تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مجلة السياحة الإسلامية



no saowt
11-26-2002, 11:17 AM
لأن من خرج من داره بعد 11 سبتمبر قل مقداره…
مجلة السياحة الإسلامية.. "زيتنا في دقيقنا"!

السياحة الإسلامية (http://www.islamictourism.com)



لكل فعل رد فعل .. مساو له بالقوة و مضاد له بالإتجاه. هكذا تقول نظريات الفيزياء .. و لعلها أول الدروس الواجب علينا تطبيقها سياحيا بعد أن عجزنا "بتفوق" من محاولة تطبيقها سياسيا.
إقرأوا .. و وعوا .. و لعل الوعي هنا أولى مراحل التطبيق الصحيح لتلك الدروس !

خالد الخياط
الحد - مملكة البحرين

لأن من خرج من داره بعد 11 سبتمبر قل مقداره…
مجلة السياحة الإسلامية.. "زيتنا في دقيقنا"!
2002/11/20 حسام تمام (صحفي مصري)

لأن العالم لم يعد هو الذي كنا نعرفه، ولأن الدنيا تغيرت وانعدم فيها الأمان أو كاد بعد أن كشر العم سام في عالم ما بعد القطب الواحد عن أنيابه.. ولأن التجربة قالت لنا بالدليل الذي لا يقطعه شك: إن كل مسلم خرج من داره بعد 11 سبتمبر الأمريكي قل قدره، فلم يعد أمام أهلنا الذين لديهم بحبوحة من العيش -ولو قليلة- كانت تغريهم بالسياحة والتجوال في أرض الله الواسعة؛ إلا أن يغيروا "بوصلة" السفر ويتجهوا إلى "الداخل" بدلا من "الخارج".

الخارج ( و نقصد به دائما الغرب!) .. حيث إجراءات التفتيش المتعسفة، والملاحقات الأمنية العشوائية لأدنى شبهة ومن دون سابق إنذار، وقبل ذلك وأثناءه وبعده التكاليف الباهظة والمرهقة للسياحة في بلاد ما فوق السحاب.. وصار الشعار الأمثل الذي يجب على هواة السياحة في بلادنا الإسلامية رفعه والاقتداء به المثل الشعبي المصري - الذي ينصح بالاعتماد على مقومات الحياة الذاتية أو ما لدى الأقربين- "زيتنا في دقيقنا"، و"شمس بيتنا ولا ظل بيوت الآخرين".

الأولى من نوعها
وهذا ما فعلته وتدعونا إليه مجلة "السياحة الإسلامية" التي احتفلت مؤخرًا بالعام الأول على ميلادها، حيث صدر عددها الأول في خريف العام الماضي 2001. والسياحة الإسلامية مجلة فصلية هي الأولى من نوعها التي تعنى بالسياحة الإسلامية، وتجعل الهدف الرئيسي لها -حسبما أعلنت هيئة تحرير المجلة- هو "تشجيع وتطوير السياحة بين دول العالم الإسلامية من مشارق الأرض ومغاربها".

وبالرغم من أحداث 11 سبتمبر الدامية وتداعياتها المؤسفة، التي لم تكن -بالتأكيد- في بال وتصور عبد الصاحب الشاكري (الناشر) ورؤوف الأنصاري رئيس التحرير المسئول عن مجلة "السياحة الإسلامية" الصادرة عند (دار النشر والاستشارات التكنولوجية) في لندن، حين خططوا لإصدار أول مجلة تعنى بالسياحة الإسلامية تصدر باللغتين العربية والإنجليزية، فإنه مما يحسب لهم إدراكهم الواعي والعميق لضرورة الاهتمام بالسياحة الإسلامية ومتابعتها والترويج لها وبث الوعي بها في أنحاء العالم الإسلامي بصفة خاصة والعالم عمومًا، وكذلك تصورهم وتنبؤهم المبكر بالأهمية التي يجب أن توجه إلى هذا النوع من السياحة، وهو ما أكدته أحداث سبتمبر، وتأثيرها ـ فيما بعد ـ على حركة السائح المسلم في أنحاء العالم.

فقد تطورت السياحة حتى صارت ضرورة إنسانية وباعثا للتطور الحضاري وليست مجرد تحف وترفيه لفئات بعينها، كما تطورت صناعتها حتى صارت السياحة ثالث أكبر رقم في التبادل الاقتصادي عالميًّا بعد النفط والإلكترونيات، وزاد من أهميتها ثبات مقوماتها وعدم تبددها أو نفادها مثلما هو الحال في مجال النفط، كما أن دخلها يتوزع على أكبر عدد من السكان دون أن تنحصر في أيدي فئات محددة من الأفراد والحكومات، ويحرم منها غالبية أفراد الشعب؛ كما يحدث في موارد النفط وصناعاته وموارد الصناعات الإلكترونية.

لكن المفارقة ـ التي تتكرر في قطاعات أخرى كثيرة ـ هي أن العالم الإسلامي لم يحظ من هذا القطاع العملاق سوى بالفتات رغم امتلاكه لكل مقومات السمة السياحية من أرض وجبال وشواطئ ومعالم تاريخ ومراكز حضارة وكنوز أثرية، وذهبت معظم أجزاء (الكعكة الذهبية) إلى دول أخرى بعضها دخل عالم السياحة من البوابة الإسلامية رغم انقطاع علاقته بالإسلام (مثل أسبانيا)، والبعض الآخر لا علاقة له بالتاريخ أو الحضارة مثل الولايات المتحدة.
واهتمام المجلة بالسياحة لا يمثل ضرورة اقتصادية فقط بحيث تتواجد إلى جانب أنشطة سياحية أخرى، أو تصبح موردًا اقتصاديًّا يحسن من الأوضاع المتعثرة للدول الإسلامية، بل تأخذ أبعادا ثقافية وحضارية ودعوية غير البعد الاقتصادي، تتمثل في:
- تلبية حاجة الشعوب الإسلامية إلى الحركة والتلاقي والتعامل فيما بينهما للتعارف وتقوية أواصر الود والمحبة، وهو ما سيدعم التبادلات التجارية والاقتصادية فيما بعد ويقويها.
- التعريف بالمساجد وصروح الحضارة والثقافة والفن المتجددة في محيط عالمنا الإسلامي، التي وإن كان بعضها حديثاً الآن فستصبح تراثًا وآثارًا لا بد أن تتعرف عليها الأمم الأخرى، حتى يتجدد العطاء الحضاري للأمة ولا يظل قاصرًا على مرحلة تاريخية بعينها.
- بث روح الحياة والثقة والأماكن السياحية الإسلامية التي غالبًا ما تكون مناطق شعبية، وهو ما يرسخ إيمانًا بمعتقداتها وقدراتها الذاتية، إضافة إلى ما تدره من موارد مادية تحسن من وضعيتها الاقتصادية.
- إطلاق الطاقات والإبداعات والفنون الإسلامية، خاصة الفنون الشعبية مثل ترتيل التواشيح والمدائح النبوية في الأعياد والمناسبات الدينية والاحتفالات الشعبية والأعراس.
- إنعاش الصناعات التقليدية ذات الطابع الإسلامي والتراثي.
- الحد من التفرقة الطائفية والقومية بين المذاهب والشعوب الإسلامية في أنحاء العالم.
===
موقع المجلة المذكورة http://www.islamictourism.com/
عنوان المقال على الشبكة ( من موقع إسلام أون لاين) http://www.islamonline.net/Arabic/arts/2002/11/article09.shtml