تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : وليم بيكر: لن يكون هناك سلام في العالم دون فلسطين



بشرى
11-20-2002, 03:39 PM
(الشبكة الإسلامية) عبد الرحمن الحاج

"في صباح يوم من الأيام رأيت فتاتين فلسطينيتين ممسكتين بأيدي بعضهما، وهما تغنيان: "فلسطين داري ودرب انتصاري....." وعندما مرتا بنقطة تفتيش صرخ جندي فيهما قائلاً: "لن تكون هناك فلسطين".. ومنعهما حتى من الغناء، مضت الفتاتان تعبران الحاجز، ثم التفتت إحداهما إلى الوراء حيث الجنود وقالت بتحد : "فلسطين داري"، ركض أحد الجنود وضربها بسبطانة البندقية على رأسها، فسقطت مغشياً عليها أمام ذهول صديقتها،لم أتمالك نفسي، فهرعت إليها، كنت قد خدمت في البحرية الأمريكية، ولم تسمح أخلاقي كجندي أن أضرب طفلة أو أشاهد حتى ضربها، صرخت فيه لماذا تضربها؟ فوضع البندقية تحت ذقني ورفعني حتى جعلني أقف على أصابع قدمي، مكيلاً لي أقذع الشتائم بالإنكليزية وباللهجة النيويوركية .. رددتها عليه، وقلت له: النيويوركي ليس فلسطينياً" .
هذه القصة ـ التي رواها الباحث الأمريكي "وليم بيكر" في محاضرة له ألقاها مؤخراً في دمشق ـ كانت أحد الأسباب التي جعلته ينهض دفاعاً عن القضية الفلسطينية، التي عرّض حياته بسب! بها إلى خطر الاغتيال عددا من المرات من الصهاينة ومتطرفي اليهود.
بيكر شخصية أكاديمية أمريكية معروفة؛ فهو أستاذ التاريخ القديم والدراسات الإنجيلية في جامعات الولايات المتحدة ، وعضو منظمات دولية وأكاديمية مثل "مسيحيون ومسلمون من السلام" (مؤسس المنظمة)، ومعهد الشرق الأدنى لعلم الآثار"، و"جمعية أكسفورد الفلسفية"، انحاز للقضايا الإسلامية والفلسطينية أثناء دراسته لعلم الآثار في فلسطين.
ألف عدداً من الكتب في هذا المجال، منها: "سرقة أمة" عن الصراع مع إسرائيل،و"كشمير: الوادي السعيد..وادي الموت" تناول فيه الفظائع التي ارتكبت بحق الشعب المسلم من قبل القوات الهندية المحتلة. وكتابه الأخير "المشترك أكثر مما نعتقد: مدخل إلى الحوار الإسلامي المسيحي" يسعى فيه لتصحيح صورة الإسلام في المجتمع الأمريكي.
وفي محاضرته "الصراع على القدس" التي ألقاها مؤخراً في دمشق بدعوة من وزير الدفاع السوري مصطفى طلاس و"مركز الدراسات الإسلامية" (المركز الوحيد الذي رخصته السلطات السورية)، قال بيكر: القدس عزيزة علينا نحن المسيحيين كما تقدسونها أنتم المسلمون، وعلينا جميعاً أن نواجه الخطر المحدق بها. يجري الآ! ن حديث عن السياسة الغربية تجاه العراق، ما الذي سيحدث؟ هل ستضرب أمريكا العراق؟ وإذا فعلت فمن سيكون بعد العراق مستهدفاً؟ الكل يتذكر أن أباه (والد جورج دبليو بوش) أعلن حرب الخليج الثانية على أنها "بداية نظام عالمي جديد"، هذه السياسة أصبحت سريعة جداًَ تجاه العراق، ولدي مخاوف كبيرة جداً تجاه سوريا ولبنان وإيران ودول النفط العربية، بل كل الدول الإسلامية، لكن الأخطر للعالم بكامله هو الاستقرار في الشرق الأوسط والأدنى (أندنوسيا وماليزيا والهند وكوريا)، لن يكون هناك سلام مالم يتحقق استقرار القدس أو فلسطين.
أثناء السنوات الخمسين الماضية كان معظم سكان العالم متأثرين جداً بما يسمى بالحرب الباردة، فالاتحاد السوفيتي كان يناهض الغرب وخاصة الولايات المتحدة، كان السوفييت هم الأعداء للغرب والولايات المتحدة، ولكن الآن السؤال الأكثر أهمية بالنسبة لنا: من هم الذي سيكونون الأعداء أو المنافسين الجدد في العالم بأسره؟
في القرن المنصرم قتلنا الملايين من البشر (مئة مليون إنسان في مئة سنة، بمعدل مليون إنسان كل سنة!) وفي هذه الألفية الجديدة سيكون اختيار الأعداء هو من سيحدد الضحايا الجدد، ولكن هذه ! المرة سيكون عدد الضحايا أضعاف القرن المنصرم ! من هم الذين سيكونون الأعداء الجدد؟ يجب ألا يكونوا أتباع الديانتين (الإسلامية والمسيحية) الذين يشكلون نصف المعمورة ! يجب أن يقف أتباع الديانتين سوياً الآن أمام المخططات السياسية، يجب ألا نكره أو نخاف أو يقتل بعضنا بعضاً، يجب أن نقف سوياً ضد كل الذرائع التي تقدم لضرب أوطاننا، وهي بكل أسف موجودة فيها.
لقد جعلونا منقسمين، ليس هناك منظمات مشتركة حقيقية بين المسلمين والمسيحيين، بالرغم من أنه لدينا مشترك أكثر مما نعتقد.
يجب أن نعترف أنه عندما جاء الصليبيون جاؤوا ضد الإسلام، وأنا أقول لكم كمسلمين ومسلمات أعتذر لكم عن الحروب الصليبية .. فقط أولئك القادة الذين يفتقدون الوعي في الغرب يستخدمون عبارات الحروب الصليبية، وهم بذلك يفتقدون المسيحية، ويفتقدون ويفقدون احترامهم للعالم الإسلامي. أنا أعتذر للكراهية التي حدثت من بعض الغربيين الذين يريدون تمثيل المسيحية من أمثال "فلو ويل" و"بنغرام" الذي أساء إلى شخصية رسول الإسلام بوصفه له بـ"الإرهابي"، إنهم ليسوا مسيحيين؛ لأن عيسى قال لنا أن نحب العالم.
يجب أن ننظر إلى القدس باعتبارها رمزاً للس! لام والعدالة، في الإنجيل "دعوا العدالة تجري كالنهر، مثل جدول لا يتوقف"، إن الله يريد العدالة ولا يريد السلام من دون عدالة، هذا موجود في كل الأديان السماوية الإبراهيمية، لكن قبل أن يبحث أحدنا عن العدالة يجب أن يعرف الحقيقة ما هي؟ في عالمنا المعاصر الحقيقة قد تكون في كثير من الأحيان خادعة ومزيفة، وخصوصاً عندما تكون القضية متعلقة بالصراع من أجل القدس، والقضية الفلسطينية وجهاد الفلسطينيين من أجل وطنهم الذي طال انتظارهم له.
أنا عملت في هذا الحقل عندما كنت طالباً في الحفريات في بيت المقدس، لم أطلق يوماًَ عليه اسم القدس بل فلسطين (لأن بيت المقدس لن يكون بدون فلسطين)... على اليهود أن يعودوا إلى مواطنهم "موسكو وجورجيا ونيويورك وإلى أي مكان أتوا منه، ولكن ليس فلسطين قطعاً.
أردت للشعب الأمريكي أن يعرف الصهيونية ويتعرف إلى العدالة في القضية الفلسطينية، في عام 1992م ألفت كتاب "سرقة وطن" وتكلمت عن فلسطين، وظهرت على شاشات التلفزيون لأجل تبليغ رسالتي، فهددت بالقتل مراراً عبر رسائل، ...لكن ليعلم الأمريكيون أنه لم يكن هؤلاء الإرهابيون فلسطينيين ولا عرباً ولا عراقيين ولا مسلمين .. لقد كا! نوا أمريكيين! فقط لأنني تحدثت عن الإسلام وفلسطين من منطلق إيماني المسيحي، حاولوا اغتيالي فأطلقت علي رصاصة في أحد المسارح أثناء إلقاء محاضرة في الولايات المتحدة، وألقى الـ(FPI) القبض عليهم، كان الفلسطينيون يهربون من المسرح، قلت لهم إذا هربتم فسوف تحققون ما يريدون، وحتى لو هربتم فسأظل أتحدث عن القضية الفلسطينية!
كان الذين أطلقوا رصاصتهم ليسكتوني من منظمة يهودية متطرفة تدعى "منظمة مائير كهانا"، كانوا يريدونني أن أبقى ساكتاً ولا أقول الحقيقة، قال لي الـ(FPI) لماذا تقول هذا وتعرض نفسك للخطر؟ قلت ببساطة بالغة : "لأن الحقيقة هي التي ألزمتني الصدق".
إن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس ستجلب العالم، وخاصة المسلمين إلى صراع كبير يهدد سلام العالم برمته.
أعرف الآن لماذا يكرهون كتبي.. لقد بينت أن الذين كانوا قاطنين في فلسطين هم العرب الساميون الأصليون قبل قدوم بني إسرائيل إليها بمئات السنين، وهم الذي منحوا اسم هذه البلاد (فلسطين، فلستيا، فلسطيني)، لقد كان العرب هم أول من استقر في فلسطين وبيت المقدس كما هي الحقيقة في التاريخ.
إن أسطورة "شعب الله المختار" هذه التي سوق! ت في الغرب لا حقيقة لها عند الله، إن الشعب المختار عنده ـ كما تقول الكتب السماوية ـ لا يمكن أن يكونوا قتلة الأبرياء، إنهم الذين يبحثون عن رضا الله وتحقيق العدل والسلام.
لقد قالوا إن الشعب الفلسطيني ترك أرضه وبساتينه ومزارع زيتونه وغادر عام1948 و عام 1967 بكامل إرادته، وهذه أكذوبة كبرى، لكن الشعب الأمريكي والأوربي صدقها!
الآن علينا ألا نسمح للسياسيين بتبرير جرائمهم بالاختباء وراء الكلمات والمصطلحات الجديدة، فالصحافة الأمريكية والإسرائيلية عندما يهاجم الجيش الإسرائيلي بعتاده العسكري وطائرات الأباتشي والميركافا والصورايخ البيوت الآمنة ويقتلون الناس الأبرياء يسمون ذلك "توغلاً"!..مجرد توغل! الكلمة لطيفة جداً لفعل خطير للغاية... والآن هناك مصطلحات جديدة لضرب العراق، فالضربة العسكرية "مجرد إتلاف لبعض الممتلكات" وليست تدميراً شاملاً، الناس عندهم مجرد متاع!...يجب ألا نسمح لهم بذلك، وأن نسعى لوقفهم معاً عند حدودهم..هم يسمون الآن شارون "رجل سلام"! والذين يدافعون عن أرضهم بأرواحهم "إرهابيون"! هل نتوقع ألا يدافع الشعب عن أرضه؟!
قلت لأبي عمار (عرفات) أن لا يوقع شيئاً مع الأمريكا! ن والإسرائيليين ـ ولا يهم البخشيش والوعود الأمريكية ـ ولا يدون نقطة حبر واحدة حتى يضمن حق العودة لكل الفلسطينيين ويضمن لهم السلام في أرضهم ودولتهم المستقلة.
لقد كرست حياتي لأكون صديقاً مخلصاً يدافع عن الحقيقة والعدالة والقدس للشعب الفلسطيني ولكل الناس الذين يريدون الحرية والسلام.

منقووووووول

لو تحركت الشمس من الشمال الى اليمين...وتخلت الأهرام عن حجرها المتين...ولو رجع كل يهودي الي بطن أمه جنين...ماتخلينا عن شبر واحد من أرض فــلســــطين