تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : &&& إنه جنون البشر &&& بقلم محب أهل



محمد الخضر
07-08-2002, 04:41 PM
لا زلت أتذكر يوم أن قالت لي ابنة أخي الصغيرة بكل براءة ( عمي محمد ، هنديتكم فلبينية ؟)، يومها ضحكت على هذا السؤال العجيب !
إذ منذ متى كانت كلمة (هندية) مرادفة لكلمة (خادمة) !
يحق لك أن تعجب من هذا المنطق البسيط ، فهو منطق طفلة لها عالمها الخاص ومحيطها الصغير الذي لا يمكن أن تتجاوزه إلى محيطنا العميق وحياتنا المعقدة.
لكن ماذا تراك تفعل إذا ما رأيت أننا نحن أيضاً يمكن أن نقوم بأمور يضحك منها حتى الأطفال !
فحين تنقلب الموازين عند الناس وتتبدل القيّم ترى بعينيك الأمور التي تضحك وتُبكي في آن واحد !
كنت أسمع ولا زلت أنّ نساء كثيرات في مجتمعنا يكشفن الحجاب حين لا يراهن أحد سوى الهندي !
وإذا ما قلت لإحداهن ( فلانة … الهندي يراك ) أجابتك بكل وقاحة ( أتريدني أن أتغطى عن الهندي؟! ) ، أليس الهندي رجلاً؟ هنا يكمن السؤال !
هكذا صارت الهندية المسكينة في عرف الطفل اسماً مرادفاً للخادمة !
والهندي المسكين في عرف بعض النساء ليس رجلاً !
هذا إذا ما تناسينا الرجل الذي قد ينظر إلى الهندية في البيت على أنها أمة من أولئك الذين قال الله تعالى عنهم { والذين هم لفروجهم حافظون غلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين } .. ولعل الواقع خير شاهد على هذا في بعض البيوت التي لا تعرف معروفاً ولا تنكر منكراً!
صديق لي زار إحدى الدول العربية ، وقد عرض عليه أصحابه هنالك رؤية ملعب الغولف ، يقول: فذهبت معهم والفضول يدفعني لرؤية هذا المكان ولم يدر بخلدي أني سأرى المشهد التالي !
يقول كنا نتجاذب الحديث ونحن نسير في الطريق وإذا بي أرى مجموعة نسوة جالسات قريباً من احدى الممرات ، يقول: فما إن شاهدننا حتى بادرت كل واحدة منهن إلى حجابها، يقول الأخ : وفي الملعب أجانب من الولايات المتحدة ودول أخر ، والجنسية الهندية التي طبعاً لم تنتج رجال حتى يومنا هذا !
وليس الرجل ببعيد عن هذه الممارسات أحياناً ، يحدثني أحد الأخوة عن صديق له ، يقول كنا في رحلة بالباص وكان أحد الشباب يجول بنظره في الشارع هنا وهناك ، يقول الأخ : حتى سمعته ينادي بلهجته الخليجية ( شوفوا الهندية هذي ) وراح يذكرما شده بالضبط سواء في شكلها أو فعلها ، يقول الأخ : فقلت له : فلان ... غض البصر ، يقول : فتفاجأت من الرد ! قال لي: هذه هندية ! قلت: سبحان الله ...أليست إمرأة ويجب غض البصر عنها !
المحصلة التي خرجنا بها من هذه النماذج هي فشل الهنود في انتاجهم الإنساني إذ ليس فيهم لا رجال ولا نساء ! ومن يدري ربما ليس فيهم أطفال أيضاً !
هكذا يبدو لنا الكبار أحياناً أسخف من الصغار لكن كيف يمكن للسخافة والحمق أن يصلا إلى حد المعتقد !
يحدثني أحد الأصدقاء قائلاً: كان مدرس اللغة العربية في المعهد الديني يحدثنا يوماً فكان مما قاله باللهجة المصرية ( أبو قهل رضي الله عنه ( يقصد أبو جهل ) ) فقلنا: أستاذ ، أبو جهل كان كافراً فكيف تترضى عليه ، قال: ( هوه كان كافر ! ) ، الله أكبر على الثقافة الأصيلة … وما خُفي كان أعظم !
ويحدثني آخر قائلاً: كنت أشاهد برنامجاً تلفازياً في احدى الدول العربية وهالني ما رأيته من الجهل المدقع !
يقول: كان المذيع يتجول في المجمعات السكنية ويسأل الناس ( ما هي تكملة هذا النص ( إنّ بعض الظن … ) فكانت إجابة كثير من الناس ( إنّ بعض الظن شر ) ! حتى يأس المذيع وقال ( سبحان الله ، ألا تعرفون حديث ( إنّ بعض الظن إثم ) !
ولا تدري أتضحك على هؤلاء البشر أم على المذيع الذي لا يعرف الآية من الحديث ! بل ويختبرهم فيما لا يعلمه هو !
وللفنانين إبداعات أكبر وأبرز … لكي تنسى مصائبك والطوام التي تقع على رأسك فأمامك أمرين تتعلمهم من الفنانين والفنانات الأحياء منهم والأموات !
الأمر الأول أن تذهب إلى حانة تحتسي فيها الخمر حتى تتعفن ! وتخرج من الحانة إما أن تصدمك سيارة وترتاح وإما أن تقضي ليلك تهلوس ويسألونك ماذا بك فتجيب ( اتركوني … أنا عاوز أنسى ) !
والأمر الثاني يحصل لمن لا تجد لها لقمة العيش أو فُصلت من العمل أو لم تجد مالاً لدواء أمها المريضة ، ما هو الحل عند أهل الفن؟ أن تضحي بشرفها ! أو أن ترقص في كبريه إلى الفجر ! أو أن تضاحك هذا وذا وتقضي معهم الليالي الحمراء والزرقاء والخضراء ولك اختيار باقي الألوان !
هذه ثقافتهم وتلك مخرجاتهم … عفن فني وتفاهة واسترخاص للقيم وللشرف.
وأحاديث الفنانين لا تنتهي … ومُخرجاتهم السيئة أكثر من أن تُسطر … لكن كيف هي ثقافة العامة والبسطاء في مقابل أهل الثقافة وعلى أي أساس يرتكزون ؟ ما ستقرأه الآن هو واقع تسمعه وتراه ليل نهار.
رجل أو إمرأة بلغا كذا وكذا من العمر ، يشتري أحدهما سيارة جديدة ويخشى عليها من الحسد والعين فيذبح عند إطارها دجاجة ! أو خروف ! كأنّ الدجاجة تمنع الحسد وكأنّ الخروف بين السيارة وبين كل عين يطوف !
لكن ماذا لو هرب الخروف وجرى نحو الشارع واصطادته سيارة مسرعة .. ياللخيبة .. إنه الفأل السيء ! ... هكذا يعمل عقل هؤلاء!
هذا مثال من واقع الحياة الحافلة بالعجائب والخرافات !
تُرى ماذا يفعل العقل الإنساني كذلك أمام رجل فاق البعير حجماً لكنه عجز عن تجاوزه عقلاً ، يأتي عرافاً أو مشعوذاً ويسأله عن المستقبل ! وتجحظ عيناه من هول الطالع ... يقلب كفيه على غده المأسوف عليه ، وعلى أيامه التي أجهضها الودع قبل الولادة !
تلك هي مخرجات ثقافتنا ... ثقافة قارئة الفنجان ... طريقك مسدود مسدود يا ولدي ! والولد يندب حظه ويعيش هذا الوهم!
لكنه مع ذلك ومع هذه الثقافة وهذه السخافات التي يحملها في كرة رأسه يبقى أعقل من المثال القادم !
رجل حي يتنفس الهواء وينعم بالحياة تُغلق الأبواب في وجهه ، وتلفظه الأيام من أول ضرس في فمها ، وتقذف به هنا وهناك ، ولكنه حين يطلب النصرة ويلتجأ إلى من لديه القدرة والإعانة يذهب إلى قبر ميت لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً فيطلب منه النجدة والنصرة ! حي ينادي ميت ويطلب منه المساعدة !
وللشيعة قصة طريفة ها هنا لا تقل طرافة عن ما ذكرناه ، يحدثني أحد الأخوة عن منطقة من المناطق ذات الكثافة السنية في ايران أرسلت الحكومة الإيرانية لاحدى مدارسها عالماً شيعياً لتشيع طلبتها ، يقول : فقص عليهم ذاك العالم الشيعي قصة رجل احترق كله ولم يبقى من جسده إلا يداه وصدره ، والسبب أنه كان يلطم للحسين ! ، فما كان من الأطفال إلا أن ضحكوا على القصة ! فرجع العالم الشيعي بخفيّ حنين.
كل هذا التيه وهذه السخافات تحمل بين طياتها معنى آخر جدير بالإهتمام … الضياع الذي يعيشه البعيد عن الله … والانحدار في السلوك والمعتقد
حين يعيش الإنسان لنفسه لا لتحقيق الغاية التي خُلق من أجلها ، وحين يترامى بين فكر إنساني ، مرة في أحضان العلمانية ومرة بين أحضان القومية ، ومرة بين ثقافة قالت جدتي ! ومرة بين ثقافة العهر الفني والتفسخ الخلقي ! فكيف يحترم نفسه وكيف ينظر إليها وهي بهذا السُخف !
ولذا لا تعجب حين يقول القرآن { أم تحسب أنّ أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلاً } … تراهم في الصحف والمجلات والتلفاز والمؤتمرات وغيرها لكن ذلك لا يعني بحال من الأحوال أنهم يعقلون شيئاً !

fakher
07-08-2002, 06:29 PM
بارك الله بك أخي محب.
والله مواضيعك جميلة جدا.
أخي الكريم فعلا هذا الضياع يعيشه غالب الأمة، ولو ترى المجتمعات التي يسيطر عليها العلمانييون.... مجتمعات جاهلة تماما بدينها ومنغمسة بالمعاصي والعياذ بالله.

هلال80
07-13-2002, 01:14 PM
عزيزي محب كيف حالك تمام؟؟

كلامك الطيب هذا بارك الله فيك يدل على ان المجتمع العربي وبالتحديد المجتمع الخليجي قد ابتعد عن الااسلام بشكل رهيب

يعني لماذا هذه العنصرية
سبحااااان الله الهندي هو انسان ..وكل البشر هم من خلق الله

هذا هو البطر والمال يفعل فعلته في نفوس اصحابه
الكبرياء واحتقار الناس نسال الله العافية وان يثبتنا على الايمان

محمد الخضر
07-13-2002, 01:26 PM
أخي هلال بارك الله فيك

في الحقيقة مجتمعاتنا العربية تعاني من آفات كثيرة تنخر فيها.

ولكل مجتمع بلا شك خصوصيته وآفاته التي يتميز بها عن غيره ، وصدقني آفة العنصرية في كل البلاد العربية تقريباً وإن كانت بلا شك في بعض البلدان أكثر من غيرها.

أتذكر أني حينما سافرت إلى الأردن ما كان الحي الذي عشت فيه يناديني إلا بـ (الكويتي) وكأني جئت لهم بطبق طائر من كوكب آخر!

فالنظرة إلى فلان على أنه كويتي ولفلان أنه سوري ولآخر أنه مصري ما زلنا تجرع مرارتها ، وهي في الحقيقة من أبرز معوقات الوحدة الإسلامية.