تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : انتقال الفتاة من بيت الأبوة الى بيت الزوجية



بشرى
12-01-2002, 08:59 AM
كتب زائر في أحد المواقع في مرحلة الانتقال:
هذه مرحلة انتقال وجسر عبور بين ضفتي الحياة، بين بيت الأبوة، حيث كانت ابنة، وبين بيت الزوجية، حيث أصبحت زوجة، نقطة تحول في حياة المرأة، من ابنة مرعية الى امرأة راعية، ولا شك، انها بزواجها أصبحت في الشطر الثاني من دنيا الاختبار، وبما ان ثقل المسؤولية والرعاية يشتد على المرء، مطلقا، ذكرا كان أو أنثى، في هذه المرحلة الثانية، حيث تكوين هذه الخلية الجديدة في الكيان الاسري، ومما هو معلوم عادة، أن المرأة غير منفردة في هذه الخلية، بل هي- الخلية- ذات طابع مشترك بينهما، يتحمل- الزوج- العبء الاكبر من كبد هذه المسؤولية .


وبما أن للزواج مقاصد تتمثل بالبقاء التناسلي والاعفاف في كل من الغريزة الفطرية الجنسية، ومن غريزة المودة والرحمة والسكينة، كان لازما أن يعرف كل من الزوجين حقوقه وواجباته فيؤدي ما عليه من واجبات، ويقف عند حدود حقوقه والا دخلتها الاشكالات المؤدية بطبعها الى ضعف هذه الخلية أو الى اماتتها باذن الله سبحانه.
وغالب الناس في هذه الايام، يهملون هذه المرحلة، وكيفية الوصال والربط بين المرأة المرعية والمرأة الراعية، والمشار اليه بقوله صلى الله عليه وسلم:
" والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها"
فاذا ما انتقلت المرأة الى ضفة الحياة الزوجية. لربما اصطدمت بما فيها من وحدات تعاملية، منها ما تتخطاها ومنها ما تجهل، فيؤدي هذا الى بطء النمو والتكامل في هذه الحياة الجديدة ولعلك لاحظت ما أشرت اليه في كتابي
" الزواج الاسلامي" " والبنت في الاسلام" الى مدى مسؤولية الآباء والامهات، فيما يخص بناتهم من حسن الرعاية والتنشئة وحسن اختيار الزوج الصالح، نظرا لما يترتب على الاهتمام بهذه الشؤون النسوية من آثار صالحة ومقاصد حسنة.
ورغبت في هذا المبحث أن أضع بين ايدي الاباء والامهات بعض الارشادات والعظات المبينة لما يجب عليهم من تعريف بناتهم بمدى الاهمية في هذه المرحلة وانهن- البنات- مقبلات على معاشرة من ليس بأب أو أم هي حياة تتطلب حسن الرعاية والامانة.


المسألة رقم-2-
عظة الى الرجل الزوج:
عليك أيها الرجل أن تكون صادقا مع زوجتك دون مكر أو خداع، فقد قال رسول الله صلى عليه وسلم:
" أيما رجل تزوج امرأة على ما قل من المهر أو كثر ليس في نفسه أن يؤدي اليها حقها. خدعها، فماتت ولم يؤد اليها حقها لقي الله يوم القيامة وهو زان.
وعليك أن تكون محبا لها، لا بغيضا، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لا يفرك( لا يبغض) مؤمن مؤمنة، ان كره منها خلقا رضي منها آخر.
وعليك ان تكون ذا خلق كريم مع أهلك، أي زوجتك، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ان من أكمل المؤمنين ايمانا أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله"
وقال : " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي "
وقال لمن سأله عن حق زوجته عليه:
" ان تطعمها اذا طعمت وتكسوها اذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر الا في البيت"
انظر، وكأنها نفسك، ليس لها منك ايذاء في بدنها أو نفسها، ولا ما يحل روابط التلاحم ويقدر ما يكرم الرجل زوجته له قدر الخلق والتكريم ، وكما في الحديث:
" أكمل المؤمنين ايمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم" .
وانظر الى ما قاله المصطفى صلى الله عليه وسلم في شأن النساء والحفاظ عليهن في حجة الوداع، بعد أن حمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ: " الا واستوصوا بالنساء خيرا، فانما هن عوان( اي اسيرات) عندكم، ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك ،الا ان يأتين بفاحشة مبينة، فان فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح فان اطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا، الا ان لكم على نسائكم حقا ولنسائكم عليكم حقا، فحقكم عليهن ان لا يوطئن فرشكم من تكرهون، ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون الا وحقهن عليكم أن تحسنوا اليهن في كسوتهن وطعامهن.

مسائل في الحياة الزوجية