكان للاختباء من المروحيات أو القصف ، ثم بدأنا نصعد إحدى التباب وإذا بالرصاص ينهال علينا ، جاءت الأوامر بالنزول ولكن إلى أين ؟
الجميع يسأل إلى أين نذهب ؟ أين نختبئ ؟ فالفجر بزغ نوره ولكن لا مجيب ..
الجميع ينادي أيها الأمراء أيها القادة أين المفر ؟ إلى أين الملاذ ؟ أين الملجأ ؟ ولكن لا جواب ومن أين لهم أن يجيبوا وحق لهم ألا يجيبوا فالوضع خطير والمنطقة ليست معروفة وبعد صمت طويل قال أحد القادة انزلوا إلى الوادي !!! ولكن ماذا سنفعل في ذلك الوادي ؟ فلا يوجد فيه مكان للاختباء والقصف مركز عليه .. نرى فيه الموت المحقق ..
كما قال سبحانه وتعالى : " ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون " الآية 143 آل عمران .. لقد انقطعت بنا الحبال والأسباب إلا حبل الله و والله لقد رأيت قول المولى جل وعلا : " إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا * هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً " الآية 10- 11 الأحزاب .
وشهدت كلماتها عيانا فقد والله زاغت الأبصار وبلغت منا القلوب الحناجر ..

شيركوه
10-11-2005, 09:02 PM
لقد ابتهل الجميع إلى الله بالدعاء وساور البعض الشكوك بأننا لسنا أهلاً لنصرة الله لنا ويقول البعض متى نصر الله والجميع ينادي : يا غارة الله جدي السير مسرعة يا غارة الله .
وفي هذا الوقت العصيب كان ينادي القائد شامل باسييف ويحرض الشباب على القتال وفتح الطريق لإخوانهم وكأني به يقول :
ياخيل الله اركبي وبالجنة أبشري يا محبي لقاء الله يا طلاب الشهادة يا عشاق الحور والجنة قاتلوا أعداء الله يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم .
فانقض الأسود وتنافس الأبطال واقتحموا على أعداء الله كأنهم صواعق مرسلة وبعد مضي بعض الوقت وإذا بالتكبير يهز الجبال ويتخلل الأشجار ويصل إلى الآذان ويستقر في القلوب وزأر الأسود من أعلى التبة لقد فتح الله علينا ، لقد قتل الله أعداءه .. غمائم كثيرة وخرائط كبيرة تبين أماكن أعداء الله ثم طلب القائد باسييف مساعدة الأخوة في حمل جرحاهم ودفن شهدائهم وصعدنا إلى تلك التبة فرأينا الشهداء على الطريق بين الأعداء تفوح والله رائحة المسك من بعضهم .
ثم تقدمت إلى أعلى التبة ورأيت العجب العجاب ، رأيت منظراً لا تصدقه الآذان إن لم تره الأعين ودهشت له وحق لي أن أدهش فلم أرى منظراً في حياتي مثله ..
أعلم أخي القارئ أنك مشتاق لمعرفة ذلك المنظر المدهش وكم كنت أتمنى أخي الكريم أن تكون معنا لترى ذلك المنظر ولتعلم أنني لم أبالغ بل قصرت في الوصف .. لقد رأيت كرامة أكرم الله بها عباده المجاهدين في أشد الظروف وأصعب الأزمان وأحلك الأوقات ، لقد رأيت أعداء الله مرصوصين بعضهم بجانب بعض .. أكثر من خمسين أو ستين شخصاً ورأينا فيهم قول المولى سبحانه وتعالى " فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم " الآية 27 محمد ..
وقوله سبحانه وتعالى : " إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين ءامنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان " الآية 12 الأنفال ..
ورأيت بعضهم مقطوع اليد وبعضهم مقطوع الرجل والبعض مقطوع من منتصفه والبعض منهم مقطوعة أدبارهم والبعض مفتوح الرأس والبعض يحترق .. كلهم قتلى ، ونحن نسمع ذلك الاشتباك القوي فمن فعل بهم ذلك ؟ فلا سيوف ولا رماح ولا طائرات ولا دبابات .. من إذن ؟
إنه القدير إنه الرحيم بعباده إنه الناصر لجنده وعبيده .. إنه الله الذي أعز جنده ونصر عبيده وهزم الكفر وحده و والله لقد غمرت الفرحة نفوسنا وعم السرور والسعادة قلوبنا عندما رأينا ذلك المنظر ، وعلمنا وقتها أن الله لن يخذلنا ولن يخذلنا ولقد نصرنا سبحانه وتعالى وسوف ينصرنا جل وعلا وسوف يقيم شريعته على هذه الأرض وكل الأرض عاجلاً أم آجلاً والمستقبل لهذا الدين بمشيئة الله تعالى .
ملاحظة : لو تلاحظ أخي الكريم ، أن الشهداء الذين سقطوا في هذه المعركة الأولى أحدهم من بلاد ما وراء النهر من طاجكستان وآخر من أرض الجزيرة من نجد وآخر من أرض البلقان من البوسنة وآخر من جبال الأناضول من الأتراك وآخر من القفقاز من كرتشاي .. ستعلم أن هذا الجهاد هو جهاد أمة وليس جهاد شعب لوحده قد تجمعوا صفاً واحداً لنصرة إخوانهم في الشيشان ولإقامة شريعة الله في الشيشان ولن يخيب الله آمالهم ولن تضيع دماء الشهداء وسوف تثمر شجرة الإسلام التي سقوها بدمائهم ولو بعد حين .

شيركوه
10-11-2005, 09:03 PM
صفحات من حياة مجاهد الصفحة الثانية : المسيرة
" وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم "
كان يوماً مليئاً بالمشقة والتعب ، وصلنا بعد عناء شديد ومسير شاق إلى قرية جان فدنو ، وكان الوقت ما زال مبكراً وكلنا ننتظر الليل يرخي علينا سدوله حتى نشعل النار لعلنا نصطلي بحرها من البرد ، توزع الاخوة المجاهدون في البيوت المهجورة التي في هذه القرية ، أما أنا فذهبت لكي أحقق اتصالاً من أعلى القرية مع الأمير أطلب منه أن يوفر لي طبيباً لأني كنت أعاني من إصابة في ظهري وكسور في صدري ، فأخبرني الأمير أنه لا يمكن الدخول إلى القرية التي فيها الطبيب إلا عندما يخيم الظلام ، ورأيت على جانب الطريق غرفة من الطين فاتجهت إليها وأردت الراحة فيها حتى الليل وكان معي بعض الاخوة المرضى الذين يحتاجون ما أحتاجه من الراحة والعلاج ، وقد انتظرت أنا والاخوة الكرام في هذه الغرفة الصغيرة حتى أرخى الليل علينا سدوله واتصلت بالأمير حتى يعجل لنا بإرسال السيارة ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ..
لقد أخبرني بأن الوضع في القرية ليس مناسباً فهناك معلومات أكيدة بأن الأعداء سوف يفتشون هذه القرية فتلقيت الخبر بألم شديد وكراهية ولكن " وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون " الآية 216 البقرة
مرت تلك الليلة بسلام وأمان ولله الحمد والمنة وفي صبيحة اليوم التالي إذا بأجهزة اللاسلكي مضطربة والنداءات متتالية بأن الروس متجهون إلينا وكنت في سبات عميق فاستيقظت على هذا الوضع والاخوة الذين معي يسألون ماذا نفعل ؟
فقلت لهم سوف نخرج بدون مشكلة - إن شاء الله – وذلك لعلمي أن الحراسة الأمامية تستطيع أن تصد حركة العدو قبل أن يصل إلى المكان الذي أنا فيه فالمسافة من ثلاثة إلى أربعة كيلو مترات تقريباً ، لذلك كنت مطمئناً ولكن لم يكن الأمر كذلك بل كان بعكس ما كنت أتصور لقد تأخر الرصد في إبلاغنا ، وفوجئنا بالعدو أمام الغرفة الصغيرة التي نختبئ فيها ، ارتبكنا جميعاً وسرى الخوف إلى نفوسنا .. وأراد أحد الاخوة الشيشان أن يأخذ السلاح ويخرج إليهم ولكن منعته وقلت له ربما أنهم سوف يواصلون سيرهم إلى القرية فلا يوجد شيء يجعلهم يقفون عندنا ولا يوجد إلا هذه الغرفة الصغيرة التي نحن فيها ، ولكن تفاجأنا مرة أخرى بوقوفهم أمام الغرفة وبدؤوا ينزلون من آلياتهم باتجاهنا فأخذت جهاز الاتصال اللاسلكي واتصلت بأحد الاخوة الذي يرابط بالقرب من القرية هو ومجموعته من المجاهدين فطلبت منه المساعدة فالعدو قد حاصرنا ..
في هذه الأثناء طلبت من الأخوة أن يلتزموا الهدوء وأغلقت باب الغرفة القريب مني فقد كان للغرفة بابين باب للمدخل وباب للغرفة وبقيت ممسكاً بباب الغرفة القريب مني والاخوة يراقبون العدو من النوافذ ، نزل القائد الروسي وكله كبرياء وغطرسة وبدأ يشير إلى جنوده بأن يأخذوا مواقعهم حول الغرفة وكأنه جاء وعنده معلومات أننا في الغرفة ..
كانت معهم كاميرا التصوير التلفزيونية ، واتجه القائد إلى الغرفة ومعه أحد أفراده فأخبروني الاخوة أن أحدهم اتجه إلى باب الغرفة وعند الباب أخرج مسدسه وأدخل الطلقة في بيت النار ودخل من الباب الأول ثم أمسك بالباب الذي كنت ممسكاً به وفي هذه الأثناء نطقت بالشهادتين فلقد ظننت أنه سوف يطلق النار مباشرة أو يلقي قنبلة .. احتمالات كثيرة كانت تتضارب في داخل نفسي ولكن بعد نطقي بكلمة التوحيد اطمأن – والله – قلبي وكأنما هو صديق أتى وأردت أن أداعبه .
وسحب عدو الله الباب بشدة وفوجئ بي أمامه شاهراً سلاحي في وجهه ورأيت علامات الخوف والهلع مرتسمة على وجهه ، لكن بادرني بالقول سلموا أنفسكم وتذهبون بأمان ، فسألته بسخرية نذهب بأمان ؟ فأجابني بنعم .. فقلت له أكيد ؟ قال أكيد .. ثم التفت إلى الأخوة وابتسمت لهم وأخذتهم الدهشة ! هل من المعقول أن تستسلم ؟ في هذه الأثناء فتحت أمامه السلاح فصرخ علي عدو الله وقال لا تطلق النار وكأنما أنا جندي عنده – أخزاه الله – وقد شعر أنه في مأزق ولكن لا يعرف كيف يخرج منه فبادرته بطلقتين إحداهما أصابت يده مع قبضة المسدس ودخلت جوفه ، والأخرى لا أدري أين أصابته فصرخ عدو الله وارتمى إلى الأرض في زاوية المدخل .. وبدأ الأخوة يطلقون النار على الذين في الخارج من النوافذ وأردَوا أكثرهم قتلى ، أما أنا فخرجت إلى المدخل وإذا بعدو الله مستلق في زاوية المدخل ووقفت عند قدمه فبادرني بطلقة من مسدسه وقعت في أسفل بطني ظننت أنها استقرت في ظهري إن لم تكن خرجت منه ، وذلك لقرب المسافة التي بيني وبينه حيث لا تتجاوز المتر ونصف فبادرته بطلقة في رأسه سقط على إثرها صريعاً إلى جهنم وبئس المصير ، ثم أخذت مسدسه واتجهت إلى الألواح الخشبية التي في المدخل وكسرت التي في الاتجاه المعاكس للجنود المحاصرين لنا وذهبت إلى اتجاه الآليات وأطلقت عليهم بعض الطلقات ثم انحدرت إلى اتجاه أحد الأودية وتبعني جميع الأخوة وأعطيت أحدهم سلاحي وأخبرته بأني مصاب وكنت أسابق الزمن حتى لا أسقط بالقرب من العدو وأثناء الجري كشفت عن مكان الإصابة حتى أرى مكان الإصابة لأرى حجمها ولكن دهشت عندما لم أرى إلا احمراراً طفيفاً على الجلد مثل القرصة فلم أصدق !! ثم مشيت قليلاً ونظرت مرة أخرى يمنة ويسرى ولكن لم أجد أي شيء .. فحمدت الله سبحانه وتعالى على حفظي وناديت الأخ الذي كان يحمل السلاح وقلت له أعطني سلاحي فأنا لست مصاباً ولله الحمد والمنة .

شيركوه
10-11-2005, 09:11 PM
وبعد مضي بعض الوقت سمعنا صوت الانفجارات ورأينا الدخان يتصاعد إلى السماء وسمعنا أزيز الرصاص يختلط بصيحات التكبير ..
لقد هب الأسود لمساعدتنا ففجروا آليات أعداء الله وأردوهم جميعاً بين قتيل وأسير وكان عددهم ثلاث وخمسون شخصا ًوكان عددنا في تلك الغرفة الصغيرة تسعة أشخاص وكان بعضنا لا يحمل السلاح والبعض لا يحمل إلا مخزناً واحداً من الذخيرة ..
وبعد هذه المعركة وقعت مشاكل كبيرة بين أعداء الله ، بين قوات وزارة الداخلية والجيش واتهم كل واحد منهم الآخر بالخيانة – وكلهم خونة – وعلمنا فيما بعد من الأسرى أن سبب وقوفهم في ذلك المكان هو ارتفاع درجة حرارة إحدى الشاحنات .. وتلك هي إرادة الله حيث لم نكن نريد الاشتباك معهم وذلك مصداق قول الله تعالى : " وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين " الآية 7 الأنفال .

ملاحظة على القصة السابقة : تخبرني أخت المجاهد أبو الوليد رحمه الله بأن الله أكرم أخاها كثيراً ومن فضله ومنه وكرمه وفي هذه القصة بالإضافة لكرامة اختفاء أثر الطلق الناري من أسفل بطن أبو الوليد فإن أبو الوليد كان يتحدث اللغة الروسية بطلاقة بالإضافة للشيشانية وعندما كان يتحدث للقائد الروسي عند مدخل الغرفة لم يشك الروسي بأنه عربي ولو شك في ذلك لقام بأسره فالمجاهد العربي صيد ثمين للقادة الروس لأنهم يأسرونهم ويطالبون مقابل إطلاقهم مبالغ كبيرة كفداء .. كما أن الروسي لم يكن يعلم أن هذا الذي يحدثه هو أبو الوليد المقاتل الذي يطلبه الروس بأي ثمن .. هذا من فضل الله ومنه على المجاهدين .. كما أنها دليل على أن الجهاد لم يكن يوماً بكثرة أفراد أو بكثرة السلاح .. ما علينا إلا صدق التوكل على الله وحسن الظن به سبحانه وتجهيز ما نستطيع من السلاح والقوة ومن ثم الجهاد كنا كثرة أو قلة وكما كان يقول أبو الوليد رحمه الله : ( والله إننا نقف هذا الموقف ونعد العدة تنفيذاً لأمر الله لكن النصر والمنتصر هو الله والنصر من عنده نحن يجب علينا الوقوف وهو سبحانه يتكفل بالباقي(..

شيركوه
10-11-2005, 09:13 PM
وفي التاسع عشر من شهر إبريل 2004 أعلن نبأ استشهاد القائد المجاهد "أبو الوليد الغامدي" ، في إحدى معاركه ضد قوات الاحتلال الروسي حيث أكد علي الغامدي -شقيق أبي الوليد- أن استشهاد أخيه كان في مواجهة مع قوات روسية وكان ذلك في 3 شوال 1424هـ، وأن الأخبار التي راجت في وسائل الإعلام حول اغتيال شقيقه غدراً غير صحيحة.
وأوضح علي في تصريحات خاصة لشبكة (الإسلام اليوم) أن استشهاد أخيه كان في مواجهات مسلحة ومباشرة مع الجنود الروس التي يخوض المجاهدون الشيشان الحرب ضدها منذ تسع سنوات بحسب تأكيد نائب أبي الوليد والقائد الجديد للمجاهدين العرب في الشيشان أبي حفص الأردني.
وأضاف علي الغامدي أن خبر استشهاد أخيه قد تأخر من أجل بث الشريط الذي تكلم فيه قبل مقتله بيومين يهدد فيه الروس بعدم انتخاب من يؤيد قتال المسلمين في الشيشان أو غيرها من بلاد المسلمين، التي كانت في يوم ما تحت الاحتلال الروسي. وأكد شقيق "أبو الوليد" أن ما أذيع وأشيع عن مقتله غدرًا غير صحيح، وإن كان صحيحًا فقد استشهد قبله غيلةً وغدرًا عمر وعثمان رضي الله عنهما، وهكذا يقتل الأبطال والشرفاء، ولكن أبا الوليد قتل في المواجهة مع الأعداء بفضل الله وقد أراد أعداء الإسلام ببثهم هذا النبأ أن قتله كان غيلةً هو التشكيك في المجاهدين والادعاء بأن فيهم خونة وجواسيس وأنهم مخترقون.
وأشار شقيق الشهيد أن هذه المواجهة حوصر فيها المجاهدون وكان معهم أبو الوليد وعلى إثر هذه المواجهة استشهد -رحمه الله- مع بعض من رفاقه وانسحب الباقون وحملوا معهم قائدهم وقد دفنوه كما يدفن الشهداء بصورة سريعة، وقد عادوا بعد قرابة 25 يومًا ليجدوه كما هو، علمًا أنه أوصى ألا يصور بعد موته. هكذا قضى أبو الوليد نحو 16 عامًا من عمره البالغ (33) سنة في الجهاد المتواصل في أفغانستان و طاجيكستان وأخيرًا الشيشان ، التي استشهد على أرضها

شيركوه
10-11-2005, 09:14 PM
هذا المقال جمعته من مقال لجمال سعيد من موقع الاسلام اليوم اضافة الى مقال اخر من الساحات مع بعض التصرف الطفيف من قبلي

فـاروق
10-11-2005, 09:24 PM
بارك الله بك يا فرقاني يا طيب

lady hla
10-12-2005, 11:00 AM
............ السلام عليكم ............




الشهيد أبو الوليد

http://www.arab3.com/upload/images/Oct05/tawbh_1_107918_1_6.jpg


........... جزاكَ الله كل خير .... أخ فرقاني ....!... على إضافتكَ لحكاية جديدة من سير المجاهدين والشهداء ......!....



سلامي اليك
Lady hla
القدس

شيركوه
10-12-2005, 12:20 PM
الله يبارك فيك اخي فاروق

واحد متلك طيب

شيركوه
10-12-2005, 12:41 PM
هذه صورة اخرى وجدتها هي قديمة بعض الشيء على ما يبدو

السلام عليكم

lady hla
10-17-2005, 12:51 PM
.......... السلام عليكم ............




من قصص الشهداء العرب في البوسنه والهرسك
ابو عبدالرحمن المدني 22


قال صلى الله عليه وسلم فيما معناه انه لا يعدل العمل في الأيام العشر المباركة من ذي الحجة الا رجل خرج بنفسه وماله وجاهد في سبيل الله اذا لم يرجع مما خرج به بشي ..... صاحبنا ابو عبدالرحمن من السباقين الى الجهاد فقد كان رحمه الله في افغانستان في جبهة قندهار ...يشارك اخوانه الأفغان آلامهم .....ويساعدهم على دفع عدوه وعدوهم ....ويبذل روحه رخيصة في سوق الجنه لعل الله ان يتقبلها منه فيشتريها فيعتقه من النار... بعد انتهاء الجهاد في افغانستان.... ذهب الى المدينة النبوية ومنها الى البوسنه ....شارك اخوانه البوسنويين معاركهم وجراحاتهم والتحق بمجموعة المجاهدين العرب في جليزونوبولي....احبه اخوانه وذلك لطيبة قلبه وبعده عن التكلف والتصنع .....واحبه البوسنوييون ....أحس ان شيء ما مازال يربطه في هذه الدنيا ...انه دكان له في سوق المدينه للأواني المنزليه ....تكلف عليه الكثير من المال والجهد ....ولكنه لما رأى أحوال إخوانه البوسنويين آثرهم على نفسه ...(ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصه..)...وفعلا استجمع نفسه ورجع الى المدينة وباع دكانه وسيارته....وكل ما يملكه....واخذ أمواله ورجع بها الى ارض الجهاد ...باعها لله سبحانه .... نفسه وماله .... وفي طريق دخوله الى البوسنه احتجزه كروات الهرسك الخبثاء واخذوا جميع امواله ... وتركوه بلا مال.... ولكنه رضي بقضاء الله وقدره وكأن شيئا لم يكن.... ذهب اخوانه الى احدى المعارك وكان هو اولهم ... ولكن المعركة تأجلت الى يوم آخر فآثر البقاء في الجبهة على الرجوع الى الخط الخلفي ... فبقي مرابطا لم يرجع ... تاليا لكتاب الله .... ومن الغد اتى الصرب بتعرض على الجبهه فدافع دفاع الأبطال ... وقاوم بشده حتى اتته طلقة في ناصيته فخر قتيلا شهيدا ان شاء الله والدماء تنزف منه .......
فرحم الله ابا عبدالرحمن ...وتقبل منه ماله الذي قدمه في سبيل الله ... وروحه التي قدمها لله عز وجل .... وفعلا لم يرجع من ذلك بشي ....!....



سلامي اليك
lady hla
القدس

شيركوه
10-23-2005, 08:47 PM
رحمة الله عليه

هناك مفاجاة ستاتي قريبا ان شاء الله
ترقبوها

السلام عليكم

lady hla
10-24-2005, 02:50 PM
.......... السلام عليكم ...........




............ وسنكون في إنتظارها إن شاء الله ........!!!.



سلامي اليك
lady hla
القدس

lady hla
10-26-2005, 12:36 PM
........... السلام عليكم ..........





....... الشهيد المجاهد .... عِزّ الدين القسّام .....!!!......



http://www.arab3.com/upload/images/Oct05/tawbh_per1.jpg



....... من الشخصيات المؤثرة في القضية الفلسطينية ......!....


....... عِزّ الدين القسّام: (1882-1935) .........!......

...... نشأ في "جبله" على الساحل السوري، وكان في صغره يميل إلى الانفراد والعزلة وإطالة التفكير .. ودرس في الأزهر حيث كانت مصر تموج بروح الثورة والتغيير ....!....

...... عاد إلى موطنه يحمل رسالة التعليم والثورة إلى الصغار والكبار .. الشباب والشيبة على حد سواء .. معلماً حاذقاً وخطيباً مفوهاً .....!!!....

.... قام بحشد الشباب للتطوع للجهاد في ليبيا عندما وطئتها أقدام الغزاة الإيطاليين، وحالت القوات الرسمية العثمانية دون سفرهم إلى هناك، وشارك في القوات المحتشدة ضد المحتل الفرنسي في سوريا، وخصوصًا ثورة الشيخ صالح العلي ...؟!...

.... انتقل إلى حيفا على الساحل الفلسطيني حيث عاش بين الفقراء والفلاحين الذين اضطروا للنزوح من قراهم والعيش في ذلك المستوى المنخفض من الحياة بسبب الهجرة اليهودية، ومارس التدريس والخطابة في مسجد الاستقلال، الذي كان بؤرة الانتقاء للثوار فيما بعد، ثم انتسب لجمعية الشبان المسلمين التي تولى رئاستها عام 1926م، وعمل مأذونًا شرعيًا يجوب المدن والقرى. وقد مكنته هذه الوظائف من الاتصال بقواعد المجتمع وبث أفكاره الثورية، وانتقاء المجاهدين لتنظيم مسلح شديد السرية....!!!....

... بعد ثورة البراق عام 1929 زادت قناعة القسام بحتمية المواجهة المسلحة، وتابع اتصالاته وعمله الجماهيري. وبعد حوادث عام 1923 بدأ يجمع التبرعات لابتياع كميات صغيرة من السلاح استعداداً للثورة محافظاً خلال اتصالاته وإعداداته على السرية التامة ...!...

... وما إن حل عام 1935 حتى كان قد نظم خمس لجان للدعاية، والتدريب العسكري، والتموين، والاستخبارات والعلاقات الخارجية. وكان على رأس كل فرقة واحد من رجالاته الأوفياء .....؟!....

.... أعلن الثورة المسلحة ضد الإنجليز والصهاينة في آن واحد من منبر الاستقلال بحيفا: "باسم الله نعلن الثورة" واستشهد في أولى عمليات الثورة، حيث آثر الاستشهاد على الاستسلام للقوات المعادية وقال كلمته التاريخية: " إنه جهاد، نصر أو استشهاد" ليحيي في النفوس الروح إحياءً عمليًّا لا نظريًّا منبريًّا ....!...

... كان استشهاد القسام صعقة عنيفة لكل السياسات العربية ألقت بظلالها على المسرح الفلسطيني لترسم ملامح العلاقة بين المحتل والشعب وصورة المواجهة .....؟!.....



سلامي اليك
lady hla
القدي

شيركوه
11-05-2005, 07:40 PM
إخواني في الله أحدثكم عن علم من أعلام الجهاد في هذا الزمن الذي ضيع فيه كثير من شباب الإسلام هذه الشعيرة المباركة ، أحدثكم عمن زرع الرعب في قلوب أعداء الإسلام فطارت قلوبهم خوفاً من مجرد ذكر اسمه ، أحدثكم عن رجلٍ شارك في رفع رأس الأمة الإسلامية عالياً في السماء بعد ما كادت أن تكون أحقر أمة بسبب بعدها عن الجهاد في سبيل الله وخيانة حكامها عليهم من الله ما يستحقون .
أحدثكم عن أبي حفص المصري أو كما يحلو للمجاهدين أن يسموه بأبي حفص الكومندان ( يطلق على القائد الميداني في القوات الخاصة في اللغة الأفغانية ) واسمه : صبحي عبد العزيز أبو ستة الجوهري المعروف بمحمد عاطف يعرفه الأمريكان أكثر منا لما أثار في قلوبهم من الرعبٍ ، ولد وترعرع في أرض الكنانة في 17 يناير عام 1958م ، وبعد أن كبر أسدنا وأصبح شاباً التحق بالجهاد الأفغاني عام 1402هـ ليكون شعلةً من شعل الجهاد هناك وليفيد إخوانه في المجال العسكري الذي كان متخصصاً فيه بحكم خبرته في الجيش المصري ، فعكف على تدريب الشباب وتعليمهم ما ينفعهم في الدنيا والآخرة ، وشارك في معارك مأسدة الأنصار التي نصر الله فيها المجاهدين نصراً عزيزاً مؤزراً على أعتى وأقوى قوة على وجه الأرض في ذلك الزمان ، فلقد استمر القصف بالطائرات وراجمات الصواريخ أياماً متواصلة بدون توقف بل حتى المدافع الصغيرة من أمثال مدفع الهاون82 لم تكن تتوقف أبدا كل ذلك الوقت ؛ كي يكسب الجنرالات في الجيش السوفياتي التحدي الذي ضربوه على أنفسهم مع الرئيس غورباتشوف حين أمرهم بالخروج من أفغانستان بسبب فشل الحملة عليها فطلب منه الجنرالات منحهم آخر فرصة ووعدوه بالوصول إلى ممر خيبر الاستراتيجي على الحدود مع باكستان بعد سحق المجاهدين من مرتفعات بكتيا وأنى لهم ذلك ؛ فقد ردهم المجاهدون بثلة قليلة لا يتجاوزون سبعين شاباً من شباب الثانويات كما يحكي أسامة بن لادن وذلك بفضل الله وحده ، لقد كان الشاب العربي النحيل الجسم الصغير السن برشة واحدة من سلاح البيكا يطرح ثلاثة أو أربعة من العلوج الروس في القوات الخاصة الكوماندوز الذين كانوا كما يخبر الشيخ أسامة لغة الإشارة في المعركة عندهم كانت بأصوات العصافير والطيور في المنطقة بل كان الشاب يتفاجأ بظهورهم فجأة أمامه لم يعرفهم من شدة تمويههم أنفسهم . لقد كانت معركة عصيبة شاركت فيها أفضل القوات الروسية وحوّطوا المنطقة بأحزمة كثيرة من الجنود وبطاريات الصواريخ ، لكن الله عز وجل أبى إلا أن ينصر عباده الموحدين ؛ ولتتحقق الآية الكريمة ( إن ينصركم الله فلا غالب لكم ) وقوله جل وعلا ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين ) ولقد أبلى بطلنا في المعركة بلاء حسنا كما يخبر عنه من عاشروه في تلك المعركة ولم يرزقه الله الشهادة في سبيله في تلك المعركة لحكمة يعلمها جل وعلا ولكل أجل كتاب وبعد ان انتهت معارك جاجي شارك في معارك جلال آباد القوية حيث كان يدير أسلوب حرب العصابات ضد الشيوعيين فكم دمر لهم من طائرة، وكم فجر لهم من دبابة، وكم قتل من أعداء الله ، وكم أراق من دماء الملحدين فلله دره من مجاهد صنديد بطل شجاع غير مهياب للعدو.

شيركوه
11-05-2005, 07:41 PM
وبعد ان انتهى الجهاد في أفغانستان وانقلب الى قتال بين الأحزاب علىالكرسي لم يشارك في هذه الفتنة بل ذهب مع رفيق دربه أسامة بن لادن الى السودان ليعد العدة لتحرير الأمة الإسلامية من الذل والهوان التي تعيشه وليجهز لقهر العدو الذي جثى على صدر أرض النبوة والرسالات أرض محمد صلى الله عليه وسلم واستباح بيضتها وقدسيتها. وفي أول خطوة لهذه المعركة الحاسمة قاد الشباب الى أرض الصومال وأوجادين التي نزل بها الأمريكان ليستبيحوها كما استباحوا جزيرة العرب من قبلها في أول مواجهة مع العدو الأمريكي الجبان ؛ ولم تدم المعركة طويلا فبمجرد معركة واحدة مع المجاهدين الأبطال( بعد أن نكل بهم الصوماليون الأبطال الأشاوس) ضربت فيها طائرة هليكوبتر وقتل فيها عدد قليل من الجنود الأمريكان؛!! فروا في ليل أظلم لايلوون على شيء وخرجوا من أرض الصومال يجرون أذيال الهزيمة ؛ ليثبتوا للعالم أنهم ماهم إلا قوة كرتونية سينمائية ليس إلا؛ لتنتهي أسطورة (أمريكا التي لاتهزم) وبعد ذلك تأكد لقادة تنظيم القاعدة (الذي كان أبوحفص أحد المؤسسين البارزين له) أنه بإمكانهم قهر وهزيمة أمريكا وبإمكانيات بسيطة، فهي ضعيفة وأضعف مما كانوا يتوقعونه ؛ اذا لابد من اعداد الشباب للمعركة الفاصلة مع أمريكا وانشاء معسكرات تدريب لهم ؛ وحيث أن الحكومة السودانية خانت الأسس والمبادئ التي وعدت ربها بها أولا ثم شعبها الأبي الصامد وطلبوا بناء على ضغوط أمريكية من الشيخ أسامة ومن معه مغادرة أرض السودان العزيز بعد كل الذي قدمه لهم من خدمات راقية وإصلاحات واسعة عجزت الدولة أن تقدمها للشعب السوداني العزيز ؛ اضطر الشيخ ومن معه من الأبطال مغادرة السودان إلى أرض الهجرة والجهاد أرض أفغانستان الأبية ليبدأ المرحلة التي طالما انتظرها هو ورفاقه الميامين ؛ فأنشأ المعسكرات هناك بعد أن هيأ الله لهم حكومة إسلامية تطبق شرع الله وتوالي المؤمنين الصادقين وتعادي أعداءه ،حكومة قامت على تطبيق الشريعة الإسلامية الغراء منذ أول يوم حكمت فيها أفغانستان حكومة تدعى (امارة أفغانستان الإسلامية وأميرها يدعى أمير المؤمنين الملا محمد عمر) فبدأ الإعداد وتوافد الشباب المؤمن الصادق من كل حدب وصوب واكتملت أولى الخطوات الحثيثة ووجهت ضربة مباركة لهبل العصر في الصميم الأمريكي في عملية هزت العالم أجمع حيث ضرب مركز الإستخبارات الأمريكية في أفريقيا(سي آي ايه) ودوت صيحات التكبير في أفغانستان والعالم الإسلامي في أول ضربة للمجاهدين الأبطال لرأس السرطان ورأس الكفر أمريكا. ولا عجب ان علمنا أن مخطط العملية هو الأسد الهصور أبو حفص الكومندان الذي هز العالم أجمع بهذه العملية الدقيقة وتوالت وفود الشباب للإعداد في أفغانستان بعد هذه العملية من كل أقطار الدنيا عربهم وعجمهم، بيضهم وسودهم ، وكالعادة كان أبو حفص رحمه الله كالنحلة التي لاتهدأ ولا تكل ولاتمل من العمل فهو المسؤول عن المعسكرات وهو المسؤول عن العمليات وهو المسؤول عن الأمور المالية فهو الساعد الأيمن للشيخ أسامة وتنامت إلى أسماع الأمريكان اسم أبي حفص وانجازاته وبطولاته وصولاته وجولاته فأنزلوا اسمه على قائمة المطلوبين للبطش الأمريكي وكان ترتيبه الثاني في القائمة بعد أسامة بن لادن وعلم الأمريكان بخطورته وبأسه وخبرته فخططوا سرا لاغتياله وحاولو وحاولوا ولكن حفظ الله جل وعلا يحول دون تحقيق مآربهم

شيركوه
11-05-2005, 07:43 PM
وفجرت المدمرة كول في عدن وكان للقومندان نصيب كبير في التخطيط والترتيب لهذه العملية التي ما ان سمع بوقوعها أسامة بن لادن حتى أخرج سلاحه الكلاشنكوف وأطلق طلقات في الجو ابتهاجا بوقوعها وصاح بأعلى صوته (هذا دمك يا محضار ، هذا دمك يا محضار) يقصد أنه قد ثأر للشيخ أبو الحسن المحضار من الأمريكان الذين قتلوه ظلما على يد الجزار العميل علي عبدالله صالح عليه من الله مايستحق ؛ وكان نصرا عزيزا مؤزرا فهذه المدمرة اللعينة كانت متوجهة لمساعدة اليهود ضد إخواننا المسلمين في أرض فلسطين حرسها الله في عز المواجهة والإنتفاضة المباركة ضد اليهود الملاعين ، وكانت ضربة موفقة أظهرت خيانة الدول التي تدعي أنها تقف في صف المسلمين الفلسطينيين وسفن العدو الحربية وحاملات طائراته ومدمراته العسكرية ترسو في بحورهم الإقليمية فلعنة الله على الكاذبين ولعنة الله على كل خوان أثيم .
وبعد هذه العملية المباركة بدأت الإستعدادات العسكرية الأمريكية لضرب المجاهدين في أفغانستان سرا وبحمدالله تعالى اكتشفت هذه التحركات من قبل المجاهدين فكان لابد من امتثال الخطة العسكرية ( أفضل طريقة للدفاع هوالهجوم). وفعلا تحركت الجهود المباركة بأيد متوضئة لضرب العدو ضربة هائلة في عقر داره ومركز اقتصاده بل ومركز اسخباراته ودفاعه وتولى المسؤولية العظيمة القومندان رحمه الله فاختار الشباب المخلصين لهذا العمل وأعد وخطط وذكرهم بالله ووجههم وفوضهم الى بارئهم وودعهم .
وتوجه الأبطال الى مركز الكفر لا ليفجروا فيها ويفسقوا كما يفعل كثير من الشباب اليوم ؛ بل توجهوا إليه ليسحقوه واستعانوا بالله عزوجل وتوكلوا عليه وحددوا الأهداف بدقة واختاروا اليوم الموعود لتنفيذ العمليات. وهناك في أرض الرباط كانت المجاهدون يتضرعون إلى الله أن ينصر إخوانهم وأن يوفقهم وأن يفتح الله على أيديهم واستجاب الله دعاءهم ووقعت الضربة الهائلة مدوية كما خطط لها وكما رتب بل وأعظم ، وعلا التكبير في أرض الأفغان على هذا النصر التاريخي المشهود وعمت الفرحة جميع أجزاء الدول الإسلامية وابتهجت النفوس ووزعت الحلوى وبكى الفلسطينيون فرحاً على أن هيأ الله لهم من ينصرهم ويأخذ بثأرهم ويدافع عن حقوقهم المسلوبة ويغضب لبكاء عجائزهم وأطفالهم وشيوخهم ، فالحمد لله على النصر المؤزر على هبل العصر أمريكا اللعينة والشكر لله أولاً ثم للرجال المخلصين الأخفياء الأنقياء الأطهار العاملين بكل جد خلف الأستار ومنهم الشهيد البطل أبو حفص الكومندان رحمه الله .

شيركوه
11-05-2005, 07:44 PM
وبعد هذه الضربة الموفقة جن جنون أمريكا وحارت عقول مفكريها العسكريين الذين بقوا بعد أن قتل كثير منهم في مبنى البنتاغون وطاشت أفكارهم وعقولهم وتنادى الصليبيون فيما بينهم للثأر من أسود الله الرابضة في أفغانستان واصطحبوا معهم كل الدول بل حتى أحباشهم وعبيدهم اصطحبوهم معهم لهذه المعركة ( فإما معنا أو ضدنا ) وبطبيعة الحال العبد يتبع سيده وانضمت حكومات الدول الإسلامية لهذه الحملة الصليبية في أكبر حملة صليبية على أرض الإسلام منذ بعثة محمد صلى الله عليه وسلم .
وكان أبو حفص رحمه الله في هذه الأثناء يخطط لعمليات أخرى ولم يقل قد أعذرت أمام الله عز وجل بهذه الضربة الكبيرة فنفسه أكبر من هذه المقولة
وإذا كانت النفوس كباراً
تعبت في مرادها الأجسام
فجلس يخطط ويعد ويجهز الشباب بكل ما يملك من خبرات فهذه ساعة الصفر ولابد من كسب المعركة فهي معركة بقاء أو فناء فلله درهم من رجال ، وبدأت الحملة الصليبية على أرض أفغانستان وحلمها أن تسحق جميع الدول الإسلامية بدءا بأفغانستان حتى آخر دولة إسلامية ، وبدأ القصف شديداً على أفغانستان تلك الأرض الطاهرة تلك الأرض التي غالباً ما تكون مقبرة لمن يغزوها وهي اليوم مقبرة للأمريكان بحمد الله رغم التعتيم الإعلامي الكبير ، وتركز البحث عن أسود الله فهم يريدون القضاء عليهم بأي شكل من الأشكال فاستخدموا القنابل الطنية التي تزن سبعة أطنان وللأسف الشديد كانت الطائرات تقلع من بلاد الإسلام لتضرب المسلمين وتريق دماءهم .

شيركوه
11-05-2005, 07:45 PM
واشتد البحث عن الشيخ أسامة وإخوانه بعد مضي شهر من بداية الحملة على أفغانستان واستعانوا بالجواسيس والعيون لترصد المجاهدين ، وألقوا المنشورات التي تعد بالملايين لمن يدل على الشيخ أو أحد إخوانه يريدون أن يستغلوا فقر الأفغان لشراء ذممهم ودينهم ) ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) ولم تهن عزيمة أبي حفص رحمه الله بعد أن اشتد عليه الطلب بل ظل يخطط ويعد الشباب ويجهزهم لعمليات موجعة للأمريكان رغم ما كان يعانيه في أواخر أيامه من ألم شديد في عظامه في سبيل الله ، وكان ينصح الشباب بعدم التعرض للبرد الشديد فقد أصيب بالألم في عظامه أيام معارك جاجي حيث كان شاباً ولا يبالي بالبرد فأثر عليه ذلك في الكبر رحمه الله ، وأكثر من الدعاء لله عز وجل بأن يرزقه الشهادة في سبيله التي طالما حلم بها وتمناها ؛ فقد رقت عظمه وضعفت نفسه وكبرت سنه وقد رأى جزءاً من النصر الذي عمل له دهورا بأم عينيه واستجاب الله دعاءه بعد أن أعذر أمام الله عز وجل ( نحسبه كذلك والله حسيبه (وكان الشيخ أبو حفص الكومندان رحمه الله شديد الشبه بالشيخ أسامة فنفس تقاسيم الوجه ونفس اللحية الموقرة بل ونفس الطول الفارع وضخامة الجسم ، وقد كان منفصلاً عن الشيخ أسامة لمصلحة المسلمين ولئلا يفجع المسلمون بمقتل القائدين فكان كل القادة منفصلين عن بعض ، وفي ليلة من ليالي رمضان المباركة وبعد الإفطار كان الشيخ على موعد مع أسود الله الذين كان من المفترض أن ينفذوا عملية استشهادية كبيرة في فلسطين رتب لها الشيخ ، وبعد أن اجتمع معهم ورتب لكل شيء وأكمل النقص ووضع اللمسات الأخيرة للعملية ؛ وعظ الشباب وذكرهم بواجباتهم تجاه الأمة الإسلامية وأمام الله عز وجل . وبعد الاجتماع ذهب الأسود لتناول السحور عند أحد الإخوة وبعد أن دخلوا البيت أحس أبو حفص أن أحداً يتابعهم بدون أن يروه وقرر تغيير البيت إلى بيت آخر وبعد أن وصلوا للبيت الجديد ؛ كان بالفعل يتابعهم أحد الأفغان العملاء من عباد الدرهم والدينار وظن أن هذا الشخص المتابع هو الشيخ أسامة بشحمه ولحمه ؛ فرمى الصفيحة المعدنية بالقرب من المنزل وأبلغ الأمريكان بوجود الشيخ أسامة في هذا المنزل وأرسلت الطائرات عجلى تريد أن تلقي قذائفها بأسرع وقت ممكن ليخمد نار الجهاد المشتعل ولكن هيهات وأنى لهم ذلك ؛ وألقيت قذائف الشيطان على ذلك البيت المتواضع ليلقى الشيخ أبو حفص الكومندان وإخوانه ربهم مقبلين غير مدبرين وهم في نيتهم أن يفتكوا بأعداء الله وينالوا الشهادة في سبيله ولكن جاءتهم الشهادة كما يتمنون فلا ضير شهادة هنا أوفي أرض العدو المهم شهادة في سبيل الله والنية المعقودة بلغهم الله عز وجل إن شاء الله فهو كريم جواد جل وعلا نحسبهم كذلك والله حسيبهم. وفي اليوم الثاني بحث الشباب تحت الأنقاض عن جسد أبي حفص الشريف فوجدوه كأنه نائم وعلى وجهه نور وابتسامة ولم يخدش بخدشة واحدة وقد خرجت منه رائحة المسك وقد شمها جميع من حضر .

شيركوه
11-05-2005, 07:46 PM
. وفرح أعداء الله بمقتله ولم يتأكدوا من مقتله إلا بعد فترة طويلة بعد أن دفن رحمه الله ؛ وبالضد فقد حزن المجاهدون حزناً شديداً وبكوا لفراق شيخهم وأبيهم وعمهم وأخيهم الكبير فلقد كان رحمه الله يحب الشباب المجاهدين حباً شديداً ويراهم أفضل منه ويحسب أن لهم الفضل حين قدموا إلى أفغانستان للتدريب والجهاد وما علم أن الفضل كل الفضل لله عز وجل ثم له ولإخوانه حين فتحوا المعسكرات لتدريب الشباب وإعدادهم للعمليات وتهيئتهم لخوض المعارك بل وحتى إطعامهم والتكفل بكل شؤونهم . لقد كان رحمه الله ذا خلق حسن رفيع مع كل المجاهدين بل حتى مع العمال الأفغان المساكين يحبهم ويحبونه ، الكل يحبه بل إنك تحبه من جلسة واحدة تجلسها معه ، يوجه هذا وينصح هذا ويربت على كتف هذا ويبتسم في وجه ذاك يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في كل شؤونه حتى في تبسمه ، ومن حبه للشيخ أسامة بن لادن زوّج ابنته لابن الشيخ محمد بن أسامة بن لادن ، وكان رحمه الله يعد لإنشاء جيش إسلامي نظامي لتحرير بلاد المسلمين وكان ينصح الشباب المدربين أن يتخصص كل منهم في تخصص عسكري سواء في المدفعية والإسناد أو في الهندسة العسكرية والألغام أو في الاقتحام والتقدم ، أوفي الأسلحة المضادة للطائرات ؛ ليكونوا نواة لهذا الجيش المبارك ولكنه رحمه الله توفي قبل أن يرى هذا الجيش لكن الأشبال من بعده عازمون على إنجاح فكرته وتحقيقها وما ذلك على الله بعزيز. وكان له مكتب متواضع في العيادة في قندهار لايتخيل الناظر إليه أن هذا مكتب المسؤول العسكري لتنظيم القاعدة لصغرها وتواضعها بل وصغر بابها وقدمه وشعبية مظهره الخارجي والداخلي. وقد دفنه الشباب وهم يبكون ألماً ولوعةً على فراق أستاذهم وشيخهم وفي نفس الوقت سعداء لنيله الشهادة في سبيل الله التي طالما تمناها بعد عمر طويل في الجهاد في سبيل الله أكثر من 25 سنة قضاها في نصرة دين الله وإقامة دولته وقهر أعداء الله من الصليبيين واليهود وأذنابهم واستطاع أن يوجعهم مراراً وتكراراً فرحمه الله ورضي عنه وبلغه منازل الشهداء .

منقول

شيركوه
11-05-2005, 07:52 PM
بحثت كثيرا حتى وجدت شيئا عنه
الحقيقة بحقت ايضا عن ابي عبيدة البنشيري الذي لا اعرف عنه الا اسمه

هو منقول من احد المواقع

السلام عليكم

شيركوه
11-07-2005, 08:17 PM
للرفع من اجل القراءة

فـاروق
11-08-2005, 04:11 AM
رحم الله الشيخ القسام.....

سبحان الله....كان صاحب فكر وجهاد....كما السشخ ياسين....وما اجمل ان نرى في تاريخنا المعاصر رجالا وعوا المرحلة فهبوا للبناء على مختلف الاصعدة وعلموا ان الجهاد والتعليم لا يتناقضان...وعلموا ان الجهاد والتكافل الاجتماعي لا يتناقضان....وعلموا ان الجهاد والحكمة والتروي لا يتناقضان...

وعلموا ان سيوفنا موجهة الى صدر العدو ابدا ومن الخطأ ان تضل وجهتها.....

علموا أنهم بادئ ذي بدء دعاة...وما جهادهم الا مرحلة من مراحل الدعوة وتمكينها....فلم تنسهم الدماء وركوب المنايا الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة....

علموا ان الامة بحاجة الى من يوقظ فيها انتماءها...فسعوا لايقاظها باغلى ما يملكون....أنفسهم


رحمهم الله...هنيئا لهم....ألحقنا الله بهم على خير

شيركوه
11-21-2005, 10:43 AM
لم افهم ما كتبته بين السطور يا ريت توضح

:)

السلام عليكم

شيركوه
01-09-2006, 08:52 PM
ابو جعفر اليمني

رحمك الله يا أبا جعفر!!
الحمد لله الذي جعل الشهداء في عليين وصلى الله وسلم على إمام الشهداء محمد بن عبدالله وبعد ...
فمن مرعب الروس من دمرا ... فذاك الهمام أبـوجعفـرا
تـراه قصيراً نحيـلاً ضئيلاً... وفي ثوبه مثل أسد الشرى
إذا هاجمتـه الهموم الكبار ... أتاهـنَّ في همـة أكـبرا
فتى قد تمنى معالي الأمـور... فباع النعيم وباع الكـرى
وباع لرب الورى روحـه ... وأكرمه ربـــه فاشترى
(1) أبو جعفر اليمني. . القائد الخلوق
من اليمن ..من البلاد التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم وقال الإيمان( يمان) والحكمة يمانية رواه البخاري من حديث أبي مسعود ، نشأ بالطائف من بلاد الجزيرة وعاش بها .. ثم انتقل إلى اليمن ومنها إلى الجهاد.
ولد قريباً من عام 1380هـ. عرفناه أحب الجهاد .. ونبض قلبه لنصر هذا الدين . هل تدرون من جهزَّه؟
باعت أخته ذهبها وجهزته بمالها فأين النساء؟ بل أين الرجال؟ وقد طلب جعفر من أحد المجاهدين الذين يجيدون كتابة الشعر أن يكتب قصيدة في أخته فكتب له على لسانه يخاطب أخته :
عبيرا وأزهارا مع خالص الـــــود سلامي من الشيشان يغــــشى دياركم
بمرآكم الزاهي فقد زيد من وجدي فيا هل ترى عيني تراكم وتكتحــــل
طاعة الرحمن في أول العــــهد و لن أنسى يا أختاه يا من أجبت إلى
بوقت نساء القوم أكثرن في الصـد لبست حجاب العــــز من دون رجعة
ليوم تناديني أخـــي إلى المــــد فلن ينسك قلبي ولن ينس خاطـــر
فكنت كأقوى الناس في الصدق بالوعد دفعتي إلى الميدان قلـــــبي ومهجتي
إذا عز لقياكم ففي جنة الخلـــد أفاطمــــةٌ قلبي يحــدث دائمـــًا
و ما دارت الأفـــلاك من سالف العهد ختاما سلام الله ما ضــــــــاء كوكب

حفظ القرآن على شيء من العلم الشرعي . . طلب بعضه على الشيخ مقبل؛ وإن كان قد نسي بعض القرآن بسبب انشغاله عن المراجعة في ظل فورة القتال ويقول القائد أبوالوليد عنه : إنه قال سوف أراجع القرآن في رمضان المنصرم لأنه قد نسي أكثره وفعلاً تمكن من مراجعة نصفه في شهر رمضان عام 1421هـ.
ترجل عن جوادك أي هذا الفارس البطل
فإن الأخوة الفرســان للميدان قد وصلوا
ومن بوابة الشيـــشان للتاريخ قد دخلوا
.كان نحيلاً ضئيلاً قصيراً. . ربما لو وقف فلا يصل إلى نصف عضد أحدنا...وفي أثوابه أسد هصور . . قمحي اللون . . ذو لحية بارزة . . هادئ الطبع .. كثير الصمت . . شديد الحياء . . بشوشاً هينا . . إذا ضحك لم يقهقه ،وكان رجلاً جاداً عملياً .
( 2 )
ركض مع الجهاد: تدرب . . أتقن الضرب على مدفع الهاون واحترفه . . وكان في الحرب الأولى ضمن مجموعة خطاب وموكل إليه الضرب بالهاون لأنه أتقنه أيما إتقان . .وبرع فيه في الحرب الحالية وأثخن في الروس بالهاون أيما إثخان .. ولما هدأت الحرب الأولى تولى معسكر التدريب فكان هو المسؤول عنه ...
وكان رحمه الله حريصاً على شيئين:التربية العسكرية .. والتربية الإيمانية.. وكان يطلب من المجاهدين المتعلمين إلقاء الدروس فإذا تأخروا أو تعذروا غضب وأغلظ عليهم وقال:هذه أمانة فقوموا بها.
كان رقيق المشاعر ..عطوفاً على المجاهدين الفقراء والضعفاء –كالمجاهدين الأوزبك-؛ فإن الشيشانيين أو العرب مثلاً يعرفون كيف يحققون ما يريدون لأن هناك من يعينهم ؛ أما الأوزبك فلم يكن من يرعاهم..
أراد أحدهم مرة الزواج فسعى له .. حتى إنه عاتب حكيماً –رحمه الله- وقال:لو كان عربياً لأعنتموه.. .. فأعانه وأتى له بملابس جديدة..
مهلاً يد التقوى هي العليا ما بيننا عرب ولا عجــــم
مثل الذباب تطايروا عميا خلوا خيوط العنكبوت فهم
كالشمس تملأ هذه الدنـــيا وطني كبير لا حدود لــــه
في الهند في روسيا وتركيا في أندونيسيا فوق شيشان هنا
وأحطم القيد الحديديـــــــا آسيا ستصهل فوقها خيلي

( 3 )
بدأت الحرب الثانية .. وكثرت مجموعة خطاب فاحتاج إلى توسيع القيادة وتولية أمراء جدد .. فكان جعفر متميزاً خلقاً وصبراً وقيادة .. خاصة بعد مقتل القائد حكيم .. وكان جعفر من أعضاء المجلس الشورى العام ..
تشكلت مجموعته .. واشتهر مع مجموعته بالإقدام .. وأصبح أكثر الشباب العرب يطمحون في صحبته .. فإذا جاء التقسيم دعوا الله أن يكونوا معه .. وأكثر الشهداء العرب كانوا في مجموعته .. وقد رأى أحدهم رؤيا –حين كان جعفر في أرغون- أن جعفر يقود حافلة في مطار أرغون وينطلق بها ومعه مجموعته .. وأسرع بها ثم طارت في السماء .. فنسأل الله أن يجعل أرواحهم في عليين..
وعلى الجهاد طريقنا نحو القممْ لا نرتضي القيعان بالجبل الأشم
وممن كان معه في تلك المجموعة (حين كان في أرغون وقت الرؤيا) واستشهد بعد ذلك:عبدالله المقدسي / أبوحبيب القصيمي / أبو المنذر الأماراتي / أبوعبيدة اليمني / أبو حذيفة المصري / أبو حمزة اليمني / أبومالك اليمني / عباد النجدي / عكرمة السوري/ أبوعبدالعزيز اليمني..
هو الإسلام علمهم صموداً كذاك يكون أبطال الصمود
وهناك غيرهم ممن التحق فيما بعد بمجموعته ونال الشهادة ؛ منهم : أبوسعيد الشرقي .. أبودجانة اليمني .. أبوحفص المصري .. المثنى القصيمي .. أبوسمية النجدي .. أبوذر الطائفي .. أبوعاصم الجداوي ..
كان مسعر حرب ؛ جريئاً .. حتى إن الشيخ أباعمر قال : لا ينبغي لهذا الرجل أن يولى ولاية لأني أخشى أن يهلك من معه .. لأنه مقدام وكان يقول عنه : إنه مسعر حرب !!
أرعب الروس وأرهبهم .. حتى إن الأخبار ثبتت أنه كان مرة على خط سرجنيوت .. فكان الروس يقولون في إخبارياتهم ( .. وخط سرجنيوت فيه مجموعة من جندنا و.. و .. وتواجههم مجموعة جبلية يقدر عددها بخمسة وعشرين ألفاً يقودهم الجنرال جعفر)! مع إن مجموعته لم تتجاوز 140 شخصاً .. حتى إن الشيشانيين كانوا إذا رأوه ورأوا جسمه ضحكوا وقال:أنت الجنرال جعفر!؟ وكان من لا يعرفه منهم يأتي ويسأل المجاهدين أين الجنرال جعفر فإذا رأوه تعجبوا واستغربوا أن يكون هذا هو الذي دوخ الروس وأرعبهم !
في دياري لن يظل الغاصبون وبناري سوف يصلون الأتون
قد عقدنا العزم أن نمضــــي لما قـــــدر الله وما شاء يكون
سوف نجني النصر أو كأس المنون
أحبه الشيشانيون وجرى اسمه بينهم حتى إن أحد المجاهدين قال مرة: أضعت مجموعتي ليلة من الليالي .. وتقلبت بين القرى .. فأتيت قرية وكنت أتحاشى الناس .. فلقيت امرأة عجوزاً شيشانية فكنت أحادثها بروسية مكسرة فخرج ابنها وعرف أنني مجاهد عربي ؛ فقال:من أي مجموعة؟ فقلت:مجموعة جعفر .. ففرح جداَ وأخذ مني سلاحي وأكرمني غاية الإكرام .. وسألني عن حال جعفر –وكان جريحاً ذلك الوقت – فأخبرته فتأثر وحزن .. ثم لم يتركني حتى أوصلني إلى المجاهدين..
( 4 )
كان حريصاً على التربية الإيمانية وربما وعظ المجاهدين .. وربما ذكرهم قبل المعارك بالله وعظيم أجره .. وربما رأيته يلقي ذلك وهو متاثر..وكان دائماً يذكر المجاهدين بفضل الجهاد والمجاهدين والغدوة والروحة في سبيل الله.
كان متواضعاً (على كونه قائداً يستحق التبجيل).. لم نر مثله في تقدير القيادات التي فوقه من مثل خطاب (وحكيم سابقاً) ويعقوب وأبي الوليد .. فإذا أتى أحدهم معسكره في زيارةٍ قدمه وقدره ..حتى لو طلب منه أحد جنوده طلقة قال استأذن من القائد (يعني الذي فوقه) ولا يفعل شيئاً أبداً.. وربما رأيته يتكلم ويوجه فإذا جاء قائد أكبر منه صمت وسكت وتكتَّف كأنه جندي من الجنود .. مع أنه قائد .. وهذا من طيب نفسه..
إذا المكارم في آفاقنا ذكرت فإنما بك فيها يضرب المثل
ومن ذلك أنه كان –بإجماع المجاهدين- لا يأمر أحداً بشيء أمراً مباشراً .. حتى إنه ربما أراد كأساً عند بعض المجاهدين فلا يطلبه منهم بل يقوم بنفسه فيحضره .. وكان على جسيم مشاغله وتعدد مسئولياته يقوم في حاجته بنفسه .. حتى في أوقات الحرب ووسط الغابات ربما غسل ثيابه بنفسه ولا يأمر بل لا يرضى أن يغسل له أحد ثوبه على تزاحم أعماله..
كان على تواضعه عطوفاً حتى إن في مسيرة الانسحاب تقدمت مجموعته لاستقبال المجاهدين في بعض القرى .. فكان يروح ويجيء ويجهز ويرسل .. كان المجاهدون وأكثرهم مرضى متعَبون .. وأكثرهم تورمت أقدامه.. فكان يرعاهم بل لم ينم الليل حتى الساعة العاشرة من الغد .. بل –هكذا أخبر أصحابه- كان ربما غمز أرجلهم لأنها قد تعبت من المشي وهو القائد..!!
يقول أحد المجاهدين : في أحد ليالي الشتاء كان المجاهدون متعبين بعد عناء اليوم .. ولم يناموا إلا حوالي الساعة العاشرة .. فاستيقظتُ الساعة 12.30 فوجدتُ جعفر يتحدث مع خطاب من خلف نافذة .. وطال الحديث وطال .. وكان خطاب يدعو جعفر أن يحرك مجموعته لمهمة .. وجعفر يقول : جيد لكن الشباب لا بد أن يرتاحوا قليلاً .. وخطاب يحاول معه ويقول : يكفيهم ما ارتاحوا .. وجعفر لرحمته يقول : لا بأس ولكنهم متعبون ولا بد أن يرتاحوا .. ولما ذهب خطاب استراح جعفر على فراشه فلم يأته النوم .. ثم قام وتوضأ وصلى ركعتين .. ثم شغل سيارته وانطلق ليرتب أمور مجموعته .. ولم ينتظر حتى الصباح فلله ما أصبر تلك الهمم!
سبحان خالق قلبٍ كيف لذته فيما النفوس تراه غاية الألـــــ م

متيم بالندى لو قال سائله هب لي جميع كرى عينيك لم ينم

شيركوه
01-09-2006, 08:54 PM
كان رقيق المشاعر .. لا ينسى حاجتك .. طلب أحدهم حذاء .. فأعطاه إياه بعد زمن ولم ينس حاجته .. وطلبتُ مرة سلاحاً خاصاً فمرت ثلاثة أسابيع .. حتى والله إنني أنا نسيت حاجتي .. فأخذ جعفر يوزع أسلحة ثم نادي علي وأعطاني الذي أريده..
كان لا يأكل قبل المجاهدين .. ولا يلبس قبل المجاهدين .. بل إن المجاهدين صرفت لهم بدل عسكرية جديدة فكان هو من أواخر من لبس .. بل إنهم كانوا في الغابة .. وأشد ما في الغابة إذا نزل المطر فإنه تضيق صدور المجاهدين لشدة المطر وزلق الأرض والطين ولا تقدر أن تشب ناراً.. فوزعوا مرة خياماً جديدة مريحة مانعة من البلل ؛ حتى كأنها فندق .! دخل المجاهدون فيها وناموا أما هو فلم يكن له مكان .. فذهب مع صاحب له إلى أغصان شجر قد صففت ووضعوا فوقها بلاستيكاً وهي مفتوحة من الجوانب .. ونام تحتها.. وهو من هو .
ذا اعتاد الفتى خوض المنايا فأهون ما يمر به الوحول

( 5 ) : القائد!
ومع طيبته فكان قائداً مربياً .. كان يمر على مجموعاته (شيشان .. عرب .. أذربيجانيين .. ) فإذا رأى بقايا سكر في الأرض عاقب المجموعة ألا يصرف لهم سكر .. وكذلك إذا رأى كسر خبز : كيف تسرفون وإخوان لكم لا يجدون ما يأكلون؟
كان يربي الشباب على القيادة .. يجتمع بهم ويشاورهم .. حتى مع الشباب الجدد الذي لم يسبق لهم تجربة .. فيحاور ويقول:إذا جاء الروس من هنا .. فهل نأتي من هنا .. وماذا نفعل .. ويعرض الأفكار.. وربما أرسل هذا للترصد .. وهذا لعملية ..
كان يسهل الأمور .. ويعطيك المسئوليات بأسلوب ميسر : (تذهب مع هؤلاء .. وكذا وكذا .. وإذا يأتون الروس اضربهم والله أكبر)! هكذا أسلوبه.. حتى إن جنوده كانوا يندهشون من هذا الأسلوب السهل .. واعتادوا على القيادات ..
كان يوليهم .. هذا مسئول التموين –وهي مسئولية صعبة وثقيلة - .. وهذا مسئول الذخيرة وهذا وهذا .. فصار المجاهدون كخلية النحل ؛ مع أنه كان لا يجلس كثيراً معهم إذ هو مشغول بمهمات أكبر من تحركات وترصدات واجتماع مع القيادات..
6 )
كان حريصاً على أن تتعلم زوجته اللغة العربية .. فكان يأمرها ألا تتكلم معه في البيت إلا بالعربية .. فمرة قدمت له الطعام وقالت له (كل) بالروسية فغضب ودفع الطعام وخرج من البيت..ولذلك فقد تعلمت كثيراً من العربية من أجل حرصه رحمه الله عليها..
لم يعش حياة الترف .. مرض مرات .. وأصيب مرة .. كان هناك 6 من المجاهدين داخل الغابة؛ فكمن لهم الروس .. وضربوهم بالرشاش .. فأصيب أحد المجاهدين (أبوالمثنى) فكان يقول وهو مصاب في دمائه : اللهم احفظ أبا جعفر .. .. وأصيب أبوجعفر بطلقات أصاب بعضها مفصل يده اليمنى .. حتى كانت يده تكعف قليلاً إذا أراد الأكل.. وأصابت أخرى في عضد اليسرى ... وأصيب كذلك في ظهره..
كان فيه –بإكرام الله له- إحساس باطني عجيب .. قام ذات يوم فزعاً من نفسه واتصل بالمخابرة فعلم أن هناك تقدماً للروس .. وفزع في يوم آخر أشد من ذلك فاتصل بالمجاهدين فعلم أن هناك تقدماً للروس وأن هناك إصابات في المجاهدين..
كان مخلصاً .. ربما نفذ عملية .. فيأتي إليه المجاهدون ليأخذوا منه أخبارها مباشرة .. فلا يتكلم عن نفسه ولا يقول خططنا هجمنا بل يقول:فعل الأخوة وخطط الأخوة..
وكان من شجاعته أن المجاهدين الذين معه يقولون إذا كان معنا أبوجعفر في اشتباك فإننا لا نخاف العدو ولا نرهبه وذلك لإقدامه وشجاعته ..
وكان لايعرف الانسحاب من أرض المعركة وإن حصل إنحياز لكامل المجموعة فإن أباجعفر يكون هو آخر من ينسحب ويذكر عنه أحد من شارك معه في عمليات انتصارات العيد – عملية أرقون - : كنت أحد أفراد مجموعة أبو جعفر رحمه الله وكنا كامنين على طريق قدرميس وبدأت العملية الساعة السابعة وخمس وأربعون دقيقة ووصلت القافلة وكانت عشر آليات وبتاير وهنا أعطى الأمر جعفر وبدأت الرماية وحرقنا جميع هذه الآليات الروسية بفضل الله تعالى فأرسل الروس مدد لهذه القافلة : آليه وخمس عشر فرد من الروس - تقريباً - واشتبكت أنا وأخونا عماد مع الروس وعندما سمع أبو جعفر الرماية أتى إلينا وقال أشركوني في الأجر وأخذ يرمي عليهم وكان نصف جسده ظاهر للعدو واشتبكنا معهم حوالي ساعتين وكان ينتقل من خندق إلى خندق يساند الشباب لأن بعض الجنود الروس ما قتلوا وكان الإخوة قريبين من الخط فمن الله علينا بقتل أكثرهم وجرح البعض الآخر وأرسل الروس أيضا مدد ثلاث آليات وقرابة 45 جندي واستمر الاشتباك معهم من العاشرة صباحا إلى الثانية والنصف ظهرا وعندما شاهد أبو جعفر ذلك وكان في بداية المجموعة أتاني مسرعاً وقد أخذ من بعض الإخوة قاذف قنابل وأخذ يرمي عليهم واشتبكنا معهم ...وعندما اثخنا فيهم كنا نسمع بعض الروس يقول ماما ويقولون ساعدونا ..وخرج أبو جعفر ليرى من بقي من الروس ويجهز عليهم وعند ذلك حدث ما لم يكن في الحسبان حيث طلب من بقي حياً من الجنود الروس الإمداد فوصل الإمداد في أكثر من ستة وعشرون الية من بين دبابات وبي ام بي وشاحنات مليئة بالأفراد وعندما رأيناها كبرنا وارتفعت أصواتنا بالتكبير والتهليل وبلغت القلوب الحناجر وظننا أنا لن ننجو من هذا الهجوم المباغت وقال لي أخ بجواري ماذا نفعل فقلت أذكر الله واطلب من الله الثبات وجاء آخر وقال ماذا نفعل أكثر الإخوة انحازوا فتعال نفعل مثلهم فقلت له ننتظر أمر الأمير وعندها كنت متحيراً مدة من الزمن بين أن أنحاز أو اثبت في مكاني وخرجت من الخندق ورأيت أبا جعفر يقول للإخوة اتقوا الله واثبتوا وقال لي اثبت يا أخي ولتتقي الله وثبتنا الله وكان أبو جعفر أسد يصول ويتجول في أرض المعركة حتى أحرقهم بديزل موجود معهم وأحرق عشر آليات وقد انحزت مع أخ جريح وكان قد ثبت مع أبي جعفر أربعة من الإخوة وكان الأخ أبو جعفر آخر الإخوة المنحازين
وقد انتقل إلى رحمة الله في ركب الشهداء القائد الهمام أبوجعفر اليمني وذلك في يوم السبت 18/2/1422هـ حيث كان خارجاً مع بعض المجاهدين من سلاح المهندسين لزراعة الألغام في طرق القوافل الروسية وأثناء قيامهم بزراعة الألغام إنفجر فيهم أحدها فانتقل إلى رحمة الله وقتل معه أبوبكر التركي وأحد المجاهدين الشيشان نسأل الله أن يتقبلهم جميعاً في ركب الشهداء
للمنايا وقد تأخر شهرا ليت مليون مهجة سبقته
وذهاب اللئيم يذهب عسرا فبقاء العظيم في الأرض نفع


وسرت قدماً إلى الجنات يابطل نلت المكارم والأمجاد يا رجل
بسيركم تستقـــى الآيات والمثل بنهجكم يا أخي تحيى ضمائرنا
لما رحلت، وسحت عينها المقل إيهٍ أباجعفرٍ قضت مضاجعنا
ليثاً هصوراً به يستشرف الأمل تبكيك شيشان والساحات إذ فقدت
وتطرد الظلم والأعداء فانخذلوا فكم أقمت بها تحي كرامتها

شيركوه
01-09-2006, 08:55 PM
معليش الكقال كبير وكنت اريد اختصاره ولكن ... :)
سامحوني

السلام عليكم