تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : معركة الدين مع مسلمي اليوم !



محمد الخضر
07-12-2002, 10:09 AM
معركة الدين مع المسلمين بدأت منذ أن نسوه وراءهم وخاضوا مستنقع الخطورة الذي قال عنه الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام ) إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم بأذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذُلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم ( ... منذ أن تركوه وارتضوا غيره والمعركة لهيبها يشتعل.
يوم أن صار الدين يشار إليه بالتاريخ ! وبالأمس ! ويوصف قارئه والذاب عنه بالرجعي وصاحب الوريقات الصفراء !
كل هذا العداء ومسلمي اليوم شهود .. يرددون هذه العبارات دون أن يشعروا يعظمها ... وبات الدين عندهم صلاة في مسجد أو مسابيح عجائز تتحرك بالتسبيح عند الفجر !
ولماذا نذهب بعيداً ، حتى قوانينا التي ليس فيها شيء اسلامي تقريباً سوى الأحوال الشخصية لها ابداعات أخرى !
أتذكر عندما كنت أدرس مادة الأحوال شخصية 2 ( الطلاق ) أننا كنا نستعرض آراء المدارس الفقهية وكان هناك شبه إجماع بين هذه المذاهب على مسألة معينة في حين شذ بعض الحنابلة عن رأي باقي علماء المذهب الحنبلي وقالوا برأي آخر ، والمفاجأة أنّ قانون الأحوال الشخصية ( الاسلامي ! ) أخذ بما شذ وترك الباقي لا احتراماً للدليل ولا لرجاحة الرأي ولكن لسهولته ويسره !
طبعا هذا إذا تناسينا فتاوى كل من هب ودب !
فالناس تؤمن بالتخصص في كل شيء إلا الدين !
فليس لك الحق في مجادلة السياسي لأنك أمامه رجل على هامش الحياة لا يفقه إلا رؤية الأخبار ! بل والأخبار العربية التي نصها بطولات ومقابلات حاكم البلاد والنصف الآخر بين براكين وجرائم وزلازل واحتلال ورياضة وألعاب قوى !
وأما أصحاب الحرف فأنت أمامهم رجل مدلل ، ممن رضع الحليب البقري المعلب والمبستر ولست من أصحاب العزائم حتى تخوض أو تتحدث في مجال أكبر من مستواك !
وسائر المهن كل بحسبه إلا الدين فهو البيت الذي لا باب له ، يدخل فيه من يشاء ويفتي ويتربع على عرشه من يشاء ويظن نفسه فقيه زمانه !
مسكين هو الدين ، مركون على الرف دائماً عند أرباب العقول التي لا تعرف إلا لغات معينة : لغة الدينار ، لغة الشهوة والمتعة ، لغة الجاه والمنصب ، لغة الحرية التي لا يستطيع تعريفها ومعرفة حدودها من ينادون بها !
حتى في المدارس التي تتصور أنها تبني الإنسان وتحيي الروح الخامدة في نفسه ، تراها تبعد الدين وتهمشه في حياة الطالب ، لماذا؟
إنهم يخافون الإسلام من حيث لا يشعرون ... لا تتصور أني أبالغ لكنها الحقيقة ... حتى المسلمين يخافون من أن ينهض الإسلام ويقول كلمته .... لأنّ عروشهم ستتصدع والعقول المغلقة والسطحية التي تتربع على التربية أو الفن أو السياسة أو الاقتصاد أو غيرها ، كلها ستذهب هباء منثوراً مع الريح ! لأنّ الإسلام لا يرضى بالهوان الذي يريدوننا أن نعيش فيه من أجل تحقيق مآربهم وشهواتهم.
فالتربية الإسلامية لا تزيد عن ثلاث حصص في الأسبوع وكلها من الأف إلى الياء تدور حول محور واحد ( المسلم والمنافق ) يعني ببساطة يا شاطر لا تصير منافق ، النفاق شي غير طيب ، صير مسلم وممتاز وتعرف الله وسلامتك وتعيش !
مراحل دراسية كاملة لا تخرج بها أكثر من هذه الحصيلة ! طبعاً هذا مع التغاضي عن بعض المناهج التي ربما تمزج الماء باللبن وتصير لغتها ( إخواننا المسيحين ) أو تُزال منها الآيات التي تذكر اليهود والتي تزال طبعاًً تمهيداً للتطبيع مع إسرائيل !
كنت أتساءل يوماً وأنا أرى التزايد الكبير في عدد الشباب الذي يلبس الشورت القصير ، ما لهؤلاء الناس الذي يستنكرون على الشاب الملتزم الذي يخاف الله ويقصر ثوبه امتثالاً لقوله رسول الله صلى عليه وآله وسلم ، ما لهؤلاء الناس يستنكرون عليه ويشبعونه لمزاً واستهزاءًً واستهجاناً في حين لا يخطر ببالهم أن ينكروا ولو بقلوبهم على من يلبسون الشورت من الرجال غير مبالين لا بدين ولا بعرف ولا بمظهر جمالي ... بعضهم منظره مقزز للغاية حتى الشورت يستحي أن يخرج معه وهو بهذا المنظر ! لا تضاريس جسمانية ولا عرف ولا شكل جمالي ولا هم يحزنون !
سبب آخر وراء البعد عن الدين ومحاولة تجنبه ، ذلك هو جهلهم الحقيقي لمعنى الدين وسبب وجوده في حياتهم !
فالمرء عدو ما يجهل ، فكيف إذا اجتمع فيه أمرين أثنين جهل بالدين وجهل بحاجته له أصلاً ، فلذا لا حرج أن لا يكترث بوجود الدين في حياته سلباً أو إيجاباً !
فالدين في عرف كثير من الناس مجرد طقوس يأديها المصلي كتلك التي يأديها النصارى ! والدين عندهم بسبب رواسب الصوفية هو الزهد والبعد عن الدنيا بحيث تعيش أنت في واد والعالم في واد آخر ! مع أنّ الإسلام جمع الدنيا والآخرة
ولله در الإمام أحمد وقد سئل عن رجل عند كذا وكذا ألف من الدنانير أيكون زاهداً ؟ قال: نعم ، قيل : كيف ؟ ، قال: حين تكون الدنانير في يده لا في قلبه بل أكثر من ذلك ، أكثرهم بما فيهم المسلمين لا يفقهون السبب من وجودهم في هذه الحياة ! يتصور أنه هو والقط الذي يدخل بيته واحد ! رغم أنّ القط حينما يدخل البيت يدخل بحثاً عن الرزق ليعيش ، لكن هذا الرجل الذي يطارد هذا القط ويصل بعقله إلى السماء وإلى القمر وإلى الكواكب وإلى أعماق البحار والمحيطات ما فائدة عقله ؟ لا يدري ! لماذا يعيش ؟ لا يدري !
إنه يعيش هذا التيه ولا يتعلق بقارب النجاة ... لماذا؟ ... لأنه يريد أن ينسى الغاية التي خلق من أجلها ويستبدل تلك الغاية بغاية أخرى ... البيت ... المال ... المرأة ... الرجل ... الأطفال ... المنصب والجاه

fakher
07-14-2002, 01:52 PM
أخي الكريم لقد قرات مقالك هذا بتمعن، ووجدت أنه متشعب والطرح الذي بدأت به يحتاج إلى تفصيل أكثر فلقد تناولت أموراً عدة تحتاج كل واحدة منها إلى مقال.
أخي الكريم باختصار لموضوعك أننا اليوم لا نعاني من جهل بل نعاني من تضحية في تنفيذ أمر الله، فالغالب اليوم والحمد لله -وهذا الفضل يعود للصحوة المباركة- يعرف أمور دينه ويعرف حلاله من حرامه، ولكن تبى أنفسهم إلا أن تنزل إلى هواها. وتراهم يستسهلون المعصية ويستصعبون الطاعة، واللذي يزيد الطين بلة الفتاوى التي لا تعتمد على أي أصل من أصول الدين والتي تكون ركيزة للمتساهلين بل للمفرطين في دينهم.
اللهم انفعنا بما علمتنا وزدنا من لدنك علما.
شكرا لك أخي محب على هذه المواضيع التي تأخذ منك وقتاً وجهداً كبيراً....

محمد الخضر
07-24-2002, 04:33 PM
بارك الله فيك أخي الحبيب

في الحقيقة الموضوع كان ارتجالياً طرحت ما في البال بطريقة ارتجالية ولم انظر للموضوع على أنه علمي بحث فأعدد نقاطه وأتوسع في بحث ومعالجة كل نقطة ، وإنما هي خاطرة في النفس