تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : خاطره



مجاهده
12-06-2002, 12:59 PM
الحمد لله ملاذ الخائفين ، ومنجي الغرقى والهالكين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
فإن الناس منذ خلقوا لم يزالوا مسافرين ، وليس لهم حط عن رحالهم إلا في الجنة أو النار ، والعاقل يعلم أن السفر مبني على المشقة وركوب الأخطار ، ومن المحال عادة أن يُطلب فيه نعيم ولذة وراحة ، إنما ذلك بعد انتهاء السفر ، ومن المعلوم أن كل وطأة قدم ، أو كل آن من آنات السفر غير واقفة ، ولا المكلف واقف ، وقد ثبت أنه مسافر على الحال التي يجب أن يكون المسافر عليها من تهيئة الزاد الموصل ، وإذا نزل أو نام أو استراح فعلى قدم الاستعداد للسير

يا مغروراً بالأماني : لُعن إبليس وأُهبط من منزل العز بترك سجدة واحدة أُمر بها ، وأُخرج آدم من الجنة بلقمة تناولها ، وأمر بقتل الزاني أشنع القتلات بإيلاج قدر الأنملة فيما لا يحل ، وأمر بإيساع الظهر سياطاً بكلمة قذف ، أو بقطرة من مُسكر ! وأبان – أي قطع – عضواً من أعضائك بثلاثة دراهم . فلا تأمنه أن يحبسك في النار بمعصية واحدة من معصيه ( وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا ) [ الشمس : 15] دخلت امرأة النار في هرة ، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب
قال الحسن : الرجاء والخوف : مطيتا المؤمن
فإذن لابد من الجمع بين هذه الأمور ، وغلبة الخوف هو الأصلح ، ولكن قبل الإشراف على الموت ، أما عند الموت فالأصلح غلبة الرجاء ، وحسن الظن

قال ابن القيم : القلب في سيره إلى الله عز وجل بمنزلة الطائر ، فالمحبة : رأسه ، والخوف والرجاء : جناحاه ، فمتى سلم الرأس والجناحان ، فالطائر جيد الطيران ، ومتى قطع الرأس مات الطائر ، ومتى فقد الجناحان فهو عرضة لكل صائد وكاسر

اللهم أحيينا على الإسلام وأمتنا عليه ، اللهم وارزقنا توبة عند الموت ، وعملاً صالحاً متقبلاً يا أرحم الراحمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
_______________________________
منقول