تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصتــــــــــــــــــــــــــــي ..... انــــــــــــــا



ابو مشاري
11-29-2002, 07:19 PM
.



من أنا ؟؟؟؟
أنا اسمي (أ) … ولديّ شهادة بذلك، ذات مرة ولدت …. لم الد بمشيئتي ولكني ولدت. منذ أن فتحت عيني على الوجود علمت أن هناك ضوء، لم اكن اعلم أن اسمه ضوء، لم اكن اعرف أن اعبّر عما أنا فيه، فبكيت، تعلمت الحروف بعد ذلك، وتعلمت أيضا كيف استخدم لساني في إخراج ذبذبات من فمي شبيهة بتلك التي اسمعا من ذلك الشخص المبتسم! لما تعلمت أن امشي، وقف أمامي وهو يقهقه! لم أستطيع أن انظر إلى كامل جسمه لكبر حجمه، وبعد خطوة وسقوط و وقوف آخر شعرت كم هي كبيرة هذه الدنيا من الغرفة حتى وصول الباب كم خطوة هي الخطوات التي أخطوها و اسقط،،،، كذا مرت الأيام، وكبرت …..

تعلمت أن المنزل اصبح ضيقا و ليس كما كنت أتصور، عندما خرجت أنا و أبي في الأزقة و عرفت أن الدنيا هي اكبر من ذلك المنزل، مشيت حتى وصلت إلى مياه كثيرة، عجبت لأمرها قال لي أبي (هو ذلك الشخص نفسه) هذا بحر، نظرت إلى مياهه تمتد كيفما امتد البصر و رأيت البعد الهائل و كيف تنطبق السماء في نهايته فعلمت أن هذه هي نهاية الدنيا فعجبت لكبرها، و في طريقي للمنزل قلت في نفسي هي ذي نهايتها فأين البداية؟ بقيت امشي و أنا في حيرة من نفسي وكبرت …….

وذات يوم و إذا بي أرى سمة تغيرا نحوي من أبى و أمي و كأن شيئا قد حدث حيينها كنت في السادسة من عمري و قيل لي انك ستذهب إلى المدرسة ففرحت، ليس لعلمي ما المدرسة فأنا لم اكن فيها من قبل، كانت الأيام تجري كيفما الأمواج في ذات يوم قد رأيت. شدني الشوق إلى أن أتعلم و سأكتب ما رأيت، وكبرت …..

كنت اسرح، عندما ارجع من مدرستي و أنا احمل في يدي مستقبلا لست على علم به، بل أنا اصنع كونا كلما مرت الأيام ازداد علمي أن الدنيا على غير ما كنت أتصور، وشعوري يتغير، حتى فيما أنا البس حيث صرت الآن في صحبة شبان، وحببت أن أكون المتألق فيهم، زادني الشوق إلى أن اعرف اكثر، وكبرت ……

صارت الأيام تمشي كيفما شاءت وليست هي كيفما شئت، فتسابقت مع الأيام كي أخطو اكثر، كلما سابقتها سبقتني، كيفما تتجه الأيام تقتادني، و قفت يوما عاصيا أمرا لها. لابد لي من أن أكون القائد إن لم اكن قادرا على سبقها، صارت الأيام تمشي و أنا الموجه، يومها عرفت أنني صرت اكبر ……

زادت الأشواق في نفسي بأن اعرف اكثر، هزني الشوق إلى أن اعرف الماضي و ما سوف يكون، صارت الأحلام أيامي، كنت أشقى كنت أرجو أن أكون مثلما ترقى الطيور حينما تتعب أجنحتها كي تعتلي، لكن حينما شاءت لي الأقدار أن افهم معنا للحياة صارت الأرقام لا تجمع في عقلي، لم أكن اعرف أن الرقم و اللون أو أن اسمك أو من أين أتيت لها حال كيفما الطير بألوان بعضها يأكل بعضا، بدأت نفسي تعارض جسدي بدأ الجسم ينقسم وبهذا صرت اكبر …..

ذات يوم كنت امشي، كيفما تمشي عباد الله لا مشي الخيلاء، و إذا ارى شخطا من ورائي يتفحص كل خطوة كنت أخطو، لم اكن اعرف حيينها معنى الخطيئة لا اجتماعيات لا معنى السياسة، كنت وحدي كنت استلهم أفكاري من ذاك الكتاب، كنت احمله في يدي ساعتها ففهمت انه ليس للإنسان أن يقرأ ما شاء، ذاك يوم قد مضى لكنه في ذاكرتي ما زلت احكي قصتي، وكبرت ……..

و إلي اللقاء